محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟.

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 06:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.مهدى محمد خير(Dr Mahdi Mohammed Kheir)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-08-2005, 11:27 AM

Dr Mahdi Mohammed Kheir
<aDr Mahdi Mohammed Kheir
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 5328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)

    5/ حكم أعوان الطواغيت وجنودهم

    أما من يٌقتلون من أعوان الطواغيت وجنودهم ومن يشاركهم في مواكبهم ومجالسهم ومؤتمراتهم وحربهم على الإسلام والمسلمين بأي صورة من صور المعاونة والمساعدة، فهؤلاء منهم لا فرق بينهم وبين الطواغيت الذين يقصدهم المجاهدون بالقتل، وهناك بعض المفاهيم الفاسدة التي يحتج بها هؤلاء ومن يدافعون عنهم نوردها فيما يلي مع بيان ما فيها من مؤاخذات ومخالفات:

    أولا: أن الأتباع مبرؤون من المسئولية طالما أنهم ارتكبوا جرائمهم طاعة لأسيادهم، وهذه الفِرية الساقطة التي يتداولها أهل الباطل في كل زمان والتي تنتشر في كثير من البلدان الآن تحت اسم "عبد المأمور"، فما دمت عبداً للمأمور فأنت بريء معذور، فطالما أن السيد المعبود من دون الله قد أمرك فلا إثم عليك ولا حرج، سواء كان هذا السيد المطاع فرعونا أو ملكاً أو رئيسا أو نائبا لرئيس أو موظفا أعلى من غيره، المهم أن الأمر قد صدر إليك ممن هو أعلى منك.

    ولأن هؤلاء يـَعبدون راتبهم من دون الله، ومن أجل هذا الراتب يعظمون أُناسا ويحتقرون آخرين، ويحبون أقواما ويبغضون آخرين، ويعادون أقواما ويوالون آخرين، ويسالمون أقواما ويقاتلون آخرين، فطالما أن الأمر قد صدر ممن يدفع الراتب فهذا الأمر شرعي واجب الطاعة ومُـنفذه سالم من أي عقوبة أو لوم.

    فهذه العقيدة الجاهلية رفضها الإسلام تماما، وفضح القرآن الكريم قائليها وتوعدهم بالعقاب في الدنيا والخسران في الآخرة، يقول المولى تبارك وتعالى في وصف هؤلاء {إذ تبرأ الذين اتُبِعوا من الذين اتَّبَعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتُبِعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار}. - " سورة البقرة، الآية: 166 - 167."

    وقال تعالى {إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا}. - "سورة الأحزاب، الآية: 64 - 68."

    وقال تعالى عن فرعون وجنوده {وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين}. - "سورة القصص، الآية: 38 - 42."


    وقال تعالى {وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص}. - " سورة إبراهيم، الآية: 21."


    وقال تعالى {ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدي بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين قال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا، وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون}. - "سورة سبأ، الآية: 31 ـ 33."

    قال ابن كثير رحمه الله في تفسيـر هذه الآيات: {يقول الذين استضعفوا } وهم الأتباع {للذين استكبروا} منهم وهم قادتهم وسادتهم {لولا أنتم لكنا مؤمنين} أي لولا أنتم تصدونا لكنا اتبعنا الرسل وآمنا بما جاءوا به، فقال لهم القادة والسادة وهم الذين استكبروا {أنحن صددناكم عن الهدي بعد إذ جاءكم} أي أنحن فعلنا بكم أكثر من أنا دعوناكم فاتبعتمونا من غير دليل ولا برهان، وخالفتم الأدلة والبراهين والحجج التي جاءت بها الرسل لشهوتكم واختياركم لذلك، ولهذا قالوا {بل كنتم مجرمين}،{وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار} بل مكركم بالليل والنهار{إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا} أي نظراء وآلهة معه وتقيموا لنا شبها وأشياء من المحال تضلونا بها، {وأسروا الندامة لما رأوا العذاب} أي الجميع من السادة والأتباع، كلٌ نَدِم على ما سلف منه {وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا} وهي السلاسل التي تجمع أيديهم مع أعناقهم{هل يجزون إلا ما كانوا يعملون}، أي إنما نجازيكم بأعمالكم، كل بحسبه للقادة عذاب بحسبهم، والأتباع بحسبهم . - "تفسير ابن كثير، ج3/539."

    فهذه الآيات وغيرها كثير في معناها يدل على أن الأتباع يحتجون هم ومن كانوا يطيعونهم في الدنيا أمـام الله تعالى يوم القيامــة، معتذرين ـ أي الأتبـاع ـ بأنهم كانوا ضعفاء مقهورين، وأنهم كانوا يطيعون أسيادهم حينما يأمرونهم بمعصية الله تعالى لأنهم الأسياد الذين تجب طاعتهم فهم القادة والعظماء والكبراء، وظن هؤلاء المجرمون أنهم ناجون بذلك من العذاب، فبين الله تعالى في قرآنه أنه جامعهم هم ومن كانوا يطيعونهم في الدنيا في العذاب، لا فرق بين تابع ومتبوع ولا يغني عنهم ما اعتذروا به شيئا.

