هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 01:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة جمال عبد الرحمن(HOPEFUL & HOPELESS)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-22-2005, 08:27 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ (Re: HOPEFUL)


    الأخ محمد عبد القادر سبيل
    والاخوات والاخوان الكرام
    تحية طيبة
    ذكرت أخي محمد انك اطلعت على رأي الجمهوريين في مسألة الناسخ والمنسوخ ولكنك لم تعلق على هذا الرأي بالموافقة أو المخالفة قبل أن تسترسل في آرائك التي فحواها أن الله يفعل ما يشاء ولا ينبغي أن نحاول فهم الحكمة في فعله أو فك ما يبدو لنا فيه من تعارض كما حاول الأخ هوبفل .. وذلك بقولك:
    Quote: وفي كل الأحوال فان مشيئة الله هي التي تتحكم وتحدد، وليس قانون آخر يمكننا اكتشافه وتتبعه، بحيث نفهم به عمل الله أو سلوكه سبحانه ، بل ليس من اللائق ان نظن بأن الله ( يعمل) أو له ( سلوك نمطي) فهذا يجعله منمذجاً في المخيلة قابلاً للضبط والتحقق بقانون ونظام ( محدد). ورب العالمين مطلق و ( لا يخضع ) لقانون أو لنمط محدد نقيسه او نراقبه به، تعالى الله وسبحانه ( عما يصفون).

    ولعله غاب عليك أن الله قيد فعله "بالحكمة" علم ذلك من علم وجهل من جهل .. وليس المطلوب منا أن نركن الى هذا المنطق الغريب الذي سقته أنت بأعلاه ، فالقرآن طلب منا أن نتفكر ونتدبر في آياته ، بل ان العلة وراء انزال القرآن هي التفكير (وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون) .. وليس في التفكير أو في فهم حكمة الفعل الألهي تقليل من شأن الفعل الإلهي أو احالة له نحو الشروط البشرية كما ذكرت أنت .. ولا يجب أن نتخذ من عجزنا عن فهم تلك الحكمة فضيلة فنرمي باللوم على كل من يتساءل اذ ينبغي أن يحفزنا هذا العجز وهذا الجهل الى اللجوء الى الله والتماس العلم بالوسائل الصحاح - بالتقوى (واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم) ..
    وأنت بنفسك ذكرت طرف من هذه الحكمة التي قيد الله بها نفسه برغم انه "فعال لما يريد" وذلك بايرادك حديثه (يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرماً بينكم فلا تظالموا) .. ونحن عندما نحكم بعقولنا القواصر ، نرى النقص ، ونرى الظلم كما في الأمثلة التي سقتها ولكن هنالك من علمهم الله الحكمة وفصل الخطاب فشرحوا ما خفي من أسرار الفعل الالهي للآخرين ..
    ومن هذه الأمور التي خفيت حكمتها على الكثيرين مسألة الناسخ والمنسوخ .. فهي ليست تغيير رأي كما يتبادر لأذهان البعض ولا هي تدل على أن ثمة شيء استجد في العلم الالهي مما اقتضى تعطيل المحكم من الآيات، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، وانما تم كل ذلك بحكمة حكيمة تعرض لها الأستاذ محمود محمد طه في الكثير من كتاباته وسأعطي منها أمثلة ويمكن أن يجرى الحوار حولها .. والأخ محمد سبيل رغم حديثه أعلاه الا أنه حاول الاجتهاد في معرفة تلك الحكمة حينما بدأ يشرح سر نسخ الآية (وان تبدوا ما في انفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير) بالآية (لا يكلف الله نفساً الا وسعها، لها ماكسبت وعليها ما اكتسبت) بالرغم من أن شرحه يتسم بالتبسيط الشديد .. وربما آتي لاحقا للحديث عن الاختلاف في مستويات التكليف فقد تعرض الأستاذ محمود لهذا الأمر أيضا بالتفصيل وأبان الحكمة من ورائه ولكن دعونا الآن نتحدث عن الناسخ والمنسوخ في المستويات الواضحة - في أسلوب الدعوة بين الإسماح والإكراه - ولنبدأ بما ورد في كتاب "الاسلام وانسانية القرن العشرين" وهو عبارة عن محاضرة قدمها الأستاذ محمود تحت نفس العنوان ولذلك جاءت بلغة الكلام .. :

    الإسلام بين مكة والمدينة:
    الإسلام نزل في مكة بصورة سامية ، وكبيرة .. نزل بصورته الأساسية الفيها الإنسان القبيل بيبحث عن الحرية ، وعن مجالها .. لكن على شرط أن يدفع ثمنها .. وثمنها أصبح ، بالنسبة لما كان عليه في القرون الأولانية ، البدائية ، أصبح ، في القرن السابع ، في مكة ، لدى نزول القرآن ، ثمنها أصبح أقل بكثير مما كان عليهو في نشأة المجتمع ..
