|
Re: صهوة النار.......... (Re: انور الطيب)
|
الاخ أنور
رمضان كريم
Quote: والشعر كما قيل نهر لا تنزل فيه مرتين وأقول نار تستعر أبد الآبدين.......... |
فلتستعر اذن هذه النار ولتسرقنى او اسرقها لتبقى صهوتها التى لفحت روحى بغربة شجية
وشكرا على مداخلتك الضافية لقد قرأت اللنك الذى ارفقته واستمتعت بفكرته العميقة
Quote: دومينيك دوفيلبان، مؤلف هذا الكتاب هو وزير خارجية فرنسا الحالي لكنه قبل هذا شاعر وكاتب من مواليد عام 1953 في مدينة الرباط بالمغرب له عدة مؤلفات من بينها: «احاديث المنفى» و«الايام المئة» و«صرخة المزراب» الذي كان قد اصدره قبل هذا العمل الاخير وتعرض فيه المؤلف لتاريخ فرنسا قدمه «بيان الكتب». اذا كان دومينيك دوفيلبان رجل سياسة لامع واحد الساسة الذين برزوا على المسرح السياسي الدولي اثناء الازمة التي سبقت قيام الحرب الاخيرة في العراق.. فان «هواه» الحقيقي ليس السياسة وانما «الشعر» وليس ادل على ذلك من هذا الكتاب، في مديح سارقي النار الذي يفوق عدد صفحاته الستمئة صفحة والكرسي للشعر والشعراء وفي فرنسا قديما وحديثا لقد انجز هذا العمل الضخم وهو يهتم بأكثر القضايا راهنية في عالمنا اليوم.عبارة «سارق النار» مأخوذة من احدى الرسائل التي كان الشاعر الفرنسي الكبير «ارثر رامبو» قد كتبها لاحد اصدقائه بتاريخ 15 مايو 1871 لكن مشروع كتابة هذا العمل تعود الى سنوات الطفولة كما يؤكد المؤلف في تقديمه له ولقد تبنى تلك المقولة التي نطق بها صاحب «الاشراقات» في قصيدته «السفينة السكرى» والتي يؤكد فيها على «تغيير العالم» بواسطة الشعر وهذا في وقت اصبحت فيه لغة الشعر غريبة بينما تسود لغة الرقم والمادة ثم ان لغة الدبلوماسية قد فشلت في وقف الالة الحربية التي خربت العراق في مواجهة هذا الواقع المرير لتفتح اذن بابا صغيرا للحلم عبر الشعر. ان اسماء كبيرة ملأت فضاء الشعر يعود القاريء اليها اليوم مع دومينيك دوفيلبان وليس اقلها شهرة ارثر رامبو وسان جون بيرس ورونيه شار، وشارل بودلير، وسان جون بيرس وبول كلوديل وغيرهم.. ولعل التعاطف الذي يبديه المؤلف حيال «سان جون بيرس» ليس بعيدا عن «الرابطة الدبلوماسية» والامر نفسه بالنسبة لبول كلوديل وبول موران.. ان هؤلاء جميعا قد اهتموا بالعمل الدبلوماسي وكتبوا الشعر بين مهمتين وبكل الاحوال من المعروف بان العديد من الدبلوماسيين الفرنسيين يكتبون تقاريرهم بشكل رومانسي هذا وكان الجنرال شارل ديغول نفسه قد ترك «مذكراته» في كتاب لايزال العديد من النقاد يعتبرونه بمثابة رائعة ادبية. «دومينيك دو فيلبان» هو من هذا النوع من الدبلوماسيين الشعراء لكنه يقدم في هذا العمل الدليل على عمق قراءاته الشعرية بكل ما يعنيه الشعر من رغبة في تدمير العالم الى التغني بجمال هذا العالم وضمن هذا الاطار يؤكد المؤلف ـ الوزير ـ الشاعر بانه ينبغي ان يعاد للشعر مكانته وبما في ذلك على صعيد تعليمه في المدارس حيث انه غدا اليوم «على هامش» الاهتمامات التعليمية الحقيقية.. تجدر الاشارة هنا الى ان النظام التربوي في فرنسا يشكل اليوم احدى المسائل الرئيسية