|
مونودراما (Re: mohmmed said ahmed)
|
مع اقتراب انتهاء الدورة الثالثة لمهرجان الفجيرة للمونودراما عرض "واحد.. منا" يتألق و"البلغاري" تجسيد للأوضاع الاجتماعية الفجيرة السيد حسن:
صفق الجمهور كثيراً للعرضين التونسي “واحد.. منا” والبلغاري “الحياة في صناديق الورق المقوى” ووصف عدد من النقاد المسرحيين العرض التونسي بأنه رائع ويعد أفضل العروض المسرحية العربية التي قدمت حتى الآن في مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما.
يتناول العرض التونسي “واحد.. منا” تأليف محسن بن نفيسة وإخراج منير العرقي وتمثيل جعفر القاسمي شخصاً دفعته المصادفة ليصبح إنسانا مشهوراً.. يروي لنا ما جرى له يوم الامتحان وبغاية الدقة يصف شخوصه: الأهل.. الخلان.. ومن بينهم أسيرة قلبه.. إنه هو.. أنت وأنا.. إنه نحن يجسدنا بطرافة أنه الآخر حين يلمح له بشراسة يرسم أحلامنا ويصور أفراحنا وأتراحنا ناقداً ساخراً منا ومن نفسه ومن الواقع.. حكيم.
استطاع المخرج منير العرقي برؤية إخراجية واضحة وجيدة أن يستغل براعة وإمكانات الممثل جعفر القاسمي الهائلة ويوظفها على خشبة المسرح في تجسيد عدد من الشخصيات المتباينة والمتقلبة وذات المشاعر المتصارعة.
وعبر عدد من نقاد المسرح المونودرامي في الندوة التطبيقية الأولى التي عقدت عقب العرض في بيت المونودراما بدبا الفجيرة وترأسها منقذ السريع (مسرحي) وبحضور المخرج محمد منير العرقي والممثل جعفر القاسمي، وسادت أجواء حميمية بين المخرج والممثل من جهة والجمهور والنقاد من جهة أخرى، وقال عبدالعزيز السريع: كل العروض العربية وغير العربية التي قدمت في المهرجان جميلة ولكل مخرج ومؤلف وجهة نظر معينة أراد أن يبرزها بطريقته الخاصة.
وأضاف السريع أن هذا العرض التونسي “واحد.. منا” تم عرضه في تونس مرات عدة وكانت مدة عرض هذا العمل المونودرامي ساعتين ونصف الساعة تقريباً تم اختصارها بشكل كبير حتى وصلت مدتها على خشبة المسرح إلى حوالي ساعة وخمس عشرة دقيقة بحد أقصى.
وقال الكاتب الصحافي حسام عبدالهادي من مجلة “روز اليوسف” القاهرية: هذا العرض في الواقع أسعدنا جداً.. ويمكنني أن أقول بمنتهى الصراحة والوضوح وبموضوعية شديدة إن العرض التونسي هو العرض العربي الوحيد الذي تفوق على كل العروض الأجنبية التي قدمت في المهرجان حتى الآن بما فيها العرض الانجليزي “شابلن” والياباني “من أنا” والأوكراني “ريتشارد اند ريتشارد” حتى العرض البلغاري الذي عرض قبل هذا العرض وهو “الحياة في صناديق الورق المقوى”. وأضاف قائلاً: هذا الممثل الذي قدم عرض “واحد.. منا” يمتلك أدواته بشكل ممتاز جداً والإحساس لديه امتزج بقوة الأداء ليقدما عرضاً رائعاً.. ولعل اختزال مدة العرض إلى النصف تقريباً أمر بالغ الصعوبة ويحتاج إلى عبقرية مسرحية تأليفاً وإخراجاً وتمثيلاً. واستطاع الفنان جعفر القاسمي أن يقدم لنا على خشبة المسرح اثنتي عشرة شخصية لها شكل ومضمون مختلف. ونجح في التنقل بين هذه الشخصيات جميعها باقتدار شديد من دون أن يخونه شعوره وأحاسيسه في أي شخصية يقدمها.
ومن جانبه قدم الدكتور حسن علي هادف (أكاديمي مسرحي) مداخلة تساءل فيها عن جنس هذا العمل وهل هو عمل مسرحي مونودرامي حقاً أم أنه ينتمي إلى عالم “وان مان شو”؟ أعتقد أن هناك تداخلاً كبيراً بين الشيئين.
