|
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل (Re: Ishraga Mustafa)
|
Quote: لإشراقة مصطفي في فوانيس عمرها : أنهار من التحايا
فانوس أول :
كان تعارفنا يومها بسيطاً وودوداً حكيت لها عن إحباطي العظيم وعن خيبات العمر خيبةً خيبة فوجدتها صامدةً صمود الأولين . يومها كان السودان بغرسه الواحد والخمسون يعاني ما يعاني من ويلات الإحتراب والتشتت حتي غدا أشبه بدويلات صغيرة تري ولا تري بالعين المجردة ضاقت أراضيه الشاسعة وصارت بالتالي عباة عن ( حربة وطلقة ومدية) فطارت عصافير البلاد ليعشعش البوم ويلعلع الرصاص في أرضنا السمراء ليغني يومها الغراب أغنية الدم . في يناير السادس والخمسون من ألف وتسعمائة للميلاد لم يدر بخلد أكثر مواطني بلادنا تشاؤماً أن يمتد بهم العمر ليرو ما يحدث غير أن لأذناب الانجليز رأي آخر بسلوكهم الفج العقيم ومن ثم جلسوا شاخصين أبصارهم ليروا وطننا الواحد الذي كان . في السادس والخمسون كان السودان يومها وسيماً مترامي الاطراف حسب ما أفادنا بذلك تاريخنا الوطني يومها كان نعوم شقير تلميذاً في شعبة التاريخ وشعبنا كان المعلم . والسودانيون أظنهم جميعاً أخوان بالرضاعة فتناسلو وتناسلو وملأو الأرض بسمرة ليس لها مثيل . رضعوا من نيل البلاد الجسارة قبل النضارة ومن شطريه الثبات فإستحقوا عن جدارة خير أمة أخرجت للأرض وغبار نضالاتهم علي الجباه الشم ترسم أجمل لوحة لو قدر لها أن تمر بخيال دافنشي لتنازل بطيب خاطر عن إبتسامة الموناليزا وسحرها وبياض نيتها ليرسمنا حينها شعباً كادحاً ونيل عظيم .
فانوس ثاني :
لي صديق عزيز بسيطة هي أحلامه نبيلة هي أمانيه كان يحلم بوطن حر وشعب سعيد مثله مثل الكثيرين من سليمي الوجدان كريم الخصال يسير في طرقات الخرطوم من أقصاها لأقصاها ينشدها عملاً كريماً يقيه شر الليالي اللئيمة فترت عزيمته وصار مؤمناً بأن لاحوجة له ببلاد بهيك مواصفات علي الإطلاق . كان يحلم بالتغيير والأن يهم بالرحيل حدثني قبيل أيام في رسالة مقتضبة بأن أمدرمان تلك المدينة التي أحببناها سوياً ومشينا في دروبها الكتف بالكتف . . يقول أنها ماعادت كسابقها يمر في شوارعها كالغرباء ومن أسواقها يمر مرور الكرام حتي الشهداء أضحت ولكأن لا شهداء فيها ولا يحزنون . وفي أيامنا تلك كانت لأمدرمان مذاقها كما لوجوه خلقها سمات وصفات إختصهم بها الله عن سائر مخلوقاته . في (الرومي) تدفق شبابنا وفي أبوروف ملماتنا كانت وفي مرزوق ليالي أنسنا وفي أنحاء الثورات نضالاتنا هي أمدرمان سابقئذ ذكريات لا تهرم وأيامنا في تلك النواحي مابين شارع الاربعين والعشرين حيث القصر بنكهة نهارات أبوعركي البخيت التي لم تكن لتنضب وأذن الآذان وحنصليك ياصبح الخلاص حاضر وحبيبات أنيقات ميسرات مفصلات علي مقاسنا نلبسهن ويلبسوننا أحلاماً تمشي حالمات يومها لا يرين الا حاضرهن يومها لم يفتتن بعد بداء المستقبل . كن كزهرات اللوتس ونوريق البرسيم بحلمهن الأبيض والقلب يومها غض غض وحوش الخليفة يحتضن المصلين ككحضن أم غاب عنها بكرها ليجيئها ساعة حلم والأنصار بأذيائهم الملونة وجبب الدراويش يستحضرون أياماً غدت وفرسان لم يغيبوا عن خاطر الوطن لحظةً وساعة المجلس البلدي تعلن عن تمام الساعة لممارسة الوجد الأبدي فتلك كانت أمدرمان ساعتئذ . فأرحل ياصديقي .