    خاطب القرآن الناس في مكة بأنهم أحرار ، على شرط واحد ، هو أن يحسنوا التصرف في الحرية .. لأنه ، زي ما قلنا ، مما نشأ المجتمع الحرية مورست قبل ما تعرف .. أنت الآن تعرف أن حريتك تنتهي حيث تبتديء حرية جارك .. معنى الكلام دا انك أنت يمكن أن تكون حر تماما ، اذا أحسنت التصرف في الحرية .. وعند اساءة التصرف في الحرية تصادر الحرية بالقانون .. دا معنى انه حريتك تنتهي حيث تبتديء حرية جارك .. الحرية ثمنها حسن التصرف فيها .. اذا كان الحرية ما يكون عندها ثمن بالصورة ، تصبح فوضى .. وعلى الفوضى لا تقوم المجتمعات .. فجات العبارة في القرآن بالصورة التقول للناس: انتم أحرار ، على شرط أن تحسنوا التصرف في الحرية: "وقل الحق من ربكم!! فمن شاء فليؤمن .. ومن شاء فليكفر.." أو "فذكر انما أنت مذكر * لست عليهم بمسيطر" .. لعزة الحرية عند الله كان ينهي نبيه ، على كماله ، من أن يسيطر على المشركين ، البيعبدوا الوثن ، البيعبدوا الحجر الأصم: "فذكر انما أنت مذكر" دا كلام يقال للنبي: "لست عليهم بمسيطر" على المشركين ، دا لعزة الحرية عند الله .. لكن شرطها قائم ، هو أن تحسن التصرف فيها .. أنت حر أن تمارس ، أن تعمل كما تشاء ، على شرط أن تكون حسن التصرف .. حسن التصرف هنا قال ربنا عنه "وما خلقت الجن والأنس الا ليعبدون" .. نحن ربنا خلقنا وكملنا ، في أجسادنا ، وفي عقولنا بالقدر الكافي لتعرف ، ولتمارس الشكر ، والعبادة ، وقال: أنتم أحرار ، لكن دا هو الشرط: حسن التصرف في الحرية .. وحسن التصرف في الحرية هو أن تعبدوني ، ولا تشركوا بي شيئا .. عندما نزل القرآن بالصورة دي ، وجد المشركين في مكة بيعبدوا الحجر ، ويقطعوا الرحم ، ويئدوا البنت ، النبي أرسل ليهم بكمالات بشرية كان معترف بيها في الجاهلية ، وبقرآن معجز ، وبتربية نماذج منهم بلغت مستوى من الكمال ، كأنها طفرة ، بالنسبة ليهم ، ثم هم ، بعد كل هذا ، أصروا على عبادة الوثن ، وعلى قطع الرحم ، وعلى وأد البنت .. وأصروا على المعاداة ، وبالغوا في الأصرار في أن يمضوا في سبيلهم بالصورة دي ، فظهر عمليا ان الناس دون مستوى تحمل مسئولية الحرية .. وثمن الحرية المطلوب برضو بالنسبة ليهم كان باهظ ، لأن المجتمع كان لا يزال قاصر ويجوز أنه كان كان في أوائل عهد المدينة ، لكن من المؤكد انه قد كان عنده مخلفات الغابة ظاهرة ، حتى ان العرب قد قالوا "من غلب سلب" .. القرآن دا ظل ثلاث عشرة سنة في أهل مكة الى أن أنزل الله عليهم "لئلا يكون للناس على الله حجة" .. فلما ظهر قصور الناس سحب القرآن ، في المستوى دا – نسخ القرآن المكي – النزل ثلاث عشرة سنة من مستوى: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر..) أو : (فذكر، إنما أنت مذكر * لست عليهم بمسيطر) أو : (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة، والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن).. القرآن دا، وهو ما نسميه نحن الآن بقرآن الإسماح، سحب، نسخ، أستبدل بما يناسب الوقت.. وكان معروف عند