المطروحة للنقاش. لقد اراد دومينيك دوفيلبان ان يعطي لـ «الكلمات» قوة الحياة على مبدأ انه «في البدء كان الكلمة» وانه ينبغي دائما ان نترك للكلمة حريتها دون قيود او تحديدات يقول عن رؤيته للعمل الذي قام به عن الشعر والشعراء: «بعيدا عن التعلق بمدرسة او بشاعر وبفترة او اطار آخر، يسعى هذا المديح ـ عنوان الكتاب ـ كي يكون تعبيرا عن كل المغامرات انه يلج الطرق المتنوعة من ثم الضوء وحتى وريد العتمة» لكن الشعراء وبكل حالاتهم واينما نقبوا عن كلماتهم في ضوء الشمس او في اسرار الظلام تدفعهم جميعا «رغبة الحد من الظلام» ان «نارهم» لا تحرق وانما تضيء وبكل الحالات يعلن المؤلف منذ البداية بان الشعراء هم بمثابة «الوطن» الذي ينتمي اليه يقول: «ان لغة شعراء فرنسا كانت وطني الاول وطني الاصيل» تبقى الفضيلة الاكبر للشعراء انهم يفتحون آفاقا جديدة لم يطأها احد. ما يؤكده المؤلف منذ الفصل الاول في هذا الكتاب والذي يحمل عنوان «الصرخة الاولى» هو انه لا يرى في الشعراء الذين يكيل لهم «المديح» ليسوا ابدا مجرد رموز لماض تجمد واصبح مأواه المقابر او رفوف المكاتب، وانما هم بشر لايزالون يشاركون عبر كلماتهم وما تحتويه لغتهم من طاقة وحيوية في فتح ابواب المستقبل، «لقد اختار كل منهم ارضه، وسماءه من اجل ان يتابع مسيرته فينا بقوة صورة عابرة وزهرة متفتحة وخلجة روح».. كما يقول المؤلف ثم يضيف في موقع آخر عن تعريفه لوظيفة الشعر: «اذا كان الشعر يعلمنا كيف نصغي لما حولنا ونفتح الابواب والنوافذ في اعماقنا كما على العالم الخارجي فإنه بذلك يحضرنا بكل بساطة كي نعيش ونموت وكيف نمضي مسلحين بوعي حاد نحو الجهة الاخرى من المرآة». والشعر كما يراه دومينيك دوفيلبان لا يخضع لقوانين الواقع بل انه يجنح بالاحرى نحو تقليد الحلم وهنا يذكرنا المؤلف بأن افلاطون اراد ان يطرد الشعراء من المدينة ومن جمهوريته الفاضلة، ولكن الحلم هو وحده الذي لا يمكن ان يموت وبنفس الوقت هو قادر على ان يعطي للحياة معناها. انه لغة القلب التي تعرف كيف تسبر اغوار النفس الانسانية وخباياها ويمكن بالتالي من خلال هذا الموقع بالتحديد ان يكون وسيلة للوقوف في وجه السلطة ولا يتردد المؤلف في القول بأن «بيته شعر لرامبو» يمكن ان يتسنى جميع الحدود ويفتح الانظار نحو سماءات اخرى. كما ان الشاعر يبقي مسكونا بنوع من التمرد الغريزي كذلك ينقل المؤلف عن الشاعر سان جون بيرس رأيا كان قد اصدره حول الشاعر جورج شحادة واعتبر فيه بأن الشعر قادر على اختراق الحدود وهذا ما يتماشى ايضا مع تعريف آخر له قال فيه بأن الشعر هو فعل وهوى وقوة وتجدد دائم يزيح الحدود وبهذا المعنى يصطدم الشاعر دائما بنظام العالم القائم لانه يرفض الانصياع الاعمى للقواعد مفضلا اختيار الدروب المعترضة ومتبنيا الحالات الهامشية او المتطرفة اي لما يعطي الاولوية للانفعال والهوى والحماس ايها الشعر انك تقودنا نحو جوهر العالم. ينقل المؤلف عن الشاعرة اندريه شديد وهذا ليس سوى مثال واحد بين كم كبير من الامثلة لبورخيس ورونيه شار وآرثر رامبو ولوثر يامون وغيرهم وضمن نفس السياق