    وهذه العقيدة الفاسدة ـ عقيدة عدم مؤاخذة الأتباع إذا أمرهم الأسياد ـ ترفضها أحكام الشريعة أيضا للوجوه التالية:

    1- قد تقرر من أحكام الشريعة أن الذي يتولى الكافرين وينصرهم بالقول والفعل ويقاتل المسلمين معهم فإن حكمه حكمهم. - " أصل الموالاة من الوَلْي ـ بسكون اللام ـ وهو القرب والدنو، ومنه قوله r للغلامكل مما يليك) أي مما يقاربك.ووالى بين شيئين: تابع بينهما بلا تفرقة، فأصل الموالاة: القرب والمتابعة، والولي ضد العدو، والولي هو:الناصر والمعين والحليف والمحب والصديق والقريب في النسب والمُعتِق والمُعتـَق والعبد، وكل من قام بأمر فهو وليه؛ كولي الأمر وولي المرأة، وضد الموالاة المعاداة؛ وهي المباعدة والمخالفة، والبراء بمعنى الخلاص والتباعد، يقال برئ إذا تخلص وتنزه وتباعد، وليلة البراء ليلة يتبرأ فيها القمر من الشمس وهي أول ليلة من الشهر، (راجع لسان العرب لابن منظور، مادة: ولي، ج 15 / 406 : 415)، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الولاية ضد العداوة؛ وأصل الولاية المحبة والقرب؛ وأصل العداوة البغض والبعد؛ والولي القريب، يقال هذا يلي هذا أي يقرب منه. فإذا كان ولي الله هو الموافق المتابع له فيما يحبه ويرضاه ويبغضه ويسخطه ويأمر به وينهى عنه؛ كان المعادي لوليه معاديا له، قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان}.(راجع الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لابن تيمية / 7)، وقال محمد نعيم ياسين: اعلم أن لفظ الولاية مشتق من الولاء وهو الدنو والقرب، والولاية ضد العداوة، والولي عكس العدو. والمؤمنون أولياء الرحمن؛ والكافرون أولياء الطاغوت والشيطان. ومن هنا يتبين أن موالاة الكفار تعني التقرب إليهم وإظهار الود= = لهم بالأقوال والأفعال والنوايا .... إلى أن قال: ويدخل فيه معاونتهم والتآمر والتخطيط معهم وتنفيذ مخططاتهم والدخول في تنظيماتهم وأحلافهم والتجسس من أجلهم ونقل عورات المسلمين وأسرار الأمة إليهم والقتال في صفهم. (راجع الإيمان لمحمد نعيم ياسين / 111)".

    وذلك:

    - لقوله تعالى {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير}. - " سورة آل عمران، الآية: 28."


    قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله: ومعنى ذلك لا تتخذوا أيها المؤمنين الكفار ظهرا وأنصارا، توالونهم على دينهم وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين، وتدلونهم على عوراتهم، فإنه من يفعل ذلك {فليس من الله في شيء} يعني بذلك فقد برئ من الله وبرئ الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر. - "تفسير الطبري، ج 6 / 313."


    - ولقوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}. - " سورة المائدة، الآية: 51."


    قال الإمام الطبري رحمه الله: فالصواب أن يُحكم لظاهر التنزيل بالعموم على ما عَمَّ ...إلى قوله رحمه الله:

    غير أنه لا شك أن الآية نزلت في منافق كان يوالي اليهود أو النصارى خوفا على نفسه من دوائر الدهر، لأن الآية التي بعد هذه تدل على ذلك، وذلك قوله تعالى {فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة}.

    والصواب من القول في ذلك عندنا أن يُقال: إن الله تعالى ذكره نهى المؤمنين جميعا أن يتخذوا اليهود والنصارى أنصارا وحلفاء على أهل الإيمان بالله ورسوله.

    وأخبر أنه من اتخذهم نصيرا وحليفا ووليا من دون الله ورسوله والمؤمنين فإنه منهم في التحزب على الله وعلى رسوله والمؤمنين وأن الله ورسوله منه بريئان ...إلى أن قال:

    يعني تعالى ذكره بقوله {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}، أي ومن يتول اليهود والنصارى من دون المؤمنين فإنه منهم.

    يقول فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهم وملتهم، فإنه لا يتول متول أحدا إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض، وإذا رضيه ورضي دينه فقد عادى ما خالفه وسخطه وصار حكمه حكمه. - "تفسير الطبري، ج6/276 : 277."

    وقال جمال الدين القاسمي رحمه الله: قوله تعالى {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} أي من جملتهم وحكمه حكمهم، وإن زعم أنه مخالف لهم في الدين، فهو بدلالة الحال منهم لدلالتها على كمال الموافقة. - "محاسن التأويل للقاسمي، ج6/240."

    وقال ابن تيمية رحمه الله: قال تعالى {ومن يتولهم منكم} فيوافقهم ويعينهم، {فإنه منهم}.

    وقال أيضا في تفسير هذه الآية: والمفسرون متفقون على أنها نزلت بسبب قوم ممن كان يظهر الإسلام وفي قلبه مرض خاف أن يغلب أهل الإسلام فيوالي الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم للخوف الذي في قلوبهم لا لاعتقادهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم كاذب وأن اليهود والنصارى صادقون. - "مجموع الفتاوى، ج7/193 : 194."


