|
Re: كيف نقرأ إبراهيم اسحاق! // غسان علي عثمان (Re: munswor almophtah)
|
الأخ غسان السلام ورحمة الله عليك وأنت تتوغل فى محراب الأستاذ إبراهيم إسحاق فى وداعة ودعه والودع والخرز يجمل ذلك المحراب ومصنوعات الزعف وتشكيل القرع والشعر والجلد يمور بها المكان ويلهيك فيه الهالوك ويمتعك النبق والحمبك والدوم والدليب ويرويك الروب واللبن الحليب والماء من جوف الأرض لجوف السعن والقربة والسقو وتمشى على أكاليم من صوف الضان الحمرى ووبر الجمال العطويه وأخرى من الميدوب والمحاميد والزغاوه ولا محالة إنك ذائق فيه عصيد الميرم بتقلية لم يذقها لسانك قط ثم يأتيك شاى أخضر وعلى طرائق الطوارق يصب لك من علٍ فتتصاعد رغوته كما اللبن من ضرع البقرة فى الكبروس وهنالك تسمع من الأحاجى والقصص ما لم يخطر على بالك حيث ترجع بذاكرتك لمرحلة الطفوله وقص الجدات عن فاطنه أم حجل وود النمير والجلابه - قصص عن السير وعن النشوق والشوقاره وقصص عن الركوب والسفر بالدواب والخيال الصناع للمستحيل يكون حاضرا وقصص عن اللوارى والسفر بها وعن ما يمتن من ذلك من علائق ثم السفر بالقطر والبصات وعن محطات الطريق وصخب الأسواق وجلبة الباعه - قص تسمع فيه كل ذلك وترى فيه الحركة والحراك لا بل تتسمر عندما تصغى للإنسانيات وللسانيات وعلم الأجناس والتداخل والترابط والثقة المطلقة فى من يعين ضامنا أويختاره أهله عمدة أو شيخ فيا عزيزى الغسان إبراهيم إسحاق نصر للكتابة وفتح لخبايا وسراديب فيها مبين فهو عبقرى جاء لنا بالغرب إلى صحن دار حضورنا وبسخاء بذله باكرا قبل أن تتفجر فيه المخازى المحزنه والمآسى المؤلمه والجراح التى تثخن إهاب أرواحنا قبل أن تثخن من ألمت بهم فإبراهيم إسحاق أديب وعالم إجتماع لا بل فيلسوف إجتماع عارف لأسرار مجتمعه وكاشف لتلك الأسرار فى قصه الذى يمثل أزرار فك البلاء وصده وأتمنى أن ينكب الساسة العسكر ورحالات الأمن على كتابات إبراهيم والإقتداء بها وتقدير أهلها وفهم طرائقهم وقضاء حوائجهم وفك إشتباكاتهم وتشبيكهم ثانية كما كانوا فى المجتمع الذى يمثلون عظم ظهر الثراء فيه.
ولك السلام
منصور
|
|
|
|
|
|
|
|
|