أيها التلفزيون القومي.. مالك وكاكوم 3 حسن النادر الغفاري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 08:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة منصور عبدالله المفتاح(munswor almophtah)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-20-2010, 11:05 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيها التلفزيون القومي.. مالك وكاكوم 3 حسن النادر الغفاري (Re: munswor almophtah)

    اللمين ود كــاكـوم تبــارك الله (2ـ2)..!!
    بروفايل:
    د. خالد محمد فرح
    وعندما كان الشباب، وخصوصاً من كانوا يعرفون بالحناكيش، يقصدون الكافتريات سلفر مون، وقولدن قيت بالخرطوم لكي يحستوا الملك شيك والكابتشينو، كان الأمين يذهب الى سوق الشيخ ابو زيد بغرب ام درمان، بل احسب انه كان من اوائل رواد سوق الناقة، حيث يجد الشواء الغريض، وكبدة الابل، ويسعد برفقة اصحابه من عربان البادية، ويتجاذب معهم اطراف الحديث، مثل صديقه المرحوم حسن ود عيد ود بليلة، الذي لم أره ولكنني سمعت عنه من الامين، وقد اخبرني انه كان يسعى لكي يرتب له لإلقاء محاضرة عامة عن تجربته في الحياة (أى تجربة حسن ود عيد ود بليلة!) بقاعة الشارقة بجامعة الخرطوم. واذكر ان الامين اخبرني مرة ان صديقه ود عيد اقترح عليه مرة ان يتزوج من فتيات سوق الناقة، وزين له ذلك بقوله (بتنجضلك اللحم آ للمين!)، واذكر أنني علقت بالانجليزية على عبارة ود عيد مستنكراً ذلك الامتهان لمكانة المرأة ووظيفتها بقولي:This is not gender- sensitive at all. هذا، بينما كنت اضمر متعة حقيقية بالطرفة، والأمين يضحك.
    نعم، كان الأمين منذ ان عرفته فنتازياً، واسع الخيال، ولكنها فنتازيا محببة، خفيفة الظل، ومدهشة، وخلاقة، بشأن الأدباء والشعراء. وقد افضى الى قبل سنوات انه يتمنى لو يستطيع ان يجمع بين سيدة تدعى (السكات)، كانت تعمل طاهية بداخلية مدرسة قريتنا، وبين (سيمون دي بفوار) الفيلسوفة الفرنسية الشهيرة، صاحبة جان بول سارتر، على ان يؤتي لهما بأبرع مترجم بين الفرنسية، والدارجة السودانية بلهجة ناس البلد، فقط لكي يرى هل ستكون هنالك امكانية للتواصل، والفهم المشترك بينهما اصلاً، ولكي يستمتع بالمفارقة المعرفية والثقافية والفكرية المضحكة التي ستتمخض عن مثل هذا اللقاء المتخيل.
    إن الاستاذ الأمين البدوي، أو الأمين كاكوم، هو من اذكى من رأيت من البشر. وهو رجل له مقدرة فائقة على الحفظ والاستيعاب والتحليل والنقد في مختلف ضروب المعرفة الانسانية بصفة عامة. وله علم ودراية واسعة باللغتين والادبين العربي والانجليزي، فكيمياؤه اذاً معهدية/ غردونية في تناسق بديع، وعلى رأى عبد الله علي ابراهيم، فضلاً عن إلمامه الواسع بالتراث الشعبي السوداني شعراً ونثراً، فهو يجمع بين جوانحه عبد الله الطيب، والطيب محمد الطيب، وعبد الله علي ابراهيم، وعون الشريف، وحسن نجيلة، والأمين علي مدني، والشيخ محمد عبد الرحيم، وجراهام عبد القادر، ومحمد الفاتح ابو عاقلة في آن واحد. ولولا بعض الظروف الخاصة لكان مكان الامين البدوي الآن، استاذاً كبيراً بجامعة الخرطوم. ولكنه اضاع على نفسه وعلى السودان تلك الفرصة بسبب وضعه البيض في سلة واحدة كما يقول المثل الافرنجي، وهو يعلم فحوى كلامي هذا. وكذلك بسبب نوع تسرع و(شفقة) في طبعه، وهو ما يعبر عنه المثل الفرنجي ايضاً، وهو القائل ما معناه (إن الحجر المتدحرج لا يجمع طحلبا). فرغم ذكائه في تحصيل مختلف فنون المعرفة، واستيعابها، وتحليلها، ونقدها أثناء دراسته الجامعية، إلا انه فيما يبدو كان يعوزه شئ من الذكاء الاجتماعي، في تحصيل القدر اللازم من فن العلاقات العامة، والقدرة على التسويق لنفسه. كما يقال، والترويج لها بين جميع من كان اليهم الأمر آنئذٍ.
