ليركس مصطفى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 08:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الموسيقار يوسف الموصلي(Elmosley)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-02-2007, 10:38 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليركس مصطفى (Re: khatab)


    النقد ثقافة عسيرة وشاقّة وسط بيئة ما تزال خاماً، وعلى أتمّ الاستعداد لإلصاق وصفة "الهجوم" على أية محاولة اقتراب من أعمالٍ فنيّة ما بهدف القراءة أو الاستتباع المُحاصِص. هناك حَجْر شائك قائم في هذه النقطة منذ أمدٍ بعيد. لتكون حصيلة التدارس النقدي لدينا صفراً على الدوام، وتصب في خانة أحاديث المجاملة والتطايب على مانشيتات الصحف. ولتبقى دائرةُ استقصاء القيم الجمالية هذه وتأبيرها بسؤل الجدوى -عندنا- محفوفةً بخلق العداءات وسط البيئة الفنية، ومهدَّدةً بالطفو بها في غير يمّها. ولكن إهمال هذه الناحية قطعاً يمثّل أُساً خطيراً في غفلان ذاتنا، وجهلنا لها. وتأسيساً للردة الفكرية والجمالية بكافّة صورها المُدَمِّرة. الأُمم التي تُسائل تجاربها هي وحدها التي تمتلك فكرةً عن كينونتها ومراتبها في سُلَّم العدم والوجود. بأي حال إنّي نوعٌ يعبئ محبرتَه بشظايا ما يفلّيه من جسده من قصف الآخرين. ملتزمٌ رؤيتي دونما عصبية. وأعتد بإطلاق الكلمة وحدها، وإن تلمّس الآخرون غدّاراتهم بدل الأفكار. ومهما حشوها تحت مسامعي بحيث أسمع تلك الرهبة الخافتة، رهبة وقوع كل طلقة على حدة في ماسورتها، كخرش المعاول للأرض قادحةً بشررِ ما يحفر اللحد بدلاً عن الأصيص. ومن ناحيتي فلن أهتم أبداً، إذ إنّ عُمُري لم يعد يكفي لـ"رؤيتي" و"الخوف منها" معاً. ومكان الخوف في قلبي تركتُه لأشجار أجَلٍ لا يسلبها رُهابُ العدم يَنْعَها مهما تنكَّر. وما أيسر أن تستبدل ذلك الينع بآخر عبر فكرة موازية أو مضادّة.
    ***
    مما يؤسف له حقاً أنّ الحداثة في الكتابة العربية لم تُقَدُّ إلا من دُبر التكنيك المُبرأ عن الوعي الفعلي بجوهر الحداثة، (هنا)، في نقطة الوعي الحداثي هذه بالتحديد، تكمن مشكلة حداثة الكتابة العربية. فهي حداثة نشأت وسط أُمّيتين ومسغبة وجريمة. أولاً أُميّة هذه الشعوب التي يُؤتمر بها التحديث. وثانياً الأُميّة المزدوجة لهؤلاء المحدِّثين أنفسهم بتراثهم، وهذي النقطة (أ). وأُميتهم بالمحتوى الفكري الحقيقي للحداثة الغربية التي يودّون مطابقتها المجرى بالمجرى، لا مفارستها -من فَرَس- الرهان بالرهان، وذي النقطة (ب). أمّا المسغبة التي عنيتها فهي عزوف الأُجراء في أقسام الفلسفة عن التعاطي في مسائل النقد الفنّي. لماذا؟ لأنّهم بالأساس أُجراء فلسفة، أي حملة دكتوراة غير موهوبين ولا أصحاب مشاريع فلسفية. درسوا الفلسفة لكي يعملوا أجراء فقط في الأكاديميات التي تُزَيِّن بعض أقسامها بشُعَب للفلسفة. هذه المسغبة هي ما جعل مهرِّجي أعمدة صُحف التسلية يفتحون منها بالمرّة دكّانات نقد -على الماشي- تبتذل كل معرفة في الوجود كانت. وتستعبط على وجه الخصوص في حارة النقد الفنّي، التي أراها ميداناً عسيراً لا يجب أن يقترب منه إلا الفلاسفة الأصيلون وأصحاب المشاريع الفلسفية المُلْهَمة والمبتكَرَة.
