نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: الجهاد ..؟ ام حرية الاعتقاد.. عمر القرّاي (Re: Amjad ibrahim)
|
الباب الثاني
الجهاد ي مستوى الفروع
كلمة الجهاد لغة تعني بذل الجهد لإنجاز عمل ما، و اصطلاحا، الجهاد هو حمل السلاح، بنية القتال، من أجل إعلاء لكلمة الله، و الخروج عن المال و الديار، بغرض إزالة مظاهر الكفر و الشرك، وهو يشمل " القتال و المرابطة و إعداد الجيوش و تمويلها، كما يشمل خدمة المحاربين و علاج الجرحى في ميدان المعركة.
التدرج في فرض القتال و الأمر بالجهاد لم يبدأ مع ظهور الإسلام و بداية الدعوة و إنما تأخر نحو ثلاثة عشر عاما، اتخذت فيها الدعوة سبيل الحسنى،و الصبر على أذى الكافرين، و السعي لتوصيل قيم الإسلام السمحة إليهم، رغم كفرهم و جاهليتهم و غلظتهم..و لم يتأذن الله بقتال الكافرين، إلا بعد أن بلغ بهم الكفر، أن يتآمروا عل حياة نبيهم المصطفى، الذي عرفوا صدقه و أمانته، إذا أدلوا بهذه الفعلة الشنعاء إنهم دون المستوى الذي، قدم لهم، و هم لا يستحقون المعاملة الإنسانية الكريمة. ولم يكن هنالك بد من إنزالهم حيث يستحقون، بعدما عجزوا عن الوفاء بما ندبهم الله تبارك و تعالى إليه، جزاء و فاقا.. و كذلك أمر النبي صلى الله عليه و سلم بالهجرة استعدادا للمواجهة ثم أذن له في القتال بعد تدرج وئيد، كان من وجوه الحكمة فيه إنضاج الرعيل الأول من الأصحاب.. فهم بعد أن جاهدوا أنفسهم بالصبر و الإحسان في مقابلة الأذى و تحمل الظلم و القهر، و أتقنوا العبادة و اللجوء إلى الله، امتحنوا بالهجرة عن أرضهم، و ترك كل ما يملكون ورائهم فرارا إلى الله، بتفريغ البال مما سواه. و بعد أن نجحوا في الاستفادة من هذه التربية العظيمة في التوكل على الله، و الصبر و التواضع، أصبحوا مأذونين في ترشيد غيرهم و حملهم على مصلحتهم بالقوة، و لهذا أعطوا حق الوصاية على الكافرين و فرض عليهم جهادهم. و لعل أول ما و رد به الخطاب الإلهي في أمر الجهاد هو عدم موالاة الكافرين ، من قوله تعالى{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي و عدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة و قد كفروا بما جاءكم من الحق} الممتحنة 1.. و لم يقصد المشرع بهذه المعاملة، كل الذين كفروا، و إنما عنى بالتحديد، الذين قاموا بإخراج المؤمنين من ديارهم و اضطروهم للهجرة ..و لذلك يقول من نفس السورة { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين× إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين و أخرجوكم من دياركم و ظاهروا على إخراجكم أن تولوهم و من يتولهم فأولئك هم الظالمون} الممتحنة 8-9 .. و يجدر بالملاحظة إن هذه الآيات لم تأمر بقتال الكافرين رغم إخراجهم للمؤمنين و ذلك لأن الإذن بالقتال لم يجيء إلا بعد ذلك في قوله تعالى{ أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا و أن الله على نصرهم لقدير× الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله و لو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع و بيع و صلوات يذكر فيها اسم الله كثيرا و لينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز} سورة الحج 39-40.