الله سلفا، أن دا أكبر من الوقت، لكن، لحكمة كبيرة في ختم النبوة، نزل القرآن في مستويين: مستوى الحرية، والمسئولية، ودي الحاجة الطبيعية، كون الإنسان يخاطب بالتي هي أحسن، إلى أن يظهر أنه عاجز عنها لتلزمه الحجة.. لما ظهر العجز سحب القرآن دا، وأمر نبينا بالهجرة، وبدأ نزول القرآن المدني، وبدأ عهد التحول من عهد المسئولية، والحرية، إلى عهد الوصاية.. الناس ظهر أنهم قاصرين عن تحمل عبء مسئولية الحرية.. بدل المسئولية جات الوصاية .. والمسئولية، والوصاية، هما البيجعلوا الفارق الحقيقي بين الطفل والرجل.. تذكروا أننا قلنا أن المجتمع البشري قد قطع مرحلة الطفولة، وهو اليوم في مرحلة المراهقة، وماشي للرجولة.. الرجل يتحمل مسئولية فكره، وقوله، وعمله.. الطفل عايز من يتحمل عنه هذه المسئولية.. الشاهد لقد سحبت آيات المسئولية، وجات آيات الوصاية .. ومن الوصاية جاء الجهاد .. ومن الوصاية القتال القلنا أن المجتمع البشري الآن وصل إلى حقيقة تجريبية في أن القتال ما عاد بيحل مشكلة.. ما كان دا !! القتال كان زمان بيحل مشكلة، حتى لقد قال شاعرهم:-
    السيف أصدق أنباءا من الكتب * في حده الحد بين الجد واللعب

    وقد ورد في كتاب الرسالة الثانية من الإسلام الآتي:

    وتطور الشريعة، كما أسلفنا القول، إنما هو انتقال من نص إلى نص.. من نص كان هو صاحب الوقت في القرن السابع فأحكم إلى نص اعتبر يومئذ أكبر من الوقت فنسخ.. قال تعالى: (ما ننسخ من آية، أو ننسئها نأت بخير منها، أو مثلها.. ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير؟).. قوله: (ما ننسخ من آية) يعني: ما نلغي، ونرفع من حكم آية.. قوله: (أو ننسئها) يعني نؤجل من فعل حكمها.. (نأت بخير منها) يعني أقرب لفهم الناس، وأدخل في حكم وقتهم من المنسأة.. (أو مثلها) يعني نعيدها، هي نفسها، إلى الحكم حين يحين وقتها.. فكأن الآيات التي نسخت إنما نسخت لحكم الوقت، فهي مرجأة إلى أن يحين حينها.. فإذا حان حينها فقد أصبحت هي صاحبة الوقت، ويكون لها الحكم، وتصبح، بذلك هي الآية المحكمة، وتصير الآية التي كانت محكمة، في القرن السابع، منسوخة الآن.. هذا هو معنى حكم الوقت.. للقرن السابع آيات الفروع، وللقرن العشرين آيات الأصول.. وهذه هي الحكمة وراء النسخ.. فليس النسخ، إذن، إلغاء تاما، وإنما هو إرجاء يتحين الحين، ويتوقت الوقت.. ونحن في تطويرنا هذا إنما ننظر إلى الحكمة من وراء النص.. فإذا خدمت آية الفرع التي كانت ناسخة في القرن السابع لآية الأصل غرضها حتى استنفدته، وأصبحت غير كافية للوقت الجديد - القرن العشرين - فقد حان الحين لنسخها هي، وبعث آية الأصل، التي كانت منسوخة في القرن السابع لتكون هي صاحبة الحكم في القرن العشرين، وعليها يقوم التشريع الجديد.. هذا هو معنى تطوير التشريع.. فإنما هو انتقال من نص خدم غرضه.. خدمه حتى استنفده إلى نص كان مدخرا يومئذ إلى أن يحين حينه.. فالتطوير، إذن، ليس قفزاً عبر الفضاء، ولا هو قول بالرأي الفج، وإنما هو انتقال من نص إلى نص..

    كما ورد المزيد من التفصيل في كتاب تطوير شريعة الأحوال الشخصية

    آيات الأصول، وآيات الفـروع:
    قلنا: أن الآيات المكية هي آيات الأصول، وأن الآيات المدنية هي آيات الفروع .. وقلنا، أن نزول آيات الأصول قد تواتر خلال ثلاث عشرة سنة، أثناء العهد المكي .. فلم يستجب لها الجاهليون .. فظهر ظهوراً عمليا، أنها أكبر من مستواهم .. فنزل إلى مستواهم، بعد الهجرة إلى المدينة، وبعد افتتاح العهد المدني .. فنزلت آيات الفروع .. واعتبرت صاحبة الوقت، لمناسبتها لمستوى الناس .. ونسخت آيات الفروع، آيات الأصول ..
    فآيات الأصول هي قمة الدين .. وكانت تقوم على تقرير كرامة الإنسان - على الحرية- ومن هاهنا كانت آيات إسماح .. ومنعت الإكراه منعا تاماً .. وهي كثيرة جداً .. ومن أمثالها قوله تعالى: ((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن .. إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين)) .. ومنها: ((وقل الحق من ربكم!! فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر ..)) .. ومنها قوله: ((فذكر!! إنما أنت مذكر  لست عليهم بمسيطر!!))..
    وعند نهاية الفترة المكية التي بها ظهر القصور العملي عن شأو آيات الأصول، بدأ عهد التحول، ليجيء التنزيل في مستوى الأمة يومئذ .. وأول ما بدئ به التحول قوله تعالى: ((أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا .. وإن الله على نصرهم لقدير ..)) هذا إذن، بعد أن لم يكن إذن بالقتال .. بل بعد أن قد كان نهي عنه .. ثم جاء في طريق التحول بنقلة أخرى، فقال: ((وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم، ولا تعتدوا .. إن الله لا يحب المعتدين)) .. ثم جاء بخاتمة العهد القديم، فنسخ آيات الإسماح جميعها، وذلك حيث قال: ((وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين لله .. فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين)) .. فهو ها هنا قد جاء بالحكمة وراء القتال، وهي إنهاء الشرك، وتوطيد عبادة الله وحده، لا شريك له .. ((حتى لا تكون فتنة)) ..، أي شرك .. ((ويكون الدين لله))، خالصاً، من غير شريك .. قوله: ((فإن انتهوا)) يعني عن الشرك .. ((فلا عدوان إلا على الظالمين)) .. يعني لا يكون قتال بالسيف، وإنما تكون إقامة الشريعة على الخارجين عليها من المؤمنين بالمعصية .. وفي هذا المستوى جاءت آية ((التوبة)) التي سميت: ((آية السيف)) واعتبرت ناسخة لجميع آيات الإسماح .. قال تعالى فيها: ((فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم، وخذوهم، واحصروهم، واقعدوا لهم كل مرصد .. فإن تابوا، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، فخلوا سبيلهم .. إن الله غفور رحيم ..)) .. هذه الآية توجت الصورة التي بدأت منذ حين .. وقال المعصوم، في بدايتها: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة .. فإذا فعلوا، عصموا مني أموالهم، ودماءهم، إلا بحقها .. وأمرهم إلى الله)) .. فلكأن العهد الذي بدأ بعرض الحرية، وحمايتها، والحرص على توفيرها، إلى الحد الذي ينهى فيه النبي، على كمال خلقه، عن السيطرة على الأفراد: ((فذكر!! إنما أنت مذكر  لست عليهم بمسيطر))، قد انتهى .. وقد بدأت مصادرة حرية من يسئ التصرف في الحرية .. وهذا حق، وعدل، لا يأتيه الباطل، ولا الظلم، لا من بين يديه، ولا من خلفه .. فإنه، في أصل الإسلام، أن الناس أحرار، على شرط أن يحسنوا التصرف في الحرية .. وحسن التصرف في الحرية معناه: إفراد الله بالعبادة، لأن الله، تبارك، وتعالى، يقول: ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) فهو تعالى قد خلق الناس ليعبدوه، وحده، لا شريك له .. ووفر لهم من نعمة العقل، ونعمة البدن، ونعمة الرزق، ما يعينهم على حسن عبادته .. ثم إنهم انصرفوا عنها، وعكفوا على عبادة أصنام ينحتونها بأيديهم فأرسل لهم رسوله، وهيأه بكمال الصفات، وحلاوة الشمائل، وأنزل معه قرآنا معجزاً، يتلى، وأيده بكل البينات، ليذكرهم، بأيام الله ويدعوهم إلى عبادته ثم إن الرسول اجتهد في ذلك، لا يألو .. ومكث بين ظهرانيهم ثلاث عشرة سنة يبغيهم الخير .. يحتمل أذاهم، ويكف عنهم كل الأذى .. فلم يستجيبوا .. بل بلغ طغيانهم أن تآمروا على حياته، فظهر، من كل أولئك، أنهم قصر، وأنهم دون مستوى مسئولية الحرية، فسحبت منهم الحرية .. وجعل أمرهم إلى النبي، وصياً عليهم، (شأن القصر دائما)، وأمر أن يرشدهم، وأن يحملهم على مصلحتهم، بالإكراه، إن اقتضى الأمر .. وكذلك جاء الأمر بالجهاد .. وجاء حديثه الآنف الذكر .. وكانت مصادرة الحرية، للمشركين عن طريق السيف، وللمؤمنين عن طريق الشريعة .. والتشريع عادة لا يصادر الحرية، وإنما ينظمها .. ولكن التشريع في مرحلة الوصاية يشكل قدراً من المصادرة، فهو يصادر الحرية التي لا يطيق تحمل مسئولية حسن التصرف فيها القاصر .. ومن هذا الباب آية الشورى التي يعتبرها علماء المسلمين آية ديمقراطية، وما هي بذاك، وإنما هي آية حكم الفرد الرشيد الذي جعل وصياً على القصر، وأمر بترشيدهم حتى يكونوا أهلا للديمقراطية، بنهوضهم إلى مستوى حسن التصرف في الحرية الفردية .. وآية الشورى تقول: ((فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا، غليظ القلب، لانفضوا من حولك .. فاعف عنهم، واستغفر لهم، وشاورهم في الأمر .. فإذا عزمت فتوكل على الله .. إن الله يحب المتوكلين)) .. هذه آية الشورى .. وهي، كما قررنا، ليست بآية ديمقراطية .. أكثر من هذا!! أنها ناسخة لآية الديمقراطية .. ناسخة لقوله تعالى: ((فذكر!! إنما أنت مذكر  لست عليهم بمسيطر)) هاتان الآيتان هما آيتا الديمقراطية .. وهما منسوختان على مستويين .. فأما في مستوى المشركين، فمنسوختان بآية السيف .. وأما في مستوى المؤمنين، فمنسوختان بهذه الآية - آية الشورى- وما دمنا في ذكر الديمقراطية فمن الخير أن نستطرد يسيراً إلى ذكر توأمتها - الاشتراكية .. فإن الاشتراكية في أصول الإسلام، وليست، في فروعه - أعني أنها ليست في شريعته .. فآية الاشتراكية ((ويسألونك ماذا ينفقون!! قل العفو!!)) وهذه هي آية الزكاة الكبرى، آية زكاة النبي .. وهي، في حق الشريعة، للأمة، غير ملزمة، وإنما هي منسوخة بالآية الفرعية، آية الزكاة الصغرى: ((خذ من أموالهم صدقة، تطهرهم، وتزكيهم بها .. وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم .. والله سميع عليم)) .. ونختم هذا الاستطراد القصير بكلمة أخيرة يجب أن تكون مفهومة، فإن من يتحدث عن الديمقراطية، والاشتراكية، في الإسلام، من غير أن يتحدث عن تطوير الشريعة السلفية من مستوى آيات الفروع، إلى مستوى آيات الأصول إنما يدلي بباطل، ويتحدث فيما لا يعلم ..

