|
|
 مضغتم لبانة الطائفية حتى مسختموها
|
الطائفية ، اختراع اخترعه البعض ليرموا به أهلنا في السودان ، اختراع اخترعه مدعي الحداثة ومحتكريها من اليسار ، ومن اليمين أيضا ، هي بدعة ابتدعوها ليخيفوا به بعضنا وينفروهم من ما هو راسخ لدى مجتمعنا بادعائهم أن ذاك تخلف وأن ما يدّعونه هم هو التحضر والرقي ، لك الويل إن قلت أنا اتحادي أو حزب أمة فهذا يعني أنك تنتمي للقديم ، وتركع للسيد ، وترضخ للرجعية .
من دعاة الإسلام السياسي يلوك هذه اللبانة الترابي ومن لف لفه ، ويلوكها أنصار السنة ، والجمهوريون ، ويلوكها جماعات التكفير والهجرة ، ومن اليسار يلوكها الشيوعيون ، والبعثيون والناصريون وعموم القوميين . وتلوكها الأحزاب الأفريقية يمينها ويسارها ، ولكل واحد من هؤلاء فهمه للمصطلح ولكل منهم هدفه من مضغ اللبانة ، منهم من يلوكها وجاهة ومنهم من يلوكها ليغير بها رائحة فمه ومنهم من يلوكها تشبها وإغراء ومنهم من يلوكها بلاهة وعماكة ومنهم من يلوكها لمجرد تحريك الفم والحنك ولبعضهم أسباب لا نعلمها .
وقد طال الأمد ببعضهم وهم يمضغون هذه اللبانة لكنهم فشلوا فشلا ذريعا في الوصول إلى مبتغاهم ، فلم يمنحهم هذا المضغ وجاهة ، وقد ظلت الأفواه متعفنة ، ولم يحققوا من إغرائهم تقبلا ، ولم يزدهم مضغ هذه اللبانة إلا بلاهة وعماكة .
ملأ بعض هؤلاء الدنيا ضجيجا ، وصراخا ، وباطلا ، ومارسوا العنف ، ووصل بعضهم إلى السلطة ، وتحكم في رقاب الناس زمانا ، لكنهم ظلوا منبوذين وضعيفين وهزيلين . حرسوا أنظمتهم الغريبة على مجتمعنا بالدبابات والرشاشات وبأجهزة الأمن ، لكنهم لم يذوقوا نومة هادئة طيلة فترات حكمهم .
من حاربهم ؟ من قاتلهم ؟ من كان لهم بالمرصاد ؟ هو الشعب ، الذي رموه بمثل هذه المصطلحات ، هو الشعب الذي اتهموه بالجهل والتخلف والارتماء في أحضان السيد .
فاستمر القزم قزما ، لم يزدد طولا ولا عرضا ، واستمر المغمور مغمورا ، ولم يتمكن من إزالة ذرة من الغبار الذي يغمره ، وقد ظل القبيح قبيحا ولم تفده كل المساحيق التي استخدمها ، وقد ظل الأبله أبلها ولم يفده كل التنطع كما لم تفده صفقات استيراد القيم ومعلبات الحداثة .
أحزابنا خرجت من صلب شعبنا ، خرجت طفلا شرعيا من نطفة طاهرة تنتمي إلى شعبنا ، لم نأت بنطفة مجمدة أو معلبة ، ولم يكن حملها حملا اصطناعيا أو مختبريا ، كان حملا طبيعيا وتحت أعين الناس . نشأت أحزابنا بن ظهراني مجتمعنا ، رعاها كل المجتمع ونماها ورباها كأفضل ما تكون التربية ، مشربها حلال ومأكلها حلال ومستجاب دعاءها .
أحزابنا تكبر وتتعلم وتتطور ، فالحزب الاتحادي الديمقراطي اليوم ، ليس هو حزب الأشقاء ، وليس هو الحزب الوطني الاتحادي ، وليس هو حزب الشعب الديمقراطي ، وليس هو الطريقة الختمية ، وليس هو الطريقة القادرية ، وليس هو الطريقة السمانية أو التيجانية ، هو كل هذا ، وهذه كلها مصادر له ، ومستقبله أوسع وأكبر من هذه كلها . وحزب الأمة اليوم ليس هو منشورات المهدي وراتبه ، أو نظام الخليفة ، أو مرحلة الصديق ، أو مرحلة الهادي ، أو حتى نهج الصحوة ، هو كل هذا وهذه كلها مصادر له ، ومستقبله أكبر وأوسع من هذه كلها .
