دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 05:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد سيد احمد( mohmmed said ahmed)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-01-2005, 01:35 PM

aymen
<aaymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رد (Re: aymen)

    ولترً رد الفعل هذا

    حاج حمد وخيار التهديد بالإرهاب
    أقيوم أكمجو مسلم
    مستشار قانوني/الرياض [email protected]

    قرأت بذهول شديد ما صدر مؤخراً عن الدكتور محمد أبو القاسم حاج حمد من كتابات حول التطورات السياسية الأخيرة في المشكل السياسي السوداني. وقد صدمت أشد الصدمة بآرائه الفجّة ومقترحاته الفطيرة التي طرحها حول اتفاقيات السلام المبرمة بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان. بل أني شعرت بانقباض شديد من جرأة الرجل على الخوض في تنظيرات تتناول أوضاعاً بالغة السوء في بلادنا بهذا الشكل الذي يوحي بافتقاره لأي إحساس بما يعانيه شعبنا من آلام وحرمان ودمار بسبب الحرب التي جاءت كنتيجة طبيعية لمثل هذه المواقف الصفوية الغريبة التي طبعت التاريخ السياسي الحديث للسودان. وفي حين بدأنا الآن نجد أعداداً متزايدة من بين مثقفي الشمال يعترفون بدور الطغمة السياسية الشمالية القابضة على مقاليد السلطة في البلاد خلال فترة ما بعد الاستقلال في استمرار وتفاقم معظم هذه المآسي، ما زال هناك من يتمنطق منهم بالحجة القديمة بأن بلاوى السودان ومحنه هي من فعل القوى الاستعمارية العالمية التي تتربص بهذا "المارد" الجبار ولا تريد له أن يتقدم قيد أنملة!.
    لست معنياً كثيراً بتلك السفسطات والمغالطات التي وردت في أقوال الدكتور حاج حمد في حواره مع صحيفة (ألوان) في 5/6/2004م من رفضه لاتفاقيات نيفاشا باعتبارها "اختراقا جنوبيا" لما يدعوه "مركزية الوسط"، ولا بمماحكاته اللفظية في وصفه بروتوكولات نيفاشا بـ"حصان طروادة" عند استقباله من قبل صحيفة البيان الإماراتية بتاريخ 29/5/2004م. فالأمر عندي واضح جلي، والأسباب معروفة : فقد أصيب مثقفو السودان القديم بالذعر الشديد وهم يرون دولتهم الظالمة تدول بكل تأكيد تحت ضربات أصحاب الحق الذين ظلوا – بسبب جهلهم بحقوقهم وعدم قدرتهم على الفعل المؤثر – وقوداً لاستمرار هذه الدولة اللعينة وسبباً لتحكم أقلية تافهة لا شأن لها غير الاستبداد والاستغلال والانفراد بمقدرات ومكاسب معظم أهل السودان في شماله كما في جنوبه، وفي شرقه كما في غربه . وقد رأينا بأم أعيننا نماذج من هؤلاء المثقفين في ما يعرف زوراً وبهتاناً "بمنبر السلام العادل" حين انتفضوا ينفثون عن حقدهم الأسود على أهل السودان بدعوتهم لفصل ما يسمونه بالشمال عن الجنوب، بعد أن يئسوا من كسب ثقة أهل السودان الحقيقيين، وبعد أن ظفروا بحكم البلاد ردحاً من الزمان بدون وجه حق، وما دروا أنهم لا يملكون من الشمال شيئاً. وها هو ذا أحدهم ظل يتحفنا بنظريات فلسفية حول الحكم الرشيد والديمقراطية والوحدة الوطنية والسلام فلما حصحص الحق واستبان الباطل وتبين أن الجماهير التي ظلوا يتغنون باسمها قادمة لاسترداد حقوقها المسلوبة، طار عقلهم وذهب صوابهم فبدءوا يوزعون التهم بالعنصرية يمنةً ويسرةً.
