|
Re: وهل يُنصر الرسول .. بهذا النفاق؟ (Re: عبدالعظيم محمد أحمد)
|
الأخ عبد العظيم
تحياتى الطيبة
الذين نشروا هذه الرسوم المسيئة للرسول الكريم , والذين أعادوا نشرها حتى بعد الإحتجاجات , كانوا يعرفون تماما ماذا يفعلون .
وكل المؤسسات الصحفية فى الغرب , كبيرها وصغيرها , إن لم يكن لديها مراكز بحث خاصة بها , فهى تستعين بمراكز البحث والدراسات الأخرى , المتوفرة لديها فى المؤسسات الأخرى , قبل إقدامها أو شروعها فى مهمة محددة واضحة .. كهذه . بمعنى آخر , لا شئ فى هذا الغرب يمكن أن يحدث مصادفة أو يمكننا أن نظنه مبنى فقط على حسن النوايا وسيئاتها .
فهذه المؤسسات الصحفية الغربية كانت تعرف سلفا إن كل الذين قاموا , ولا زالوا يقومون , بإرتكاب الجرائم الأرهابية ضدهم فى الغرب .. وحتى ضد المسلمين أنفسهم فى الدول العربية والأسلامية نفسها , أنما هم مجموعات صغيرة ومتطرفة .. وشاطحة بأفكارها عما يمثله الدين الأسلامى من قيم ومثل ودعوات صريحة للتعايش بين الأديان والشعوب المختلفة.
إن من يقفون خلف هذه الحملة الأخيرة يا سيدى , كانوا يعرفون تماما , أن هؤلاء القلة من المتطرفين " الأسلاميين " , لا يمكن , ولا ينبقى لهم , أن يمثلوا الدين الأسلامى الحنيف من قريب أو بعيد .
أذا , لم أصروا "هم" على التعميم ؟؟ . لماذا إستهدفوا النبى الكريم نفسه فى هذه الحملة الأخيرة ؟؟. هذا مع علمهم التام , بأن المساس بالنبى الكريم .. ومحاولة تنديس سيرته وربطها بالأرهاب , أنما يعنى المساس بعقيدة كل المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها .
لماذا أرادوا .. وسعوا سعيا , الى حشر الغالبية العظمى من المعتدلين المسلمين مع القلة من غلاة المتطرفين الأسلاميين ؟؟.
لماذا هدفوا الى حصار كل المسلمين فى زاوية واحدة .. هى زاوية التطرف ؟؟.
وهل كانوا يتوقعون أن يوافقهم أكثر من مليار مسلم على أساءتهم للنبى الكريم نفسه ؟؟.
يا سيدى , مع إقرارنا التام كمسلمين , بأن غلاة المتطرفين الإسلاميين الذين يفجرون أنفسهم ويقتلون الناس بلا تمييز , أنما كانوا , ولا يزالوا , يسيئون للدين الأسلامى .. ويسعون الى تدمير قيمه النبيلة , ألا أن الكل يعرف أيضا , إن المجتمعات الغربية نفسها مليئة بالجماعات الدينية والسياسية والأجتماعية المتطرفة , وبها الكثيرون من الذين ظلوا , ولأسباب عديدة , يسعون الى دفع المسلمين المتواجدين فى الدول الغربية .. دفعا الى الهجرة العكسية . أتخذوا , ولا يزالوا , كل الأساليب والطرق القبيحة لتحقيق هذا الهدف , من قفل لباب العمل والتوظيف أمام المسلمين , أو ممارسة العنصرية الأجتماعية ضدهم وضد أبنائهم , أو الأستفزاز والإحتقار لهم ولمعتقداتهم , وأخيرا .. الى عزلهم فى كنتونات سكنية خاصة بهم .
ولعل أحداث فرنسا فى الشهور القليلة السابقة قد بينت هذا الواقع المزرى للمسلمين فى الغرب عموما .
فالعمل على إظهار الدين الأسلامى كدين سماوى يدعوا الى التطرف والأرهاب , والى إحتقار المرأة , والى قتل الناس بلا تميز , إنما هو عمل مدمر وغير مسئول أطلاقا , أيا كان من يسعى له أو يقوم به من المسلمين . وفى الجانب الآخر , إن محاولة إظهار الدين الأسلامى , أيضا , .. كدين متخلف يدعو الى القتل والدمار , وإستهداف هذا الدين بشن مثل هذا الهجوم السافر على نبيه الكريم والتعرض لسيرته العطرة , إنما هو أيضا , عمل مدمر وغير مسئول إطلاقا , أيا كان من يسعى اليه أو يقوم به .. من غير المسلمين .
وهنا , لا يمكن لعاقل أن يسعى الى إدانة دول أو دولة بكاملها فى فعل قامت مجموعة أو مؤسسة صحفية أو حتى عدة مؤسسات , ولكن .. لا بد من الإعتراف والإقرار بأن هناك مشكلة حقيقية بين الغرب عموما من جهة .. والإسلام والمسلمين من الجهة أخرى . وأيا كانت المسببات التى أدت الى ظهور وتنامى هذه المشكلة الى هذا الحد الذى ينذر بمزيد من التفاقم والتعقيد , فلا بد من السعى الجاد لحلها , وفى تقديرى , أن هذا الحل لن يكون بدس الأوساخ تحت البساط .. من خلال تهدئة الخواطر أو إيقاف هذه الحملات الأعلامية من جانب أو المظاهرات والإحتجاجات من الجانب الآخر , وأنما بالعمل الجاد , ومن الطرفين , على النظر الى جذور هذه المشكلة الحقيقية , وتشريحها تشريحا دقيقا .. ومن ثم إيجاد الحلول الكاملة لها وبإخلاص , ومرة واحدة والى الأبد .
ولك الشكر الجزيل
|
|
|
|
|
|