إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 01:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة اشراقة مصطفى(Ishraga Mustafa)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-17-2008, 08:26 AM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها (Re: مجاهد عبدالله)

    ميرفت نصر الدين التى عبرت هذا المكان كسحابة شوق مجنون
    كان حظى جميلا حين ساعدتنا الظروف ان نلتقى
    ننتمى الى جيلين مختلفين
    ويجمعنا الكثير
    اولها المحبة لهذه المدينة..
    حكينا كثيرا من الاحلام وسكتنا عن الكثير من الاحزان

    ليت ميرفت تعود وتكتب مثل كتبتها ادناه- فهى شابة عميقة- جميلة وواعية

    اين انتى ياصديقتنا ياميرفت




    Quote:


    كوستي : قصيدة الغياب المستحيل
    نحو اشراقة مصطفى في زنزانتها الاوروبية البيضاء




    " بعد أن خرجَ
    إلى الأرض التي ليس إليها دخولٌ . ورأى أدراجاً تقودُ إلى الأرض التي أتى منها . بعد أن نجا من النار وقضى أيَّامه حالماً بالاحتراق فيها ، بعد أن سار أيَّاماً من المدينة المظلمة في يده اليسرى إلى المنيرة في اليمنى ليحمل الرسالة من هنا إلى هناك ، ومن هناك إلى هنا ، كانت الرسالة هي المدينة التي احترقت فيها كلماتها النبيلة ، ورأى بعينيه أدراجاً للصعود والنزول ، وناراً وماءً في عالمٍ يجري نحو المكان ، حيث الرسالة التي تستيقظُ وتنامُ وتموتُ وتحيا فيها المدينة "
    ( إذا كنتَ نائماً في مركب نوح ) .. سركون بولص



    هذا مؤلم ومريع يا إشراقة ..
    يحاصرك الضباب ،إذاً، وتزدريك ملوحة الطقس الفييني الرهيب . وينفتح في داخلك بهو من الذكريات المنضدة بعناية الهجرة . والذكرى هي كنز الراحلين وسقط متاعهم وعكازهم الذي يهشون به على غنم الموت البطيء المحدق بهم في عرصات المنافي.

    تحملين كوستي كشامة خد . وتتألمين لأنها تتآكل وتتحول إلى مجرد (بقعة مباركة منقرضة ) تحجين إليها بالذاكرة كلما أحاطتكِ الغربة بسديمها المرعب .. وقلة حنانها النادر .
    ولكن هل تعلمين أن كل السودان يفكِّر في الرحيل ( ما عدا ، طبعاً ، الأغنياء والمتسلطين ومحجوب شريف الذي ظلّ وفياً للتحدي الذي قاله منذ زمن: وعنّك بعيد أبيت الرحيل ) . الجميع يتأهب للمغادرة . وكثيرون هم الذين حلّوا في بلدان لم تكن في يوم من الأيام في وارد أمنيات أي سوداني عاقل ، كتشاد وبنين وموريتانيا؟
    قوس :
    (من الطرائف التي يتفوّه بها الطريق ، طرفة تدّعي أن أمريكا اعتنقت الإسلام عن بكرة أبيها وفكّرت في محو ذنوبها السابقة مع السودان ، فقررت بناء مسجد كبيييييير يستوعب مليون مصلي في العاصمة .. وتم بناء المسجد الذي فرض الإنقاذيين التذاكر المدفوعة بالدولار للصلاة فيه .. وبعد فترة وجيزة ، ارتدّت أمريكا كلها عن الإسلام ، وحصل أن اشتبكت مع السودان ــ لأي سبب ــ فأمهلته خمسة أيام فقط تحمل بعدها المسجد ـ كما هو ـ إلى واشنطن .. وفي اليوم المحدد لنقل المسجد الأمريكي ، تفاجأ عمال النقل الأمميون بأن السودانيين بكامل قبائلهم وطوائفهم وأعراقهم ــ والكفيف شايل الكسيح ــ قابعون داخل المسجد وفي صحنه الخارجي .. ووجدوا جماعة الإنقاذ قد احتلوا المنبر والمئذنة ليكونوا أول الواصلين إلى جنة الوعد العصرية!) ...