    أنظر إليه وهو يصف مشروع السودان الجديد الذي آمنت به الجماهير السودانية في الجنوب والشمال بأنه تجمع "إثنيات"! ومحاولة عنصرية لاختراق وتفكيك ما يسميه "جيوبوليتيك الشمال ومركزيته التاريخية والجغرافية والسياسية". بل أنه، من فرط حقده على الحركة الشعبية لتحرير السودان لا يكاد يقر لها باسمها الذي عُرفت به، وإنما يدعوها "حركة قرنق الجنوبية" في محاولة مكشوفة لتقزيمها والإساءة إلى رصيدها السياسي القومي المشرّف، وحرمانها من الانتماء إلى تجمع الوطنيين الحقيقيين من أهل هذه البلاد الذين يهمهم أمرها ومستقبلها وتقدمها، وليس أولئك الذين ظلوا يرضعون من ثديها كالطفيليات دون أن يقدموا لها شيئاً . بل أنه يحاول أن يحبس الجنوب حبساً في "كرنتينة" من صنع خياله الجامح مما يسميه "بمصيره الجيوبوليتيكي الخاص به منذ قرن وربع القرن" كأنه كيان مريض لا يجوز له أن يختلط ببقية أجزاء القطر الأخرى، وأن يشارك أهله مع إخوانهم في مناطق السودان المهمشة في بناء هذا البلد الطيب، فأي استهانة بأقدار البلاد والشعوب أكبر من هذا!.
    لقد ظللت أقرأ للدكتور حاج حمد في الآونة الأخيرة كتاباته المتواترة في السياسة السودانية لكني لم أكن أتخيل أن تنحدر أطروحات الرجل إلى هذا المستوى المتدني من الإسفاف والاستخفاف بقيمة الشعب السوداني كله إلى الدرجة التي يعتبره فيها مجرد دمية لا حَولَ له ولا طَول في يد النخبة الشمالية فيما يسميه بالوسط النيلي الذي يجب أن يكون مركزاً يمنح المشروعية لبقية أطراف البلاد تبعاً لمشروعية تاريخية يدّعيها لهذا الوسط في استخفاف غريب بالآخرين .
    بل أنه لا يتورّع في أن يمنح الإنقاذ شيئاً من هذه المشروعية الجديدة باعتبارها رمزاً لمركزية الوسط المتخيّلة بحيث لا يجوز إسقاط أو تفكيك هذا الرمز . ثم يدعوا الدكتور قرنق، من موقع الاستعلاء، لأن ينتمي، إن شاء، لهذا الوسط المركزي الذي سماه "الكتلة التاريخية المركزية" كوطني سوداني ديمقراطي وليس كزعيم لما يتوهمه جماعات عنصرية يتم تجميعها من الأطراف المهمشة لتفكيك دولة العروبة المركزية التي تكتسب مشروعيتها من إرث تاريخي موهوم .. ثم إن الرجل لا يجد غضاضة في وصف كل فكر أو موقف سياسي أتى من الجنوب أو الغرب بالعنصرية في وقت لا يرى أي أثر للعنصرية في تجمعه الوسطي المركزي هذا الذي يسيطر عليه الجلابة من أدعياء العروبة منذ نصف قرن أو يزيد . فقرنق حين يسعى لتكوين سودان جديد يسع جميع أهله على أسس جديدة من العدل والمساواة إنما يسعى في نظر الدكتور حاج حمد لتهديد الوحدة الوطنية والديمقراطية من خلال تجميع (الإثنيات) غير العربية .. وأهل دارفور حين يفضحون حكم الجلابة الجائر بالأرقام والإحصاءات والحقائق الدامغة الواردة في (الكتاب الأسود) لا يصدرون إلا عن عنصرية سوداء وحقد أعمى للعروبة والإسلام .. إنه يعلن في زهو وغطرسة يندى لهما الجبين أنه عالج جذور الفكر العنصري في جنوب السودان وغربه في محاضرتين له ألقاهما في المجمع الثقافي في أبو ظبي بتاريخ 4/4/2004م بعنوان (آفاق السلام في السودان - دراسة ميدانية وتحليلية)، وفي سلسلة من المقالات نشرت له فيما بعد .
    ونحن نعرف أن أحداً من قبيلة الاستعراب لم يجرؤ حتى الآن على الرد على تلك الحقائق التي يشكو منها دكتورنا الفيلسوف الهمام بالرغم من سيطرتهم التامة على أضابير الدولة وإمكانية استخدامها للرد على من أعدوا الكتاب الأسود إن كانت الحقيقة غير ذلك . ورغم إدعاء الدكتور بأنه قد رد الصاع صاعين في موضوع الكتب السوداء إلا أننا لا نرى شيئاً من ذلك على الأرض فالحقائق تتحدث عن نفسها ، وهي أكبر من كل مدعٍ وكل متطاول . أما ما يسميه بتحالف "الإثنيات العنصرية في الجنوب" فهو بعث للسودان الجديد المغيّب منذ أمد طويل وهي صحوة لن يجرؤ العنصريون من مستعربي السودان على الوقوف كثيراً في وجهه إن شاء الله .