    أمَّا الجريمة فقصدتُ منها "الهرطقة" داخل الأعمال الفنية بزعم الحداثة شكلاً في الكتابة وكيفية إعدادها، ونواةً في أخيلتها ومحتواها الذي تبثّه بصورها المُرَكَّبَة. وهذه "الهرطقات الحديثة" ليست حكراً على الكتابة فحسب، بل هي ظاهرة اكتسحت التشكيل والموسيقى وكافّة ضروب الفنون. ما فَتَكَ بالجيد من رؤى التحديث الحقيقية والجادّة، وما جعل الناس تتمترس خلف كلاسيكياتها وترفض هذه الحداثة التهويمية سواءً الضالّة منها أو الرشيدة. فمن بوسعه تضييع يومٍ كاملٍ في هذا الزمان الشحيح والضَنِك، لكي يعثر على سطر جيّد واحد عبر ديوان كامل من الشعر! أو على لوحة جيّدة واحدة عبر عشر سنوات من رسوم مهرطقة لأحدهم!؟ وفي تقديري أنّ مصطفى أُوتِيَ من قِبَل هذه الناحية تحديداً. بوصفه المغامر الوحيد الذي ألقى بتجربته في لَجَب هذه الحداثة بكل نفاذٍ للرؤية واستباقٍ لمحايثيه. وهو في اعتباري له المغنِّي السوداني الوحيد الذي يمكن نعته بـ"الرؤيوي". لذا هو أيضاً من مُنيت تجربته بأخطاء الحداثة، التي وصلتنا في شعرنا كفرح عابث وطفولي برص المفردات الخلابة، دون أدنى رابطٍ وظيفي، استاطيقي، أو منطقي. ودون أن تُفصح مجاورة هذه المفردات لأخواتها عن أي أكمامٍ لمخبوءاتٍ ما. فجاء بعضُ الليركس الذي استخدمه مصطفى كعملية انتحار مجاني بالمفردات إلى ما لانهاية. فبنظرية الغرفتين والبرندتين -سالفة الذكر ذاتها- هجمت أعدادٌ لا تُحصى من الناس على الكتابة لتجعل منها هرطقات لا جدوى من ارتقابها في أي إفصاح كان. يكفينا أن نُلقي نظرة يسيرة لكمية القصائد المهولة المُنتجة بتفعيلة: فَعَل فِعلك فَعَال. وهي: نَكَر صوتك صداك، لعاطف خيري. يمكنني أن أقول بالفعل وليس جُزافاً ولا من باب ضرب المُثلات، إنّ الهرطقات المنتشرة هذه كلّها تحاول تقليد ما أجاده عاطف في ترسيم دربه وفنّه بكل استبصار محنّك. وعاطف بربيت آخر في شعرنا السوداني سأتركه لحين الحديث عن الشعراء، من هم؟ وما هي مراتبهم عندي!؟ لأكثر من عشر سنواتٍ لم أسمع صوتاً أصيلاً في الشعر السوداني إلا لدى أشخاصٍ جِدُّ قليلين ويُحْصَون على رؤوس الأصابع. المهم أنّ هذه الهرطقات في الفنون جميعها وجدت مهرطقين في أعمدة الصحف -النقّادة، من نَقَدَ الدجاجية- نصّبوا أنفسهم دلالين بعماء آخر، متسابقٍ بكل ضراوة مع هذه الأعمال العمياء. فأين استبصارنا نحو هذه الفوضى! ومتى مساءلتنا لما أنجزناه فعلاً، ولما هو في تُباب ولغو.
    هذا حديث يطول وأدّخره للورقة الثانية التي أتناول فيها الشعر السوداني المحض لا ليركس مصطفى.
    وإنّي هنا بصدد الليركس فحسب، ولا يستهدف نقاشي ماهيّة الأغنية في تمامها. ولا حتى تخريجاتها الموجودة أو المدّخرة لها في المستقبل، أبداً، بل هَمَّي هو الارتكاز على مفهومها البسيط الذي ينهض من الكلمة واللحن وبهذه التراتبية "الوجودية -من الوجود السابق للجوهر". بحسبان أنّ الكلمة سابقة على اللحن. وموضوعة نقاشنا هي هذه الصيغة حصراً والتي اخترنا منها شق الكلمة فقط، الناحية التي يمكننا أن نُدَبِّر في بيئتها بعض المُرَشِّحات والرؤى.
    وأعتبر هذه المُرَشِّحات والرؤى خاصَّة بالليركس -مع استثناء- أن يكون الليركس المأخوذ ذاته نصاً شعرياً، ولأحد الكُتّاب الذين أعدّهم من الشعراء فعلاً، من خلال رؤيتي الخاصّة للمسألة. لأنّ مصطفى ناوب بين الليركس والشعر في تناوله وكذلك فعل مُحَمَّد وردي في أعمالٍ له ناجحة للغاية، كنص "جيلي أنا" لود المكي.
    والفرق الأبجدي عندي بين كاتب الليركس والشاعر، هو أنّ الأخير من يصنع وجوداً كاملاً بنفسه. ما يملي عليه بالضرورة صُنع رؤيته ولغته وَفْقَ تصوراته الخاصة وقدراته. يطحن لغة المجتمع الثيِّب ليصنع منها عُذرية صلصاله الإبليس. الذي لن ينحني ذات يوم، ولن يُفَرِّط في التجريب والاكتشاف مهما وقع به فعل الطرد والنفي. لذلك فإنِّي أعتبر أي مباشرة هتافية بالقصيدة هي نقلٌ لها من آفاق الشعر إلى وتد الليركس. فالشاعر الحق يتفؤأد بشاغل المجتمع ولا يتزيأ به. ويعمل على تثويب رؤاه الخاصّة في فساتين زفافات جديدة مع كلِّ نَفَس بحوزته. ولذلك اختار الحداثيون مفردة "الرؤيوي" لوصف الفنّان الحداثي عموماً.
