فخامة الرئيس.. عودوا إلى الثكنات العسكرية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 07:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد قاسم(ودقاسم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-21-2004, 05:06 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فخامة الرئيس.. عودوا إلى الثكنات العسكرية (Re: خالد عويس)

    نص المقال المنشور اليوم في (العربية.نت)
    يبدو أن الوضع السياسي السوداني المتدهور أصلا أضحى مرشحا لمزيد من التعقيد، مما ينذر بكارثة مروعة ما لم تتخذ القوى السياسية المختلفة وفي مقدمتها الحكومة ذاتها، إجراءات عاجلة في اتجاه تغييرات جذرية وإصلاحات شاملة تنقذ "ما يمكن إنقاذه". ولن يجدي نفعا هذه المرة في ظل المهددات الخارجية التي ازداد خطرها بشبح التصعيد الذي يمكن أن تسلكه واشنطن تجاه الخرطوم، وفي ظل جبهة داخلية مفككة تماما ومرشحة لمواجهات مسلحة أوسع نطاقا وأعنف، أن تستعيد حكومة الإنقاذ خطابها السياسي الممجوج، وتستلف آلياتها الإعلامية الموغلة في محليتها وديماغوغيتها للقفز على جملة من الحقائق الناهضة تؤشر كلها بوضوح لسيناريوهات قاتمة تنتظر البلاد.

    وفي حين صعّدت واشنطن من لهجتها الصارمة بحق الخرطوم واضعة إياها في مرتبة واحدة مع مليشيات "الجنجويد" فيما يتعلق باتهام الإبادة الجماعية، لجأت الخرطوم في مواجهة ذلك إلى استلاف خطاباتها القديمة، وببساطة عمد سياسيوها إلى تذكير واشنطن باخفاقاتها في العراق وفي "أبوغريب" على وجه الخصوص. وذلك يعني أن الخرطوم لم تأخذ الأمر على محمل الجد إلى غاية الآن على الرغم من صدور قرار مجلس الأمن 1564 الذي يلوّح بفرض عقوبات على السودان وينذر بعض المسؤولين بتقديمهم لمحاكمات.

    ولعل أكثر التصريحات إثارة للاستغراب كان تصريح رئيس البرلمان السوداني أحمد إبراهيم الطاهر الذي هدد بفتح "أبواب جهنم السبعة" في وجه كل من تسول له نفسه الدخول إلى دارفور قسرا. ويحسن بالحكومة السودانية وعقلائها على وجه الدقة لجم أمثال الطاهر، إذ أن العنتريات ليس كفيلة بلملمة الأزمة الحالية، علاوة على أنها لا تساعد في إيجاد بيئة ملائمة للنظر في الأمور بعين الحكمة.

    وكان الاستثناء الوحيد من الجوقة الحكومية التي انسجمت في أداء مقطوعة مملة من الدفوعات والتهديدات بالقدرة على الرد، مستشار رئيس الجمهورية قطبي المهدي الذي اتسم رد فعله على خطاب وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أمام مجلس الشيوخ بالحكمة، وتوضح أنه ربما الوحيد بين مسؤولي الخرطوم الذي استشعر المخاطر الكبرى التي انطوى عليها تأكيد باول أن الخرطوم شريك أساسي في الإبادة الجماعية في دارفور.

    ويجدر أن يتفق المرء مع قطبي المهدي في أنه "ليس ضرورياً أن يبقى النظام الحالي كما هو" لكن وجه الاختلاف يكمن في عبارته التالية" وإذا كانت هناك عملية تغيير فينبغي أن تنطلق من هذا النظام وفق برنامج متفق عليه"، لأن عقلية التمسك إلى حد الجنون بالسلطة التي تركب الإسلاميين في السودان، وتميزهم تماما عن غيرهم من السياسيين السودانيين فاقت حدودها المعقولة. وليست المعطيات المتوفرة عن إمكان تفجر نزاع دام بين فريقي الإسلاميين يستحيل معه السودان كله إلى برك من الدماء، إلا واحدا من سيناريوهات قريبة التحقق خصوصا في ظل التصعيد والملاسنات بين حزبي "المؤتمر الوطني" برئاسة الرئيس السوداني و"المؤتمر الشعبي" بزعامة الدكتور الترابي.

