.......... هكذا يتاجرون بالبشر ياطارق جبريل.........

Quote: أكثر من خمسة آلاف سوداني، الآن، داخل الأراضي اللبنانية، منهم «591» داخل السجون يعيشون أوضاعا مزرية.. شباب في مقتبل العمر، قليل التجربة، متواضع التعليم، خُدع بواسطة عصابات تهريب البشر الذين نسجوا حوله هالة من الأكاذيب وأغروه بالأحلام والوعود الكاذبة بأن لبنان هي « الجنة الموعودة».. لكنهم عندما ذهبوا فوجئوا وإصطدموا بالواقع.. يمارسون أوضع المهن.. البعض سقط فريسة سهلة لعصابات المخدرات وشبكات التزوير ومافيا الجريمة.. وللأسف، حتى مشرحات المستشفيات تضم جثامين لشباب سوداني، تظل داخل الثلاجات شهورا طويلة، فهي جثث مجهولة بلا هوية، ولا أوراق ثبوتية، حيث ان الجوازات رهينة لدى عصابات تهريب البشر التي قذفت بشبابنا داخل هذا المصير المظلم لحين السداد ودفع الأتاوات.. «الرأي العام» تحصلت على معلومات غاية في الخطورة عن أوضاع آلاف الشباب السوداني بجمهورية لبنان، وتكشف ممارسات عصابات تهريب البشر وأساليبهم الإجرامية.. ----- أضغاث أحلام كثير من الشباب المتطلع لتحقيق الأمنيات عبر بوابات الإغتراب إفترستهم عصابات مجهولة تعمل في الإتجار بالبشر باعت لهم السراب من أجل تحقيق مصالح مالية خاصة - هؤلاء الشباب تبخرت أحلام الغربة وأوهام الجنة الموعودة عندهم عندما تفاجئوا بواقع قادهم إلى سلك طرق تربأ عنها الشخصية السودانية المعروفة بالإتزان والسلوك القويم «الرأي العام» تحصلت على معلومات تشير الى أن ما بين «5،6» آلاف سوداني بلبنان غالبيتهم العظمى مستوياتهم التعليمية متدنية جداً ولا يحملون شهادات تؤهلهم الى اي شيء وأغلب هؤلاء مستواهم التعليمي الإبتدائي والمتوسط، علماً بأنه لا توجد في لبنان فرص عمل معقولة لخريجي الجامعات ناهيك عن هؤلاء الذين يحملون شهادات متواضعة.. هذه الاعداد الموعودة بالجنة عند وصولهم لا يجدون ما يسترزقون به واذا توافرت لهم فرص عمل فلا يجدون سوى العمالة الهامشية التي لا يمتهنها اللبنانيون «خفراء ونواطير» في البنايات او التسكع في الشوارع حيث يقعون فريسة لعصابات تهريب البشر أو الجريمة المنظمة، والأسوأ من ذلك يتحملون ضروباً من السلوك المؤسف يصل درجة الإنحراف الإخلاقي، بل تعرض بعضهم للتنصير فتجد مثلاً من يسمى «محمد احمد» تنصر جراء الحاجة الماسة للمال وضغوط الغربة وأصبح يلف صليباً حول عنقه!! رحلة المعاناة الوصول إلى لبنان حسب المعلومات تتم عبر شبكات تنشط من السودان مروراً بسوريا ثم لبنان وتتم عملية إصطياد الضحايا عن طريق إغرائهم بان الوصول إلى لبنان مثل الوصول إلى الجنة حيث فرص العمل المضمونة بل وفتح آفاق الهجرة إلى اوروبا الغربية، هؤلاء الذين وصلوا لبنان ولقلة تعليمهم تنقصهم المعلومات الكافية والمدروسة حول مصير وإمكانية تحقيق إحلام الغربة التي أغرتهم بها العصابات التي أستولت على اموالهم. ولعل احدى المشكلات نبعت من نعمة تحولت عند هؤلاء لنقمة وهي سهولة الدخول لسوريا حيث تقوم بعض العصابات المتصلة بالعصابة الأمم في السودان بترحيلهم عبر جبال لبنان الشرقية الى داخل لبنان، بعضهم مات في الطريق والآخر بترت اطرافه حيث يتم التهريب احياناً في الشتاء عبر جبال تغطيها الثلوج والجليد. الواقع المر الذين يكتب لهم الوصول الى لبنان تحت رحمة العصابات التي هربتهم لا يتم تسليم أوراقهم الثبوتية وجوازاتهم الا بعد تكملة المبالغ التي اتفق عليها وقد حدثت حالات وفاة لسودانيين لم تعرف اية جهة هويتهم لا السلطات السودانية ولا اللبنانية لان اوراقهم الثبوتية وجوازاتهم بحوزة المهربين الذين لم يسلموهم لها لانهم لم يكملوا المبلغ المتفق عليه وعندما يدخلون لبنان يفاجئون بنفاد مواردهم المالية وإستحالة الحصول على عمل وهذه هي اللحظة المناسبة لاصطيادهم وافتراسهم فبعضهم اصطادته عصابات تهريب المخدرات والآخر عصابات الجريمة المنظمة التي تعمل في التهريب والتزوير بل تعرض بعضهم الى الاستغلال الجنسي وأصبح بعضهم مثليين وتنصر البعض الآخر. والمحظوظون هم اولئك الذين يعملون نواطير بمرتب يصل حده الاعلى (003) دولار في الشهر يفترض ان يأكل، ويلبس ويسكن ويتعالج منها وهنا تبخرت احلام الغربة وما وعدوا به من خير وفير. أما الذين يقعون في ايدي السلطات من فئات المجرمين ولا تجد عندهم اوراقاً ثبوتية فيقبعون داخل السجون حيث يوجد بالسجون اللبنانية اليوم «591» سجيناً سودانياً يعيشون ظروفاً مزرية قادتهم لها عصابات تهريب البشر مستغلة ضعف مستواهم التعليمي وقلة تجاربهم الحياتية وعاش بعضهم يحلم بالعيش في أوروبا الغربية والعديد منهم لا يتجاوز عمره الـ «81» سنة وهذه علامة استفهام تحتاج إلى إجابة. الى حين السداد تظل الأوراق الثبوتية وجوازات الذين تم تهريبهم في ايدي هذه العصابات ويبقون دون جوازات لانها محجوزة الى حين سداد المبلغ الضخم «الاتاوات» الذي تم الإتفاق عليه عند بداية رحلة الشؤم وهؤلاء يظلون عرضة لحملات التفتيش التي تفرضها السلطات الشرطية عبر الطرقات والمعابر داخل العاصمة بيروت ويتعرضون ايضاً لعمليات ابتزاز من بعض اصحاب العمل الذين يستغلون وضعهم غير القانوني في أعمال هامشية ويتم الاتفاق على تشغيلهم شفاهة دون وجود عقودات عمل رسمية وعلى رواتب ضئيلة تصل في احسن حالاتها «003» دولار وليس أمامهم الا الاذعان للأمر الواقع. أما الذين يحرصون على تصحيح اوضاعهم باستخراج بطاقات اقامة رسمية فيكلفهم ذلك «4» آلاف دولار وهذا المبلغ يعني مدخرات المدبر والمستقيم منهم لمدة ثلاث سنوات. أعمال هامشية الذين يحالفهم الحظ بوجود فرصة عمل فهي لا تتجاوز الاعمال الهامشية والوضيعة المتمثلة في أعمال النظافة وجمع الاوساخ من طوابق البنايات او الحراسة وهذا للأسف أعطى انطباعاً بان الشخصية السودانية لا تستطيع إلاّ القيام بهذه الاعمال «حراس ونواطير» ويزيد الطين بلة عندما يتزوج هؤلاء المتسكعون من اجنبيات كالاثيوبيات مثلاً اللاتي يعانين من ذات الوضع المهين علماً بأن الزواج يتم دون عقود زواج رسمية. التلاعب بالجواز السوداني وكما سبق يعمد المهربون الى إحتجاز الجوازات الى حين سداد المبالغ الكبيرة التي تم الاتفاق عليها، بل الأخطر أن هؤلاء المهربين يمنحون الجوازات