هل يعيد التاريخ نفسه ما بين 4/مارس1989 و 4/مارس 2009

Quote: تفاقم مأساة دارفور يوماً بعد يوم يزداد حجم المأساة و المعاناة التى يسبح في بحرها مواطنو دارفور، ويتواصل مسلسل انتهاكات حقوق الانسان بصورة نمطية ، وبخاصة العنف الموجه ضد النساء. وقد حملت تقارير منظمات ونشطاء حقوق الانسان آلاف الحقائق الموثقة حتى وصل الامر لان يكرس العالم يوم العاشر من ديسمبر وهو يوم الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، لمناصرة الضحايا في دارفور ، بل جعله تحت شعار (احموا النساء في دارفور). وقبلها شارك عشرات الآلاف من الاشخاص حول العالم في أكثر من أربعين دولة في حملة للتعبير عن دعم العالم لأبناء دارفور في 17 سبتمبر 2006 . وكنتاج لإهمال الحكومة وتلكؤها في تنفيذ اتفاق أبوجا ، تبنى (فصيل مناوي) اتهامات واضحة وصريحة للحكومة، حيث خاطب محجوب حسين القيادي في حركة تحرير السودان (فصيل مناوي) في 10/12/2006 مجلس حقوق الانسان ، مطالباً بإدانة الحكومة والتأكيد على تدخل دولي وفقاً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، هذه المطالبات لم تعد مثارة من فصيل سياسي واحد أو حركة مسلحة دارفورية واحدة ، ولكنها أصبحت مطلباً قومياً يأتي في لحظة تاريخية صعبة يوجب على الدولة الاهتمام بها. خاصة وقد اتسعت رقعة الانتهاكات وتهديد العالم بالتدخل. حيث تناقلت وسائل الاعلام أن المدعي العام لمحكمة العدل الدولية لويس أوكامبو ذكر في تقريره لمجلس الامن أن مكتبه يستعد لتقديم مذكرات لاستصدار أوامر الاعتقال إلى المشتبه بهم في ارتكاب فظائع بدارفور. والسؤال متى تدرك الحكومة أن المأساة الإنسانية بدارفور غير قابلة للتسويف والمماحكة والمسرحيات الهزيلة التي تجسدها الإنقاذ للهروب من العدالة ولم ينخدع بها أحد ؟ ومتى تدرك أن الاستمرار في هذا الاتجاه سيقود إلى تعميق الكارثة ولن يسعف الجناة في الفرار من العقاب. ليس أمام الحكومة سوى طريق وحيد –إن كانت جادة في معالجة الوضع- وهو طريق إيقاف الانتهاكات ونزع سلاح الجنجويد وتقديم من ارتكبوا الجرائم ضد أهلنا في دارفور للمحاكمة وقبول الحلول التي قدمت للتسوية السياسية لتمكن الفصائل التي رفضت أبوجا بشكلها الراهن من توقيع الاتفاقية والاستجابة لرغبات سكان دارفور المشروعة عبر مؤتمرهم الذي يعقدونه بعيداً عن مؤامرات الحكومة وترغيبها وترهيبها.