الابداعي يؤكد المؤلف على تحالفات الشعر والموسيقى اللذين يلتقيان في رفقة معطاءة حسب تعبير للشاعر رونيه شار وهنا يؤكد دومينيك دوفيلبان ايضا على تصالح الجسد والروح في الكلمة وعبر قنوات الاصوات الداخلية كما جاء في عنوان احد فصول هذا الكتاب هذه الاصوات الداخلية التي يجد احد افضل تعبيراتها لدى الشاعر ارثر رامبو في القارب الثمل. ولا يرى المؤلف في مغامرة الشعر مجرد عملية توليف بين الشاعر والكلمات في اطار ابداعي ان الشعر هو باستمرار ايضا نداء للذات وللآخر وللاخر في الذات وينقل عن الشاعر بول ايلور قوله: «اصغ لكلامك كي تتحدث مع الآخرين. واذا اجبت على ما تقول فالآخرون هم الذين يسمعون. فتحت الشمس في اعلى السماء حيث تتحرر من ظلك تصبح وحدك كل الناس وتغدو حقيقتك لا نهائية». واذا كان دومينيك دوفيلبان يؤكد على كونية «يونيفرسال» الشعر والشعراء فإنه يركز في كتابه على ما يسميه بالعبقرية الشعرية الفرنسية وعلى تفردها وحيويتها. وذلك في جدل مستمر بين المعرفة والحدس وبين الحلم والعمل وبعد فترة الجمود التي شهدها العصر الوسيط عرف الشعر في فرنسا اندفاعة جديدة في ظل عصر النهضة وذلك مع اطلالة ملامح عالم جديد ويشكل دوبيللي ورونسار وماليرب عدة محطات اساسية في هذا السياق ثم بروز شعراء اخرين في المراحل اللاحقة وصولا حتى العصر الحديث ان الشيء الاساسي الذي يبحث عنه مؤلف هذا الكتاب لدى ركب الشعراء الذين يقرأهم انما يتمثل في سبر اغوار كلماتهم من اجل استكشاف ما كانوا يحلمون به كبشر عاشوا في عصر له معطياته ومحدداته وحيث كان الشعر باستمرار بمثابة جوهر عاصف حسب تعبير لويس اراغون. كتاب عن الشعر والشعراء المشاهير منهم والاقل شهرة. الفرنسيون منهم وغير الفرنسيين بكل الاحوال انه يتحدث عنهم جميعا من موقعه كواحد منهم وحيث كان قد ولج عالمهم منذ تلك الفترة البعيدة التي كانت فيها والدته تعطيه كماً كبيراً من قصاصات الورق التي تحمل بعض الابيات لهذا الشاعر او ذاك هكذا غدا الانتماء للشعر لديه بمثابة نوع من الانتماء الى الوطن. لقد اصبحت الكلمات بمثابة ذلك الحبل السري، الذي لا ينقطع مع الأم ـ الوطن والشعر هو «الكلمات التي تنقذ» ويبدو بوضوح عبر سطور هذا العمل ان الشعر هو مكان الاستراحة الذي يلجأ اليه الوزير ـ الشاعر عندما تضغط عليه هموم العمل او القرارات الدولية او الاميركية التي تذهب في اتجاه يراه مخالفا لما يؤمن به على صعيد العلاقات الدولية ومستقبل العالم. ويبقى الشعراء بالنسبة لدومينيك دوفيلبان هم الحلفاء الذين ينبغي ان نثق به دائما من اجل العمل على تغيير العالم وجعله اقرب لاحلامنا وكيف نعرف ان نتحدث جميعا بلغة القلب والحب انهم بمثابة اشعة النور المنبثقة من خضم الفوضى. الشعر ـ العالم في مواجهة العالم ـ العولمة ولغة الحب في مواجهة لغة الحرب والدعوة للحوار بين الثقافات وأشعار ادونيس ومحمود درويش ومحمد بنيس وسان جون بيرس وغيرهم وليس الدعوة لتصادمها. باختصار لنجعل العالم اكثر جمالا بواسطة الشعر هذا ما يريد ان يقوله لنا الوزير ـ الشاعر او بالاحرى الشاعر الوزير.