    والشاعر الحق غير، وكاتب الليركس غير. لأنّ الشاعر بفعل الوعي الفنّي المتكامل لديه يعاف تلك العزومة الاجتماعية المعدَّة من رؤى وكلام المجتمع، التي هي أُس الليركس وجوهره، فما الجديد في هذا الليركس أدناه:
    مسامحك يا حبيبي
    (عفيت لي!؟ يا زول المسامح ربنا، مسامحك يا أخوي/ أختي).
    مهما قسيت عليّ
    (مالو قلبك قاسي كدي يا زول، زولاً كعب بالحيل).
    قلب أبيض/ أسود.. وكلّك حسن نية
    وأبيض/ أسود القلب، حسن النية، هذه ممضوغات أممية وعابرة للقارات)
    أنا عارف خصامك
    غضبك في كلامك
    ما من جُوه قلبك
    كلو علي لسانك
    هذه صياغات جميلة حقاً، ومطربة دون شك، ولكن ما الجديد هنا من أفكار أو رؤى أو لغة؟ هذا الكلام لا يحتوي جُملةً واحدة غير أممية ومستخدمة في أنحاء الدنيا كلّها. الفرق الوحيد هنا هو "صياغة وتركيب" هذا الكلام في شكل ليركس/ شعري. وهذا عندي اسمه الليركس وليس الشعر. والليركس هنا حالة من إثمار المجتمع في كاتبه، ونموِّ رؤاه ولغته -مُجترَّتين- على لسانه.
    فالخلاصة هي أنّ دور الكاتب لم يزد على (الصياغة الشعرية) إذ لا "جديد" هنا في هذا الليركس ولا في 90% ممّا هو مكتوب من ليركس الدنيا كلّها، ناهيك عن السودان. فالكلام مكرَّر ومدروش منذ بداية الكون وتحمله ثقافات المجتمعات كلّها في قلب لغتها اليومية. وهذه اللغة اليومية هي بالضبط لغة الليركس أينما وُجِد. بمعنى أنّه يُصنَّع من هذه الكؤوس المكبوبة للجميع. كؤوس لغة الـrat race كما يُسَمِّي بوب مارلي أغنيته الشهيرة. وهو بالطبع أنصع نموذج للتدليل على رؤيتي هذه. أذكر أنّ أحد الشباب هنا قال لي: إنّ مصطفى يشبه له أو يذكّره ببوب مارلي. وقلت له ما معناه: حرام عليك، لقد ظلمت مصطفى ظُلم الحسن والحسين. شتّان ما بين وعي مصطفى الفنّي ووعي بوب. وما بين الوعي المُتَوفِّر في ليركس/ شعر مصطفى وليركس بوب. مصطفى له شعر وليركس، أمّا بوب فليركس فقط. ولذلك أنا أسميتُ موضوعي ليركس مصطفى واستبعدتُ شعره لأنّ تركيزي وعملي الأساسي لن يكون عليه إلا كاستشهادات. وقد أضفت قائلاً لذاك الزميل الذي غابت عنَّي مداخلته الآن: إنّ مصطفى عندي من فصيلة العظماء أمثال بوب ديلان. وهذا تقديرٌ منّي أنا مستمسكٌ به للغاية، ولكن مع اختياراتٍ لي من أعمال مصطفى محسوبة وبعينها. لأنّ هناك بعضاً من أعماله تندُّ حتى عن مستوى الليركس العادي.
    إذن كاتب الليركس هو من له موهبة توليف الشعر، وهي موهبة أخرى وأدنى من موهبة الوعي الفني المتكامل التي تُمَكِّن الشاعر من انتهاج خطٍ جديدٍ تماماً، وعلى صعيد كافّة المناحي والأدوات. أمّا الليركس فعماده:
    1- مفردات يومية
    2- جُمل جاهزة
    3- صور جاهزة
    4- مقولات جاهزة
    5- وعي إنساني/ وجودي جاهز
    6- (("وعي فنّي")) مجتمعي، جاهز
    وإنِّي هنا أركِّز على الوعي الفني أكثر، وأُشَدِّد عليه بكل لؤم متوفّر إن شئت. لأنّ الوعي "الإنساني" و"الوجودي" بكافّة أشكالهما سهلان وتُوَفِّرهما وتطوِّرهما "القراءات". وإن لم تُوجد القراءات توفّره حركةُ المجتمع نفسها إن قصّر عن توفيره الفنّان/ الشاعر. فهو يعمل ضمن منظومة الحضارة الإنسانية وما بلغته في شموليتها. الليركس مثلاً يقتات بشكل أساسي على الوعي المتوفّر هذا وبنفس صياغات المجتمع اللغوية له. لذلك هو معرّضٌ لأن يتبنى أخطاء المجتمع، ولأن يرشُد حين يرشدوا.