السودانية لأشخاص آخرين بعد وضع صورة المشترى على الجواز وهناك حالات كثيرة حسب المعلومات المتوافرة يحمل أشخاص فيها جوازات تحمل صورهم - أي صورة هؤلاء السودانيين ولكن باسماء غير أسمائهم بل تعدى ذلك الى بيع الجوازات السودانية الى شخصيات افريقية مستغلين التشابه بين السودانيين وغيرهم من الأفارقة، وتتفاقم وتتعقد القضية في حالة الوفاة فقد يتم الإعلان عن وفاة شخص من خلال الاوراق ويكون على قيد الحياة واذا حدث ان توفى شخص لا يحمل أوراقاً ثبوتية ربما لا يمكن موارته الثرى قبل معرفة اسمه وذويه وهكذا تبقى جثامين السودانيين شهوراً في ثلاجات المستشفىات وغالبيتها تتعلق برسوم بقائهم في الثلاجة حيث تبلغ تكلفة حفظ الجثة في الثلاجة «072» ألف جنيه لليوم الواحد وعادة تبقى في الثلاجة لعدة شهور لعدم سداد الرسوم أو معرفة اسم المتوفى او عنوان ذويه. جرائم المهربين ولعل ابرز الجرائم التي رصدت ويمارسها السودانيون المهربون في لبنان هي المخدرات سواء تهريب أو متاجرة، اضافة للسرقة والتزوير والسلوك غير القويم والمشاجرات والقتل.. وعدد المساجين السودانيين في السجون اللبنانية في تزايد مستمر نظراً لاستمرار حملات التفتيش وبعضهم يصبح من عمالقة المجرمين داخل السجن وقد يصاب بعض من هؤلاء بامراض الربو بسبب الرطوبة والبعض الآخر بالعمى وضعف البصر نظراً لعدم وصول إضاءة كافية خاصة وأن بعض الزنزانات تحت الارض وقد يؤدي ذلك إلى وفاة بعضهم كما حدث عام 7002م حسب المعلومات المثبتة، اضف إلى ذلك احتكاك المساجين بمجرمين من جنسيات اخرى تنجم عنه خسارة فادحة في السلوك وقد حدثت حالات شغب داخل السجون تعرض فيها السودانيون المسجونون للضرب المبرح بآلات حادة كما حدث في سجن رومية العام الماضي. أما الذين يصابون بأمراض إعاقة وهم يمارسون اعمالاً هامشية فيكون نصيبهم الطرد من العمل دون تعويض وهذا لعدم وجود عقودات عمل أو تأمين صحي. شكوك حول الهوية بعض المراقبين للقضية شككوا حول حقيقة أن هؤلاء الـ «5 - 6» آلاف هم سودانيون ورهنوا امر التحقق الى كل من السلطات السودانية واللبنانية خاصة وان اعداداً كبيرة من الدول الافريقية كثيراً ما إدعوا انهم سودانيون بسبب التشابه. أتاوات العصابات عصابات التزوير تسعى لفرض اتاوات على المهربين الذين يحالفهم الحظ في ايجاد فرص عمل والتي تصل في حدها الاعلى الى ناطور أو حارس بناية تصل في حدها الأدنى لمرتب شهرين عدا المبالغ السابقة الخاصة بالسفر. السفارة السودانية ويجب ان نشير إلى أن سفارة السودان ببيروت تبذل جهوداً كبيرة لاعادة بعض هؤلاء وسبق ان اعادت المئات منهم وأستأجرت طائرات لنقلهم. الآن ما بداخل السجون اللبنانية أكثر من 591 قابل للزيادة اذا لم يتم اغلاق المنفذ الذي يقود إلى المصير المجهول. تنبيه وانذار!! عصابات الاتجار بالبشر تحاول استغلال ظروف هؤلاء الشباب والتغرير بهم حتى يفاجئوا بما اشرنا اليه، وعليه فعلى اولياء الامور الانتباه جيداً وعدم ترك ابنائهم يقعون ضحية السراب والوهم الذي تعدهم به العصابات من اجل تحقيق مصالحهم المالية الخاصة.