    كان الامين البدوي أثيراً جداً عند عبد الله الطيب الذي كانت تعجبه فيه فصاحته، وجزالة اسلوبه، وروح بداوته وكان عبد الله الطيب قد درس دفعة الامين البدوي بكلية الآداب بجامعة الخرطوم، عقب رجوعه الى السودان من المغرب في منتصف ثمانينيات القرن الماضي. وكان الامين ربما رفع عقيرته منشداً بعض ما كان يدرسهم عبد الله من عيون الشعر العربي، ونحن جلوس على بعض ارائك (المين رود) ومن بين تلك القصائد التي كان يحبها الأمين، تائية المعري المنشورة في ديوان (سقط الزند) وهى التي كتبها بعيد انصرافه من بغداد عائداً الى بلده معرَّة النعمان تلك التي يقول فيها:
    هات الحديث عن الزوراء أو هيتا
    وموقد النار لا تكري بتكريتا
    ليست كنار عدي، نار عادية
    باتت تشب على ايدي مصاليتا
    وهى قصيدة حسنة السبك، وذات جرس مطرب، وكان الأمين يصل في إنشادها الى قمة التطريب عند قول المعري:
    أعد من صلواتي حفظ عهدكمو
    إن الصلاة كتابٌ كان موقوتا
    وتضحكه سخرية المعري في مثل قوله:
    نكست قرطيك تعذيباً وما سحرا
    أخلت قرطيك هاروتاً وماروتا؟
    * اما اذا كان مكتئباً أو (مدبرساً) كما كنا نقول، فإنه غالباً ما كان يعمد الى انشاد عينية متمم بين نويرة اليربوعي، في رثاء أخيه مالك. وهى قصيدة تعد بحق من عيون الشعر العربي، بل الشعر الانساني قاطبة في باب الرثاء. وهى في رأيي أفضل من قصيدة المعري نفسه الذائعة الصيت (غير مجدٍ) لأن الاخيرة هى اقرب الى الفلسفة والحكمة والتأمل، أى العقل. اما قصيدة متمم فهى الشعر الحق من حيث هو عاطفة، ووجدان، وذاتية، وجمرة تحرق من وطئها. وهذه القصيدة موجودة في (المفضليات) ومطلعها هو:
    لعمري وما عهدي بتأبين هالك
    ولا جزعاً مما أصاب فأوجعا
    لقد كفَّن المنهال تحت ردائه
    فتى غير مبطان العشيات أروعا
    الى آخر تلك القصيدة المؤثرة جداً، والتي يبدو ان عبد الله الطيب نفسه كان متأثراً بها غاية التأثر. ذلك بأنه قد درسها لاجيال عديدة من طلابه، على مدى السنوات التي تقارب الخمسين من سنوات تدريسه بالجامعة، فقد سمعت من السفير الشاعر د. عمر عبد الماجد، وهو من خريجي الستينيات أن عبد الله الطيب درسهم إياها، كما سمعت من السفير عبد الباسط السنوسي وهو من خريجي السبعينيات انه درسها لهم. ولا ازال اذكر محاولته تقليد عبد الله الطيب في مثل قول الشاعر:
    قعيدك ألا تسمعيني ملامة
    ولا تنكئي قرح الفؤاد فييجعا
    هذا، ولا يزال التلفزيون السوداني الى عهد قريب، يعرض بين الحين والآخر، لقطة للأديب الكبير المرحوم بروفيسور علي المك- وهو من تلاميذ عبد الله الطيب في اواخر الخمسينيات واوائل الستينيات- وهو ينشد مقاطع من تلك القصيدة العصماء في حضرة البروف، وفي ليلة من ليالي تكريمه، بصوت علي المك الجهوري المميز:
    تقول ابنة العمري مالك بعدما
    أراك هنيئاً ناعم البال أفرعا
    فقلت لها طول الأسى إذ سألتني