    ولكن المشكلة الفنيّة الأبعد تعقيداً من ذلك تتمثّل في توفير "الوعي الفني" الذي هو متروكٌ للفنّان وليس لأحدٍ غيره. وفنّان الليركس يستلف أيضاً الصياغات الفنيّة المتوارَثة للمجتمع كما هي. وبحجم موهبته في مسألة "الصياغة" هذه تتمثّل كلّ خصوصيته الفنيّة. في حين أنّه كان من الواجب عليه أن يختلف هذا الوعي الفنّي عنده عن غيره من الفنّانين، بالضرورة. لترسيم المنهج الخاص بالفنان، رؤاه، وإسهاماته الفردية في التطوير الفني، وهذا ما كان أساساً وميزاتٍ للفنّانين العظماء كلّهم ولأعمالهم الفنيّة الخالدة.
    أمثلة "الوعي الإنساني" كثيرة جداً كالوعي بالأخلاق والسياسة من باب التنويه لا الحصر. أي وعي العيش إجمالاً والمعاملات المرتبطة به. أمَّا "الوعي الوجودي" فمن جنس المتعلّق بقضايا اللاهوت والهُويّة كمثال. أي وعي نظرتنا إلى هذا العيش وإلى وجودنا بأكمله.
    الوعي بالهُويّة عندي يقع في مباحث الوجوديات وليس السياسة. ويا لها من عبقرية منشودة حين يتحلَّى الفنّان بوعيه الخاص على كافّة هذه الأصعدة، ثم يخترع لها "وعيه الفنّي" الخاص أيضاً الذي يقدّم خبراته به ومن خلاله.
    ولنأخذ شاهداً على مسألة الوعي الإنساني والوجودي والفنّي هذه، وعلى حركة تطورهما اجتماعياً من عَمَلِ صاحب "الحوليات" زهير بن أبي سلمى المُتوفى عام 609م. ومن سُمِّي بصاحب "الحوليات" لأنَّه يكتب القصيدة في شهر وينقِّحها ويهذبها في عام، كما قيل. ومع ذلك انظر لوعيه الإنساني في قوله:
    ومن يجعل المعروف في غير أهله ... يكن حمدُه ذماً عليه ويندمِ
    فمن هم أهل المعروف في التعريف المجرّد عن المصالح والتنافع؟ أليسوا هم المعوزون لهذا المعروف دون تمييز!؟ ولكن لا، الشاعر هنا يتوقّع "الحمد والثناء" كمنفعة مرجوّة ومرتقبة من صُنع المعروف. ولذلك هو يوصي غيره بأن لا يضعوا معروفهم إلا في أيدي من يحفظون ذلك المعروف.
    وهذا القول لشاعر "مُشْرِك" كما جرى الاصطلاح في بيئة المسلمين. إذن ماذا بوسع شاعر مسلم أن يطوِّر في هذه الفكرة بعد دخول الأيدلوجية الاجتماعية للإسلام؟ التي تحمل في طيّاتها رؤية جديدة للمنفعة، وهي أنّ الله وحده ونفسه من يتدبّر تقييم المعروف ونقيضه. وهو من يقوم بمكافأة صانعي المعروف بأي حالٍ من الأحوال، إن كافأهم الناس بالحمد والثناء وإن لم يفعلوا. وهنا يقف شاهد الشاعر جرول بن أوس المشهور بـ"الحطيئة" والمُتوفى عام 665م. في قوله:
    من يفعل الخيرَ لا يَعدَم جَوازِيَه ..... لا يذهبُ العُرفُ بين الله والناسِ
    وهكذا تقوِّض هذه الرؤية الشعرية سابقتها وتنسخها من ناحية الفكرة والمضمون. وبذا نجد أنّ وعي الشاعر الإنساني فقط هو ما ارتقى درجةً، على صعيد المباحث الإنسانية. أمَّا "الوعي الفنّي" لدى الشاعرين فلم يحدث فيه أيُّ تغيير كان، ولم يَنْمُ ولو امتداد ظُفر. فمعالجة زهير للكتابة الشعرية هي ذاتها معالجة الحطيئة، المخزّنة مما قبل زهير حتّى أيام الحطيئة في دولاب فنّيات الخليل ذي الضلفتين. فمعلّقة زهير من بحر "الطويل" وأبيات الحطيئة من بحر "البسيط".
    ثم يمضي الزمان ويأتي شاعر ليركس سوداني، عاش في واقع حضاري أكثر تقدِّم وإنسانية ليقول:
    (لو أكون زول ليهو قيمة
    أسعد الناس بوجودي
    زي نضارة غُصن طيّب
    كل يوم يخضرَّ عودي)
    وتستمر كلمات هذا الليركس حتى النهاية في العطاء، بلا أي شروط حول تقديم المعروف. ودون أدنى ارتقاب لمكافأة، سواءٌ من الله أو من قبل هؤلاء المستفيدين من المعروف. فقط هذا الشخص يُريد أن يسعد الناس بوجوده، مثلما تفعل الشجرة ظلاً وثمراً وخشباً بالمجان الصافي. لأنّ هذه طبيعتها التي وُجِدت بها، وما هي بمخططات لها تتوقّع استنفاعٍ ما، إنْ من الناس أو الله.