    ***
    لستُ ضد السفر ولا ضد الرحيل . ففي السفر آلاف الفوائد . صحيح أنني لم أتحسس صحة الجغرافيا تحت وقع خطواتي بعيداً عن السودان . لكنني استعمل خيالي ببراعة تدربت عليها، في كل ما يتناهى إلى سمعي وقراءاتي وبصري ( بعد مجيء التلفزيون والستالايت ) لأدرك أن روما مديونة حتى النخاع لمايكل أنجلو ، وأن نيويورك تذهب كلها إلى المسرح لتشاهد عظمة شكسبير ، وأن سمفونية غروب الآلهة لريتشارد فاغنر هي أكثر ما تمنى الفرنسيون سلبه من ألمانيا بعد هزيمتها في الحرب العالمية .. لست ضد السفر .. لكنني ضد الغياب الذي أراه يتمدد في مفاصل بعض الراحلين الذين باتوا بعيدين حدّ التلاشي ..أولئك الذين عاد بعضهم محمولاً على نعشٍ في طائرة البضائع .
    فما ضرّ أن ترحلوا يا إشراقة .. ما دمتم تنصقلون بالتجربة وتنجزون الشهادات الكبيرة التي يحتاجها سودان الغد ؟
    وما ضرّ أن تتألموا .. ما دام ألمكم هو إلى حين .. وأنه الضريبة المدفوعة من أجل النماء الذي سيتحقق على أياديكم وأذواقكم ومفاهيمكم التي صارت خبيرة وحاذقة ؟
    أما الضرر ، كل الضرر .. فهو ألا تعودوا !
    والضرر ، كل الضرر .. هو ألا تجدوا ، إنْ عدتم ، ملمحاً واحداً من تلك الذكريات (كنوزكم المحمولة جوا ) .. في واقع الحال السوداني بعد كل هذا الغياب الطويل !
    وأخشى أن هذا هو الحاصل . نعم . هو كذلك بالضبط !
    ***
    الآن ، كوستي كلها ـ أو ما تبقى منها ـ في الشارع العام .
    مجلس المحافظة ممتلئ بالمتقدمين بالمعاملات الوهمية . بنات جامعة الإمام المهدي ( التي كانت مدرسة القوز الثانوية بنين قبل الإنقاذ) يتسكعن بين دكاكين الاتصالات وطبالي " قدِّر ظروفك " . وهذه الأخيرة ، إنْ كنتِ لم تسمعي بها من قبل ، محلات لبيع الإكسسوارات والعطور وألوان المكياج بحسب ظروف المشترية .. تقف الواحدة مننا بشموخ غريب أمام المحل وتنده صاحبه مادةً له خمسمائة جنيه : لو سمحتا يا ابن العم ، عايزة أضرب مناكير برتغالي .. وديانا بالباقي بالله !! . بعض الشباب يخرج حاملاً فرشاة أسنانه معه ويدلف لدكان الحلة : صباح الخير يا عم عبد الغني .. أدينا نتسوّك بالله وسجّل على الحساب !!
    صار الشارع هو الحياة .. الحياة العامة والخاصة . تخرجين من البيت قاصدة العمل أو الكلية فتتسوكين من الشارع .. وتتعطرين وتتمكيجين وترتبين شعرك من الشارع وفيه . الفطور هناك . الشاي والقهوة وسماع الأغاني الركيكة . لقد مضى زمن الوفرة والحس الندي .
    وفي تلك الأثناء .. تشعرين أن للأرض احتقانا في المفاصل ، بسبب ما تحتمله من خبط شديد السخونة يقوم به أولاد الدفاع الشعبي والخدمة الإلزامية اليافعين بملابسهم الدمّور المغبشة .. هاهم يرفعون عقيرتهم بـ " جلالات " الهوس ذات الجمل غير المألوفة :
    " طلعنا فوووق في الجبل
    سمعنا صوت جون قرنق
    يا حمااااده
    السكّنوك دار فور
    جبل أوليا
    جبل الرسول يا حماااااده
    السكّنوك دار فور"
    و ..
    " يومنا ما جا
    شهيد ، سلاح
    صبيان صبيان فزّيتو
    السونكي رِكِب بى بيتو "
    ودفارات نقل المقبوض عليهم لأداء الخدمة الإلزامية تجوب الشوارع وتزرع الرعب في قلوب الكبار قبل الصغار . وتلعب مع الشباب واليافعين لعبة القط والفأر .

