|
|
 مفاوضات السلام تبداء اليوم وسط اجواء مشحونة و ضغوط دولية لابرام اتفاق سلام
|
مفاوضات السلام السودانية تبدأ اليوم في مرتفعات كينيا وسط أجواء مشحونة وضغوط دولية لإبرام اتفاق سلام
الوسيط الكيني: حان وقت اتخاذ القرارات.. فإما تحمل ألم الجراحة أو ألم الموت
لندن: عيدروس عبد العزيز الخرطوم: محمد عبد السيد
أسمرة: عبد العليم حسن: وسط اجواء مشحونة بالتوتر تبدأ اليوم في منتجع نانيوكي بالمرتفعات الكينية جولة حاسمة لمفاوضات السلام السودانية، تتزامن مع نداءات وضغوطات دولية للاسراع بتوقيع اتفاق سلام خلال هذا الشهر ينهي 20 عاما من حرب اهلية هي الاطول في القارة الافريقية.
واعلنت سكرتارية «ايقاد» الراعية للمفاوضات انها سلمت دعوات الحضور للطرفين وهما الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان، رغم تهديدات الخرطوم بمقاطعة المفاوضات اذا لم يتم استبعاد وثيقة اطارية اطلقها الوسطاء كأساس لنقاش الموضوعات الخلافية في الجولة. وقال الوسيط الكيني لازوراس سيمبويو الذي يرأس لجنة سكرتارية ايقاد «سلمنا دعوات الحضور للطرفين وستبدأ الجولة غدا (اليوم)». معربا عن امله في تحقيق اتفاق سلام ينهي المشكلة السودانية.
وفي تصريحات نشرتها صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية قال سيمبويو ان «وقت اتخاذ القرارات قد حان»، مشيرا الى ان «الامر بات اشبه بعملية جراحية.. وعليهم ان يقرروا ما بين تحمل آلام العملية الجراحية او تحمل آلام الموت». في هذه الاثناء انهى قائد الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق زيارته لأسمرة التقى خلالها بالرئيس الاريتري اسياسي افورقي واطلعه على تطورات ملف السلام السوداني ونتائج لقاءاته مع مختلف الاطراف الاقليمية والدولية خلال الفترة الماضية، مؤكدا استعداد حركته لحضور جولة التفاوض التي من المقرر استئنافها اليوم.
ومن المقرر ان يلتقي قرنق في القاهرة خلال اليومين القادمين مع الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس التجمع الوطني الديمقراطي محمد عثمان الميرغني وزعيم حزب الامة الصادق المهدي. يذكر ان زعيم الحركة الشعبية يمر بأسمرة اثناء جولاته ويطلع القادة الاريتريين على مستجدات الاوضاع السودانية ونتائج زياراته.
ووصف الوسيط الكيني سمبويو الجولة الحالية امس بـ«انها جلسات وليست جولة»، مشيرا الى أن طرفي النزاع السوداني «هم الذين يضعون الاجندة». وردا عما اذا كان متفائلا حيال التوصل الى حل نهائي للمسألة خصوصا في ظل التباين الحالي بين طرفي النزاع.
وبدا سمبويو متفائلا وقال «آمل التوصل الى حل نهائي». وزاد «لو لم ارض بهذه المسألة لم اكن لأستمر في المساعي»، مؤكدا في نفس الوقت بأن اطار التفاوض لم يحدد مسألة ضم القوى السياسية الاخرى».
واوضح الجنرال سمبويو أن التوصل الى اتفاق السلام في السودان يحظى بضمانات دولية واقليمية، في حين اعلنت دول الايقاد التي زارها اخيرا عن دعمها الكامل لمقترحاته.
يذكر ان واشنطن ابلغت كلا من الحكومة السودانية والحركة الشعبية بأن الوقت قد حان للتوصل الى اتفاق سلام ينهي 20 عاما من الحرب الاهلية في البلاد وطالبتهما باتخاذ قرارات شجاعة للتوصل الى اتفاق نهائي.
وذكرت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» ان الجنرال لا زاراس سيمبويو لم يجر اية تعديلات على الوثيقة كما طلبت الحكومة وانه بدلا من ذلك قام بجولة في دول الايقاد لحشد الدعم لها، وتلقت الحكومة ما يفيد ان الجنرال اتهمها خلال هذه الزيارات بالتعنت وعدم الرغبة في تحقيق السلام. واضافت المصادر ان وضع الحكومة سيكون صعبا في الحالتين، حال رفض الوثيقة جملة وتفصيلاً او قبولها. وقالت ان الاطراف المعنية وضعت هذا السقف العالي من المطلوب تنفيذه حكومياً لتحصل على موافقتها لاحقا على مستوى معقول من التنازل.