    وهذه النظرة ستجدها بصياغات ثانية كثيرة، لأنّها نتاج لتطور المجتمعات نفسها وبسببٍ من ارتقاء حضاري شامل. والوعي الفنّي هنا ينقطع عن مواصلة خُطّة الخليل بن أحمد بحذافيرها، أي ينجو من ذلك الدولاب في شكله الحرفي، وإن يحتفظ بمواصفاته في عطائه الموسيقي الخاتم. ولكن هذا المقطع ذاته يقع من الجهة الثانية و-حرفياً- في الوعي الفنّي العام للكتابة السودانية التي سبقته. ومع أمثلة أخرى تنتهي -على سبيل المُثلات- بمحمّد عبد الحي، ود المكّي، عاطف خيري، الصادق الرضي، نجلاء التوم، أحمد النشادر، يمكننا الوصول إلى نتائج متطورة على كافّة أصعدة الوعي الإنساني، الوجودي، الفنّي.
    ففي تقديري أنّ اتساع الوَعْيَيْن الإنساني والوجودي واجهه ضيقٌ في أوعية وأدوات الفن ومادّته ذاتها. ما حدا بالفنّانين لاتخاذ تدابير وتوسعات من شأنها استيعاب هذا الاتساع. فوجود الحداثة عندي بالإضافة لإعمال روح الابتكار، أيضاً خلقته "الحاجة". لأنّ الاستهلاك لما هو متوفّر ومجترّ يشكّل "حاجة حقيقية" ولها وظيفة، غير مصطنعة ولا زائفة في اجتراح رؤى وبصائر وأساليب ثانية. كما فعل مصطفى في مدرسته الغنائية بالضبط.
    فالكتابة الفنيّة الآن تطمح إلى الخروج من لغة المفردة إلى لغة اللغات مجتمعة. كأن تقول لحبيبة إنّك تُحِبُّها عبر لغة ينزّ بها الجسد كلّه. افتضاحاً بلغة العيون الشهيرة وحتى الرعشة السرية لأنامل هذه اليد وهي مخبأةٌ في راحة الأخرى. بالإضافة للغة السلوك.. كأن تكون لحبيبتك أمنياتها دون طلبٍ منها، هديتها المناسبة في وقتها المناسب مثلاً، تشغيل أغنيتها المفضّلة في مشوار معها بالسيارة. وأيضاً بإضافة لغة الذكرى والحنين، وهذه صيغ صوفية للّغة والتواصل.
    وهذا عندي لا يعني أنّ الفنون قفزت فوق ما يؤمِّل فيه الوعيان الإنساني والوجودي، وإنّما يزيد في تصنيفات هذه الفنون ذاتها أصنافاً جديدة. كمحاولاتي هنا مثلاً لفرز الشعر عن الليركس. والليركس نفسه سيتشعّب ويتعقّد أكثر حينما نتناوله وهو في صيغة الفيديو كليب، إذ ستنضاف السينما بكل تشعباتها إلى موضوعة الليركس.
    لو أخذنا مادّة الهُويّة هذه كنموذجٍ لأجل توضيح موضوعة الوعي مثلاً. نجد أنّ قصيدة وليركس (أنا سوداني أنا) بشكل حاسم وبسيط للغاية تقول:
    نحن من نَفَرٍ عمّروا الأرض حيثما قطنوا...
    وهي بذلك تقصد العرب وحدهم، وتقصّر حتّى عن الوعي الوطني في ليركس إسماعيل حسن حين يقول:
    عرب ممزوجة بدم الزنوج الحارّة ديل أهلي
    ولاحظ أنّ الكاتبين يلتقطان أحاديث وجُمَل المجتمع الشمالي برؤيته ولغته ذاتيهما، دون أدنى شُغل أو تأمّل فيهما. ولكن قصيدة (أنا سوداني) التي هي في الحقيقة (أنا شمالي لا غير) أوقح في امتداداتها من قصيدة إسماعيل حسن، فهي لا تعتبر حتى هذا التمازج الإسماعيلي ولا تعيره أدنى التفات، إذ تقول:
    دوحة العُرب أصلها كرمٌ وإلى العُرب تنسبُ الفطنُ
    هكذا، بكلّ تقريرية فجّة، يسلّم إلى العرب النبوغ وحدهم، ودون غيرهم من شركائهم في المكان. و"دوحة" هذه صارت "لوحة" في تحريفات الشباب الصاعدين. فيا لحسرة الشاعر والعطبرواي معاً في دوحتهما العربية الخالصة والتي لم يؤتَ الفطنة والذكاء إلاها.
    وهذا كلامٌ مردودٌ على الصعيدين الإنساني والوجودي، لأنّه يستبطن "العنصرية". لو تحدّث الشاعر عن الهُويّة فحسب واختار لنفسه الانتساب إلى العرب لما لامه أحد، فهو حُر. أمَّا أن يميّز تراتبياً وعلى صعيد القيمة من هم غيره، في درجات ذكاء أدنى منه، فهذا هو الشأن المرفوض جملةً وتفصيلاً. وإنّي أرى أنّ الوعي بالهُويّة هو موضوع آخر غير العنصرية. العنصرية جريمة مآلها العقاب ولا سواه. أما الهُويّة فتصوُّرُ الكائن لذاته في الوجود. وهو اختيارٌ وحقٌ مكفول له، من جُملة حقوق الكائن في التعبير عن ذاته وتفاعله مع وجوده.
