|
ماذا يريد حزب من تحالفه الجديد ؟!
|
حزب الأمة حزب أحترمه ، باعتباره أحد أحزاب الوسط الليبرالي ، وهو بلا شك حزب كبير ، وله قاعدة جماهيرية مؤثرة في خارطة السياسة السودانية ،،، ورغم اختلاف الكثيرين حول شخصية الصادق المهدي رئيس حزب الأمة ، إلا أن الرجل ظل وحزبه رقمان لا يمكن تجاوزهما في هذه الخارطة . وللحزب وقياداته إسهامات كبيرة أثّرت وتؤثر في تاريخ وحاضر ومستقبل السودان . قبل فترة قصيرة ، كان السيد الصادق المهدي وعدد من قيادات حزب الأمة بيننا هنا في الرياض ،، التقيناهم أكثر من مرة ، وقد خصص الوفد لقاء منفصلا لمجموعة سودانيزأولاين بالرياض ،،،، وتحدث المهدي ونائبه ، وأعضاء وفده حديثا طيبا ، وكان حزب الأمة يومها يمثل رأس الرمح لكل الذين يتحمّلون تبعات تأييد قرارات مجلس الأمن الخاصة بدارفور . وفي لقائنا بوفد حزب الأمة استمعنا لرأيهم صراحة في هذه القرارات ، وكان تأييدهم لها واضحا لا مواربة فيه ... وقد عدّد المهدي حوالي 20 نقطة من نقاط اتفاقيات السلام اعتبرها نقاطا رمادية ، وبالرغم من تأمينه على أن الاتفاقيات قد أوقفت نزيف الحرب إلا أنه بدأ متشككا في المستقبل السياسي المبني على هذه الاتفاقيات ... في تلك الأمسية وجّهت سؤالا للمهدي وأعضاء وفده ، وكان السؤال مباشرا فيما أذكر ، لكن الإجابة جاءتني ( رمادية ) لأنها تحدثت عن أحمد ولم تتحدث عن حاج أحمد ،،، تولى الإجابة على سؤالي الدكتور عبد النبي ، نائب رئيس الحزب ، وبدا المهدي مؤمنا على كلام نائبه ، لأنه ظل ّ يهز رأسه بالموافقة على إجابة نائبه .... والسؤال كان : عرضتم لنا اتفاقيات السلام وكأنها تمثل مأزقا سياسيا يواجهه السودان في مستقبل أيامه ، وربما يتفق كثير من الأحزاب المعارضة على عدد من التحفظات على هذه الاتفاقيات ، كما أن كثير من أبناء السودان يميلون إلى تأييد قرارات مجلس الأمن الخاصة بدارفور ، لكنّ القوى المعارضة وقياداتها ظلت تطلق التصريحات هنا وهناك دون أن تتفق على وثيقة واحدة تقدمها هذه القوى للمجتمع الدولي لتعكس فيها رؤية أهل السودان باعتبار أن المعارضة تمثل الأغلبية ، وتقول فيها للمجتمع الدولي ، نحن أهل السودان ، هذه هي رؤيتنا للأزمة التي يعيشها وطننا ، وهذه رؤيتنا للحل ،،، لماذا لا تلتقي قيادات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني لتكتب مثل هذه الوثيقة ، وتوقع عليها ، وتقدمها للمجتمع الدولي باعتباره أصبح يتدخل تدخلا مباشرا في أمورنا وأمور غيرنا ... جاءت الإجابة مطولة ، كما كان السؤال ، وبدأت الإجابة بالموافقة على مقدمة السؤال ، والتأمين على ضرورة وحدة المعارضة ، وقال د. عبد النبي : في خلال أسبوع أو أسبوعين سيتم كتابة وتوقيع مثل هذه الوثيقة التي طالبت بها ،،، لم تكن الإجابة مقنعة لي يومها ، لكني ترددت في طلب فرصة أخرى ، وقلت أن الأمر قد يثار من قبل زملائي لمزيد من التوضيح ،،، وقد كنت أقصد بالتحديد أن حزب الأمة يعمل خارج إطار التجمع ، ويغفل في كثير من تحركاته أي تنسيق بينه وبين التجمع ، والتجمع هو الوعاء الذي يضم أحزاب الأغلبية مضافا إليها حزب الأمة ، صاحب أكثرية الأصوات في الانتخابات الأخيرة ... وقد أحسست يومها أن د. عبد النبي يتحدث عن وثيقة تصدر من مجموعة أحزاب غير أحزاب التجمع لأنه تحديدا تحدث عن الداخل ... إذن لقد فعلها حزب الأمة ، واتجه إلى أحزاب لا تمثل إلا عضوية محدودة ،،، أحزاب يمكن أن يقال عنها أن المؤتمر الوطني يتفوق عليها في حجم القاعدة الجماهيرية ،،، وقد فعلها حزب الأمة - أيضا - بتوحيد كفاحه مع المؤتمر الشعبي ، ذاك الذي قاد الإنقلاب على الديمقراطية التي كان المهدي قائدالها ،،، مرة أخرى يتحالف حزب الأمة مع الترابي ، ومجموعته ، رغما عن كل الغدر الذي لقيه حزب الأمة من هؤلاء ورغما عن كل ما تسببوا فيه من جراح أصابت الوطن وأبنائه ومازالت ... هذه الأحزاب التي تحالفت مع حزب الأمة لا تمثل غالبية شعب السودان ،،، وكثير من هذه الأحزاب أحزاب متوالية ، وهزيلة ، ولا يعرف لها تاريخ نضالي ، ولا تعرف لها قواعد جماهيرية ... وهذا التحالف لن يكون نواة لتجميع أهل السودان ، ولن يكون ماعونا لتمثيلهم أو لحمل وجهة نظرهم ،،، ماذا يريد حزب الأمة بهكذا تحالف ؟ وماذا يقدم مثل هذا التحالف لشعب السودان ؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|