الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 10:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد قاسم(ودقاسم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-07-2005, 08:07 AM

محى الدين سليمان محمد

تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 77

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك (Re: ودقاسم)

    الأخ ود قاسم
    سلام الله عليك

    لك بداية الموضوع الذى وضعته على صفحة سودانييزأونلاين بعنوان تباشير الدمقراطية التعددية فى السودان هل الإسلام دين الأغلبية فيه يقبل الدمقراطية التعددية ومن ثم قبول الآخر??.

    ----------------------------------------------------------------------------------


    فى حياة الشعوب أيام فواصل فيها يقفون أمام بوابات التغيير و الإنتقال الى مساحات جديدة فى مسيرتهم. فتح أبواب التغيير مخاض عسير و عبور النهر يتطلب الشجاعة الكافية فالتيار مسرع و التماسيح جائعة. الضفة الأخرى للنهر منفتحة على سهول الخير و العطاء و لإمتلاك تلك السهول و الأراضى السير الجماعى مطلوب و إلآ إمتلأت بطون التماسيح و إحتوتنا الكهوف و طال و قوفنا على أبواب الآخرين تسولا.

    هذه الأيام الفواصل تشرق شموسها على ربوع الوطن الغالى سودان الجميع. جيل اليوم يتنسم نسائمها و يتدثر بثيابها من برد الإقتتال لعقود مضت و يقف طارقا على أبوابها نداء الحرية و العدالة و المساواة. هذا الجيل تقع على عاتقه المسئوليات الجسام و التى تحتاج الى عقول متفتحة تعى واقع الأشياء و من ثم تشرق بما هو خير لهذا الوطن. وطن مفصود الشرايين مكسور العظام فى حروب جعلت منه إعلانات على لافتات أمكنة التصدق و الهبات. حال لا ينصلح إلآ بعقول الكل فكر و عمل و حوار فقد إنتهى زمن الإنتظار لشخص يأتى بالنظريات و الحلول و هبت رياح المسيرة بلا قطيع فالكل مرجو فيه الإضافة و القيادة.

    الحاجة اليوم لكل السودانيين أن يشمروا عن سواعد الجد للخروج من متاهات الماضى و سوء الحاضر و خلق حاضر يفضى بخير الآن و يؤسس لكثير خير المستقبل بلا خوف و لا رهبة من أحد و بذهن صافى و عقلية تنمو و تزيد بالحوار . عقلية تأخذ بنور الواقع و رسالته هديا فى المسيرة عقول لا تغلق عليها بابها و لا تدخل بيوت الآخرين مخافة الموت. عقول تفتح أبوابها بفرح و تستقبل رياح التغيير بسعادة جذر فى تربة صالحة يغذى سوق قوية و فروع و أوراق تتجدد على حسب الفصول. عقول ترى فى التجديد حياتها و فى الإضافة نماءها . عقول تسقط ما إصفهر من أوراقها و لا تبكى سقوط تلك الأوراق بل تنصب خيام الفرح إفساح المجال لأوراق جديدة. عقول لا تنام على خدر موروث هجرت محطاته القطارات و سكنت على خرائبه مسببات العقم و النهاية. عقول تصحو على بشائر الصبح ترانيم فى أعراس الحياة.

    أشرقت شمس المسئولية على الجميع و آن أوان تشييع و دفن تعابيرظللت بشرورها سماواتنا و بنت على أبواب العقول و نوافذها السدود. تعابير الغرض منها مصادرة حقوق الآخرين و إستغلالهم فى ما يريد مروجى هذه التعابير. التعابير هى الدهماء الرعاع السوقة العامة مفردات تبخس الناس أشياءها و تقلل من إنسانيتهم و ترمى عليهم صخور القعد و السقوط رجما لمشاوير تعين و قطعا لأشجار تثمر ثمارا لا يستسيغها مستعبدى الناس.

    حمل المسئولية أن نقف أمام الظلام إنارة مهما كان حجمها من شمعة مسراج مصباح أو بمقدار ضوء الشمس. لا فرق بين الذى أنار ركنا فى غرفة و الذى أنار غرفة أو قرية أو مدينة فالكل أنار و بالأنوار مجتمعة ننير الوطن. مطاردة قوى الظلام للإنارة و حملة مشاعلها شئ متوقع يجب ألآ يخيف فالذين نصبت لهم قوى الظلام المشانق ظلوا أحياء.

