|
الحزب الشيوعي السوداني ، لماذا هو شيوعي
|
الحزب الشيوعي السوداني يصر على اسمه الذي تسمى به منذ زمن بعيد ، حدثونا عن راس المال ، المادية الديالكتيكية ، الديمقراطية المركزية ، ما العمل ؟ ، الإمبريالية ألى مراحل الرأسمالية ، نظروا للاشتراكية بأفواههم وأطلقوا الشعارات أكثر مما تفوه به ماركس أو لينين ، مارسوا استالينية مع الرأي الآخر أكثر من استالين نفسه ، قالوا لنا ستكونوا متخلفين إذا لم تعتنقوا الماركسية اللينينية أو تتمسحوا بمسوحها ، سموا أنفسهم تقدميون وأطلقوا على من سواهم رجعيون ، ادعوا أنهم ملاك الفن ، الموسيقى ، الشعر والإبداع كله ، واتهموا غيرهم بالغباء والخمول الذهني ، قالوا أنهم ينتمون فكرا للطبقة العاملة حتى وإن ابتعدوا عنها ماديا ، قالوا أنهم سيظلون يدافعون عن مصالح الطبقة العاملة ، وسيديروا محركات الصراع الطبقي لتأليب الجماهير وتحريضها للثورة على الرأسمالية وبقايا الإقطاع انهارت الشيوعية ككتلة وتخلت الكتلة المنهارة عن الفكر ، لكن الشيوعيين السودانيين ما زالوا يكابرون ، اهتزت أفكارهم وتزعزعت ، أصبح المنهج التحليلي الماركسي اللينيني لا يقود إلى نتائج ، استخدموا مناهج أخرى كانوا يعتبرونها غير علمية وبرروا ذلك بأن هذا وذاك كلها إرث إنساني . انحازوا إلى الديمقراطية الليبرالية ، الفصل بين السلطات ، تغليب رأي الأغلبية ، حرية الفكر ، حقوق الانسان ، وحتى طريق التطور الزأسمالي . برروا كل ذلك بأن الصراع مستمر ولن يتوقف ، ولم يقولوا أن لينين أخطأ حين قال أن الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية ، لم يقولوا أنه اتضح أن هناك مراحل أخرى وقد تأخذ زمنا طويلا لتولد الاشتراكية أو لتنتج لنا مراحل جديدة للرأسمالية . عندما قامت الثورة الاشتراكية في روسيا القيصرية وهي إقطاعية احتار لينين وهو قائد الثورة ، لم يقل أن ماركس أخطأ لكن حيرته أنتجت مؤلفين ضخمين ( ما العمل ) ،( الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية ) . أنتجت عبقرية الماركسيين العديد من المؤلفات عن الاشتراكية ، وصراع الطبقات والمزارع الجماعية ، والتخطيط ( نعم التخطيط مارسه الماركسيون قبل غيرهم ) ، وعدائية النظام الرأسمالي ، والثورة العالمية والمحلية . ألف الماركسيون وكتبوا في الأدب والسينما والفنون والفلسفة والعلوم الإنسانية ، ألفوا في العلوم والطب والهندسة والفلك والفضاء ووصلوه أولا ، أسكتوا أمريكا ( وبلاويها ) لسبعين عاما واضطروها لمهادنتهم بالرغم من إعلانهم المستمر عن رغبتهم في تدمير الرأسمالية . الشيوعيين السودانيين أصبحوا تبريرين فقط ، لا يفكرون ، لا يكتبون ، لا يحرضون الطبقة العاملة على الثورة ، لا يدافعون عنها ، لا يبشرون بالاشتراكية ، لا يحللون إلا بأدوات من كانوا أعداء لهم ، ماذا أصابهم ؟ لماذا لا يتخلون عن بقايا شكليات فكرهم ؟ لماذا هم مصرون على أنهم الحزب الشيوعي السوداني ؟ أريد أن أفهم ، لا أريد أن أجادل ولا أريد أن أقاتل .
|
|
|
|
|
|
|
|
|