آية السيف و لقد استمر التمهيد لقتال المشركين، حتى نزلت الآية المشهورة عند المفسرين بآية السيف، من سورة براءة و هي قوله تعالى:{ فإذا انسلخت الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم و خذوهم و احصروهم و اقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم} التوبة 5. لقد حددت هذه الآية الكريمة، زمان قتال المشركين بمجرد انقضاء الأشهر الحرم، و حددت مكان القتال بأنه حيث وجد المشركون، و حددت إيقاف القتال معهم، بأن يتوبوا و يقيموا هذه الشعائر!! و لقد نسخت هذه الآية، حسب رأي معظم المفسرين، آيات الاسماح و الحسنى و الصبر على الكافرين، و على هذه الآية جاء حديث النبي صلى الله عليه و سلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاة فإن فعلوا عصموا مني دمائهم و أموالهم إلا بحقها و أمرهم إلى الله) أما في حق أهل الكتاب فقد جاء في سورة التوبة قوله تعالى { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و ولا باليوم الآخر و لا يحرمون ما حرم الله ورسوله و لا يدينون دين الحق من الذين أتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون} التوبة 29 .. و بناء على هذا التوجيه الواضح كانت تتوجه رسائل النبي صلى الله عليه و سلم إلى ملوك الفرس و الروم { أسلموا تسلموا يكن لكم ما لنا و عليكم ما علينا فإن أبيتم فأدوا الجزية و إلا فاستعدوا للقتال} هذه هي خيارات الإسلام في مستوى فروعه لأهل الكتاب: إما الإسلام أو الجزية أو القتال.. أما بالنسبة للمشركين فهما خياران لا ثالث لهما: الإسلام أو القتال. و يجدر بالقول أن الجزية ليست ضريبة دفاع، يدفعها أهل الذمة من يهود و نصارى للمسلمين، لأنهم يقومون بحمايتهم، كما ذكر بعض الدعاة الإسلاميين. و لكنها إقرار بالخضوع لسلطان دولة المسلمين، و إشعار بالمهانة و المذلة، حتى يضطر الذمي إلى الدخول في الإسلام. و لذلك جاء في كتب التفسير في شرح قوله تعالى {وهم صاغرون} أي ذليلون حقيرون مهانون و لذلك لا يجوز إعزاز أهل الذمة و لا رفعهم على المسلمين، بل هم أذلاء صغرة أشقياء كما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (لا تبدأوا اليهود و النصارى بالسلام و إذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه) و لهذا اشترط عليهم أ/ير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه تلك الشروط المعروفة في إذلالهم و تصغيرهم و تحقيرهم، ذلك مما رواه الأئمة الحفاظ من رواية عبد الرحم بن غنم الأشعري، قال كتبت لعمر بن الخطاب رشي الله عنه حين صالح نصاري من أهل الشام (( بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتبا لعبد الله عمر بين الخطاب أمير المؤمنين من نصارى كذا و كذا، أننا لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا و ذرارينا و أموالنا و أهل ملتنا و شرطنا على أنفسنا ألا نتحدث في مدينتنا و لا فيما حولها ديرا و لا كنيسة و لا قلاية و لا صومعة راهب و لا نجدد ما خرب منها و لا نحي منها ما كان خططا للمسلمين و أن لا نمنع كنائسنا أن ينزلها أحد المسلمين ثلاثة أيام نطعمهم و لا نأوي في كنائسنا جاسوسا و لا نكتم غشا للمسلمين و لا نعلم أولادنا القرآن و لا نظهر شركا .. و لا ندع إليه أحدا و لا نمنع من ذوي قرابتنا الدخول في الإسلام إن أراده و أن نوقر المسلمين و أن نقوم لهم من مجالسنا إن أرادوا الجلوس و لا نتشبه بهم في شيء من ملابسهم، في قلنسوة و لا عمامة و لا فرق شعر و لا نتكلم بكلامهم و لا نتكنى بكناهم و لا نركب السروج و لا نتقلد السيوف و لا نتخذ شيئا من السلاح و لا نحمله معنا و لا ننقش خواتيمنا بالعربية و لا نبيع الخمور و أن نجز مقاديم رؤوسنا و أن نلزم زينا حيث كنا و أن نشد الزنانير على أوساطنا و ألا نظهر الصليب في كنائسنا و أن لا نظهر حلينا و لا كتبنا في شيء من طريق المسلمين و لا أسواقهم و لا نضرب نواقيسنا في كنائسنا إلا ضربا خفيفا و علا نرفع أصواتنا بالقراءة في كنائسنا في شيء من حضرة المسلمين و لا نرسل شعانين و لا بعوثا و لا نرفع أصواتنا مع موتانا و لا نظهر النيران معهم في شيء من طرق المسلمين و لا أسواقهم و لا نجاورهم بموتانا و لا نتخذ من الرقيق ما جرى عليه سهم من سهام المسلمين، و أن نرشد المسلمين و لا نطلع عيهم في منازلهم)) قال فلما أتيت عمر بالكتاب زاد فيه ((و لا نضرب أحدا من المسلمين شرطنا لكم ذلك على أنفسنا و أهل ملتنا، و قبلنا عليه الأمان، فإن نحن خالفنا في شيء مما شرطناه لكم ووظفنا أنفسنا فلا ذمة لنا و قد حل لكم منا ما يحل من أهل المعاندة و الشقاق)) {ص 132 الجزء الثاني من تفسير القرآن العظيم لأبن كثير، طبعة دار الحديث القاهرة} .. هذه المعاهدة لا تحتاج إلى تعليق ولقد أوردتها كاملة كما جاءت في تفسير ابن كثير حتى لا نخدع أنفسنا بأن الإسلام في مستوى فروعه يمكن أن يحقق الكرامة لمواطن مسيحي يفي الدولة الإسلامية.