    هكذا يبدأ صباحنا عادياً في مراوغته التي حفظناها عن ظهر وجع . الكساد يصبغ كل شيء . حتى الابتسامة كسدت . صرنا نتعامل مع الابتسامة كشيء ثمين لا يجب تبديده والتفريط فيه كصدقة . تكدست الابتسامات في داخلنا حتى انتهت مدة صلاحيتها فتعفنت من قلة الاستعمال .
    النيل الأبيض .. الذي كان ذات يومٍ أمَّنا وأبانا : ممدّد جنازة . انقطع نَفَس البابورات في محاولتها التنقيب عن الماء فيه . عربات الموية التي تجرها الحمير تكاد تصل مشارف طيبة والجزيرة أبا للظفر بماء يمكن شربه . الخضروات هزيلة وضامرة و .. مختلفة .. نطبخ البامية فنتذوق فيها طعم الكوسة ولا ندري لماذا؟ ..
    المستشفى .. مستشفى كوستي الكبير ، صار مادة لفكاهة الشعراء الحلمنتيش في رابطة الأصدقاء الأدبية :
    " قلنا ، أخير نلغي المستشفى
    المورود نسقيهو محايه
    والأسنان دي علاجا السفّه " .. الخ
    التمرجية هناك حجزوا مقاعد الأطباء الذين ركبوا الموج إلى الخليج بفيز الرعاة . لا تستغربي عندما تجدين الخالة حلوم الداية أصبحت رئيسة قسم الولادة في المستشفى المهيب !
    السوق الكبير تضاءل وخفت صوت الباعة فيه حتى تحول همسا . هو غير مأهول ببشر أو بضائع ، ولهذا تحسين أن شوارعه صارت واسعة للغاية . تتذكرين ، قطعاً ، الأمسيات في سوق كوستي .. كانت فترينات الصياغ تتلألأ بأضواء النيون المنعكسة على الذهب المنسوج بحذق ماهر .. النساء بكامل زينتهن يتجولن بين الدكاكين الشامخة ، ينتقين الطلبات ويفتحن شنط اليد لدفع الفاتورة . كان ذلك قبل أربع عشر سنة ( أم لعلها أربعة عشر قرناً !) . اليوم ، لا وجود لتلك الفترينات .. ولا لتلك النسوة المتأنقات . كسدت التجارة فغادر أولاد تبيدي المدينة بأكملها واستقروا في سوق أم درمان . عمر منولي صار سمساراً في سوق الحبوب بعد ما كان صائغا ملء السمع والشوف .. راجي ، القبطي ، تحول بعد كساد الذهب إلى تاجر عملة فتوقف بعد شنق بعض عائلته ثم .. هاجر إلى أستراليا .
    لا تتوقعي أن تشاهدي الهنديات وهن يعطرن أمسيات السوق بمماشيهن وملابس السواريه . لن تشاهديهن جنباً إلى جنب الزنداويات والشايقيات وبنات جعل في تلك اللوحة الوطنية السليمة المكتملة . ولا تتوقعي أحداً بعد الخامسة مساء في سوق كوستي . وحده صديق محمد أحمد يفتح مكتبته " دار الفكر " إلى حدود صلاة العشاء .. المكتبة خالية من الكتب الجيدة .. وممتلئة بدفاتر الإدارات وأقلام التلوين والمحابر . هو يبقى متواجداً لشيء وحيد : أن يغيب عن البيت أطول فترة ممكنة حتى يتحاشى النقار مع زوجته النقاقة .
    كئيب جداً ملمح الليل في كوستي . وكئيب جداً نهارها وموحش . الملل حوّل النساء إلى مدخنات شيشة محترفات . والرجال ، إنْ وُجدوا ، نصفهم نائم من فرط التعب ومطاردة اللقمة نهاراً .. ونصفهم الآخر يبحث عن فرح البلح المخادع المخبأ في قوارير الزغاوية وعاشة جون ومنحنيات أحياء الرديف والقشارات والدريسة ومربع أربعة وخمسين ..
    الفنانون . الفنانون العابثون المتدافعون للغناء بالمجان أو بوجبة عشاء دسمة .. خرّبوا الذوق العام وصار غناؤهم هرطقة . جيل جديد من الشباب الذي أفسده الإنصات إلى المدائح المموسقة ، ركب الموجة واستعبط أصحاب الأفراح . ما يهم ، الناس تريد أن تفرح ولو بالتزوير . هكذا يقولون . الفرقة تتألف من خمسة أو أكثر من المنشدين وعازف واحد على الأورغ وآخر على الإيقاع ما لم يعتمدوا على الإيقاع الكهربائي في الأورغ . يتمايلون بجسد واحد وينشدون " لايوق الأغاني " الذي استنكره ذات يوم عاطف خيري ، فيما أهل الفرح وأبناء وبنات السبيل يبرطعون كالممسوسين في تلك الرقصة التي باتت شهيرة : " رقصة القرد"!!