    ولوعة حزنٍ تجعل الوجه أسفعا
    * أما سبب إيثار عبد الله الطيب لقصيدة متمم بن نويرة، فقد اشار اليه ضمنياً استاذنا محمد الواثق في تناوله لبعض أشعار عبد الله الطيب في الرثاء، وخصوصاً ما يشوبها من رنة حزن بادية تشي بتجاوز الشخص المرثي في القصيدة المعنية، كما استشف ذلك استاذنا الواثق، الى شخص آخر تربطه بعبد الله الطيب علاقة خاصة. وقد تعرف الواثق على ذلك الإنسان في شخص (حسن) شقيق عبد الله الطيب الذي مات صغيراً غرقاً في بئر الساقية (المترة) فأثرت تلك الحادثة تأثيرا بليغاً في نفسه، فظل صداها يتردد في العديد من اعماله الشعرية والنثرية. وانا من ناحيتي ايضاً، ارى ان إيثار عبد الله الطيب لقصيدة متمم هو بسبب جودتها من ناحية، وبسبب انها تعبر عن مشاعر فقد الاخ، وهو فقد عظيم، وهو ما كان يحس به دائماً، قالوا: لما نعى للخليفة عبد الله ابنه عثمان شيخ الدين عشية يوم كرري المشهود، تجلد وتماسك، ولكن لما نعوا اليه اخاه يعقوب جراب الراي، أحس كأن الارض قد مادت من تحت رجليه. ذلك بأنه قد ايقن ان سيفه الذي كان يجالد به قد انفل وانكسر.. ثم كان ما كان من أمر الهزيمة، والنهاية المأساوية في (ام دبيكرات) بل الشهادة المشرفة. ولقد تعلم جزع الخنساء على أخيها صخر، وصبرها الجميل على استشهاد أبنائها الاربعة.ويحفظ الأمين متوناً ونصوصاً لا تعد كثرة من تراث السودان القومي. وأحسب انه قد مثل واجهة مناسبة تطل من خلالها اشعار بادية كردفان الشعبية بصفة خاصة، محدثاً بذلك نوعاً من التوازن المطلوب في عرض ما درج على تسميته بالشعر القومي في السودان، الذي لا يكاد المستمعون إليه من خلال أجهزة الإعلام، يعرفون منه سوى النذر اليسير من شعر البطانة وشعر بعض مناطق ولاية نهر النيل. فالأمين يحفظ عن ظهر قلب «معلقة» أمحمد ود عبيد اللّه الكباشي في رثاء جمله «دردق» الذي سرقه اللصوص ونحروه. وكان الأمين لا يرى بأساً أن يرفع بها عقيرته في الـ Junction نفسه، وهو ملتقى الحناكيش بالجامعة. ولعله يحفظ النسخة الأصلية من «منظومة ود دوليب» وربما فضلها على رباعيات المتنبىء الفرنسي الشهير «نوستراداموس» والاشعار التى قيلت في المنافرة بين حمر والكبابيش في حرب العقال في التركية السابقة، وشعر «الليمون بت المهدي» في «فرح ود الفحل» و«عبد القادر ود رحمة»، وقصيدة عبد الله الدرويش المجنوني، في وصف الفتاة البدوية التى استضافته وقدمت له القهوة:
    الجبنة التمام عدتها
    فنجان والكبوتة والتالتة أوقايتها
    إلى قوله:
    يا عبد اللّه فرمل واختصر قصتها
    اللهم ارض عنها وعن والدتها
    وهو يحفظ إلى جانب ذلك، الكثير من مديح البرعي، ومن قصيد الشيخ أحمد الشايقي راجل «أم عدارة» هذا إلى جانب نصوص أخرى لا تعد ولا تحصى من تراث الجزيرة، والبطانة، والسافل، كأشعار الحاردلو، الصادق ود أمنة، والطيب ود ضحوية، وطه الضرير، وإبراهيم ود الفرّاش وغير هؤلاء.