وأضاف: لقد نجح المخرج منير العرقي في توظيف مهارات الممثل جعفر القاسمي بشكل جيد في النصف المونودرامي.. وظهر هذا واضحاً في التحولات الشخصية بسرعة وبأداء محكم.. لقد حاول أن يمزج بين المونودراما وعرض الرجل الواحد. أما المخرج والمؤلف المسرحي عزيز خيون فقال: هذا العرض الجميل هو نتاج جهد للممثل الذي أعطى الحياة للعرض بحركته وصوته وجسده على خشبة المسرح، وأنا شخصياً أخشى كثيراً على هذه العروض لأنها تحمل سلاحاً ذا حدين، وقد استطاع المخرج برؤية إخراجية بديعة مع الممثل أن يقدما عملاً جماهيرياً من دون إسفاف من خلال امكانات الممثل الذي جعلنا نتواصل بشكل كبير وخلق من خشبة المسرح الصماء مجالاً حيوياً للحياة.
العرض البلغاري
وقدمت بلغاريا عرضها المسرحي “الحياة في صناديق الورق المقوى” تأليف ايفان كوليكوف وإخراج نيفينا ميتيفا وتمثيل نيكولاي أروموف.. وفكرة العرض المسرحي البلغاري عبارة عن قصة قد تحدث في أي مكان في العالم ولأي شخص كائناً من كان وأينما كان حيث شاهدنا الساعات الأخيرة من حياة مهندس سابق أعزب وحيد مشرد وعاطل عن العمل.. وهو شخص حساس وعطوف وذكي وموهوب ورغم كل الإمكانات الشخصية لا يستطيع هذا الشخص التكيف مع زمنه العصيب الذي يعيش فيه.. فقرر العيش في صندوق ثلاجة مصنوع من الورق المقوى قرب حاوية قمامة حيث يتألف عالمه من النفايات التي يرميها الناس.
وهناك في القمامة يجد دمية ممزقة تصير وسيلة لتفريغ طاقته ويثور ويغضب ضد جميع الأشياء التي كتمها وأبقاها سراً في داخله لفترة زمنية طويلة حيث لم يكترث أي شخص لآرائه.. فراح يغني ويرقص.
وعقدت ندوة تطبيقية أدارتها نايلة عبدالخالق (باحثة مسرحية) بحضور مؤلف ومخرج وممثل العرض، وقالت نايلة عبدالخالق العمل يثير الشهية للحديث فهو عمل مميز إخراجياً ومن ناحية النص والأداء.
المخرجة تمكنت من المسرح وفضائه المعهود فقامت بعمل كل شيء.. ونجح المخرج في توظيف جيد لأداء وأدوات الممثل وبرع في اضفاء أجواء موسيقية داخلية بعيداً عن المؤثرات الموسيقية الخارجية التي ربما تبعد المشاهد عن الفكرة.. وهذا دليل على اتقان الصنعة. وأشارت إلى أنه كان بالامكان إفساح المجال بشكل أكبر في الفضاء المسرحي للممثل حتى يتمكن من أداء دوره بشكل أكثر جمالاً وروعة.
وأكد المخرج والمؤلف المسرحي غنام غنام أن اللغة لم تكن عائقاً في هذا العرض لأننا فهمنا المضمون من خلال الحركة.. وأرى أن الممثل نجح في إبراز مواهبه وعبر عن روح الشخصية.. واستخدم الصوت والغناء بشكل أوبرالي جيد. كذلك الأمر بالنسبة لمفردات العمل على الخشبة، حيث استخدم التابوت رمز الموت ليجسد من خلاله الحياة، ونجح الممثل في التعامل مع دميته بشكل جيد ومقنع.
وقال عزيز خيون: كل العناصر المسرحية جعلت هذا الفنان قريباً منا وإلينا.. كانت الحركات الجسدية والتي أداها الممثل معبرة بشكل رمزي بحت وخاصة حركته في الخروج من التابوت والعودة إليه مرة أخرى تعبيراً عن الموت والحياة في كل لحظة يعيشها هذا الشخص المعذب بآلامه وهمومه، والعمل البلغاري غني وبعيد عن الاستعراض.. وتحية حب لكل من ألف وأخرج ومثل وقدم شيئاً في هذا العمل.
وعقبت المخرجة نيفينا ميتيفا على التساؤلات والرؤى النقدية حيث قالت: قدم هذا العرض بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وانتهاء الشيوعية، ولجأت إلى هذا العرض لتصوير الحياة في بلغاريا.
نقلا عن الخليج
|
|
|
|
|
|
|
|
|