    ولآن دكتورنا الهمام، الذي لا يدانيه أحد في علمه وخبرته بمشاكل البلاد، قد وُفّق منذ زمن فوضع لغرب السودان دستوره الذي يجب أن يحتكم إليه في حل معضلاته المعقدة حين أعد لها سياسة متكاملة من (40) صفحة أودعها مركز الدراسات الاستراتيجية في الخرطوم تحت عنوان ( الصراعات الإقليمية والقبلية في السودان) ، وفصّل القول فيها بأن وضع لها جدولا لصراعات الغرب القبلية الأثنية منذ عام 1932م حتى عام 1998م ، وشرح فيها طبيعة مشاكل الغرب وخصوصيته الجيوبوليتيكة أيضاً ، فإن أمثال الدكتور قرنق دي مبيور يجب أن يكفّوا عن التفكير في مشاكل البلاد ، إذ لا ضرورة لذلك طالما وُجد من صفوة الدولة المركزية من هم أقدر منهم على وضع الحلول وابتداع السياسات حتى ولو كان هؤلاء المفكرين هم متبرجزة الخليج ومستشاري بلاطات الحكام في دول المنطقة ... نعم متى كان للعين أن تعلو على الحاجب .. ألم يقل أحدهم من كبار جنرالات الجيش السوداني المتقاعدين ممن عملوا في الجنوب في أوائل الثمانينات أن الدكتور قرنق لا يفهم شيئاً وإنما تملى عليه الأفكار إملاءً من قبل الأمريكان والغربيين؟! حقاً ، لقد صدق الدكتور قرنق دي مبيور حين وصفه قبل أعوام بأنه أبلد ضابط تعرف عليه في الجيش السوداني .
    ولعل غشاوة الاستعلاء العنصري قد أسدل سِترَه الكثيف على بصر وبصيرة الدكتور حاج حمد فلم يعد يرى أن التاريخ الذي يتكلم عنه باعتباره مصدر المشروعية لدولته المركزية والذي يعود آلاف السنين إلى الوراء قد صنعها أسلاف وأجداد الدكتور قرنق دي مبيور الذي يدعوه الآن لكي ينضم إلى رهطه من أهل الوسط، ولم يصنعه أجداده الذين لم ينصرم بعد على عبورهم إلى السودان من وراء البحار أكثر خمسمائة عام ... نعم ، لا يوجد من يستطيع أن يماري في أن بناة حضارتنا القديمة الذين علموا العالم صهر الحديد أقرب نسباً إلى الدكتور قرنق من الدكتور حاج حمد الذي يريد أن يسطو على تاريخ لا يعترف به أصلاً . أجل، نحن هنا على هذه الأرض الطيبة منذ بدء الخليقة ولم نأت إليها مهاجرين حتى تتم المزايدة علينا بتاريخ أجدادنا . فمَن يدعو مَن للاعتبار بهذا التاريخ العريق !! أما يزال دعاة الاستعلاء العرقي موقنين بأنهم سادة هذه البلاد الأوحدون وصناع تاريخها كما ظلوا يوهمون العالم منذ نصف قرن مضى؟!
    وللمحافظة على هذا الصنم الكبير الذي يعرف بالسودان القديم لا يرى الرجل بأساًَ في دعوة الإنقاذ لإعادة تصحيح مواقفها منهجيا في الفكر والعقيدة ، واستراتيجيا في السياسة والحكم ، حتى ولو استغرق ذلك دهوراً ودهوراً ، وما على الأتباع من أهل السودان الذين لا يعجبهم الحال سوى الانتظار حتى يتسنى للقادة والساسة ترتيب أمور البلاد على أي نحو يرونه دون الدخول في محظور تفكيك الدولة المركزية .
    أرأيت كيف يستهين الرجل بمستقبل أهل السودان ، بل بأرواحهم وسلامتهم حين يعلن على رؤوس الأشهاد أنه عارض مباحثات الحركة الشعبية لتحرير السودان مع الحكومة في سويسرا لتسوية أوضاع جبال النوبة بالرغم مما قادت إليه تلك المباحثات من نتائج إيجابية تمثلت في وقف لاطلاق النار في جبال النوبة وإمكانية توصيل الإغاثات لأهلنا المتضررين من المجاعة هناك ، وبل وبالرغم مما قادت إليه اتفاقية سويسرا من سابقة ساهمت بنصيب وافر في توصل الحكومة مع الحركة الشعبية إلى حزمة من الاتفاقيات المماثلة في الجنوب فيما بعد ، مثل اتفاقيات المحافظة على سلامة المدنيين واتفاقية إعادة الأسرى والمخطوفين من أبناء وبنات الجنوب ، وغير ذلك .. ولكن لا تثريب على الرجل فمستقبل دولته المركزية أهم بكثير من أرواح أهل السودان قاطبة ، إذ لا قيمة في نظره لأهل الجنوب وجبال النوبة وأهل الغرب سوى أنهم مجموعة من العنصريين الذين يستهدفون تفكيك دولة الوسط العربي المسلم . وإلا فمن هو ذلك العاقل الذي يجرؤ على إدانة ورفض اتفاقيات سلام من شأنها أن توقف حرباً هي بحجم حرب البسوس أو يزيد قضت على الأخضر واليابس في بلده لمجرد أن هناك إمكانية لتهديد وجود دولة مركزية يرى أنها تستحق ولاء السودانيين وإن قَضوا جميعاً وأن أرواحهم يجب أن تكون مهراً لها .
    هذه الفذلكات وما صحبها من الخوض في بسط لأفكار فجّة لا تستقيم على عود لا يهمني كثيراً فهي ردود أفعال تصدر عن مثقفاتية أدمنوا رغد العيش في ظلال الخليج الوارفة فلم يعد يهمهم من أمر السودان والسودانيين شيئاً إلا بالقدر الذي يحافظون به على سيطرتهم على رقاب العباد . غير أن الأمر الخطير الذي أثار حفيظتي من كل هذا اللغط هو جرأة الكاتب على التهديد المبّطن باللجوء إلى الإرهاب كخيار لردع أهل الهامش إن هم أقدموا على تفكيك دولته المركزية القائمة في الوسط . ولا نرى في إشارته ، بنوع من الإعجاب ، إلى أحداث الإرهاب التي تمزّق أهل العراق في الفلوجة والمثلث السني بمجمله، ومناطق الشيعة في الجنوب بصفة خاصة إلا محاولة لإرهابنا ودفعنا للكف عن المطالبة بحقوقنا المشروعة في دولة السودان .. ولكن هيهات أن يكون ذلك بعد اليوم . ولا شك أن مثل هذه الإشارات تنذر بشر مستطير وتستهدف استقرار البلاد في المستقبل وتعكس بصدق الطريقة التي يفكر بها بعض أهل الشمال الذين ليسوا على استعداد بعد للتسليم بحق الآخرين في حكم البلاد وقسمة مواردها معهم .
    ونصيحتي الغالية للدكتور حاج حمد ولغيره من مستعربي السودان الذين يتوهمون أن الإرهاب الذي استشرى في أجزاء كبيرة من العالم العربي والإسلامي يمكن أن يحقق شيئاً ذا فائدة على المدى الطويل أن ينظروا قليلاً إلى الوراء ليتمعنوا في المصير الذي حاق بالخوارج في صدر الإسلام بالرغم مما بدا أنهم حققوه من انتصارات في بداية ظهورهم . إن التربة السودانية لا تصلح لبذور الإرهاب إن كنتم تعلمون .. وعلى من يفكرون في استجلاب هذه النبتة الغريبة واستزراعها في هذه الأرض الطيبة أن يدركوا مشروعهم الفوضوي مصيره الفشل والاندحار . وإلا فلماذا أضطر أهل الإنقاذ إلى النأي بأنفسهم عن فلول وجحافل الإرهابيين الذين استقدموهم للبلاد في بداية عهدهم وبذلوا لهم كل مال وأسباب الراحة والتمكين على حساب أهل السودان ؟ .. أسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون .
    أما البكاء على الإسلام ومحاولة الإيحاء بأن التطورات السياسية التي تنتظم البلاد الآن إنما هي خطط لضرب الإسلام فهي أقوال لم تعد تستهوي أحداً ، ذلك أنكم إن كنتم حريصين على الإسلام أصلاً لما تنكبتم الطريق حين أتيحت لدولتكم الفرصة كاملة في عرض ما لديها من منهج وحضارة . بل ويكفيكم عجزاً إقراركم بأن الإنقاذ لم تعد تمثل مركزية الوسط التي تدعون لها ، إذ ليس لكم من بديل يستحق أن يُلتفت إليه طالما أقررتم صراحة أن هذا الوسط المركزي لا يملك الكفاءة الحضارية والاقتصادية والإدارية للحفاظ على البلاد بفهم وطني ديموقراطي متقدم ورشيد .