مضغ لبانة الطائفية من قبل ماضغيها لن يزيدنا إلا تمسكا بمبادئنا ، وبأصولنا ، وبنهجنا التطوري الذي ارتضيناه ، ومضغ لبانة الطائفية سينهك ماضغيها وستمسخ اللبانة في أفواههم دون أن يحققوا غرضا ، وستتعب أحناكهم من مضغ اللبانة ، وربما يتقيأون من مسخها . نحن الذين حافظنا على الهوية ، ونحن الذين هزمنا الاستعمار ونحن الذين قاتلنا الأنظمة الديكتاتورية ، نحن القوى الحديثة التي تعمل بعقل ، وتنطلق من أساس قوي، بقينا للآخرين ظلا نحميهم من شرور الديكتاتورية ، ونكفل لهم حق الاستمرار ، هم يلدغوننا لكننا آثرنا أن نجعلهم يعيشون ، لنحافظ على النوع من الانقراض ، ولنحافظ على توازن البيئة ، ولنمنح الجميع مساحة لمضغ اللبان الذي يريدون مضغه ، فمساخته سيحسونها في أفواههم وحلوقهم وحدهم ، أما نحن فلنا المستقبل كله بفضل توهُجنا المستمر تدرجا ، وبفضل بذرة الفضيلة والوطنية الموجودة بداخلنا ، وبفضل الوازع الديني الذي يراقبنا ، وبفضل عدم انفصالنا عن أصولنا ، وبفضل عدم قفزنا فوق مراحل تطور مجتمعنا ، وبفضل أننا المجتمع كله .
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| مضغتم لبانة الطائفية حتى مسختموها | ودقاسم | 10-11-03, 01:13 PM |
| مضغتم لبانة الطائفية حتى مسختموها | democracy | 10-11-03, 01:24 PM |
| Re: مضغتم لبانة الطائفية حتى مسختموها | ودقاسم | 10-11-03, 02:47 PM |
| Re: مضغتم لبانة الطائفية حتى مسختموها | Alsawi | 10-11-03, 09:31 PM |
| Re: مضغتم لبانة الطائفية حتى مسختموها | SAMIR IBRAHIM | 10-11-03, 11:25 PM |
| Re: مضغتم لبانة الطائفية حتى مسختموها | ودقاسم | 10-12-03, 09:43 AM |
| Re: مضغتم لبانة الطائفية حتى مسختموها | ودقاسم | 10-12-03, 08:02 AM |
 Re: مضغتم لبانة الطائفية حتى مسختموها | ود محجوب | 10-12-03, 11:51 PM |
| Re: مضغتم لبانة الطائفية حتى مسختموها | ودقاسم | 10-13-03, 08:07 AM |
| Re: مضغتم لبانة الطائفية حتى مسختموها | بجاوى | 10-13-03, 06:46 AM |
| Re: مضغتم لبانة الطائفية حتى مسختموها | Bakry Eljack | 10-13-03, 12:12 PM |
| Re: مضغتم لبانة الطائفية حتى مسختموها | cantona_1 | 10-13-03, 01:10 PM |
| Re: مضغتم لبانة الطائفية حتى مسختموها | Abureesh | 10-13-03, 01:15 PM |
| Re: مضغتم لبانة الطائفية حتى مسختموها | إسماعيل وراق | 10-13-03, 01:25 PM |
| Re: مضغتم لبانة الطائفية حتى مسختموها | ودقاسم | 10-13-03, 03:49 PM |
| Re: مضغتم لبانة الطائفية حتى مسختموها | Alsawi | 10-13-03, 02:26 PM |
| Re: مضغتم لبانة الطائفية حتى مسختموها | ودقاسم | 10-13-03, 03:02 PM |
| Re: مضغتم لبانة الطائفية حتى مسختموها | Haydar Badawi Sadig | 10-14-03, 00:44 AM |
| Re: مضغتم لبانة الطائفية حتى مسختموها | ودقاسم | 10-14-03, 12:17 PM |
| Re: مضغتم لبانة الطائفية حتى مسختموها | بجاوى | 10-15-03, 05:55 AM |
| لمحات عن مؤتمر البجا | بجاوى | 10-15-03, 06:06 AM |
| سكت دهرا ونطق كفرا | بجاوى | 10-15-03, 06:12 AM |
| Re: مضغتم لبانة الطائفية حتى مسختموها | ودقاسم | 10-15-03, 08:53 AM |
|
| |
ودقاسم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست