التجوال السياسي... وتقلبات الانتماء السياسي..!!!

Quote: بسم الله الرحمن الرحيم الاتحادي وفك التسجيلات فتح الرحمن ابراهيم شيلا إنتقال لاعبي كرة القدم من فريق لاخر أمر معتاد ويخضع لقوانين الكرة المحلية والعالمية فلكل لاعب حق الإنتقال وفقاً لضوابط معينة ومصالح اللاعبين والفرق ومعروف ان موسم التسجيلات يشهد إرتفاع قيمة اللاعبين وبنفس القدر ولكن بمعايير مختلفة. درجت بعض القيادات السياسية الانتقال من حزب الى اخر وقد يكون الانتقال الى النقيض كما حدث للاستاذ يس عمر الامام واحمد سليمان من اقصي اليسار الى اقاصي اليمين كذلك كانت اكبر التحولات الاستاذ الرشيد الطاهر بكر من الاخوان المسلمين الى الحزب الاتحادي جذبته القيادات الاتحادية بحسها الوطني زروق والشريف ورفاقهما قيادات جاذبة وليست طاردة كما هو الحال الآن. ولاننسي الدكتور فاروق احمد ادم من الجبهة الاسلامية الى الحزب الاتحادي الديمقراطي كاكبر حدث ابان الديمقراطية الثالثة اقام له الحزب الاحتفالات والمؤتمرات الصحفية عند انضمامه وآخرين ولماذا الآن تستنكرون على غيركم إن سقاكم من نفس الكأس. يجدر بنا أن نسأل أنفسنا لماذا انعكس الأمر فبعد أن كان حزبكم جاذباً يستقبل عاد طارداً يودع بالعشرات والقيادات يطبق عليها الصمت أو العجز وهي لاتحرك ساكناً. كيف كان التقييم عند هجرة عشرات الأعضاء من المكتب السياسي الى المؤتمر الوطني ؟ ماذا حول عودة مجذوب طلحة من المؤتمر الوطني ليجد مكانه في المكتب السياسي شاغراً بل امتدت صلاحياته اكثر بغرض الاستفادة من تجربته التنظيمية السابقة في اروقة المؤتمر الوطني. الذي يلفت الانتباه ان التحولات كانت تتم لضيق مساحة حرية الرأي الى مساحات اكبر ولكن التحول الذي يحدث الان ظاهرة تختلف كثيراً عن كل التجارب السابقة لان الانضمام للحزب الاتحادي كان يحظي بالنصيب الاوفر بينما مايحدث الان ليس تحولاً فردياً بل تعتبر هجرة جماعية ليس على المستوي القاعدي بل على مستوي قمة قيادات الحزب حيث شهدت الاعوام السابقة إنضمام قيادات نافذة ومؤثرة وذات شخصية اعتبارية والسيد محمد سرالختم الميرغني مثالاً لذلك حيث لاينكر عاقل ولاجاهل مكانته السياسية والدينية وارتباطه الكبير بجماهير الختمية بالبحر الاحمر لانتمائه لاسرة الميرغني مع عشرات من قيادات اخري في الاقليم الاوسط والشرقي والخرطوم آخر المفاجاءات ضمت قيادات نافذة على مستوي قيادات الحزب وبعضهم ينتمي للطريقة الختمية ومن القيادات التى لايمكن وصفها بالعجز او الضعف أو الاغراء المادي والسيد على محمد الحسن ابرسي مثالاً. الانتماء للحزب إنتماء للوطن وقد سألت الراحل الشيخ تاج السر محجوب منوفلي احد قيادات الحركة الاسلامية والذي انضم للحزب الاتحادي قبل انتفاضة ابريل 1985م كيف يتحول السياسي من حزب لآخر خاصة وقد تعرضتم لهذه التجربة ؟ وآخرون انضموا إلينا من احزاب اخري ؟ كعادته وبكل الوضوح والشجاعة قال لي أن التخلي عن الفكر والعقيدة أو الانتماء أمر غير وارد فالانتقال يجئ بغرض تحقيق اهدافه حين يستعصي ذلك فهو لم يغير فكره مبادئه ولكنه رأي ان الحزب الاتحادي هو الافضل للعمل من خلاله لتمكين اهدافه ومبادئه. اعتماداً على هذه الحجة فانه يعني ان مساحات الحرية والرأي قد ضاقت في الحزب الاتحادي وربما بدأت في الاتساع في المؤتمر الوطني أو هكذا اعتقد الاخوة الذين بادروا باتخاذ هذه المواقف والذي يستدعي الوقوف عنده أن بعضاً ممن تحولوا الى المؤتمر الوطني عادوا مرة أخري الى الحزب الاتحادي الديمقراطي كما هو الحال للاخ مجذوب طلحة الذي قضي عامين في المؤتمر الوطني وعاد ليجد مكانه شاغراً ولعلنا لم ننتبه حتى الآن باتخاذ قرارات حيالهم وربما ينظر به الانتظار للعودة على نظرية حوش المك. ونصيحتي للمهاجرين والمغادرين الا يهدموا المعبد بمن فيه والالتزام بصيانة العهود السابقة وعدم إفشاء الاسرار كما فعل الدكتور فاروق احمد ادم ربما تنتظرهم مواقعهم القيادية شاغرة !!!