|
Re: بهتونا (المعاريــــــض)... (Re: محمد عبدالرحمن)
|
ومهما قلنا حول مواقف القوى السياسية المثيرة للتساؤلات، فلن نبلغ ما أذيع للناس في المناظرة التي جمعت رئيس حزب الأمة بكل من الدكتور غازي صلاح الدين من المؤتمر الوطني والأستاذ علي محمود حسنين من الاتحادي الديمقراطي، والأستاذ محمد إبراهيم نقد من الشيوعي في برنامج (عين على السودان) بقناة الجزيرة. المأساة الملهاة كانت حينما هجم الحلفاء على السيد الصادق واتفاقه مع الوطني فقال صلاح الدين: المفارقة المضحكة أنهم ينتقدون حزب الأمة على توقيعه اتفاقا معنا حرص فيه ألا يشترك في الحكم وهؤلاء الذين يهاجمونه مشاركون كأحزاب في الحكم سواء على الصعيدين التنفيذي أو التشريعي. إن رد الأستاذ حسنين بعدم موافقته على المشاركة وقد غادر البرلمان لا يغني جوع المنطق فقد دخله بدءا وفي دخوله اعتراف بشرعية القسمة الضيزى (52% للمؤتمر الوطني) والتي تمنع حزب الأمة من مجرد التفكير في الولوج. ثم خرج منه بعد أن اشتكى من التمييز ضده وعدم إعطائه الفرص (وهو مصير طبيعي لمن يشتكي الحجاج في ملكه بعد إقراره به) ثم خرج فردا وحزبه لا زال هناك يزيّن مدرجات البرلمان وطاولات مجلس الوزراء. وكذلك الشيوعي لا يروي ظمأ الحق حديثه عن أن الاشتراك في البرلمان لا يعني الاشتراك في الحكم لأن البرلمانات تحوي المعارضة والحكومة، لأن هذا يصْدُقُ لو كان برلمانا منتخبا، ولكن المجلس الحالي معين وفقا لقسمة السلطة في نيفاشا وأكبر أخطاء هذه الاتفاقيات هي تمديد عمر التمكين للمؤتمر الوطني عبر الأغلبية الميكانيكية نظريا المطلقة فعليا، يشاركون فيه ويمررون كل شيء بصما ويملأون جيوبهم آخر كل شهر ويجلسون كأن على رؤسهم الطير!
إن حظ مثل هؤلاء (المعاريض) من المعارضة، مثل حظ أصحاب أستاذنا عبد الله علي إبراهيم (الهواميش) من الهامش الذي لمّا يمس حلمة أذنهم على حد تعبيره!
وليس الباب باب ملاسنات خاصة وقد هدأت الآن هبات التجني نوعا ما.. لكن موقف بعض القوى السياسية الذي أوغل في التشكك وفي الرفض يغرس في دواخل حزب الأمة وقاعدته، وكثيرا منها قبلت الاتفاق من باب (السك لحد الباب) - طالما في الأمر ولو حبة خردل من أمل في انتشال البلاد- يغرس شكوكا كبيرة في الأسباب الحقيقية، والمواقف التي تلفق منطقها تلفيقا وتعجز إلا عن البهتان.. فلو كان الباب للمعارضة فلا زال حزب الأمة هو الأبعد عن الحكم الحالي وعن الاعتراف بشرعيته.. إنه الأقرب للمعارضة من كل (المعاريض) ولا يفيد البهتان!
نواصل بإذن الله
وليبق ما بيننا
نشر بصحيفة اجراس الحرية بتاريخ الثلاثاء 24/6/2008
|
|
|
|
|
|
|
|
|