    وتؤشر الاعتقالات الأخيرة في صفوف حزب الترابي، وما ذكر عن محاولة تخريبية والعثور على أعداد كبيرة من الأسلحة، ثم إقرار نائب الرئيس السوداني عثمان طه بقتل ناشط في حزب الترابي بواسطة أجهزة الأمن، إلى احتمالات مفتوحة لمواجهة مسلحة لن يسلم منها السودان ما لم يغلق هذا الباب ويؤوب الإسلاميون لرشدهم. فضلا عن ذلك سكب عثمان طه مزيدا من الزيت على نار الصراع الإسلامي- الإسلامي في السودان باتهامه زعيمه السابق د.الترابي بالاستعانة بإسرائيل في حلبة دارفور، وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها طه بهذا العنف عن الترابي، مما يؤشر أيضا لنيات مبيتة واحتمالات بعنف المواجهة القادمة.

    والحقيقة أن المكايدات بين جناحي تيار الإسلام السياسي في السودان بلغت ذروتها، ولم يكتف الجناحان منذ مفاصلتهما الشهيرة في 1999 بالحدود المسموح بها عرفا في السياسة السودانية، إذ لجأ الطرفان إلى تصعيد يراد منه التحطيم وتسليم رقاب بعض إلى "محكمة العدل الدولية" والتلويح من حين لآخر بمحاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا في 1995، في حين استخدم الطرف الحكومي القوة على أوسع نطاق، واعتمد سياسة "تجفيف أمني واقتصادي" بالغة القسوة لنسف الركائز السياسية والاقتصادية التي يقوم عليها حزب الترابي هادفا بذلك إلى التقليل من المخاطر الداخلية التي يشكلها مجرد وجود الترابي في الساحة السياسية.

    ويستشف في ثنايا التصعيد الأخير رغبة عارمة من الطرفين في خوض المعركة بكل الوسائل إلى غاياتها، وهو الأمر الذي يبعث على القلق العميق، لأن الإسلاميين إلى الآن لم يدركوا أن الأزمة الوطنية في السودان منذ 15 عاما كانوا هم أبطالها، ولم تفلح محاولات القوى السياسية الأخرى في جرهم إلى حلبة "اللعب السياسي النظيف" أو العدول عن مشاريعهم التي تكاد تفتت السودان ذرة ذرة.

    ويبدو واضحا أن حتف الحكومة السودانية، وفتح السودان أبوابه على مصاريعها أمام التدخل الأجنبي سيكون من خلال نافذة دارفور، ليس لأن طرفا من الأطراف السودانية يرغب في ذلك، وإنما للأسلوب "اللزج" الذي تحاول به الخرطوم معالجة القضية، باللجوء إلى الخيار العسكري واسع النطاق في دارفور تارة، وبالتسويف والمماطلة في المفاوضات مع الفصيلين المسلحين في دارفور تارة أخرى.

    ولن أزعم أن الفصيلين من ناحيتهما بريئان تماما مما آلت إليه الأمور، لكن معرفتي ببواطن الأمور وخصوصا مما نسب لرئيس الوفد الحكومي المفاوض مجذوب الخليفة أنه سيلجأ للمماطلة حتى تنتهي الانتخابات الأمريكية، يحمل على الاعتقاد أن حكومة الإنقاذ لم تكتسب خلال السنوات الطويلة في السلطة الحنكة السياسية اللازمة لمواجهة هكذا أزمات، ولا الحس الوطني الرفيع الذي يباعدها عن مقولة "حين يتعلق الأمر بالوطن فإن الخيانة والغباء يتساويان".

    وبصدور قرار مجلس الأمن الأخير الذي يهدد بفرض عقوبات على السودان، وكان وزير الخارجية الأمريكي كولن باول استبق هذا القرار بالإعلان عن "إبادة جماعية" تقوم بها حكومة السودان ومليشيات الجنجويد في دارفور، تكون الخرطوم قد وضعت أمام اختبار حقيقي يمكن أن تزيد من مضاعفاته توترات الساحة الداخلية. وسيتعين على الخرطوم أن تسعى لكسب مصداقية على المستوى الداخلي، لأن فاعليات المعارضة التي ستفاوض الإنقاذ فصيلها الأساس "التجمع الوطني" في القاهرة نهاية هذا الشهر لا تثق بالإنقاذ، بل أن علاقة الخرطوم بفصيلين أساسيين هما الحركة الشعبية بزعامة قرنق وحزب الأمة المعارض بزعامة الصادق المهدي شهدت احتقانا في الآونة الأخيرة، وإذا ما فشلت مباحثات القاهرة –ولا أتوقع لها نجاحا يذكر- فإن مواقف المعارضة ستتساوق لتحمل على الإنقاذ بعنف.