    الكل مطلوب منه أن يثمر ثماره فى حركة التغيير و جمال الثمار تنوعها فكيف لنا أن نصبر على طعام واحد??. تنوع يؤدى للإحتفاء و الفرح لا الحروب و الدمار تنوع يغذى شريان الحياة لا يفصده. قبول المجتمع بحجاره و أشواكه و صحاريه و بساتينه و أدغاله و أنهاره و نيله و قبول ما لا نحب مع ما نحب. فإن فعلنا ذلك نكون و ضعنا حجر الأساس لبنيان يحوى الجميع.

    الدمقراطية التعددية كنظام حكم أصبحت منشود الحركات السياسية فى سيرها لتحقيق الحرية و العدالة و المساواة. الدمقراطية التعددية اليوم هى نظام الحكم فى الدول المتقدمة و على رأسها سيدة العالم الولايات المتحدة الأمريكية و التى جعلت من نظام الحكم فيها دين ينشر . و بغض النظر لما نرى من سياسة الكيل بمكيالين عندما تأتى الدمقراطية التعددية بالإسلاميين على سدة الحكم و موقف الولايات المتحدة و برطانيا تجاه منطقة الشرق الأوسط تظل الدمقراطية التعددية نظام لكرامة الإنسان ليحكم نفسه بنفسه. الدمقراطية التعددية لا يكفر بها لإعوجاج سلوك ممارسيها فى أشياء بل تصحح تلك الممارسات فهى أنشودة يترنم بها حواريها الطالبيها ليوم الخلاص و يعيشها مطبقيها أغانى جميلة فرحا بأخطاء الممارسة إستفادة . هى عندهم ببساطة حق الخطأ الذى به يعمد الطريق. موقف الولايات المتحدة و برطانيا من العالم الإسلامى جعل الشعوب الإسلامية تغلق أبوابها لرياح الدمقراطية التعددية و تقوقعت هذه الشعوب فى مسارات عقيمة ظلت فى الماضى بغير تفاعل مع تغيرات الزمن المعاش و مع تخلفها لا يجدون حرجا فى الدعوة لها و محاولات تجبيرها بما لا يجدى بل يظهر سوئتها.

    دعاة الدمقراطية التعددية فى السودان يغضون الطرف عن أشجار كثيرة لا تثمر إيمانا بالدمقراطية التعددية. غض الطرف عنها لا يعنى عدم و جودها و طعم الحنظل ليس بحال من الأحوال طعم الشهد. هل دعاة الدمقراطية التعددية يمتلكون الأدوات الصحيحة لإستصلاح الأرض و تحسين البذور أم أنهم تقيدهم سلاسل لا سبيل لكسرها و من ثم تعاملهم مع تلك السلاسل بأنها غير موجودة هروبا من مواجهتها. الحقيقة التى يحاول تجنبها هؤلاء هى أن المجتمع السودانى الأغلبية العظمى فيه مسلمين و الدين يرشد خطوات وجودها منذ لحظة الميلاد و حتى لحظة الممات. لم يعط دعاة الدمقراطية التعددية من أوقاتهم لحيظات لقراءة و فهم النصوص القرآنية و الأحاديث النبوية و كتابات الفقهاء و العلماء و بإختصار قراءة المكتبة الإسلامية. فقد بذلوا جل وقتهم إن لم نقل كله فى الإستذادة بما كان أساس النهضة الأوربية. و للحقيقة ثمار النهضة الأوربية مغرية و شهية و لكن ما لم يلتفت له هؤلاء هو أن التربة فى السودان بوضعها الحالى كالتربة الرملية لبذرة لا تنمو الآ فى تربة طينية. هنا فقد دعاة الدمقراطية التعددية البوصلة الحقيقية و غفلوا عن إستصلاح الأرض لنموء بذرة ما ينشدوا .أغلبية الأشجار النامية فى السودان و كم هائل من البذور هى بذور الفكر السلفى و أشجار الأصولية و ثمار هذه الأشجار و أشجار هذه البذور بالطبع لا ترضى دعاة الدمقراطية التعددية. من المؤسف له أن أراضى الفكر السلفى و جبال الأصولية لم يدخلها دعاة الدمقراطية التعددية و إكتفوا بخلاصات التنوير ضد سلوك الكنيسة فى أوربا فإستراحت عقولهم و أراضى أجسادهم من خطر الألغام و أصبح حديثهم عن الإسلام كحديث أوربا عن الكنيسة. و بعض الذين دخلوا أراضى الموروث الإسلامى دخلوا بعداء مسبق لذلك لم يهدونا ثمرا. و الذين دخلوا أراضى الموروث الإسلامى بمحبة مسبقة أعمتهم محبتهم فكان حديثهم عن الإسلام حديث العموميات و ظل التبن يخفى ماءه.