    ووعيي بهويتي الشخصية غير وعيي بدولتي ووطني، لأنّ السودان قارة بكاملها. لا أنا فيه الآخر، ولا الآخر فيه أنا، والشراكة التي تجمعني بالآخر لا يمكن لعاقلٍ تسميتها بالهُويّة. عن نفسي أنا شخصٌ في الوجود كبقية كلّ الأشخاص هُويّتنا الوحيدة المُتحَقَّق منها هي الإنسان. ويمكن هنا مراجعة ما كتبته عن الإنسان المجرّي. وربما يتقاتل بنو وطني إلى ما شاء اللهُ لهم، وفي النهاية ما من طريق أمامهم، سوى أن يحصّلوا حضارة الغرب لدى فكرتها الجوهرية في تأسيس الدولة ذاتها، الوعاء الذي يستوعب الناس كلّهم بدون أي فروقات كانت، ولا يهتم مطلقاً بنقاش مسائل غامضة وبليدة كتصفيف ومكيجة الناس في هُويّة واحدة مستحيلة قطعاً. وفوق ذلك -في الغرب- يرفدون أهل كلّ ثقافة من هذه الثقافات التي تحتويها الدولة بما يكفل عيشها واستمرارها احتراماً لمجمل إرث الإنسانية في التنوُّع والتعدُّد.
    ولأنني سأركّز نقاشي على ليركس مصطفى وحده فحتماً سيجرني الطريق لألامس قليلاً الزاوية التي وردت عبر هذا الليركس وتصوراتها لحلول الهُويّة. ما الذي يجعل مصطفى مثلاً يغنّي في حضرة الحزب الشيوعي السوداني: إنهم يأتون، من خلف رام الله ومن جبل الزيتون. بوسع سياسي أن يحتج: مالنا نحن ومال رام الله والزيتون!؟ شخصياً ليس بوسعي أن أوجّه سؤالاً سياسياً لعمل فني كأن أتساءل مقترحاً على فنّان آخر: أين كاجو كاجي مثلاً؟ ولماذا لا يأتي المخلّصون هؤلاء من جبال ليريا أو النوبة أو التاكا؟ هذا سؤال لا يجوز بوسط الفن بالنسبة لتصوراتي وتقديراتي الفنيّة من زاوية الإملاء على الفنّان "مادّة" يجب عملها بداخل فنّه. ولكنّي سأسأل عمّا ورد فعلاً، وهذا حق مكفول لي، أي نقاش ما ورد فعلاً في القطعة الفنيّة ولم أقترحه أنا على صاحبها. بوسعي السؤال عن رام الله التي جاءت بدلاً عن كاجو كاجي وجبل الزيتون بدلاً عن جبال القنقليس والفافاي؟ ومسألة الوعي بجميع أنواعه، الوجودي، والسياسي، والرؤيوي مسألة شائكة التعقيد بداخل الفنون. ففنّان ذو قدرات ووعي فنّي أصغر من مصطفى بكثير، كالنور الجيلاني مثلاً، تجد أنّ أعماله "فيفيان" و"جوبا" من ناحية الوعي الإنساني والوعي السياسي بشركاء الوطن أنضج من اللحظة التي اختار فيها مصطفى أن يتبنى -ويا للغرابة- في لحظة شيوعية بحتة تصوراتٍ دينية لا تخصّنا إلا من هذه الزاوية الضيّقة جداً. زاوية ارتهان خلاصنا بخلاص المسجد الأقصى الذي يخصّ في أضيق الحدود المسلمَ المستعرب، أو المسلمَ الإفريقي، في السودان، دون بقية إخوتهم من سائر السودانيين. وفي ذات الوقت، لمصطفى رؤية ثانية مع عمل آخر يقول فيه عاطف خيري: (المارق منّك رجّع للعتمور العرب العاربة، وللغابات الزنج الهاربة، وأدّى الكون مفتاح الحل). فالتأويل المحتمل للنص هنا، هو "الانفصال" أو حق الجنوبيين في تقرير المصير، أي رؤية النص بوسع كلٍ منّا أن يذهب في حال سبيله. أمّا مصطفى فقد قام بتعديله وغنائه هكذا:
    (المارق منّك رجّع للغابات العرب العاربة، وللعتمور الزنج الهاربة، وأدّى الكون مفتاح الحل). والتأويل هنا، بعد التعديل، يجنح ويسعى إلى "الوحدة" والتمازج على ضوء النص كلّه، ولو أسعفتني الظروف سأقوم بقراءة النص كاملاً وَفْقَ تأويلي الخاص بالطبع.
