|
Re: بهتونا (المعاريــــــض)... (Re: محمد عبدالرحمن)
|
إن حزب الأمة قد بح صوته منذ أن قام انقلاب "الإنقاذ" وشن حملة حامية الوطيس على تصورات (الإنقاذ) التشريعية من جهة لأنها تشويه لشرع الله ومن منافذ الطعن فيه، ومن جهة لأنها انبنت على تصورات خاطئة وارتبطت بممارسات ظالمة من شأنها أن تفتت البلاد وتزرع الفتنة الدينية بين أبنائها، ومسألة الدين لدى حزب الأمة سواء في قيادته أو قاعدته ليست مسألة نزهة، ولذلك كان نقد التجرية الإنقاذية مجلبة اعتقالات وتنكيلات حيث كانت كل خطبة عيد تنتقد فيها تجربة الحكم الإسلاموية تتلوها استضافات لبيوت الأشباح لعدد من القيادات قد تطول. ونفس الشيء حدث لهذه القيادات جراء قوانين سبتمبر التي لوّح بها بيان الحزب الشيوعي، وليأت لنا بعدد الكتابات التي دبجها حولها، وعدد القيادات التي تُربست في كوبر أو نكّلت جراءها (سواء في عهد سبتمبر ذاك أو عهد الإنقاذ) ولو بز حزب الأمة في أيها فليطالعنا بمثل هذا البيان!
إنما هذه الثوابت، وأول مرة ألقاها السيد الصادق في رسالة المولد النبوي الشريف في 11 أكتوبر 1989م من داخل كوبر في كلمة أمام المعتقلين هناك، مناديا باتفاق "جنتلمان" يحتوي على الثوابت الدينية، والوطنية.لاحقا خاصة بعد نص ميشاكوس المرعب أعلاه تحرك الحزب منتقدا فكرة استمرار تجربة الإنقاذ الإسلاموية على رؤوسنا هذه المرة بمباركة دولية، بل بمباركة كل القوى السياسية التي وافقت على الاتفاقية (بصما بالعشرة) بدون أية مراجعات.. هذه الثوابت هي لندفع عن شمال السودان بلوى ميشاكوس التي ابتلعها أخواننا في الحزب الشيوعي وأظن كل ما يأتي من المجتمع الدولي ومن الحركة الشعبية لديهم مبلوع لأنه مظنة العلمانية.. بيد أن ميشاكوس موغلة في الدولة الثيوقراطية، لأن الشريعة بمفهوم المؤتمر الوطني أُطِّر لها بمفهوم الحاكمية لله، وهو مفهوم ثيوقراطي يجعل الحاكم يحكم باسم الله لا باسم الشعب، وقد كررنا ذلك وأعدنا، وقمنا بمحاولات عديدة لجعل المؤتمر الوطني يخضع لثوابت دينية تجعله لا يسعى لفرض رؤاه الثيوقراطية تلك على المجتمعين الديني أو العلماني في الشمال وقدمنا له ورقة الثوابت الدينية وظللنا نكرر تقديمها لمدة سنوات ثلاث، وإن كانت نقاط الثوابت هذه خففت الذي طالبنا به بإضافة النص على القانون كحَكَم بينما القوانين الحالية مكتوبة بذهنية مذهبية متحجرة ونصوص الاتفاق نفسها تستهدفها بالتغيير، فالنص على ثوابت دينية أصلا فكرتنا لمواجهة الهجمة الميشاكوسية على شمالي السودان بـ"إنقاذ" المربع الأول الذي إنما يلعنه بيان الحزب الشيوعي ويلعنه اللاعنون. ومن هنا نقول لسكرتارية الهيئة المركزية للحزب الشيوعي السوداني التي وقعت على البيان، كنتِ الصيفَ ضيـّعتي اللبن، والآن لِـمَ يُضيرُكِ جلبُ حليبٍ جديدٍ؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|