الشمسُ تُشرقُ من هُنا !

Quote: جاءَ في الأخبارِ " قناة الجزيرة " خلال اليومين الماضيين ، أنَّ سلطات المواصلات بالعاصمة المكسيكية قد اِستحدثت حافلات ( بصات ) خاصة بالنساء ، وذلك لتجنيبهن المضايقات والتحرشات " الجنسية " التي اِعتاد أن يقوم بها صغارُ النفوسِ ومعدمو المروءة. و هذا الخبر - ربما- يكون عادياً يمر مرورَ شبيهه من الأخبار . ولكنه - عندي على الأقل - يمثل سلوكاً حضاريا يراعي حاجات الإنسان ويحترمها. حيث إن " مضايقة " التحرّش بالآخرين والنساء على وجهٍ أخص ، يعدُّ جُرماً لا يغفره العقابُ فحسب ، بل تتبعه مراجعات " نفسوحضارية" يجب تنزيلها على مجمل السلوك . ما يهمني " أكثر " هنا ، هو ما حدث لي قبل أسبوعين ببلاد النهون . حيث خرجتُ مبكراً ( السابعة والنصف صباحاً) للقيام بتنقيذ برنامجِ دراسيٍّ مكثّفٍ يقتضي حضوري المبكر- نسبياً - لموقع العملِ. من محطة جُوْتُكُو الجنوبية ( مِينامي جونوكو ) حيث أمتطي قطار المترو متجهاً صوب العمل دائماً، أخذت موقعي في عربة المترو قبل الأخيرة . وعند الوصول إلى محطة " كَايَابَاشُو " عليَّ أن أُبدِّل قطاراً آخر هو خطُّ مترو " هِيْبِيَّا " . بوصولي إلى محطة كاياباشو ، كان عليَّ الاِسراع للحاق بالمترو ، فوجدت نفسي أمام العربة الأخيرة ، فاصطففتُ - كما يفعل الآخرون - ، والذي شدّ اِنتباهي أنَّ كلَ الذين يقفون أمامي نساء ، وكذلك خلفي . لاحظتُ بعض مسكوت الكلام على جباه و عيون معظم النساء ! و اليابانيون - عادةً - لا يتدخلون في أفعالِ وسلوكيات الآخرين . فجأةً اِقتربت مني سيدةٌ أمريكية وخاطبتني بتهذيبٍ ورقّة " عفواً ، هذه العربةُ مخصصةٌ للنساء فقط " . تنبّهتُ ، وخجلتُ على " برلمتي " وعدم معرفتي بلغة النيهونجن . إعتذرتُ " ملِيَّاً" و انحنيت ما استطعت معتذراً ، وغادرت إلى العربة الثالثة . وبعد سؤالي لبعض اليابانيين لاحقاً ، علمت أن العربتين الأخيرتين من كل القطارات في طوكيو مخصصتان للنساء فقط من الساعة الخامسة صباحاً وحتى التاسعة والنصف صباحاً .