    وقال القرطبي رحمه الله: قوله تعالى {ومن يتولهم منكم} أي يعضدهم على المسلمين، {فإنه منهم}، بيَّن تعالى أن حكمه كحكمهم؛ وهو يمنع إثبات الميراث للمسلم من المرتد، ثم هذا الحكم باق إلى يوم القيامة.... إلى قوله رحمه الله:

    {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} شرط وجوابه: أي لأنه قد خالف الله تعالى ورسوله كما خالفوا، ووجبت معاداته كما وجبت معاداتهم ووجبت له النار كما وجبت لهم، فصار منهم أي من أصحابهم. - "تفسير القرطبي، ج6/217."


    قال سليمان بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله: نهى سبحانه وتعالى عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء، وأخبر أن من تولاهم من المؤمنين فهو منهم، وهكذا حكم من تولى الكفار من المجوس وعباد الأوثان، فهو منهم ...إلى قوله رحمه الله:

    ولم يفرق تبارك وتعالى بين الخائف وغيره، بل أخبر تعالى أن الذين في قلوبهم مرض يفعلون ذلك خوف الدوائر، وهكذا حال هؤلاء المرتدين. - "الرسالة الحادية عشرة من مجموعة التوحيد/338."


    قلت: وهذه الآية وما ورد فيها من كلام أهل العلم والتفسير يدلان دلالة واضحة على كفر وردة من والى الكفار ونصرهم على المؤمنين أو كان معهم في قتال المسلمين.

    وأبلغ من ذلك وأكبر من كان من جنود الكفار وعسكرهم الذين تتمثل مهمتهم في محاربة دين الله تعالى والصد عنه، وسُجل في دواوينهم وتسلم على محاربة المسلمين المرتبات والنياشين، وأبلى في ذلك أعظم البلاء وأنفق فيه الأعمار، فهذا كافر بالله العظيم وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم.

    وما جر هؤلاء إلى موالاة أعداء الله تعالى وطاعتهم والكون معهم في حرب المسلمين وعداوتهم إلا أنهم كانوا فاسقين خارجين عن طاعة الله تعالى.

    قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ: الأمر الثالث من نواقض الإسلام موالاة المشرك والركون إليه ونصرته، وإعانته باليد أو اللسان أو المال، كما قال تعالى {فلا تكونن ظهيرا للكافرين}. - "سورة القصص، الآية: 86."
    وقال تعالى {رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين}. - "سورة القصص، الآية: 17."

    وقال تعالى {ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون}، وهذا خطاب من الله تعالى للمؤمنين من هذه الأمة، فانظر أيها السامع أين تقع من هذا الخطاب وحكم هذه الآيات. - "المورد العذب الزلال في كشف شبه أهل الضلال/291."


    - وقوله تبارك وتعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون}. - "سورة التوبة، الآية: 23."

    قال القرطبي: ظاهر هذه الآية أنها خطاب لجميع المؤمنين كافة، وهي باقية الحكم إلى يوم القيامة في قطع الولاية بين المؤمنين والكافرين .... إلى أن قال رحمه الله:

    {ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون}، قال ابن عباس: هو مشرك مثلهم، لأن من رضي بالشرك فهو مشرك. - "تفسير القرطبي، ج 8 / 93 : 94."

    وقد ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ضمن نواقض الإسلام التي يكفر بها المسلم: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، لقوله تعالى {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}. - "مجموعة التوحيد / 33."

    وقال أيضا رحمه الله: إن كانت الموالاة مع مساكنتهم في ديارهم والخروج معهم في قتال ونحو ذلك فإنه يُحكم على صاحبها بالكفر، كما قال تعالى {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}، وقوله تعالى {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم}. - "مجموعة التوحيد / 175."


    - ولقوله تعالى {إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}. - "سورة محمد، الآية: 25 : 28."

    قال الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله: فأخبر تعالى أن سبب ما جرى عليهم من الردة وتسويل الشيطان وإملائه لهم، هو قولهم للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر.

    فإذا كان من وعد المشركين الكارهين لما أنزل الله بطاعتهم في بعض الأمر كافرا وإن لم يفعل ما وعدهم به، فكيف بمن وافق المشركين الكارهين لما أنزل الله من الأمر بعبادته وحده لا شريك له وترك عبادة ما سواه من الأنداد والطواغيت والأموات وأظهر أنهم على هدى وأن أهل التوحيد مخطئون في قتالهم، وأن الصواب في مسالمتهم والدخول في دينهم الباطل، فهؤلاء أولى بالردة من أولئك الذين وعدوا المشركين بطاعتهم في بعض الأمر. - "الرسالة الحادية عشرة من مجموعة التوحيد/346 : 347."


    فمن تأمل الآية الكريمة وكلام الشيخ سليمان رحمه الله علم حكم من والى الكفار ونفذ مخططاتهم في محاولة القضاء على الإسلام والمسلمين وكان اليد التي تبطش بكل من نادى بتحكيم شريعة الله تعالى العادلة في العالمين ودعا إلى ذلك.

    فإذا كان من وعد الكفار بالطاعة في بعض الأمر ولَـمَّا ينفذ ما وعدهم به يعد كافرا مرتدا بنص الآية الكريمة، فما حكم من دخل فعلا في طاعتهم في بعض الأمر؟ فما حكم من دخل في طاعتهم في كل الأمر وكان منفذا لكل ما يقولون؟ هو كافر لا شك في ذلك.