    الكساد حلّ بالموسيقيين أيضاً . لا مكان للأوركسترا في زمن الغناء المزوّر . عازفو الكمنجات والجيتارات والساكسفون صاروا متعطلين أو غادروا إلى الخارج أو إلى الخرطوم . نادي الفنانين تحول إلى مربط لبهائم السلخانة القريبة في مربع ستة وعشرين . نادي التنس ، على حاله ، تجمعٌ لأصحاب الحظوة والجاه على قلتهم . نادي الخريجين يضع يده على خده ويحركها ليهش ذباب المربعات الجديدة التي أغرقته في التسطيح الفكري والنغمي . أما أندية الرياضة فكما تركتيها سابقاً : دومينو وكوتشينة و .. صعلكة .
    هل تسمحين لي بزيارة السوق الصغير معكِ ؟ سوق أزهري يا صديقتي ورفيقة هواجسي .
    من زمان وأنا أقول بأن هذا السوق هو مجمع البضائع المتخصصة .. ومجمع الأعراق المختلفة لكن المتجانسة . إنه سوق اللحوم والأسماك ، ومنها الفسيخ طبعاً ، والكجيك والكول وجراد نيالا و .. و كل ما تشتهيه النفس من مأدبة . وهو سوق المقاهي ذات البنابر والأبخرة . سوق الأواني المتخصصة أيضا .. حلل القيزان وسرامس الشاي . إنه ، باختصار ، سوق للنسوان . لكنه لم يكن في يوم من الأيام حكراً عليهن . في هذا السوق بدأ كثير من الغزل العفيف بين عشاق صغار . اللقاء يكون يوم الجمعة الذي هو يوم العطلة ويوم التبضع بامتياز . يتبادل العشاق الصغار فيه نظرات الحب الأولى وابتساماته المعطونة في الخجل . وهو سوق الأحجبة ورمي الودع والنميمة وقراءة الفاتحة على المسجيين على مرمى حجر في مقابر ود أم جبو .
    هكذا عرفنا السوق الصغير وهكذا كان ، وأكثر . لكنه الآن محاصر بالفراغ بعد ما حلّ الكساد بكل شيء . وبعد أن تمددت المقابر التي ضاقت بضيوفها المتكاثرين . وبعد ما استطالت بنايات حوله .. كئيبة الرونق .
    أوووه . لم أحدثكِ عن المدارس يا إشراقة . أكثرها تحوّل إلى مربط للمدفعية ، كمدرسة التيجاني بنين ، وبعضها تهالك . بعضها صمد وترقّى وصار جامعة وكليات. لكن العزوف عن التعلّم أصاب الكثيرين ، لأسباب اقتصادية وأحياناً بتشجيع من الأهل أنفسهم. كثيرات من صديقاتي ممن أحرزن نتائج باهرة في امتحانات الشهادة تحولن إلى عاملات سنترال أو نادلات في كافيتريات السوق العربي .. أو تزوجن بعضاً من قطط الخليج " المرطبين " . وحده منظر طلبة الابتدائي يمزق القلب . وقتهم يتوزع بين الدراسة الشحيحة وبين العمل . يشتغلون كعمال بناء لتشييد منازل المغتربين ذات الطوابق .. أو يمتطون عربات الماء التي تجرها الحمير الجربانة ويفرقون ماء الشرب والغسيل على منازل الفقراء .. ومنازلهم .
    المعلمون بلا هيبة . العوز حوّلهم إلى كائنات متنكرة لمهنة الأنبياء . يلزمون الطلاب الصغار على دفع "المعلوم" قبل أن تبدأ الحصة الصباحية التي حوّلوها بقدرة قادر إلى درس مسائي . اللي ما يدفع يطلع بره !!
    أحياء المرابيع والنصر والأندلس والزهور وبعض المربعات الجديدة تعيش في وضع اقتصادي فيه شيء من البحبوحة . لذلك لا تشعرين بتذمرهم . وأحياناً لا تشعرين حتى بوجودهم . الطبقية سمة أساسية في زمن كوستي مع الإنقاذ .

