|
المسئولية التاريخية التى تواجه قادة البلاد الحقيقين
|
إن المسئولية الوطنية وأتخاذ القرارات الصائبة والشجاعة لأنقاذ البلاد من الكارثة المحيطة بها وبشعبها اليوم , تواجه كل الذين أختارهم الشعب السودانى بأرادته الحرة وقدمهم ليقودوا مسيرته قبل الثلاثين من يونيو الأسود المشئوم . تواجه السيد الصادق المهدى رئيس آخر حكومة شرعية منتخبة من قبل هذا الشعب, وتواجه أعضاء البرلمان المنخبين من قبل الشعب السودانى قبل أستيلاء طغمة الأنقاذ الأنقلابية على الحكم , وتواجه رؤساء الأحزاب السياسية السودانية وكوادرها الوطنية التى لم تتلوث بجرائم طغمة الأنقاذ , وكل قيادات الحركات المسلحة السودانية , وتنظيمات المجتمع المدنى والشرفاء من قيادات القوات النظامية . على السيد رئيس وزراء آخر حكومة وطنية شرعية ورئيس حزب الأمة أن يتحمل مسئوليته الوطنية العاجلة تجاه السودان وشعبه فى هذا المنعطف الحرج والخطير , وعلى السادة أعضاء الهيئة البرلمانية المنتخبة تولى مسئولياتهم تجاه وطنهم وشعبهم , وعلى التجمع الوطنى الديموقراطى بكل أحزابه وعلى رئيسه ورئيس الحزب الأتحادى الديموقراطى أن يتحمل مسئوليته تجاه وطنه وشعبه , وعلى الدكتور جون قرنق رئيس الحركة الشعبية أن يتحمل مسئوليته تجاه شعبه ووطنه , وعلى حركة تحرير دارفور وحركة العدل والمساواة وجبهة الشرق أن يتحملوا مسئولياتهم تجاه وطنهم وشعبهم . إن الحكومة الأنقلابية فى الخرطوم والفاقدة للشرعية أصلا , قد فقدت أى شرعية أكتسبتها بحكم الأمر الواقع , وفقدت أى أعتراف دولى بها بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولى بتحويل بعض أو كل أعضائها ألى محكمة العدل الدولية ليحاكموا على الجرائم ضد الأنسانية التى أرتكبوها ضد الشعب السودانى , فأصبحت البلاد عمليا وقانونيا فى فراغ دستورى وبلا حكومة .
إن الطغمة المجرمة التى تحكم البلاد اليوم قد تحولت الى مجموعة من شذاذ الآفاق والهاربين من العدالة الدولية بأختيارهم طريق المواجهة الهوجاء الغير مسئولة والغير متكافئة مع المجتمع الدولى , وأصبحت مجموعة من المغامرين المجرمين الذين سيستنفذون كافة الوسائل المدمرة للسودان وشعبه حتى لا يمثلوا أمام العدالة الدولية . ستسعى حكومة الأنقاذ الأنقلابية الى تحويل السودان الى صومال آخر ممزق معدوم الأمن والأمان , وسيتحولون عندها الى أمراء حرب كل منهم بمنطقته المقفولة وبملشياته المسلحة التى ستوفر لهم غطاء الفوضى المناسب الذى يحميهم من العدالة الدولية . على السيد رئيس الوزاء والسادة أعضاء الكتلة البرلمانية المنتخبة ورؤساء الأحزاب السياسية الوطنية وقادة الحركات الوطنية المسلحة وقوى المجتمع المدنى والقوات النظامية السودانية الدعوة الآن لأنعقاد مؤتمر جامع عاجل لتكوين حكومة أجماع وطنى لملء الفراغ الدستورى وتصريف شئون الدولة , ومن ثم الأعداد للمؤتمر الدستورى وتنظيم أنتخابات ديموقراطية حرة لتكوين حكومة وطنية شرعية منتخبة توقف نزيف البلاد المتواصل وتبعد شبح التدخل الأجنبى والحرب الأهلية والفوضى الشاملة . إن السودان وشعبه اليوم يواجهون محنة حقيقية , وأن الوطن مواجه بتحدى أن يكون أو لا يكون , وخلاص السودان وشعبه فى هذا المنعطف الدقيق والحرج فى يد قادته الحقيقين المستعدين للتضحية فى سبيل الحفاظ على وحدته وسلامته , والمؤمنين به وبعدالة قضية شعبه وأصراره على أسترداد حريته المسلوبة . وليثق قادة هذا الشعب العملاق إن الشعب السودانى سيدعمهم ويحميهم ويحمى وطنه من هذه الكارثة المحدقة به , وليثقوا أن المجتمع الدولى الذى أدان الحكومة الأنقلابية وحولها لتُحاكم أمام القضاء الدولى جراء سؤ جرائمها ضد الشعب السودانى , سيكون من أول الداعمين لهم فى جهودهم لتكوين حكومة الوحدة الوطنية والأجماع الوطنى , وسيكون أول المعترفين بها , ولكن عليهم قبل هذا وذاك , أن يعوا جيدا أن الموقف أصبح شديد الخطورة وبالغ الحساسية , وأن الأحداث فيه تسابق الزمن , وعليه فإن كل ثانية تمر على هذا الوطن وشعبه من غير أن تُتخذ القرارات المصيرية الشجاعة والخطوات العملية الفاعلة , سيدفع السودان وشعبه وأجياله القادمة ثمنها غال .. وغال جدا.
|
|
|
|
|
|