    وقد قال الشيخ الشنقيطي: والآية الكريمة تدل على أن كل من أطاع من كره ما نزل الله في معاونته له على كراهته ومؤازرته له على ذلك الباطل أنه كافر بالله. - "أضواء البيان، ج7/587 : 560."

    وقد سُئل ابن تيمية رحمه الله عمن يتعمد قتل المسلم بسبب دينه فأجاب رحمه الله: أما إذا قتله على دين الإسلام مثل ما يقاتل النصراني المسلمين على دينهم، فهذا كافر شر من الكافر المعاهد، فإن هذا كافر محارب بمنزلة الكفار الذين يقاتلون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهؤلاء مخلدون في جهنم كتخليد غيرهم من الكفار.

    وأما إذا قتله قتلا محرما لعداوة أو مال أو خصومة ونحو ذلك، فهذا من الكبائر، ولا يكفر بمجرد ذلك عند أهل السنة والجماعة، وإنما يُكفِّر بمثل هذا الخوارج. - "مجموع الفتاوى، ج 34 / 136 : 137."

    ووجه كفر الحكام المرتدين وجنودهم وأعوانهم في هذه المسألة هو اعتبارهم قتل المسلمين المتدينين والمجاهدين أمرا مشروعا مباحا، وذلك بموجب قوانينهم الوضعية الكافرة والتي تعاقب بالقتل كل من أراد تغير نظام الحكم الجاهلي إلى نظام إسلامي يحكم الناس فيه بشريعة الله رب العالمين.

    ومن استحل دم المسلم المعصوم بغير حق بهذه القوانين الكافرة الجائرة فقد كفر بالله العظيم، لأن استحلاله هذا هو من باب التكذيب للنصوص المتواترة الدالة على حرمة دماء المسلمين.

    ولذلك قال ابن تيمية رحمه الله: والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه أو حرم الحلال المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافرا مرتدا باتفاق الفقهاء. - "مجموع الفتاوى، ج 3 / 267."


    والملاحظ من كلام شيخ الإسلام أنه قسم القتال في ذلك إلى قسمين: قتال بسبب الدين والعقيدة والمنهج، وقتال بسبب العداوة على أمر الدنيا أو المال أو الخصومة، وأن من قاتل المسلم على دينه وبسبب عقيدته فهو كافر خالد في نار جهنم وهو بمنزلة الكفار الذين كانوا يقاتلون النبي صلى الله عليه وسلم.

    ومن عرف حال هؤلاء الطواغيت وجنودهم وأعوانهم وما يقاتلون عليه المسلمين والمجاهدين، علم يقينا دخولهم في كلام شيخ الإسلام رحمه الله السابق.

    فمن المعلوم لكل أحد أنه لا خصومة بين المسلمين وهؤلاء الطواغيت إلا رفض الطواغيت تحكيم شريعة رب العالمين في خلقه، وليس لهم خصومة على مال أو أمر من أمور الدنيا.

    وليس أدل على كره هؤلاء الطواغيت وجنودهم لدين الإسلام من قتالهم المسلمين ـ والقتال هو أعلى مظـاهر البغض والكره ـ وهـذا هو المناط المكفر الثاني ـ بعد استحلال المحرم ـ في هذه المسألة.

    وقد قال ابن تيمية رحمه الله عن حكم من يقاتل المسلمين معتقدا حل دمائهم: فالذي يعتقد حل دماء المسلمين وأموالهم ويستحل قتالهم أولى بأن يكون محاربا لله ورسوله ساعيا في الأرض فسادا من هؤلاء.

    كما أن الكافر الحربي الذي يستحل دماء المسلمين وأموالهم ويرى جواز قتالهم أولى بالمحاربة من الفاسق الذي يعتقد تحريم ذلك. - "مجموع الفتاوى، ج 28 / 470."


    2- وقد تقرر في أحكام الشريعة أن الذي يلحق بطائفة يحكم عليه بحكمها ويعاقب معها.

    قال ابن تيمية رحمه الله: وإذا كان المحاربون الحرامية جماعة، فالواحد منهم باشر القتل، والباقون له أعوان وردء له، فقد قيل: إنه يقتل المباشر فقط، والجمهور على أن الجميع يقتلون، ولو كانوا مائة، وأن الردء والمباشر سواء، وهذا هو المأثور عن الخلفاء الراشدين، فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل ربيئة المحاربين، والربيئة هو الناظر الذي يجلس على مكان عال، ينظر منه لهم من يجيء، ولأن المباشر إنما تمكن من قتله بقوة الردء ومعونته. - "مجموع الفتاوى، ج28/311."

    وقال ابن قدامة رحمه الله: وحكم الردء من القطاع حكم المباشر، وبهذا قال مالك وأبو حنيفة، وقال الشافعي: ليس على الردء إلا التعزير لأن الحد يجب بارتكاب المعصية فلا يتعلق بالمعين كسائر الحدود.

    ولنا: أنه حكم يتعلق بالمحاربة، فاستوى فيه الردء والمباشر كاستحقاق الغنيمة، وذلك لأن المحاربة مبنية على حصول المنعة والمعاضدة والمناصرة، فلا يتمكن المباشر من فعله إلا بقوة الردء. - "المغني، ج8/297."