    أرجو أن يكون في هذا التفصيل الذي اخترته من كتابات الأستاذ محمود ما يشرح حكمة النسخ .. ويمكن استجلاءه اذا اقتضى الأمر
    عمر
                  

العنوان الكاتب Date
هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ HOPEFUL01-25-05, 05:49 AM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ المكاشفي الخضر الطاهر01-25-05, 06:40 AM
    Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ المكاشفي الخضر الطاهر01-25-05, 06:43 AM
      Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ المكاشفي الخضر الطاهر01-25-05, 06:45 AM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ bint_alahfad01-25-05, 07:27 AM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ bint_alahfad01-25-05, 07:30 AM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ Mohammed Elhaj01-25-05, 09:53 AM
    Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ Mohammed Elhaj01-25-05, 09:54 AM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ وليد محمد المبارك01-25-05, 10:48 AM
    Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ هاشم نوريت01-25-05, 11:26 AM
      Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ صباح حسين01-25-05, 11:43 AM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ bint_alahfad01-25-05, 11:58 AM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ bint_alahfad01-25-05, 12:02 PM
    Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ Balla Musa01-25-05, 12:58 PM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ bint_alahfad01-25-05, 01:30 PM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ bint_alahfad01-25-05, 01:32 PM
    Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ أبوالريش01-25-05, 01:49 PM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ bint_alahfad01-25-05, 02:22 PM
    Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ أيمن جبارة الله الخضر01-25-05, 10:13 PM
      Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ garjah01-26-05, 00:06 AM
        Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ HOPEFUL01-26-05, 05:53 AM
          Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ HOPEFUL01-26-05, 06:16 AM
            Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ HOPEFUL01-26-05, 06:22 AM
              Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ HOPEFUL01-26-05, 06:35 AM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ ود الشيخ01-26-05, 06:23 AM
    Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ 7abib_alkul01-26-05, 06:33 AM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ bint_alahfad01-26-05, 10:19 AM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ bint_alahfad01-26-05, 10:21 AM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ bint_alahfad01-26-05, 10:23 AM
    Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ Sudany Agouz01-26-05, 10:22 PM
      Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ أيمن جبارة الله الخضر01-26-05, 11:45 PM
        Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ HOPEFUL01-27-05, 09:53 AM
          Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ Sudany Agouz01-27-05, 10:16 AM
            Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ SAdo701-27-05, 11:12 AM
              Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ HOPEFUL01-28-05, 10:23 AM
                Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ Ahmed Elsharif01-28-05, 04:24 PM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ omar ali05-19-05, 08:03 PM
    Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ Ahmed Alrayah05-20-05, 12:31 PM
      Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ Omer Abdalla Omer05-20-05, 01:23 PM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ محمد الامين احمد05-20-05, 01:53 PM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ مريم بنت الحسين05-20-05, 02:00 PM
    Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ محمد عبدالقادر سبيل05-21-05, 05:26 AM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ Omer Abdalla05-21-05, 09:41 AM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ omar ali05-21-05, 10:11 AM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ نهال كرار05-21-05, 10:36 AM
    Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ محمد عبدالقادر سبيل05-21-05, 12:55 PM
      Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ انور الطيب05-21-05, 01:54 PM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ Omer Abdalla05-21-05, 02:59 PM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ omar ali05-21-05, 04:04 PM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ kamalabas05-21-05, 07:09 PM
    Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ محمد عبدالقادر سبيل05-22-05, 06:50 AM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ Omer Abdalla05-22-05, 08:27 PM
    Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ محمد عبدالقادر سبيل05-23-05, 04:02 AM
      Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ محمد عبدالقادر سبيل05-23-05, 11:04 AM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ Omer Abdalla05-23-05, 04:49 PM
    Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ محمد عبدالقادر سبيل05-24-05, 06:22 AM
      Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ محمد عبدالقادر سبيل05-24-05, 01:14 PM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ Omer Abdalla05-24-05, 11:48 PM
    Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ محمد عبدالقادر سبيل05-25-05, 05:29 AM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ مشتاق05-25-05, 06:12 PM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ Omer Abdalla05-25-05, 10:39 PM
    Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ محمد عبدالقادر سبيل05-26-05, 01:09 AM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ Omer Abdalla05-26-05, 09:51 AM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ MaxaB05-26-05, 06:10 PM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ MaxaB05-26-05, 06:17 PM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ Omer Abdalla05-26-05, 07:22 PM
  Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ Omer Abdalla05-27-05, 09:28 PM
    Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ محمد عبدالقادر سبيل05-28-05, 06:08 AM
      Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ محمد عبدالقادر سبيل05-29-05, 03:48 AM
        Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ محمد عبدالقادر سبيل05-30-05, 06:38 AM
        Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ محمد عبدالقادر سبيل06-02-05, 05:15 AM
          Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ انور الطيب06-02-05, 10:46 AM
            Re: هل القـــرآن كـــلام الله!!!؟؟؟ محمد عبدالقادر سبيل06-04-05, 04:42 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de