    المجتمع السودانى ضارب فى القدم و متجذر بتأثير و النوبة الفراعنة شاهد على ذلك . ماضى السودان و حاضره حافل بالتنوع و التعدد أنغام من المفترض فيها مسلكية رشيدة فى حركة التطور. دخول المسيحية دخول الإسلام تلاقح الوافد مع موروث القبائل كأرضية تعمق مفهوم قبول الآخر و التعايش معه فى نظام يكفل كرامة العيش و الحرية و المساواة. التجربة دلت على أن السلوك كان سلوك الإستحواذ و نفى الآخر و إقصاءه ماديا و معنويا. إذا كان ما حدث فى الزمن القديم له ما يبرره بحجة أن العقل البشرى فى تلك الأحقاب و تشكيلات البيئة حوله جعلته قاصر عن تحقيق ذلك لعدم تطور الوعى لقبول المساواة و قبول الآخر و العيش معه فى وئام و إنسجام و إحتفاء و إحتفال بالتنوع و الإختلاف سيرا بالحياة تجاه الخصب و النماء. والسؤال لماذا عجز المجتمع السودانى منذ الإستقلال من أن يمتص من مكوناته ما يزيد فى فعل الحاضر تطور و حرية و عدالة إجتماعية و حلول للمشكلات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية لتحقيق الطعام من جوع و الأمن من خوف و الصحة من مرض و العمل من بطالة و السلام من الحروب??. مجتمع تتجذر فيه مشاريع الحرية لنا و لسوانا لماذا لم ينجح فى تحرير العقول من تأثيرات القلق و الإحباط و الخسارة لتكون مصادر إضافة??. لماذا السير فى ظلمات التقوقع و جدب النفوس و الخطو فى صحراء لا ظل فيها و لا ماء يحيطها السراب الذى كلما إجتهدنا فى طلبه دنت النهاية??.

    هل حقيقة ما ذكرته و يذكره الكثيرون من بعض خصائص المجتمع السودانى المسلم المسيحى و موروث القبائل العقدى إختلاف الألسن و السحنات تمهد الأساس لبنيان الدمقراطية التعددية??.
    هل الدمقراطية التعددية لا تصلح إلآ فى مجتمع ذا عقيدة واحدة كبرطانيا المسيحية و الولايات المتحدة المسيحية و فرنسا المسيحية و ألمانيا المسيحية و إسبانيا المسيحية و إيطاليا المسيحية و أستراليا المسيحية و كندا المسيحية مثلا??.
    هل الدمقراطية التعددية تصلح كنظام حكم فى دولة كل سكانها مسلمين??.

    الإجابة على السؤال الأخير على حسب ما أرى بنعم فالسعودية و الأمارات و البحرين و قطر الكويت و سلطنة عمان عندما تبدأ حركات التغيير فيها أحزابها الناشئة تقف على أرضية الإسلام كهادى و مرشد فى برامجها السياسية و لن يكون هناك خلاف بينها فى تطبيق شرع الله. قد يختلفوا فى كيفية التحقيق. لن يكون هناك خلاف حول إسلامية الدستور و كتابة البسملة و أن تكون الحدود ضمن التشريع القانونى فى العقوبات . هذه الدول لن تكون عندها مشكلة أقليات غير إسلامية . إذن الطريق ممهد لتطبيق الدمقراطية التعددية فى هذه الدول و يمكن لشيوخ و علماء هذه الدول أن يتفادوا حرج تسميتها بالدمقراطية التعددية و تسميتها إسما إسلاميا يحقق مضمونها. بالتأكيد سوف تصاحب التطبيقات الكثير من الأخطاء و لكن المزيد من الممارسة يعالج تلك الأخطاء إستقامة فى السير . تجربة إيران فى توسيع عملية المشاركة و تقليص الكثير من صلاحيات رجال الدين دليل على ذلك.