    قال ابن حزم: ولو أن كافرا مجاهدا غلب على دار من دور الإسلام، وأقر المسلمين بها على حالهم إلا أنه هو المالك لها المنفرد بنفسه في ضبطها، وهو معلن بدين غير دين الإسلام، لكفر بالبقاء معه من عاونه وإن ادعى أنه مسلم. - "المحلى، ج11/200، وقول ابن حزم: (كافرا مجاهدا) لعله تصحيف صوابه (كافرا مجاهرا) والله أعلم."

    وقال ابن حزم أيضا: وكذلك من سكن بأرض الهند والسند والصين والترك والسودان والروم من المسلمين فإن كان لا يقدر على الخروج من هنالك لثقل ظهر أو لقلة مال أو لضعف جسم أو لامتناع طريق فهو معذور، فإن كان هنالك محاربا للمسلمين معينا للكفار بخدمة طريق أو كتابة فهو كافر. - "المحلى، ج11/200."

    وقد استقرت أحكام الشريعة بأن من كان مع قوم غير منكر عليهم فحكمه حكمهم فيما يأتونه، لأن وجوده معهم بغير إكراه يدل على إقراره لأفعالهم ورضاه عنها، ولذلك فقد قال تعالى {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا}. - "سورة النساء، الآية: 140."

    قال الطبري رحمه الله: قوله {إنكم إذا مثلهم} يعني إن جالستم من يكفر بآيات الله ويُستهزأ بها وأنتم تسمعون فأنتم مثلهم.

    يعني: فإن لم تقوموا عنهم في تلك الحال مثلهم في فعله؛ لأنكم قد عصيتم الله بجلوسكم معهم وأنتم تسمعون آيات الله يكفر بها ويُستهزأ بها كما عصوه باستهزائهم بآيات الله، فقد أتيتم من معصية الله نحو الذي أتوا منها، فأنتم إذا مثلهم في ركوب معصية الله وإتيانكم ما نهاكم الله عنه. - "تفسير الطبري، ج 9 / 320 : 322."

    وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: أي إنكم إذا ارتكبتم النهي بعد وصوله إليكم ورضيتم بالجلوس معهم في المكان الذي يُكفر فيه بآيات الله ويُستهزأ بها ويتنقص بها وأقررتموهم على ذلك فقد شاركتموهم في الذي هم فيه، فلهذا قال تعالى {إنكم إذا مثلهم} ... إلى قوله رحمه الله:

    وقوله {إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا} أي: كما أشركوهم في الكفر كذلك يشارك الله بينهم في الخلود في نار جهنم أبدا ويجمع بينهم في دار العقوبة والنكال والقيود والأغلال وشراب الحميم والغسلين لا الزلال. - "تفسير ابن كثير، ج 1 / 566 : 567، ط دار المعرفة بيروت."

    فإذا كان الله جل ثناؤه قد حكم على من يجلس مع الكفار وهم يكفرون ويستهزءون بآيات الله تعالى ولم يقم عنهم، أنه كافر مثلهم وحكمه حكمهم وسيحشرون محشرا واحدا يوم القيامة.

    فما حكم من يذهب إليهم مختارا ويجلس معهم وهم يكفرون بآيات الله تعالى ويستهزءون بها.

    وقد جمعوا إلى ذلك التخطيط المستمر لفتنة المسلمين وصدهم عن دينهم واستحلال حرماتهم وصدهم عن سبيل ربهم، والتخطيط ليل نهار للقضاء على دين الله تعالى وشرائعه وأحكامه في الأرض وإحلال القوانين الوضعية الكافرة مكان شريعة الله تعالى تنفيذا لأوامر أسيادهم في الكونجرس أو مجلس العموم أو الكرملين.

    فمما لا شك فيه أن هؤلاء أشد كفرا ممن ذكرهم الله تعالى في الآية الكريمة، ولا ينفعهم أن يعتذروا عن ذلك بخوفهم من قوة الكفار ومكرهم فإن الله تعالى لم يعذر أحدا إلا المكره كما سبق في كلام أهل العلم.

    ولذلك قال القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}. - "سورة الأنفال، الآية: 25." : قال علماؤنا: فالفتنة إذا عمت هلك الكل، وذلك عن ظهور المعاصي وانتشار المنكر وعدم التغيير .... إلى قوله:

    إن الناس إذا تظاهروا بالمنكر فمن الفرض على كل من رآه أن يغيره فإذا سكت عليه فكلهم عاص؛ هذا بفعله وهذا برضاه، وقد جعل الله في حكمه وحكمته الراضي بمنزلة الفاعل فانتظم في العقوبة. - "تفسير القرطبي، ج 7/374 : 375، وراجع أحكام القرآن لابن العربي، ج2 / 847."


    وقال ابن حجر العسقلاني رحمه الله في شرح حديث ابن عمر رضي الله عنهما (إذا أنزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم)، قال: ويستفاد من هذا مشروعية الهرب من الكفار ومن الظلمة لأن الإقامة معهم من إلقاء النفس إلى التهلكة، هذا إن لم يعنهم ولم يرض بأفعالهم، فإن أعان أو رضي فهو منهم. - "فتح الباري، ج13/61، والحديث رواه البخاري رقم 7108."

    ولذلك كان مضحكا أن يخرج علينا الإعلام الرسمي للحكومات المرتدة العميلة في هذا الزمان‎ بأن هؤلاء الجنود والأعوان أبرياء (وذلك بعد أي عملية للمجاهدين يقتل فيها من يقتل من الجنود وأعوان الطواغيت) !!!.