تأليف: دومينيك دوفيلبان الناشر: غاليمار ـ باريس 2003
E loge des voleurs de feu dominique de villepin Gallimard - Paris 2003
|
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
صهوة النار.......... | Ishraga Mustafa | 08-30-07, 00:22 AM |
Re: صهوة النار.......... | Maha Bashir | 08-30-07, 00:31 AM |
Re: صهوة النار.......... | Emad Abdulla | 08-30-07, 00:45 AM |
Re: صهوة النار.......... | Ishraga Mustafa | 08-30-07, 12:47 PM |
Re: صهوة النار.......... | Ishraga Mustafa | 08-30-07, 01:06 AM |
Re: صهوة النار.......... | Saifeldin Gibreel | 08-30-07, 01:16 AM |
Re: صهوة النار.......... | Ishraga Mustafa | 08-31-07, 12:55 PM |
Re: صهوة النار.......... | معتصم الطاهر | 08-31-07, 02:27 PM |
Re: صهوة النار.......... | خطاب حسن احمد | 08-31-07, 03:48 PM |
Re: صهوة النار.......... | خطاب حسن احمد | 08-31-07, 03:48 PM |
Re: صهوة النار.......... | Ishraga Mustafa | 09-02-07, 04:34 PM |
Re: صهوة النار.......... | Ishraga Mustafa | 08-31-07, 06:18 PM |
Re: صهوة النار.......... | Ishraga Mustafa | 09-03-07, 11:15 AM |
Re: صهوة النار.......... | Ishraga Mustafa | 09-08-07, 09:43 PM |
Re: صهوة النار.......... | bent-elassied | 09-09-07, 02:01 AM |
Re: صهوة النار.......... | Ishraga Mustafa | 09-09-07, 11:17 AM |
Re: صهوة النار.......... | عبدالكريم الامين احمد | 09-09-07, 12:36 PM |
Re: صهوة النار.......... | Bannaga ELias | 09-09-07, 02:26 PM |
Re: صهوة النار.......... | Ishraga Mustafa | 09-10-07, 09:31 AM |
Re: صهوة النار.......... | Ishraga Mustafa | 09-10-07, 09:15 AM |
Re: صهوة النار.......... | د.محمد حسن | 09-10-07, 09:59 AM |
Re: صهوة النار.......... | Ishraga Mustafa | 09-14-07, 07:36 AM |
Re: صهوة النار.......... | Adil Osman | 09-14-07, 03:08 PM |
Re: صهوة النار.......... | Ishraga Mustafa | 09-15-07, 09:24 PM |
Re: صهوة النار.......... | انور الطيب | 09-15-07, 09:34 PM |
Re: صهوة النار.......... | نهال الطيب | 09-15-07, 09:48 PM |
Re: صهوة النار.......... | خالد علي محجوب المنسي | 09-15-07, 09:57 PM |
Re: صهوة النار.......... | Ishraga Mustafa | 09-16-07, 09:49 PM |
Re: صهوة النار.......... | Ishraga Mustafa | 09-16-07, 09:46 PM |
Re: صهوة النار.......... | Ishraga Mustafa | 09-15-07, 10:04 PM |
Re: صهوة النار.......... | ابو جهينة | 09-16-07, 09:02 AM |
Re: صهوة النار.......... | Ishraga Mustafa | 09-17-07, 08:02 AM |
Re: صهوة النار.......... | زوربا | 09-16-07, 11:51 PM |
Re: صهوة النار.......... | Tagelsir Elmelik | 09-16-07, 11:58 PM |
Re: صهوة النار.......... | Ishraga Mustafa | 09-17-07, 08:13 AM |
Re: صهوة النار.......... | Ishraga Mustafa | 09-17-07, 08:08 AM |
Re: صهوة النار.......... | غادة عبدالعزيز خالد | 09-17-07, 08:10 AM |
|
|
|