    لا مانع أن تختار هذه الدول ملوكها و شيوخها الحاليين ملوكا و شيوخا مع تحديد صلاحياتهم و يتوارث أبناء هؤلاء الملوك و الشيوخ مقامات آباءهم بحق الميراث كما فعلت برطانيا مع آل ووندزور . كما يحق لهذه الدول مجتمعة أن تختار عليها ملكا و احدا من آل البيت الشريف و لا عيب فى ذلك فملكة برطانيا هى أيضا ملكة كندا و أستراليا و نيوزيلاندة مثلا.

    إذا نظرنا لبرطانيا كدولة دمقراطية نجد أن الملكة هى رأس الكنيسة و حاميها كمعتقد و المنصب الثانى فى الكنيسة يتم ملأه بتعين من رئيس الوزراء البرطانى . الحقيقة التى أنشدها من هذه الفقرات هى برطانيا الدولة العلمانية فى فعلها العلمانى تشوبها الظلال الدينية . سوف أعود لهذا الموضوع فى مقال لاحقا عن تنامى تأثير الإيمان المسيحى على سير العملية الدمقراطية.

    السودان كما ذكر آنفا الأغلبية مسلمة و أقلية مسيحية و أقليات يتجذر إعتقادها فى موروثها القبلى و قبل أن ترتفع الصيحات بأن دولة بهذه الخصائص النظام الأمثل لها هو الدمقراطية التعددية. نسأل لماذا فشلت ثلاثة تجارب دمقراطية تعددية فى أن تتوحد حول دستور يضبط مسار النظام الدمقراطى التعددى ترشيدا فى مسيرة المساواة و العدالة و الحرية??. لماذا لم تتكاتف الجهود لرعاية بذور الدمقراطية من إزالة العوائق أعمال التسوية و تشقيق التربة حراثة و ري لتثمر الدمقراطية التعددية أعراسها??. و قبل أن تشحذ الأقلام حديثا عن سوء الممارسة و عدم خبرة التنظيمات السياسية و قلة نضجها و ضعف البرامج السياسية و هيمنة الطائفية و الرجعية و الأطماع الحزبية و المصالح الذاتية الضيقة و عدم الرشاد و هشاشة الأفكار و أن الذين إرتضاهم الشعب إنحدروا بالوطن فى هاوية الإقتتال و كانوا غير راشدين فكريا و سياسبا فقد تقوقعوا على معزوفات مقاطع التحرير و تقاعست هاماتهم عن إستقبال رياح التغيير فى فعل التعمير. فقد سلموا السلطة لعبود و رفضوا حكم المحكمة العليا و طردوا نواب الحزب الشيوعى مما أدى لإنقلاب جعفر نميرى . و لم يلتزموا بتنفيذ شعارات الإنتفاضة مما أدى لإنقلاب عمر البشير و و و ...إلخ.
    الأطروحة ليس القصد منها الكفر بالدمقراطية التعددية لفشل التجارب الثلاثة و لا حرق البخور و بنيان هيكل العبادة للأنظمة الدكتاتورية.

    من الذين يطرحون الدمقراطية التعددية اليوم كنظام حكم فى السودان ما يسمى بالمستنيرين أو المثقفين أو الوطنيين يضاف لهم الذين ترجلوا عن مركبات اليسار التقليدى بعد أن تكشف لهم عقم تلك البرامج. سلوكهم محمود فهم بكل بساطة يتحاورون مع أطروحة إنسانية لا تحفها القداسة يمكن لهم أن يلغوها يعدلوها يضيفوا إليها لا مشنقة تنصب و لا سجون تفتح أبوابها و لا إستتابة . أحزاب اليسار التى رأت أنه آن أوان تعديل برامجها سلوكها محمود و ظاهرة صحية تستحق الإشادة. قبول الآخر بالنسبة لهؤلاء لا يشكل مشكلة إطلاقا فلا بد من جناحين لتطير طائرة الدمقراطية التعددية . الآخر بالنسبة لهؤلاء لا يأتى بالمسائل الدينية فهذا يتعارض مع الدولة العلمانية التى ينشدونها . الآخر عند هؤلاء هو الذى يكون على ثوابت العلمانية و الذى يأتى بالمسائل الدينية ترفضه ثوابت الدولة العلمانية فهو هنا لا يسمى بالآخر بل تطوله القوانين.