    إشكالات ما عُرِف بقضايا الهُويّة ليست مسعاي في مناقشة ليركس مصطفى كما أسلفت. بل مقصدي المتعيِّن والمرصود لي هو إشكالات الليركس نفسها. التي تقع في باب ما هو فنّي، من الأخيلة والمنطق والصور ولغة هذه الصور. بحسبان أنّ نقلة مصطفى الحقيقية والمُسْتَحِقَّة بالفعل لوصفة "النقلة" هذه، رافقتها الكثير من حماسة التجريب كما أرى، فلم تنجُ بعضُ أعمالٍ له من ضعف ملحوظ لدى نقاطٍ واضحة منها. علاوة على أخطاء كثيرة في الأبنية الشعرية ومفارقات في المنطق وهرطقات رسمية أيضاً، أدّاها مصطفى دون تحقيق. وهذا شيءٌ متوقعٌ وجائز لكل تجربة إنسانية جديدة. خصوصاً أنّ تجربة مصطفى الغنائية رافقتها معاناته الصحية التي بدا صراعه معها ينعكس كاستعجال في أعمالٍ له ربما تفتقر لأدنى مواصفات الأغنية ناهيك عن التجويد. مثالي الواضح منها هو عمل مصطفى على النص الجميل والعبقري (غناء العزلة) للصادق الرضي، فقد جاء كعمل شائه للغاية، ولكم تمنيتُ لو أنّ مصطفى تناوله باكراً كي يصل معه إلى صيغة غناء حقيقية كالتي توفّرت لعمله المجدلية على سبيل النموذج.



    ---------------------

    -يُسْتَتبَع-

    (عدل بواسطة محسن خالد on 10-03-2007, 01:14 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
ليركس مصطفى محسن خالد09-30-07, 09:15 PM
  Re: ليركس مصطفى محسن خالد09-30-07, 09:20 PM
    Re: ليركس مصطفى محسن خالد09-30-07, 09:24 PM
    Re: ليركس مصطفى Elmosley10-19-07, 01:01 AM
  Re: ليركس مصطفى Emad Abdulla09-30-07, 09:37 PM
  Re: ليركس مصطفى أبو ساندرا09-30-07, 09:55 PM
  Re: ليركس مصطفى esam gabralla09-30-07, 10:21 PM
    Re: ليركس مصطفى خدر09-30-07, 10:30 PM
  Re: ليركس مصطفى عبد المنعم سليمان09-30-07, 10:49 PM
    Re: ليركس مصطفى khatab10-01-07, 06:35 PM
      Re: ليركس مصطفى محسن خالد10-02-07, 10:38 PM
        Re: ليركس مصطفى محسن خالد10-02-07, 11:04 PM
        Re: ليركس مصطفى Manal Mohamed Ali10-02-07, 11:14 PM
  Re: ليركس مصطفى عبد المنعم سليمان10-02-07, 11:20 PM
  Re: ليركس مصطفى الملك10-03-07, 03:40 AM
    Re: ليركس مصطفى محسن خالد10-03-07, 01:55 PM
  Re: ليركس مصطفى Ali Alameen10-03-07, 02:33 PM
    Re: ليركس مصطفى Kostawi10-03-07, 05:12 PM
      Re: ليركس مصطفى ابو جهينة10-03-07, 07:14 PM
        Re: ليركس مصطفى nadus200010-04-07, 07:47 AM
          Re: ليركس مصطفى yasir Abdelgadir10-04-07, 02:09 PM
  Re: ليركس مصطفى سمندلاوى10-04-07, 08:12 PM
    Re: ليركس مصطفى najua hussain10-04-07, 08:47 PM
      Re: ليركس مصطفى bent-elassied10-05-07, 09:19 AM
        Re: ليركس مصطفى صلاح شعيب10-05-07, 10:32 AM
  Re: ليركس مصطفى أحمد الشايقي10-05-07, 11:28 AM
  Re: ليركس مصطفى فيصل عباس10-05-07, 12:26 PM
  Re: ليركس مصطفى سمندلاوى10-05-07, 10:03 PM
  Re: ليركس مصطفى سمندلاوى10-05-07, 10:04 PM
  Re: ليركس مصطفى Agab Alfaya10-06-07, 10:19 AM
    Re: ليركس مصطفى Agab Alfaya10-07-07, 07:36 PM
  Re: ليركس مصطفى سمندلاوى10-07-07, 10:03 PM
  Re: ليركس مصطفى Agab Alfaya10-09-07, 06:32 AM
    Re: ليركس مصطفى Ahmed Yousif Abu Harira10-09-07, 07:03 AM
      Re: ليركس مصطفى محسن خالد10-09-07, 01:42 PM
        Re: ليركس مصطفى محسن خالد10-09-07, 01:51 PM
          Re: ليركس مصطفى Elmosley10-09-07, 09:25 PM
        Re: ليركس مصطفى Elmosley10-15-07, 09:01 PM
          Re: ليركس مصطفى saif basheer10-16-07, 12:23 PM
        Re: ليركس مصطفى Elmosley10-16-07, 04:32 PM
        Re: ليركس مصطفى Elmosley10-17-07, 08:21 PM