    ومع هذا يا إشراقة . مع كل هذه الآلام يتعايش الجميع بانتظار النهاية الغامضة . النهاية التي لا أفق يبشر بحدوثها ولا عرّافة تشجّعت وكذبت علينا بقدومها . لقد تغيّرت أنماط كثيرة في المجتمع ــ وبالمناسبة هذا الكلام عن كوستي يمكن أن ينسحب على مجمل المدن ــ . الدولة التي رفعت راية الدين وبشّرت بإكمال مكارم الأخلاق تسببت ، من حيث تدري أو لا تدري ، في إرباك تديننا وموت تقاليدنا . طفتْ تصرفات عجيبة لم تحصل في السودان حتى عندما كان علمانياً ونصف ملحد .تستغربين حدوثها في زمن يقال إن الحكم فيه هو شرع الله !! المزاج العكر هو الغالب حتى في الدردشة وكلام الحب . الحب ؟ يا إلهي . صعب الكلام عن الحب وفق هذه الأجواء التي كسدت فيها العواطف . صديقاتي يستغربن استطاعتي أن أصمد كل هذا الوقت في حب رجل واحد : " وكمان منتظراه يا غبيانة " يقلن لي .
    أعذريني يا إشراقة على كل هذا الذي قلته في هذا الحيز .. وصدقي أنني أحببتك جدا. أحببت صراحتك الجريئة البليغة . وكنت أريد أن أكتب كلاماً خصوصياً لكِ .. لكني لا أدري كيف انجرفتُ إلى العموميات ! المهم .. هناك عدد كبير من اليافعين الذين سألتيني عنهم ، ما يزالون تلاميذاً نجباء للمعلم محمود درويش .. إنهم يرفعون ــ ويلتزمون كذلك ــ لافتته الرهيبة التي هي :
    ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا
    أنا معهم ، كذلك .. أحب الحياة إذا ما استطعت إليها سبيلا . وأحب كوستي التي هي بالنسبة لي : قصيدة الغياب المستحيل . إنها القصيدة التي تستيقظُ وتنامُ وتموتُ وتحيا ولا تنتهي .. ولا تنتهي معها كوستي !





