|
Re: هذا هو قاتله .. وقاتلكم جميعا ! (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)
|
السادة الصحفيون , والأعلاميون عموما , وكرد فعل حاد لهذا الحدث ليس إلا , يطالبون الدولة الظالمة لأهلها بسرعة إعتقال المجرمين الذين ذبحوا زميلهم المرحوم محمد طه , ويركزون كل نشاطهم وكتاباتهم هذه الأيام على التفاصيل الصغيرة لهذه الجريمة المنكرة , ويحاولون جاهدين حصر وتضييق لائحة المشبوهين بإرتكابها , وكأن مشكلتهم ومشكلة الوطن العصية فى هذا المنحنى ستحُل ويتلاشى هذا الخطر الداهم الذى أطل برأسه بمجرد القبض على من قطع رأس الصحفى محمد طه .
أهل الصحافة والصحفيين , يصبون كل همهم وتفكيرهم , ويسعون جاهدين للقبض على المنفذ المباشر لهذه الجريمة البشعة , يريدون لنا أن نكتفى وأن نفرح إن أمسكت الشرطة بأحد المتلقين بلا وعى لفتاوى التكفير والقتل .. وأحد المنفذين لها طلبا للحور العين فى جنة عرضها السموات والأرض . مطلبهم أحد الهوام العوام المخدوعين والمغرر بهم , والذين قيل عنهم " العوام عقولهم فى أذانهم " , وينسى هؤلاء الصحفيين , أو يتناسون عمدا , مصدر الأرهاب الأصلى , أولئك العلماء الجهابذة , الذين يتبؤأون المنابر العالية فى المساجد والندوات , ويطلون من أجهزة إعلام الدولة المختلفة , لينفثوا زعاف سمومهم فى عقول هؤلاء العوام المساكين الذين يتطلعون اليهم كآلهة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا .. خلفها .
علماء كأمثال مستشار رئيس الجمهورية لشئون التأصيل; الدكتور أحمد علي الامام , ورئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم ; الدكتور عبد الحى يوسف , "وذكر هؤلاء فقط يأتى لأهمية المراكز التى يتبؤونها فى الدولة" يقودان حملة الأدانة والتكفير للكاتب الصحفى محمد طه , ويؤلبان عليه العوام من خلال مختلف المنابر وفى خطب صلاة الجمعة , وعندما يُقضى الأمر , يبحث صحفيوا الوطن عن القاتل , فتتجه أنظارهم وبحوثهم نحو ضحية أخرى , بدلا عن هؤلاء المجرمين الأساسيين المحصنين بالدولة وأمنها , المجرمين الذين لو كفوا سمومهم وتحريضهم للعوام لحلت مشكلة الإرهاب الدينى .. من أساسها.
|
|
|
|
|
|