الجهاد ليس دفاعا عن النفس:
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الجهاد ..؟ ام حرية الاعتقاد.. عمر القرّاي | Amjad ibrahim | 01-27-04, 03:21 AM |
Re: الجهاد ..؟ ام حرية الاعتقاد.. عمر القرّاي | Amjad ibrahim | 01-28-04, 03:45 AM |
Re: الجهاد ..؟ ام حرية الاعتقاد.. عمر القرّاي | Amjad ibrahim | 01-29-04, 03:28 AM |
Re: الجهاد ..؟ ام حرية الاعتقاد.. عمر القرّاي | Amjad ibrahim | 01-30-04, 04:21 AM |
Re: الجهاد ..؟ ام حرية الاعتقاد.. عمر القرّاي | Yaho_Zato | 01-30-04, 05:48 AM |
Re: الجهاد ..؟ ام حرية الاعتقاد.. عمر القرّاي | Amjad ibrahim | 01-30-04, 07:32 AM |
Re: الجهاد ..؟ ام حرية الاعتقاد.. عمر القرّاي | Amjad ibrahim | 01-30-04, 07:42 AM |
Re: الجهاد ..؟ ام حرية الاعتقاد.. عمر القرّاي | Yaho_Zato | 01-31-04, 01:41 AM |
Re: الجهاد ..؟ ام حرية الاعتقاد.. عمر القرّاي | Haydar Badawi Sadig | 01-31-04, 03:11 AM |
Re: الجهاد ..؟ ام حرية الاعتقاد.. عمر القرّاي | Amjad ibrahim | 02-01-04, 11:33 PM |
Re: الجهاد ..؟ ام حرية الاعتقاد.. عمر القرّاي | Yasir Elsharif | 02-02-04, 11:53 AM |
Re: الجهاد ..؟ ام حرية الاعتقاد.. عمر القرّاي | Amjad ibrahim | 02-04-04, 02:05 AM |
Re: الجهاد ..؟ ام حرية الاعتقاد.. عمر القرّاي | Amjad ibrahim | 02-05-04, 03:10 AM |
Re: الجهاد ..؟ ام حرية الاعتقاد.. عمر القرّاي | Amjad ibrahim | 02-05-04, 03:19 AM |
Re: الجهاد ..؟ ام حرية الاعتقاد.. عمر القرّاي | Yasir Elsharif | 02-05-04, 10:27 AM |
Re: الجهاد ..؟ ام حرية الاعتقاد.. عمر القرّاي | Amjad ibrahim | 02-06-04, 03:24 AM |
Re: الجهاد ..؟ ام حرية الاعتقاد.. عمر القرّاي | Amjad ibrahim | 02-06-04, 03:50 AM |
Re: الجهاد ..؟ ام حرية الاعتقاد.. عمر القرّاي | Yasir Elsharif | 02-06-04, 02:50 PM |
Re: الجهاد ..؟ ام حرية الاعتقاد.. عمر القرّاي | Amjad ibrahim | 02-08-04, 01:44 AM |
Re: الجهاد ..؟ ام حرية الاعتقاد.. عمر القرّاي | Amjad ibrahim | 02-08-04, 01:57 AM |
Re: الجهاد ..؟ ام حرية الاعتقاد.. عمر القرّاي | Amjad ibrahim | 02-08-04, 11:40 PM |
|
|
|