  Re: ليركس مصطفى Masoud10-09-07, 09:42 PM
    Re: ليركس مصطفى عبدالله الشقليني10-11-07, 01:16 PM
      Re: ليركس مصطفى محسن خالد10-12-07, 05:39 PM
        Re: ليركس مصطفى محسن خالد10-12-07, 05:44 PM
        Re: ليركس مصطفى Elmosley10-12-07, 11:02 PM
          Re: ليركس مصطفى خدر10-12-07, 11:50 PM
            Re: ليركس مصطفى محسن خالد10-13-07, 06:09 PM
              Re: ليركس مصطفى Osman Musa10-13-07, 06:17 PM
                Re: ليركس مصطفى محسن خالد10-13-07, 06:20 PM
                  Re: ليركس مصطفى الجيلى أحمد10-13-07, 09:17 PM
            Re: ليركس مصطفى Elmosley10-16-07, 04:16 PM
  Re: ليركس مصطفى سمندلاوى10-14-07, 09:05 PM
    Re: ليركس مصطفى محسن خالد10-14-07, 09:59 PM
      Re: ليركس مصطفى محسن خالد10-14-07, 11:13 PM
        Re: ليركس مصطفى محسن خالد10-15-07, 06:55 PM
          Re: ليركس مصطفى Agab Alfaya10-16-07, 07:47 AM
  Re: ليركس مصطفى سمندلاوى10-15-07, 08:48 PM
    Re: ليركس مصطفى محسن خالد10-17-07, 00:57 AM
  Re: ليركس مصطفى Ashraf el-Halabi10-17-07, 01:01 AM
    Re: ليركس مصطفى محسن خالد10-17-07, 01:18 AM
      Re: ليركس مصطفى mansur ali10-17-07, 05:41 AM
  Re: ليركس مصطفى Agab Alfaya10-17-07, 06:36 AM
    Re: ليركس مصطفى Agab Alfaya10-17-07, 07:12 AM
      Re: ليركس مصطفى mohmmed said ahmed10-17-07, 07:45 AM
        Re: ليركس مصطفى saif basheer10-17-07, 09:59 AM
          Re: ليركس مصطفى Adil Al Badawi10-17-07, 02:51 PM
            Re: ليركس مصطفى munswor almophtah10-17-07, 05:59 PM
  Re: ليركس مصطفى Agab Alfaya10-17-07, 08:12 PM
  Re: ليركس مصطفى Elmosley10-17-07, 11:24 PM
  Re: ليركس مصطفى Elmosley10-18-07, 00:48 AM
  Re: ليركس مصطفى Ashraf el-Halabi10-18-07, 01:30 AM
    Re: ليركس مصطفى Elmosley10-18-07, 04:12 AM
  Re: ليركس مصطفى يوسف الولى10-18-07, 02:32 AM
  Re: ليركس مصطفى Agab Alfaya10-18-07, 06:24 AM
    Re: ليركس مصطفى Elmosley10-18-07, 01:03 PM
  Re: ليركس مصطفى Agab Alfaya10-18-07, 08:28 PM
  Re: ليركس مصطفى Agab Alfaya10-18-07, 08:43 PM
  Re: ليركس مصطفى Elmosley10-19-07, 03:52 AM
    Re: ليركس مصطفى عبدالله الشقليني10-19-07, 07:01 AM
      Re: ليركس مصطفى Elmosley10-19-07, 02:04 PM
  Re: ليركس مصطفى Agab Alfaya10-19-07, 07:51 AM
  Re: ليركس مصطفى Agab Alfaya10-19-07, 08:02 AM
  Re: ليركس مصطفى سمندلاوى10-19-07, 08:40 AM
    Re: ليركس مصطفى mansur ali10-19-07, 09:18 AM
      Re: ليركس مصطفى محمد سنى دفع الله10-19-07, 10:58 AM
  Re: ليركس مصطفى Adil Osman10-19-07, 01:01 PM
    Re: ليركس مصطفى Adil Osman10-19-07, 01:43 PM
  Re: ليركس مصطفى Elmosley10-19-07, 02:22 PM
    Re: ليركس مصطفى خدر10-19-07, 03:45 PM
    Re: ليركس مصطفى mansur ali10-19-07, 03:52 PM
      Re: ليركس مصطفى Elmosley10-20-07, 03:03 AM
  Re: ليركس مصطفى esam gabralla10-19-07, 05:32 PM
  Re: ليركس مصطفى سمندلاوى10-19-07, 07:57 PM
    Re: ليركس مصطفى صلاح شعيب10-19-07, 09:28 PM
  Re: الوقف Agab Alfaya10-20-07, 07:29 AM
  Re: محسن بين التنظير والتطبيق Agab Alfaya10-20-07, 07:53 AM
  Re: التحولات تتم عبر الحقب والاجيال Agab Alfaya10-20-07, 08:10 AM
  Re: ليركس مصطفى Bashasha10-20-07, 08:34 AM
    Re: ليركس مصطفى mansur ali10-20-07, 02:39 PM
      Re: ليركس مصطفى abdelkhalig elgamri10-21-07, 07:16 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de