    ويكفي حجة عليكم أنكم تقرون الآن بسوء الإنقاذ وكثرة سلبياتها وعجزها عن إصلاح منهجها وممارساتها ، ولا معنى للتمسك بخيار إسلامي ثبت فشله في جميع التطبيقات السابقة ، فلا وجود لمنهج إسلامي تكتنفه الجاهلية ، فإما منهج أصيل أو ضلالة وتخبط . كما لا توجد ثوابت وأصول في شأن الأوطان تقررها فئة عنصرية قليلة دون مشاركة الآخرين خاصة إذا أثبتت هذه الفئة خلال خمسين عاماً أنها لا تملك شروى نقير من أمور الحكم والسياسة . وحسناً فعلت الانقاذ حين أدركت الحقائق الجوهرية للسياسة السودانية بعد طول عناد ففاوضت الآخرين على تلك المركزية الوسطية التي باتت عقيدة جديدة يحاول البعض أن يصلي في محرابها .. وقد تحرك قطار التغيير ولم يعد بإمكان الرجعيين أن يوقفوا العجلة مهما فعلوا .
    لم يعد هناك من أهل السودان من يحتمل التجارب الخائبة حتى ولو كان ذلك لتطبيق ما تسمونه الشريعة . فنحن لسنا فئران مختبران تفعلون بها ما تشاءون، ويكفينا ما حاق بنا من ظلم وخيبات أمل على أيدي هذه الدولة المركزية الخالية من المحتوى . وربما بات لزاماً عليكم أن تمنحوا الآخرين الفرصة لعرض ما لديهم من فكر أيضاً فربما كانوا أفضل منكم وأكثر رشداً . بل أننا موقنون أنه لن يأتي على السودان حاكم أكثر خيبةً وأشد بؤساً من حكام الاستعراب في مركزية الوسط الذين لم يملكوا حتى فضيلة الخجل عن خيباتهم المتواترة والمستمرة ، بل والاعتذار للآخرين مما فرطوا في حقهم وأسرفوا في الإساءة إليهم دون ذنب جنوه .
    إذاً فليذهب الصنم الذي يقال له السودان القديم غير مأسوف عليه ، وليذهب معه صانعوه من أهل الوسط النيلي إن أرادوا ، ولتذهب العصبيات والعنصريات التي ظللتم تصمّون بها آذاننا منذ أمد بعيد من عروبة، ووحدة وطنية وديمقراطية مزيفة وخلافها مما لم يعد ينطلي على الناس ولتبقى السودانيوية هوية شاملة لكل أهل السودان .
    وليعلم الجميع أن الجنوب والغرب وغيرهما من أقاليم السودان التي ظلت مهمشة ردحاً طويلاً لا تحقق أهدافها الآن بقوة السلاح وبالعنصرية ، بل بالحق المطلق والمشروع الذي منحه الله لأهلها وليذهب ، ولينعم أهل السودان أجمعين بحياة هادئة هانئة مستقرة في ظل اتفاقيات نيفاشا الجديدة إن شاء الله .

    أقيوم أكمجو مسلم
    مستشار قانوني – الرياض
    [email protected]
    هاتف رقم : 00966-1-2121665
                  

العنوان الكاتب Date
دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي mohmmed said ahmed05-22-05, 01:31 PM
  Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي إسماعيل التاج05-22-05, 02:16 PM
    Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي sultan05-24-05, 05:31 AM
  حسن mohmmed said ahmed05-23-05, 02:13 AM
  Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي خالد العبيد05-23-05, 02:39 AM
  Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي SARA ISSA05-23-05, 05:50 PM
  Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي omar ali05-23-05, 06:59 PM
  Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي أحمد الشايقي05-24-05, 00:46 AM
  حسن مكي mohmmed said ahmed05-24-05, 01:53 AM
  Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي إسماعيل التاج05-24-05, 02:46 AM
    Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي الكيك05-24-05, 04:37 AM
  Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي democracy05-24-05, 06:06 AM
    Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي أبوتقى05-24-05, 10:22 PM
  Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي democracy05-25-05, 00:18 AM
    Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي aymen05-25-05, 02:22 AM
  حسن mohmmed said ahmed05-25-05, 02:15 AM
    Re: حسن mansur ali05-25-05, 04:47 AM
  حسن mohmmed said ahmed05-25-05, 06:45 AM
    Re: حسن صلاح شعيب05-25-05, 02:31 PM
    Re: حسن kamalabas05-26-05, 11:59 AM
  Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي kamalabas05-25-05, 05:10 PM
    Re: دحسن مكي هل هو مفكر استراتيجي aymen05-28-05, 05:47 PM
  رد د.عمر عبد العزيز05-29-05, 01:47 AM
    Re: رد aymen05-29-05, 03:43 AM
      Re: رد jini05-29-05, 07:55 AM
  رد mohmmed said ahmed05-30-05, 09:32 PM
    Re: رد aymen06-01-05, 01:04 PM
      Re: رد aymen06-01-05, 01:35 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de