    فهؤلاء الأبرياء هم أعوان هذه الحكومات المرتدة العميلة وأنظمتهم الذين يحاربون بهم الإسلام، وبأيديهم ينفذون جرائمهم وكفرهم.

    هؤلاء الأبرياء هم الجنود والأوتاد الذين يثبتون أركان هذه الحكومات المرتدة العميلة التي تمنع حكم الإسلام وتفرض الدستور العلماني والقوانين الوضعية بقوة السلاح وبالمعتقلات والتعذيب وهتك الأعراض والانتخابات المزورة والإعلام المضلل.

    هؤلاء الأبرياء هم ممثلوا الحكومات المرتدة العميلة التي تطارد المجاهدين والدعاة بالاتفاقات الأمنية في كل مكان.

    هؤلاء الأبرياء هم ممثلوا الحكومات المرتدة العميلة الذين يمارسون أشد أنواع البطش والتنكيل ضد المسلمين، حيث يرزح في سجونها آلاف المعتقلين، يُقتل منهم كل شهر عشرات من التعذيب والتجويع والتنكيل، وحيث المحاكمات العسكرية التي تـُصدر أحكام الإعدام ظلما وعدوانا على الشباب المسلم لأبسط الأسباب.

    هؤلاء الأبرياء هم ممثلوا الحكومات التي ارتمت تحت أقدام أمريكا وباعت لها بلاد المسلمين، وحولت جيوشها إلى مرتزقة يحاربون دفاعا عن مصالح أمريكا في الكويت والعراق والصومال والبوسنة، ومنحتهم القواعد والمطارات والتسهيلات العسكرية في الأرض والبحر والجو.

    هؤلاء الأبرياء هم ممثلوا الحكومات التي باعت فلسطين، واعترفت بإسرائيل، واستسلمت لها، وقبلت منها سيناء منزوعة السلاح بدون سيادة، وفتحت لإسرائيل سفارة في قاهرة صلاح الدين يرفرف فوقها علم إسرائيل مدنسا سماء مصر ومتحديا مآذنها.

    هؤلاء الأبرياء هم ممثلوا الحكومات التي تعمل وكيلا لإسرائيل في المنطقة للدعوة إلى الاستسلام وفتح السفارات في إسرائيل وتمهيد الأرض أمامها لغزو المنطقة اقتصاديا وثقافيا.

    وبالمناسبة فإن كل الحكومات التي تسمي نفسها عربية أو إسلامية، وكل الحركات العلمانية والقومية في المنطقة قد باعت فلسطين لإسرائيل، ولا تتصور أن تعود فلسطين محررة كما يدجلون أو على التحقيق كما كانوا يدجلون.

    فإن كل هذه الدول والحركات تعترف بشرعية الأمم المتحدة وقراراتها وإسرائيل عضوا في الأمم المتحدة يلتزم جميع الأعضاء بقرارات المنظمة التي تقر بوجود إسرائيل، حتى منظمة التحرير يوم أن كانت تدعي الثورية كانت تطالب بوطن يضم اليهود والمسلمين والنصارى في دولة علمانية، أي أنهم قد احتفظوا للملايين من اليهود المهاجرين بقوة السلاح بحقهم في أرض فلسطين وحكومتها، هذه كانت ادعاءاتهم يوم أن كانوا في قمة التشدد، أما الآن وهم في حضيض الاستسلام فلم يبقوا على شيء.

    وهذه المسألة الهامة: أردت أن أنبه القارئ الكريم إليها لأنها من الفروق العملية بين العلمانيين من الشيوعيين والناصرين والبعثيين والقوميين وأشباههم وبين المسلمين، فكل هؤلاء من غير المسلمين قد باعوا فلسطين ولكنهم اختلفوا فقط على ثمن البيع: هل هو السلام؟ أم بلدية ياسر عرفات؟ أم حدود 1967 م؟ .... إلخ، أما عودة فلسطين للأمة المسلمة فقد فرطوا فيها منذ رضاهم باتفاقيات الهدنة عام 1949م ومنذ رضاهم بشرعية الأمم المتحدة.

    لم يبق لفلسطين إلا المسلمون لأنهم لا يستطيعون التفريط في أصولٍ إنكارها مما يعد إنكارا لأمور معلومة من الدين بالضرورة يكفر من ينكرها، فالمفرط بفلسطين يقر بشرعية اغتصاب الكفار لأرض المسلمين ويقر بإسقاط الجهاد ضد الكفار المستولين على ديار المسلمين.

    فهذه من المسائل الهامة التي فرط فيها العلمانيون، وليس هذا بمستغرب فإنهم لما فرطوا في دينهم هان عليهم التفريط في أرضهم وأعراضهم وحرماتهم وحقوق أمتهم.

    من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام
    فانتبهوا أيها الإخوة المسلمون لهذا الفارق الهام بين المسلمين والعلمانيين، وشَنِّعُوا عليهم به وافضحوا عوراتهم بنشره.

    وهؤلاء الأبرياء هم ممثلوا الحكومات المرتدة العميلة التي تسرق ثروات المسلمين وتسلمها لأمريكا وإسرائيل، وتنفق على جيوش أمريكا وحلفائها من أموال المسلمين حماية لمصالح أمريكا والغرب.