فانوس ثالث :
للقري النائحة البعيدة :
عله يضيئ الطريق .... وهذا ظلام لم يكن بأيدينا موحشة ليالي الغربة وأنا أجلس قبالة جهاز التسجيل يخرج من بين مساماته صوت بلادي ولا شئ حولي غير الليل وكأس ماله ثان أبتلعه ولكأن اللعنة تطاردني فأبتسم وأداري دموعي بكبرياء لو نهض لقتلني من قهره . الآن تحضرك الحبيبات من خننا ومن سوف الآن تحضرك الشوارع وشبابيك القري المطمئنة ذات الأخشاب الوسيمة بألوانها البسيطة الساحرة وأبواب مفتوحة ماعادت تفتح قلبها لتحضن القادمين وأبناء السبيل الآن تحضرك دفْء عائلتك الصغيرة بحضورهم الجميل والداً ووالدة وإخوان وإخوات وحبيب يدق علي باب القلب عله يفتح تلك قرانا (أخيتي) وتلك بلادنا التي هجرناها ساعة ضيق فتأملينا .
فانوس رابع :
بغرض ما يجري في سوق السياسة السودانية :
يقال في الأثر ياصديقتي أن ياجوج وماجوج سيبتلعان بحيرة طبرية أوانها سيجف الكلأ وسيشيب رأس الملأ من هول ما سيرونه من عجائب . فما بال بلادنا جفت مراعيها ومابال نيلنا أصبح فاتر العزم لا يهدينا سوي الموت . وفي البال يآجيجنا ومآجيجنا من أصحاب اليمين .... شربو بلادنا شربةً ما بعدها ظمأ وأكلو خيراتها ونهبوا ثرواتها ثم أشعلوها حرائق ما بعدها نار الا يوم لا ظل الا ظله . غريبون أؤلئك الذين لا أحد يعلم حتي تاريخه فكرتهم في الدنيا . فلكم محق أديبنا وهو يرمي مقولته الذكية (من أين أتو هؤلاء) من وين جوا ؟ بلاد لا شئ فيها غير الذكريات وأنهار التضحيات من لدن المهدي حتي آوسم الشهداء عبرونا الي الضفة الأخري لا برصاص الانجليز بل بسوآات من نظهم بني جلدتنا في عتمة الليالي ووحشة الزنازين وتلك مأساة بلادي .
............
الانجليز أذنابها في وكم وأربعين موياتها جات
(حميد) |
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | Ishraga Mustafa | 10-20-07, 12:35 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | Ishraga Mustafa | 10-20-07, 01:15 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | Ishraga Mustafa | 10-20-07, 06:01 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | kamalabas | 10-22-07, 01:07 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | خضر حسين خليل | 10-20-07, 06:06 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | Ishraga Mustafa | 10-20-07, 06:24 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | Ishraga Mustafa | 10-20-07, 07:40 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | Ishraga Mustafa | 10-21-07, 10:36 AM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | Mustafa Mahmoud | 10-21-07, 10:38 AM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | Ishraga Mustafa | 10-21-07, 10:52 AM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | نهال الطيب | 10-21-07, 11:51 AM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | Ishraga Mustafa | 10-21-07, 11:57 AM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | الرفاعي عبدالعاطي حجر | 10-21-07, 03:36 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | Mustafa Mahmoud | 10-21-07, 04:09 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | خضر حسين خليل | 10-21-07, 05:47 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | Ishraga Mustafa | 10-21-07, 08:58 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | HAYDER GASIM | 10-22-07, 01:15 AM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | محمد عبدالغنى سابل | 10-22-07, 01:23 AM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | kamalabas | 10-22-07, 02:45 AM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | شبشة | 10-22-07, 07:47 AM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | خضر حسين خليل | 10-23-07, 03:38 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | خضر حسين خليل | 10-23-07, 03:15 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | Ishraga Mustafa | 10-23-07, 03:34 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | خضر حسين خليل | 10-23-07, 07:18 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | Ishraga Mustafa | 10-25-07, 06:50 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | Ishraga Mustafa | 10-25-07, 07:02 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | خضر حسين خليل | 10-26-07, 03:27 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | خضر حسين خليل | 10-30-07, 05:48 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | خضر حسين خليل | 10-30-07, 05:58 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | خضر حسين خليل | 10-30-07, 06:04 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | خضر حسين خليل | 11-04-07, 04:45 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | Ishraga Mustafa | 11-04-07, 04:54 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | خضر حسين خليل | 11-04-07, 05:15 PM |
Re: اوجاع وأجيال: حوار الذات والآخر.. الى خدر حسين خليل | محمد عبدالغنى سابل | 11-13-07, 08:21 PM |
|
|
|