    وصفوة القول في الختام هي أنَّ الأستاذ الأمين البدوي كاكوم، رجل عالم جهبذ، واسع المعرفة، بمختلف ضروب الفنون والآداب السودانية من قديمة وحديثة وفصيحة وعامية، وهو قمين بأن يعيّن على رأس مؤسسة تعنى بمثل هذه الأشياء، من قبيل: «المركز القومي لتوثيق حياة البادية السودانية» مثلاً، أو «مركز أبحاث التراث السوداني» على سبيل المثال أيضاً، وهاتان مؤسستان غير موجودتين، ولكنني اقترح إنشاءهما اقتراحاً، وأنا على يقين بأنه سوف يقدم ــ إن شاء اللّه ــ عملاً عظيماً يفيد البلاد والعباد، ويخدم الدارسين والباحثين المعاصرين، فضلاً عن الأجيال القادمة.
                  

العنوان الكاتب Date
أيها التلفزيون القومي.. مالك وكاكوم 3 حسن النادر الغفاري munswor almophtah07-20-10, 10:55 PM
  Re: أيها التلفزيون القومي.. مالك وكاكوم 3 حسن النادر الغفاري munswor almophtah07-20-10, 11:02 PM
    Re: أيها التلفزيون القومي.. مالك وكاكوم 3 حسن النادر الغفاري munswor almophtah07-20-10, 11:05 PM
    Re: أيها التلفزيون القومي.. مالك وكاكوم 3 حسن النادر الغفاري munswor almophtah07-20-10, 11:09 PM
      Re: أيها التلفزيون القومي.. مالك وكاكوم 3 حسن النادر الغفاري munswor almophtah07-21-10, 11:28 AM
        Re: أيها التلفزيون القومي.. مالك وكاكوم 3 حسن النادر الغفاري munswor almophtah07-21-10, 10:16 PM
          Re: أيها التلفزيون القومي.. مالك وكاكوم 3 حسن النادر الغفاري munswor almophtah07-22-10, 10:36 PM
            Re: أيها التلفزيون القومي.. مالك وكاكوم 3 حسن النادر الغفاري munswor almophtah07-24-10, 02:01 AM
              Re: أيها التلفزيون القومي.. مالك وكاكوم 3 حسن النادر الغفاري munswor almophtah08-07-10, 11:09 PM
                Re: أيها التلفزيون القومي.. مالك وكاكوم 3 حسن النادر الغفاري munswor almophtah08-09-10, 11:55 PM
                Re: أيها التلفزيون القومي.. مالك وكاكوم 3 حسن النادر الغفاري munswor almophtah08-28-10, 10:36 PM
                  Re: أيها التلفزيون القومي.. مالك وكاكوم 3 حسن النادر الغفاري محمد عبد الرحيم جمعة08-29-10, 00:16 AM
                    Re: أيها التلفزيون القومي.. مالك وكاكوم 3 حسن النادر الغفاري munswor almophtah08-29-10, 09:58 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de