    ميرفت نصر الدين ـ كوستي







    ------

    نشرت فى سودانايل فى 2003
                  

العنوان الكاتب Date
إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-16-08, 03:35 PM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها عبدالله وداعه الامين12-16-08, 03:47 PM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-16-08, 03:52 PM
      Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها عبد المنعم ابراهيم الحاج12-16-08, 05:32 PM
        Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها خالد أحمد بابكر12-16-08, 06:08 PM
          Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها خالد أحمد بابكر12-16-08, 06:21 PM
            Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-17-08, 09:28 AM
        Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-16-08, 08:02 PM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-16-08, 07:20 PM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Masoud12-16-08, 06:51 PM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها emad altaib12-16-08, 09:58 PM
      Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها الطيب شيقوق12-16-08, 10:21 PM
        Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-19-08, 08:44 AM
      Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-18-08, 10:11 AM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-17-08, 09:54 AM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها شمس الدين ساتى12-17-08, 06:08 AM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-19-08, 06:05 PM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها مجاهد عبدالله12-17-08, 08:14 AM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-17-08, 08:26 AM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها مجاهد عبدالله12-17-08, 08:37 AM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-17-08, 09:53 AM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها abookyassarra12-17-08, 10:49 AM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها خالد أحمد بابكر12-17-08, 11:28 AM
      Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها خالد أحمد بابكر12-17-08, 11:39 AM
        Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-17-08, 09:11 PM
          Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-17-08, 11:05 PM
            Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها السر عبدالله12-18-08, 01:52 AM
              Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-21-08, 11:09 AM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-23-08, 10:47 AM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها مجاهد عبدالله12-18-08, 04:09 AM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها محمد فضل الله المكى12-18-08, 09:17 AM
      Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-18-08, 09:58 AM
        Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-18-08, 10:00 AM
          Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها محمد فضل الله المكى12-18-08, 04:21 PM
            Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها خالد أحمد بابكر12-18-08, 05:22 PM
              Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-18-08, 05:41 PM
            Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-18-08, 05:37 PM
              Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Kostawi12-21-08, 08:55 AM
                Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-21-08, 12:45 PM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-21-08, 11:29 AM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها ياسر الامير ابوجكة12-18-08, 07:31 PM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-21-08, 12:42 PM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها شمس الدين ساتى12-20-08, 05:59 AM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-20-08, 02:18 PM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Salwa Seyam12-21-08, 10:46 AM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها ابو جهينة12-21-08, 10:57 AM
      Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-23-08, 11:00 AM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها خالد أحمد بابكر12-21-08, 12:22 PM
      Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها خالد أحمد بابكر12-21-08, 12:31 PM
        Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها خالد أحمد بابكر12-21-08, 01:23 PM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-22-08, 09:27 AM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها ناهد بشير الطيب12-21-08, 01:43 PM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها محمد فضل الله المكى12-21-08, 02:47 PM
      Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها بدر الدين الأمير12-21-08, 04:59 PM
        Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها عبدالكريم الامين احمد12-21-08, 05:34 PM
          Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-23-08, 11:23 AM
        Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-23-08, 11:07 AM
      Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-23-08, 10:52 AM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-23-08, 10:21 AM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها شمس الدين ساتى12-22-08, 07:16 AM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها جعفر محي الدين12-22-08, 08:32 AM
      Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-22-08, 09:17 AM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها salah awad allah12-22-08, 12:09 PM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-22-08, 12:14 PM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-23-08, 11:34 AM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها salah awad allah12-22-08, 12:29 PM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها جعفر محي الدين12-22-08, 12:59 PM
      Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها السر عبدالله12-22-08, 05:13 PM
        Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-25-08, 04:03 PM
      Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-23-08, 11:41 AM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها شمس الدين ساتى12-23-08, 06:01 AM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها إسماعيل وراق12-23-08, 06:24 AM
      Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها عبدالغني كرم الله12-23-08, 06:34 AM
        Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-26-08, 12:10 PM
      Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-26-08, 12:02 PM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-27-08, 09:40 PM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها مجاهد عبدالله12-23-08, 07:43 AM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-28-08, 11:17 AM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها خضر حسين خليل12-23-08, 10:31 AM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-28-08, 11:20 AM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها فيصل عباس12-23-08, 11:39 AM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-23-08, 12:05 PM
      Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-23-08, 12:27 PM
        Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-23-08, 02:14 PM
          Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-23-08, 04:30 PM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها شمس الدين ساتى12-24-08, 06:03 AM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-28-08, 11:25 AM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها salah awad allah12-24-08, 09:49 AM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها النذير بيرو12-24-08, 10:25 AM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-24-08, 12:59 PM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-28-08, 11:28 AM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها ناهد بشير الطيب12-24-08, 06:52 PM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها osama elkhawad12-24-08, 07:30 PM
      Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-25-08, 09:43 AM
        Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها خالد أحمد بابكر12-25-08, 04:43 PM
          Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-26-08, 11:03 AM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-28-08, 11:35 AM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها salah awad allah12-26-08, 12:26 PM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-27-08, 12:12 PM
  Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Hassan M Saeed12-26-08, 12:27 PM
    Re: إلى حبيبتى كوستى فى مئوية شجونها Ishraga Mustafa12-26-08, 07:42 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de