    وهؤلاء الأبرياء هم ممثلوا الحكومات المرتدة العميلة التي تنشر الفسق والعهر في الإعلام الرسمي باسم الفن والثقافة.

    الحكومة المرتدة يـُخرج عليها ويـُقتل أعوانها وجنودها حتى ولو كانوا من أبناء نفس الوطن والعشيرة

    ومن القيم الفاسدة التي يرددها الإعلام والمفتونين من العملاء أيضا: تلك المقولة المتهافتة وملخصها: كيف يقتل المسلم الوطني أبناء وطنه؟ وهذه المقولة ساقطة في حساب الإسلام ودالة على تناقضهم وتخبطهم:

    أ- فأما في حساب الإسلام: فإن مناط الموالاة والمعادة، هو الدين وليست العصبية أو القومية أو غيرها من الروابط الأرضية:

    يقول المولى سبحانه وتعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وأبناءكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}. - "سورة التوبة، الآية: 24."

    ويقول عز من قائل {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون}. - "سورة المجادلة، الآية: 22."

    ويقول سبحانه وتعالى {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير}. - "سورة الممتحنة، الآية: 4."

    ويقول الله سبحانه وتعالى {يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم}. - "سورة التغابن، الآية: 14."

    ب- في حساب الإسلام وأصول شريعته يقدم قتال هؤلاء الحكام المرتدين على غيرهم من الكفار الأصليين لثلاثة أسباب:

    الأول: أنه قتال دفع متعين وهو مقدم على قتال الطلب، لأن هؤلاء الحكام المرتدين عدو تسلط على بلاد المسلمين.

    قال ابن تيمية: أما قتال الدفع، فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين، فواجب إجماعا، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه. - "الاختيارات الفقهية، ص 309."


    الثاني: أن المرتد أغلظ جرما من الكافر الأصلي.

    قال ابن تيمية: وكفر الردة أغلظ بالإجماع من الكفر الأصلي. - "مجموع الفتاوى، ج28/478."

    وقال أيضا: وقد استقرت السنة بأن عقوبة المرتد أعظم من عقوبة الكافر الأصلي. - "مجموع الفتاوى، ج28/524."

    وقال أيضا: والصديق رضي الله عنه وسائر الصحابة بدءوا بجهاد المرتدين قبل جهاد الكفار من أهل الكتاب، فإن جهاد هؤلاء حفظ لما فتح من بلاد المسلمين وأن يدخل فيه من أراد الخروج عنه، وجهاد من لم يقاتلنا من المشركين وأهل الكتاب من زيادة وإظهار الدين، وحفظ رأس المال مقدم على الربح. - "مجموع الفتاوى، ج35/158 - 159."

    الثالث: لأنهم العدو الأقرب.

    قال ابن قدامة: مسألة: ويقاتل كل قوم من يليهم من العدو، والأصل في هذا قول الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار}. - "سورة التوبة، الآية: 123." ، ولأن الأقرب أكثر ضررا، وفي قتاله دفع ضرره عن المقابل له وعمن وراءه، والاشتغال بالبعيد عنه يُمَكِّنه من انتهاز الفرصة في المسلمين لاشتغالهم عنه ....إلى أن قال:

    إذا ثبت هذا فإن كان له عذر في البداية بالأبعد لكونه أخوف أو المصلحة في البداية به لقربه وإمكان الفرصة منه، أو لكون الأقرب مهادنا أو يمنع من قتاله مانع فلا بأس بالبداية بالأبعد لكونه موضع حاجة). - "المغني والشرح الكبير، ج10/372."

    ج- أما دلالة هذا القول على تناقض هذا الإعلام : فلأن الذين تقتلهم الحكومة المصرية وتعلقهم على المشانق بأحكام محاكمها العسكرية وتسلخ جلودهم وتنتهك أعراضهم وتقتلهم تحت الضرب والتعذيب هم من المصريين، ولكن يفعل بهم كل هذا إرضاء لأعداء الأمة من الأمريكان واليهود.

    كانت هذه بعض المعاني الفاسدة التي ينسفها المجاهدون مع كل عملية استشهادية، هؤلاء المجاهدون الذين يمثلون جيلا قرر أن يضحي بنفسه وماله في سبيـل الله، لأنهم علموا أن هذا هو طريق الانتصـار ـ طريق الشهادة والحرص على الموت ـ وهو السلاح الذي لا يملكه الطواغيت وأعوانهم الذين يعبدون راتبهم من دون الله، ذلك الجيل الذي كفر بوهن الآخرين وضعفهم وتنازلهم عن الحق لإرضاء الحكام دون جدوى، أولئك الحكام الذين لا يرضون إلا أن يتابعهم المحكومون على ضلالهم وكفرهم، كما قال تعالى {ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء}.

    ذلك الجيل الذي آل على نفسه أن يرسم الطريق لمن بعده حتى وإن كان نصيبه أن يقتل وأن يلقى الله على الحق غير مفرط ولا متردد قبل أن يدرك النصر، ذلك الجيل الذي يقدم كل شيء قربة إلى الله تعالى في الوقت الذي تتساقط فيه الأسماء الرنانة على الطريق في متاهات الدنيا وفتنها، مغلفة قعودها بالفتاوى والتبريرات المكشوفة، ذلك الجيل الذي اعتز بالله تعالى واستعان به وأيقن أن عدوه لابد وأن يسقط لأن هذه هي سنة الله مع أعدائه.