    قبول الآخر و عدم إقصاءه أساس لصحة الممارسة الدمقراطية كما أسلفت و أرجو ألآ يتضايق القارئ من تكرار هذه العبارة. المجتمع الذى أفراده مسلمين الآخر فيه مسلم و لا يمكن أن يطرح شيئا ضد ثوابت الإسلام و إلآ طالته الأحكام . فى السودان آخر مسلم يدعو لتطبيق الإسلام و آخر مسلم لا يدعوا لتطبيق الإسلام و آخر غير مسلم لا يدعوا لتطبيق الإسلام من منطلق عقيدته المسيحية و آخر غير مسلم لا يدعو لتطبيق الإسلام من منطلق موروث القبيلة العقدى مما يعقد الأمر كثيرا. الأغلبية المسلمة فى السودان الصوفية بطرقها المختلفة الأخوان المسلمين بمسمياتهم الكثيرة و أنصار السنة الوهابية الحزب الإتحادى الدمقراطى و جمهوريته الإسلامية حزب الأمة و دولة الصحوة الإسلامية الأخوان الجمهوريون و الإسلام الرسالة الثانية كل هؤلاء يريدون تطبيق الإسلام و يوقنون أن الإسلام هو الحل و الطريق الوحيد لتحقيق منشود البشرية فى الحرية و المساواة و العدالة الإجتماعية و السياسية و الإقتصادية. بعضا من هؤلاء يطرحون مشاريع إسلامية إصلاحية دمقراطية كما يسمونها . و السؤال هل هذه المشاريع قامت كرد فعل للحرج الذى يعيشه المسلمين أم أنها ضرورة نابعة من تطور المجتمع نفسه أم أنها مشاريع كالإسفنجة تتشرب المفاهيم التى توصل لها الغرب من منابعه الخاصة مستجلبة بريق الخلاصة ??. هؤلاء مع إختلاف دعواتهم تشابهوا فى محاولات الخروج على حرج النصوص أو القفذ عليها أو تناسيها. كيف بهؤلاء صادقين فى الدعوة للدمقراطية التعددية التى لا تمييز بين المسلم و غيره مع دعوتهم لبرنامج إسلامى ??. هل منهج الطائفة الدينية و أعنى بها هنا الإسلامية تقبل الآخر فى مجتمع هى دين الأغلبية فيه??. الحديث هنا مركزا على المجتمع السودانى والذى لا يشك أحد أن الأغلبية العظمى فيه مسلمين.

    أعود لمنهج الطوائف و الأحزاب التى ترتكز على الإسلام دين و دولة دستور و شريعة و أسأل هل يتأصل فيها مبدأ الإقصاء لغير المسلم و للمسلم الذى يرفض برامجها ببرنامج غير إسلامى على حسب رؤيتها لذلك البرنامج??. هل قبول هذه التنظيمات السياسية اليوم بالدمقراطية التعددية هو قبول الألسن و ليس القلوب ??. بمعنى الرضوخ لواقع الحال و فنون الإنحناء عندما تواجهها الرياح و تطبيق فقه الضرورة و إعمال قاعدة المؤمن كيس فطن على فهم التمسكن حتى التمكن ثم التفنن فى تطبيق مبدأ الإجتثاث و الإقصاء جاعلة من نفسها حالة و ليس تنظيما سياسيا . حالة تتخفى لتحقيق حيز من المساحات ثم تشن هجومها على السلطة التى لا تحكم بالإسلام و كل من تعامل معها واصفة لهم بالكفر و الإلحاد و رافعة عليهم راية الجهاد

    قبول الآخر هو العمود الفقرى فى تطور و ترسيخ الفعل الدمقراطى و المحافظة عليه و السؤال بكل الوضوح و الصراحة هل المسلم يرضى بالكافر شريكا فى العملية الدمقراطية و مساو له فى الحقوق و الواجبات ??.

    قبل أن تنبرى الأقلام مدافعة عن الدولة الإسلامية المنشودة بأنها دولة لا تمييز بين رعاياها بسبب العقيدة أو الجنس أو اللون. و قبل أن يشهر كم اليراع بحجج و مسانيد الدفاع عن الدولة الإسلامية بالمفهوم الدمقراطى يدعمها الشيخ فلان أو مجمع علماء المنطقة الفلانية أو محاولات القياس على تجارب سابقة. و قبل أن يراق المداد رفضا للدولة الدينية بشواهد من التاريخ القديم الحكم التركى دولة المهدية و من التجارب المعاشة دولة نميرى بعد قوانين سبتمبر و حاليا دولة البشير. و قبل أن تقطع أفرع الأشجار أقلاما فى التمييز بين مصطلح الدولة الدينية و الدولة الإسلامية أقول قبل كل هذا و ذاك دعونا نبدأ بالمسلم السودانى المخاطب بالقرآن الكريم الذى يحدثه عن الكافر و كيفية التعامل معه

    ------------------------------------------------------------------------------------

    الأخ ود قاسم
    ما كتبته أخيرا و الذى فيه سؤالك ( لا أعلم لماذا تطرح وجهة نظرك في شكل تساؤلات ) السائل أخى الفاضل يجاوب على سؤاله إن كان فى الإمكان و السؤال يفضى الى توسيع دائرة الحوار لإلقاء مزيد من الضوء فى ما لا يقف عنده الناس كثيرا لتحقيق أكبر قدر من الحوار. فالمجتمع الذى أغلبيته مسلمة و أحزابه الكبيرة ترتكز على تحكيم الشريعة الإسلامية و تدعو للدمقراطية التعددية هو حديث أضداد لا توافق بينه حتى و لو كان حديثا براقا يطرب الأذن و يريح الفؤاد. و يظل ماءهم تحت التبن مخفى لأن الشريعة تميز بين المسلم و غير المسلم ( الكافر و المشرك) و تميز بين الرجل المسلم و المرأة المسلمة و هذا يتعارض مع مفهوم الدمقراطية التعددية و مواثيق حقوق الإنسان.

    أما قولك:-
    ( بالرغم من أني مقتنع تماما أن هذه الأغلبية لا تطالب بتطبيق الشريعة ، وقد رفضتها من قبل وأسمتها قوانين سبتمبر ، ورفضتها حين جاءت الإنقاذ بما أسمته المشروع الحضاري .) هذا قول جانبه الصواب فالأغلبية فى السودان لم ترفض تطبيق الشريعة و إنما رفضت ما سمي بالشريعة الإسلامية وهذا ينطبق على رفض الأغلبية لمشروع الإنقاذ الحضارى. و إذا كان ما قلت به صحيحا لماذا لم تلغ حكومة الدمقراطية الثالثة تلك القوانين??. و هنا ظهرت الحقيقة فالأحزاب الكبيرة و التى تمثل الأغلبية ليست ضد تطبيق الشريعة و كذا المنتسبين لها فهم مع التعديل وليس الإلغاء لأن منطقهم لو أن قوانين سبتمبر
    1983 تحمل نسبة ضئيلة من صحة تطبيق الشريعة لا يجب إلغاءها بل يجب تعديلها .

    أما قولك:-
    ( وما أتيت به من برنامج الصحوة والجمهورية الإسلامية فإنه – لو أنك اطلعت عليهما فعلا- فهما يعليان شأن الديمقراطية الليبرالية ، وينظران إلى الإسلام نظرة فضفاضة ،) السؤال كيف تستقيم دعوتهم للدمقراطية اللبرالية مع تطبيق الشريعة الإسلامية ??. أما قولك بأن نظرتهم للإسلام نظرة فضفاضة لا أدر حقا ما تعنية بكلمة فضفاضة ??.

    أما قولك:-
    ( والجمهوريين يدعون أيضا يتبنون الديمقراطية الليبرالية وينظرون إلى الشريعة على أنها تمثل قوانين خاصة بدولة الإسلام الأولى ، ويرون تطبيقا للإسلام يتم التعامل فيه بين المسلم وغيره على قدم المساواة ..) لك أقول الفرق بين الفكرة الجمهورية و الأحزاب الأخرى التى تقوم برامجها على هدى الإسلام هو ان الفكر الجمهورية لا تدعو لتطبيق الشريعة الإسلامية على تمامها و صحة تطبيقها و رأى الفكرة الجمهورية واضح جدا فى هذا الأمر وهو ان الشريعة الإسلامية لا يتناسب تطبيقها فى واقعنا هذا. هذا الرأى لا يقول به الإمام الصادق المهدى و لا مولانا السيد محمد عثمان المرغنى و لا الشيخ حسن عبد الله الترابى و لا شيوخ الطرق الصوفية فى السودان قاطبة و لا يحمله المسلمون فى العالم كله. كل المسلمين فى العالم يدعون لتطبيق الشريعة الإسلامية لذلك الجمهوريون هم من يدعون للدمقراطية التعددية مع تثبيتهم لفهم أن الشريعة الإسلامية على تمامها لا تصلح لإنسان اليوم و يرتكزون فى ذلك على تحكيم منسوخ القرآن و العمل بالآيات المكية و إحياء سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فى خاصة نفسه و بعبارة أخرى تطبيق الرسالة الثانية للأسلام .

    أما قولك:-
    ( وأنت هنا تنادي بالدولة الدينية التي تقوم على تصنيف شعبها حسب دينهم ، وأعتقد أنك لابد أن تقول بكل وضوح أنك تنادي بالجزية ، أو الحرب على الأديان الأخرى ،) ما تطرحه هنا أخى الفاضل لا ينادى به محى الدين إنما تنادى به الشريعة الإسلامية.

    أما قولك:-
    ( أو الإنفصال .) موضوع الإنفصال فأنا أتمنى سودان موحد. أما إذا رأى الأخوة فى جنوب الوادى الإنفصال فرأيى و ببساطة فى جملة واحدة وهى:-
    ( جار بمحبة و لا أخ بعداوة).

    أما قولك:-
    ( ولو قلت هذا فهو أفضل من تساؤلاتك التي تطرحها هنا ،،، ) هل لو أنا قلت بذلك سوف تأتينى بالإجابات على تلك التساؤلات??. ما هى الأفضلية التى تتحدث عنها ??. هل لو قلت ما تريدنى أن أقوله يسهل عليك إخراج مساوئ الإنقاذ ?? هل ذلك ما تريده ?? يمكنك أن تخرج عيوب الإنقاذ و عيوب طالبان و عيوب إيران و عيوب تطبيق الإسلام فى كل الدول التى تقول بتطبيقه من غير أن تبحث عن شخص ينتمى لتلك المدارس و تصب فى حوار يفضى لما تنشده من حرية و عدالة إجتماعية و إقتصادية و سياسية.

    أما قولك:-
    ( نعم هناك فهم آخر للنص القرآني ، ولذا تشعبت الرؤى ،) التعمبم أخى الفاضل ليس هو مراد هذا الحوار من وجهة نظرى طبعا.

    أما قولك:-
    ( وأنت الآن تختلف عن غالبية مسلمي السودان في فهمك . والنصوص كلها محكومة بزمانها ومكانها ) ما يهمنى هنا جملة النصوص كلها محكومة بزمانها و مكانها فهذه الجملة يرددها الكثيرون فهى عند كل المدارس الإسلامية لا تعنى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية تعنى عدم تطبيق الشريعة فى الفكرة الجمهورية فقط .

    أما قولك:-
    ( وبالفعل هناك حكومة إسلامية يمكن أن تطبق الإسلام الصحيح ، وهناك حكومة تتدثر بثوب الإسلام وباطنها فيه العذاب ) هل لك أن تذكر لى حكومة واحدة فى عصرنا هذا??. على قناعة لو أنى سألتك عن حكومة لا تطبق الإسلام فإن قائمتك سوف تطول.

    أخى الفاضل لأن الدمقراطية التعددية أصبحت عين الرضا من أمريكا و برطانيا و قل أوربا عامة فى شروط الدعم و المساعدة و إهداء الجديد فى تطور الصناعة و إلا الحظر و الحصار و التغيير دخل المسلمون فى مأزق مع النفس قبل أن يكون مأزق مع العالم الغربى حتى ترجمة بعض مفردات القرآن الكريم عليها الكثير من الظلال و بعضها لا يترجم.

    لم أعقب على مقدمتك فى ردك الأول لى و التى قلت فيها:-
    ( والله يا اخي ما وددت أن أرد على مداخلات الزملاء في هذا الموضوع ، وكنت سأستمر إلى آخره وأعتبر مداخلاتهم إضافات إلى ما أورده ... لكن مداخلتك استوقفتني بشدة ... ). كنت أظن أنك لا تريد ما توحيه هذه الفقرة من إنك أوردت موضوع و تريد إضافات الموافقة عليه فقط. ما دعانى للرجوع لمقدمتك تلك هى خاتمتك فى ردك الأخير و التى سوف أتطرق لها لاحقا. أما خاتمة ردك الأول و التى قلت فيها :-
    ( آمل أن تراجع الكثير من أفكارك ، وأن تنظر إلى الإنسانية نظرة شاملة ، فكلكم لآدم وآدم من تراب ،،،، و ( إنا كرّمنا بني آدم ) ، ولعلّي أجدك يوما تتحدث عن التعايش على أساس المواطنة ، وتشارك في إرساء قواعده .. ). لك الشكر .

    أماقولك:-
    ( ولا أريد لهذا البوست أن يتحول لحوار بينيّ نكون أنا وأنت طرفيه ، لأني حتى الآن لم أرد إلا على مداخلتيك ... ) . طرحت ما طرحت لحوار معك و مع كل من يريد المشاركة. و لك أخى الفاضل بما إنك لا تريد لهذا البوست حوارا بينى و بينك و كأن الأمر أصبح أمرا شخصيا . لك أقول معذرة لإقتحامى مساحتك بغير إستئذان عذرى فى دخولى إنى رأيته بابا مفتوحا للحوار بشأن الوطن الغالى.
    أكرر لك المعذرة و لك العتبى حتى ترضى إن أصبتك فى شئ لا ترضاه أو خرجت منى كلمة أو عبارة أو جملة تسئ لشخصك الفاضل. و إن كانت مداخلاتى هذه لم تجد رحابة القبول منك فى بوستك هذا فأنا على إستعداد لسحب كل ما أدليت به فى هذا البوست . إكرر المعذر و لك السلام.
                  

العنوان الكاتب Date
الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك ودقاسم10-03-05, 01:14 AM
  Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك ابو جهينة10-03-05, 02:03 AM
  Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك ودقاسم10-03-05, 02:08 AM
    Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك ودقاسم10-03-05, 04:27 AM
  Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك Mohamed Abdelgaleel10-03-05, 03:12 AM
  Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك Yasir Elsharif10-03-05, 03:29 AM
    Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك محى الدين سليمان محمد10-03-05, 04:17 AM
      Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك ودقاسم10-04-05, 02:53 AM
  Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك Yasir Elsharif10-03-05, 05:19 AM
    Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك omarmahdi10-03-05, 07:32 AM
  Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك Yasir Elsharif10-03-05, 07:44 AM
  Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك عبد الله عقيد10-03-05, 07:47 AM
  Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك Yasir Elsharif10-03-05, 07:56 AM
    Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك فتحي البحيري10-03-05, 09:13 AM
  Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك Mohammed Elhaj10-04-05, 06:06 AM
  الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك محى الدين سليمان محمد10-05-05, 07:07 AM
    Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك ودقاسم10-06-05, 02:27 AM
  الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك محى الدين سليمان محمد10-07-05, 08:07 AM
    Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك ودقاسم10-08-05, 05:08 AM
      Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك Yasir Elsharif10-08-05, 06:09 AM
        Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك Yasir Elsharif10-08-05, 06:46 AM
  الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك محى الدين سليمان محمد10-10-05, 07:31 AM
    Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك ودقاسم10-11-05, 05:28 AM
  Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك adil amin10-10-05, 08:28 AM
  الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك محى الدين سليمان محمد10-13-05, 08:59 AM
  Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك Yasir Elsharif10-13-05, 11:32 PM
    Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك Yasir Elsharif10-14-05, 01:38 AM
  الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك محى الدين سليمان محمد10-14-05, 06:03 AM
    Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك ودقاسم10-15-05, 01:17 AM
  الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك محى الدين سليمان محمد10-17-05, 06:02 AM
    Re: الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك ودقاسم10-19-05, 04:56 AM
  الطريق إلى الديمقراطية ،، سهل ، شائك محى الدين سليمان محمد10-20-05, 11:00 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de