    وليس من العسير قراءة المشهد على النحو التالي: ضغوط دولية ستزداد شراسة على الخرطوم خلال الفترة المقبلة، ومساع مستميتة من قبل المؤتمر الشعبي بقيادة الترابي لإضعاف الخرطوم إلى أقصى حد وباستخدام الوسائل كافة (لأن الشعبي يعتبر هذا التوقيت مناسبا جدا لإزالة النظام)، يضاف إلى ذلك عزلة متوقعة لحكومة السودان على الصعيد الداخلي نتيجة الموقف الملتوي الذي لجأت إليه في مواجهة استحقاقاتها مع المعارضة منذ 1998.

    ويكشف الموقف الحالي لحكومة الإنقاذ عن حقيقة كونها تعيش أضعف حلقاتها في ظل "إدانة دولية" بسبب أزمة دارفور، و"حصار داخلي" معلن من قبل أطراف معارضة وغير معلن من قبل أطراف أخرى. وهذا يعني أن الجبهة الداخلية السودانية لا تتمتع بأي تماسك.

    وتبقى الدعوات الموجهة من قبل فاعليات سياسية عدة لعل أهمها حزب الأمة والحركة الشعبية وبعض فاعليات التجمع المعارض لتشكيل حكومة قومية من ألوان الطيف السياسية كافة، والإسراع بعقد مؤتمر جامع لحلحلة المشكلات السودانية كلها على طاولة واحدة، هي الدعوة المنطقية الوحيدة والأكثر جدوى في هذا الظرف الذي يلقي على عاتق رئيس الجمهورية عمر البشير مسؤولية تاريخية جبارة في المحافظة على السودان وتحشيد القوى السياسية والجهوية على صعيد واحد ليس هو تيار الإنقاذ المعزول وإنما تشكيل قومي جديد يجهد لأن يعالج الاشكالات التي خلفتها الإنقاذ بأقصى سرعة ممكنة وبأكبر قدر من المسؤولية.

    ويمكن الزعم أن السبيل الوحيد لتجنيب السودان حلقة دموية مقبلة على الصعيد الداخلي واحتمالات مفتوحة من قبل قوى دولية يمكن أن تتسارع خطواتها بأكثر مما تقدّر الخرطوم، يكمن في عودة الجنرال البشير وبقية الجنرالات في السلطة إلى الثكنات، لإفساح المجال أمام القوى السياسية المختلفة لتدارك وضع معقد وصعب.

    (عدل بواسطة خالد عويس on 09-22-2004, 06:11 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
فخامة الرئيس.. عودوا إلى الثكنات العسكرية خالد عويس09-21-04, 00:46 AM
  Re: فخامة الرئيس.. عودوا إلى الثكنات العسكرية Yasir Elsharif09-21-04, 04:05 AM
    Re: فخامة الرئيس.. عودوا إلى الثكنات العسكرية خالد عويس09-21-04, 05:02 AM
      Re: فخامة الرئيس.. عودوا إلى الثكنات العسكرية خالد عويس09-21-04, 05:06 AM
  Re: فخامة الرئيس.. عودوا إلى الثكنات العسكرية Yasir Elsharif09-21-04, 05:22 AM
    Re: فخامة الرئيس.. عودوا إلى الثكنات العسكرية خالد عويس09-22-04, 08:28 AM
    Re: فخامة الرئيس.. عودوا إلى الثكنات العسكرية عبدالعظيم عبدالله09-22-04, 08:30 AM
  Re: فخامة الرئيس.. عودوا إلى الثكنات العسكرية abdalla BABIKER09-22-04, 08:32 AM
    Re: فخامة الرئيس.. عودوا إلى الثكنات العسكرية خالد عويس09-25-04, 01:39 AM
  Re: فخامة الرئيس.. عودوا إلى الثكنات العسكرية AbuSarah09-25-04, 08:21 AM
  Re: فخامة الرئيس.. عودوا إلى الثكنات العسكرية abdalla BABIKER09-25-04, 01:08 PM
  Re: فخامة الرئيس.. عودوا إلى الثكنات العسكرية AbuSarah10-02-04, 05:12 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de