    خاتمة
    ولا يسعنا في ختام هذه الكلمات إلا أن نتوجه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يتغمد جميع الشهداء الكرام ـ الذين يقدمون أرواحهم فداءاً لهذا الدين ـ برحمته سبحانه، وأن يجزيهم عنا وعن المسلمين خير الجزاء، فإننا نتعلم منهم ما لم نتعلمه من آلاف الكتب والمواعظ، ونسأل الله سبحانه أن يثبتنا على طريق الجهاد حتى يتوفانا وهو راض عنا غير مبدلين ولا متخاذلين، وأن يجعل مصارع هؤلاء العملاء على أيدينا وأيدي إخواننا وأن يريهم منا ما يحذرون وينزل عليهم بأسه الذي لا يُرد عن القوم المجرمين، وهذا آخر ما نذكره في هذه الرسالة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
                  

العنوان الكاتب Date
محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir04-30-05, 09:21 AM
  Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir04-30-05, 09:50 AM
  Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Yasir Elsharif04-30-05, 10:31 AM
    Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir04-30-05, 10:51 AM
  Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Sabri Elshareef04-30-05, 11:09 AM
    Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir04-30-05, 11:31 AM
      Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir04-30-05, 12:18 PM
        Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Mohamed Suleiman04-30-05, 01:16 PM
          Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir04-30-05, 04:57 PM
  Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Sabri Elshareef04-30-05, 06:47 PM
    Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-01-05, 03:26 AM
      Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-01-05, 04:40 AM
  Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Yasir Elsharif05-01-05, 05:28 AM
    Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. HOPEFUL05-01-05, 05:36 AM
      Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Yasir Elsharif05-01-05, 05:44 AM
      Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-01-05, 06:50 AM
        Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Yasir Elsharif05-01-05, 07:06 AM
          Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-01-05, 07:55 AM
            Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-01-05, 10:01 AM
  Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Omer Abdalla05-01-05, 10:32 AM
    Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-01-05, 12:45 PM
      Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-02-05, 07:01 AM
  Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Sabri Elshareef05-02-05, 07:10 PM
    Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-03-05, 06:05 AM
  Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Bashasha05-02-05, 08:12 PM
    Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Yasir Elsharif05-03-05, 06:13 AM
      Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. ناذر محمد الخليفة05-03-05, 06:40 AM
        Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Yasir Elsharif05-03-05, 07:23 AM
    Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-03-05, 07:21 AM
  Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Amin Elsayed05-03-05, 07:52 AM
    Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. ناذر محمد الخليفة05-03-05, 08:59 AM
      Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-03-05, 05:58 PM
        Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-04-05, 12:20 PM
  Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Sabri Elshareef05-04-05, 09:30 PM
    Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-05-05, 01:12 AM
      Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-05-05, 05:46 AM
  Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Yasir Elsharif05-05-05, 05:50 AM
    Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-05-05, 02:04 PM
      Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-05-05, 02:31 PM
        Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. هاشم نوريت05-05-05, 05:47 PM
          Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-06-05, 02:36 AM
            Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-06-05, 05:23 AM
              Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-06-05, 05:14 PM
  Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Sabri Elshareef05-06-05, 05:20 PM
    Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-07-05, 07:59 AM
      Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-07-05, 03:42 PM
        Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-08-05, 07:57 AM
          Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-08-05, 10:32 AM
            Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-08-05, 11:07 AM
              Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-08-05, 11:11 AM
                Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir05-08-05, 11:27 AM
  Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Sabri Elshareef06-09-05, 02:09 PM
    Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-07-05, 10:29 AM
  Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. منصور شاشاتي07-07-05, 01:32 PM
    Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-08-05, 03:18 AM
  Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Yasir Elsharif07-07-05, 01:48 PM
    Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-08-05, 03:21 AM
  Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Sabri Elshareef07-07-05, 02:13 PM
    Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-08-05, 03:33 AM
      Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. حيدر حماد07-08-05, 03:47 AM
        Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-08-05, 05:29 AM
  Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Yasir Elsharif07-08-05, 05:28 AM
    Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-08-05, 05:37 AM
      Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-08-05, 05:47 AM
        Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-08-05, 05:51 AM
          Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-08-05, 05:55 AM
            Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-08-05, 05:59 AM
              Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-08-05, 06:03 AM
                Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-08-05, 06:06 AM
                  Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-08-05, 06:09 AM
                    Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-08-05, 06:16 AM
                      Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-08-05, 06:21 AM
                        Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-14-05, 03:05 PM
                          Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-14-05, 03:41 PM
                            Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-14-05, 03:48 PM
                              Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-14-05, 03:54 PM
                                Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Yasir Elsharif07-15-05, 07:46 AM
                                  Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Yasir Elsharif07-15-05, 08:16 AM
                                    Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-15-05, 02:52 PM
                                      Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-15-05, 03:07 PM
                                        Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-15-05, 03:47 PM
                                          Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Haydar Badawi Sadig07-15-05, 04:40 PM
                                            Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-15-05, 05:09 PM
                                              Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-15-05, 05:12 PM
                                                Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-16-05, 07:44 AM
                                                  Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-16-05, 01:30 PM
                                                    Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-17-05, 03:30 AM
                                                      Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-17-05, 10:03 AM
                                                        Re: محاربة الأرهاب .. مسئولية من؟. Dr Mahdi Mohammed Kheir07-17-05, 10:06 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de