وبدأت المصادر الحكومية في شن حرب نفسية على الجنرال معلنة انها ستطلب من الحكومة الكينية استبعاده من امر السلام في السودان لانحيازه لطروحات الحركة.
الا ان الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية، اوضح ان الحكومة لم تفكر في هذا الاتجاه حتى الآن، واشار الى انهم ذاهبون الى هذه الجولة والصورة واضحة جدا «ونعمل بجهد كبير للوصول الى سلام عبر الايقاد».
واضاف في تصريحات صحافية ان الحكومة في رفضها للوثيقة لم تتطرق لسيمبويو «حتى لا تشخصن القضية»، ولكنها رفضت الموضوع، ولم تطالب باعفائه.
وتعليقا على حث الادارة الاميركية للطرفين لتوقيع اتفاق سلام في هذه الجولة قال د. اسماعيل: نحن نرحب بالمناشدة الاميركية وسنمضي للمفاوضات بعقل مفتوح، وما زلنا نرحب بالدور الاميركي لأنه محوري.
ومن جانبه، اوضح د. غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية لشؤون السلام ان تحقيق السلام مرهون بالارادات وشكك في ارادة الحركة. وقال: اذا لم تتوفر ارادة حقيقية للحركة للسلام لأي سبب سواء لجهة قانون السلام الاميركي او اي سبب آخر داخل الحركة فانها لن تقبل على السلام. ووصف تصريحات قادة من الحركة تحدثوا فيها عن احتمال عودة الحرب اذا فشلت هذه الجولة بأنها تصريحات تعبر عن الموقف الحقيقي للحركة.
واعلنت الحركة الشعبية موقفها بعد مشاورات مطولة برئاسة الدكتور جون قرنق، وحضرها ايضا نائب رئيس الحركة سلفا كير. وقال ياسر عرمان الناطق باسم الحركة لـ«الشرق الأوسط» ان وفد الحركة سيدخل المفاوضات على اساس الورقة المقدمة من سكرتارية الايقاد ولن يتنازل مطلقا عنها لا سيما انها جاءت كحصيلة عام من التفاوض بين الطرفين وبعد حوارات مكثفة، وبدعم من الاقليم والمجتمع الدولي. وابان ان الحركة الشعبية تدخل هذه المفاوضات «كجولة حاسمة لاتخاذ القرارات لا اعادة التفاوض حول ما تم التفاوض عليه». واوضح ان الرد الذي قدمته حكومة الخرطوم على الوثيقة «ما هو الا نقد ورفض ورد فعل سلبي على الورقة وليس موقفا تفاوضيا». واضاف «ننتظر من الخرطوم التفاوض على اساس وثيقة سكرتارية الايقاد ولن نقبل بغيرها.. ونطالب الخرطوم باتخاذ القرارات الصعبة». وتابع «نحن نحتاج لاتفاق سلام عادل ولا نبحث عمن يتعاملون وفق استراتيجية شراء الوقت.. والتبضع من منبر الى اخر». وقال ان نجاح الجولة يتوقف على قبول «النظام الوثيقة الاطارية لحل القضايا الرئيسية والا فان الجولة ستواجه مصير جولة ناكورو». ومع ذلك اضاف عرمان ان الوثيقة لا تلبي مطالب الحركة وقال «ويجب عدم الخلط بين قبول الحركة لها كاساس للتفاوض.. وبين مطالب الحركة الحقيقية.. فالوثيقة لا تلبي الحد الادنى من متطلبات الحركة». وقال ان الوثيقة تمثل وجهة نظر سكرتارية الايقاد للحل، والحركة ستقدم موقفها التفاوضي حال قبول الخرطوم بالوثيقة كأساس للنقاش. واشار الى ان رفض الخرطوم للوثيقة هو «ابتزاز للمجتمع الدولي.. لن نشتري منه». وحول مناشدة الولايات المتحدة لطرفي النزاع توقيع سلام عاجل، قال عرمان ان حركته مستعدة لاتخاذ القرارات الصعبة، وقال انهم قبلوا بالوثيقة التي وجدت دعما من المناشدين الاميركيين والاوروبيين وان الطرف الرافض للوثيقة هو الذي يجب عليه الاستجابة لهذا النداء.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
elsharief
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست