|
Re: في أمر الإحالة للصالح العام ( إن خير من استأجرت القوي الأمين ) (Re: ودقاسم)
|
ود قاسم ،،،،،، صدقني وراء كل حالة أحالة للصالح العام مأسآة. صدقني في كل حالة أحالة للصالح العام ذنب معلق في رقبة الأنقاذ
هذه واحدة من آلالف: محمد موظف بسيط، ليس له في السياسة شأن. ليس له مع الإسلام عداء. مسالم بكل ما تحمل الكلمة من معني. يصلي أوقاته الخمس. يذهب إلي الجامع فقط في يوم الجمعة، إلا أذا كان مساهرا يوم الخميس أو كانت جلابيته وسخانة. يسف ولا يسجر إلا إذا أهديت إليه سيجارة. حبوب و ذو نكته وأخوأخوان. يفلس منذ اليوم العاشر في الشهر. وكان أعزبا. كان يرأس القسم الذي يعمل به بالإنابة بعد ذهاب الرئيس للدفاع الشعبي . تحت إمرته أربعة موظفيين و مكتبان و عدد من الأجهزة و الأدوات و الملفات و الأثاث. دخل عليه ذات يوم شخصان لم يرهما من قبل و طلبوا منه إخلاء المكاتب التي يشغلها القسم فورا. وأفهموه بأن ذلك أمر من وزير الدولة. طلب منهم مهلة ليبلغ رؤسه بالأمر، فوافقوا و حددوا له المهلة وهددوه بإحتلال المكاتب إن لم يلتزم بالمهلة. رفع الأمر لرؤسائه و رؤساء رؤسائه وظل يتابعهم مذكرا إياهم بالتهديد فل يحرك أحد منهم ساكنا حتي إنتهت المهلة . ليجئ ذات يوم و يفاجآ بكل الأوراق والمفات و الأجهزة و المعدات و الأدوات وكل الأغراض التي كانت بالقسم ملقاة علي الأرض ومكومة في وسط حوش الوزارة ووجد أن مكاتبه محتلة فعلا بواسطة آخرين. سارع بأخذ كلما خف وزنه و زاد سعره و تركهم أمانات عند موظفيين آخريين في مكاتب متعددة. وواصل رحلة التبليغ. ما ترك مسئولا في الوزارة له صلة بالأمر إلا وأخبره. وظل هو و موظفيه الأربعة مشرديين لا مكاتب لهم و لا مكان "يداومون فيه". تعطل العمل الذي كانوا يؤدونه. قرر أن يبلغ أعلي مسئول في الإدارة التي يتبع لها. وظل يذهب مسافة عشرة كيلومترات كل يوم لمقابلة هذا المسئول الكبير ولم لكن لم يكن يسمح له بمقابلتة. وبعد أن دخل الأمر إسبوعه الثالث، قرر محمد أن يخطو خطوة أخري من أجل الحفاظ علي "الصالح العام". لم يكن الأمر بالنسبة إليه موضوع وزير يحتل مكاتبا تتبع لوزير آخر ، فكلهم حكومة واحدة. ولكن الأمر الذي كان يقلقه ويؤلمه غياب المسئولية بالإدارة وبالوزارة كلها، فالأغراض ملقاة في منتصف الحوش ولا بد أن كل المسئولين قد رأوها بما فيهم الوزيرالأول- لا أعني وزير الدولة المحتل طبعا- وأن الملفات والمعدات والأجهزة قد أصبحت مهددة و معرضة للتلف بفعل الكتاحة والمطر. وأن الموظفون الخمسة قد ملوا التشرد والتنقل بين ستات الشاي تحت الأشجار وكرهوا أن يأخذوا أجورهم بدون عمل يؤدونه.
كان قراره الإتصال بجهاز التفتيش الأداري بالقصر ( الجماعة الذين كانوا يصورون مواقع الإهمال و الفساد ويعرضونها في التلفزيون .... هل تذكرهم يا ودقاسم) .. وجاء حماعة التفتيش برئاسة أبو الجاز آنذاك و صوروا كل الإهمال و عرضوه في التلفاز. فتفاجأ الوزير الإنقاذي بذلك وغضب طبعا. ولك أن تتخيل ما حدث. الوزارة تحركت فورا فأوجدوا مكاتبا جمعوا فيها كل الأغراض الملقاة علي الأرض وآووا الموظفين الأربعة... نعم الموظفين الأربعة وليس الخمسة .. لأن محمد دفع ثمن حرصه وإهتمامه بالصالح العام فأحيل للصالح العام في خلال أيام قليلة.
سألته: لماذا؟ قال لي وسط إبتسامتة التي لم يستطيعوا "فصلها": لا أدري يا خالد.. ولا أهتم ... تعدت الأسباب و الرفت واحد. ورغم أنه ظل بلا عمل وبلا دخل لسنوات إلا أنه كان عندما ألتقيته – وبلا شك لا يزال- سعيدا بأنه أدي واجبه و حافظ علي "الصالح العام".
تسلم و لك الود
|
|
|
|
|
|
|
|
|