يابكرى ابو بكر ...الاستاذة اميمة مصطفى سند ....تود الانضمام لمنبرك ....

Quote: منقول من قلم ((أميمة سند*مكة المكرمة(( "سيدتي" تدخل سجن النساء في مكة وتلتقي «الطفلة» التي قتلت زوجها! مروة: نادمة وخائفة ________________________________________ ما هي قصة مروة؟ ولماذا قتلت زوجها؟ وما هي الحقيقة؟ وكيف تمت الجريمة؟ وكيف تعيش حاليا؟ وماذا ستفعل بعد أن أعتقت رقبتها من حد السيف الذي ظل مسلطاً عليها طوال تلك الفترة وقاربت ساعة خروجها للحياة من جديد؟.. أسئلة كثيرة حملتها «سيدتي» إلى «مروة»، الطفلة التي شغلت قضيتها المجتمع السعودي أخيرا، والتي ما زالت تقبع في سجن النساء في مكة. لم تكن المرة الأولى التي نعبر فيها بوابة السجن للقاء مسجونات، لكن هذه المرة كانت تنتابنا مشاعر مختلفة عن السابق، فنحن على موعد مع «الطفلة مروة»، التي شغلت قضيتها الشارع السعودي برمته: الصحف، منتديات الإنترنت، مقاهي الشباب، والمجالس النسائية والرجالية، على حد سواء، الجميع ناصرها وتعاطف معها، خاصة بعد أن عرفوا صغر سنها ساعة ارتكاب الجريمة. خجولة وعصبية تبدو «مروة» وهي تدخل إلى غرفة مديرة السجن، طفلة صغيرة لم تعط الوقت الكافي لتكمل لعبها بالعرائس مع صديقاتها، كانت ترتدي تنورة سوداء طويلة مع بلوزة مخططة أسود بالأبيض وبدت مرتبكة وحائرة لا تعرف ماذا تفعل أو تقول، وكانت تفرك يديها ببعضهما بعضا بعصبية وتنظر إلى الأرض طوال حديث «سيدتي» معها. قالت: تزوجت، لكنني لم أكن مثل غيري من العرائس فرحة وسعيدة بمستقبل جديد، فزواجي تم بموافقة والدي من رجل يكبرني كثيراً في السن (37 عاماً)، بينما أنا في الثالثة عشرة من عمري، لم أكن أعرف معاني كلمات مثل الزواج أو القتل أو السجن، فكل ما كان يشغلني وقتها المدرسة واللعب مع صديقاتي، لكنني لم أعرف أنني بقتل زوجي قد فتحت بيدي أبواب السجن لأدخله وأقضي به حتى الآن خمس سنوات وخمسة أشهر أنتظر أن ينفذ حكم الإعدام في أي لحظة. هكذا بدأت مروة تروي قصتها، هي الآن في حوالي الثامنة عشرة من عمرها.. تقول: ـ تم زواجي في شهر شعبان قبل خمس سنوات من رجل لم أعرفه أو أشاهده قبل الزواج، لكن والدي كان موافقاً عليه، ومنذ اليوم الأول لزواجي عرفت بأنني لن أكون سعيدة معه لأنه كان قاسياً جداً في تعامله معي ولم يمض الأسبوع الأول إلا وكان قد ضربني عدة مرات، وبنهاية الأسبوع الثاني تقريباً طلقني وأعادني لبيت أهلي وبرر ذلك لوالدي بأننا لسنا على وفاق مع بعضناً بعضا لفارق السن بيننا، لكن والدي أعادني إليه بعد عدة أيام وأفهمني بأن الفتاة مصيرها لمنزل زوجها وطلب مني الصبر، فما كان مني إلا أن قبلت بالأمر الواقع واستسلمت لقدري ولم أعد أشكو لأحد من أهلي ما كان يفعله بي. حل مريح وتواصل مروة: الموقف الذي حدث في ذلك اليوم من شهر رمضان، فاجأني كثيراً، فقد حضرت إلى شقتي ابنة شقيق زوجي ـ تكبرني بعامين ـ وهي كثيراً ما كانت تأتي لزيارتي واللعب معي بحكم أننا نقيم في عمارة واحدة، وفي تلك الليلة كنا نجلس على السطح نتسامر كعادتنا ففاجأتني بكلامها وهي تقول لي: «وجدت لك الحل الذي سيريحني من عمي ومعاملته القاسية لك»، فسألتها: «كيف؟»، فقالت لي: «اقتليه.. ولن يعرف أحد أنك من قتله، بل سيقولون مات بشكل طبيعي»، لكنني خفت جداً ورفضت أن أستمع لكلامها، لكنها قالت لي: «إذا لم تفعلي ما أقوله لك ستظلين طيلة حياتك في عذاب معه، وسيستمر بضربك مثلما يفعل الآن، لذا عليك أن تتخلصي منه»، وأخذت تشرح لي الكيفية التي أقتله بها، لكنني لم أكن استمع لما تقوله فقد كنت خائفة، بل مرعوبة بدرجة كبيرة، وتركتها بمفردها على السطح ونزلت لشقتي. اقتليني! < ما الذي حدث في تلك الليلة؟ ـ بعد حضور زوجي إلى المنزل في تلك الليلة تسحرنا وجلسنا جميعاً نتحدث فقد كانت بصحبتنا والدته وابنة شقيقه، وأذكر أنه في تلك الليلة كان مختلفاً عن الرجل الذي تزوجته فقد كان يضحك ويمزح معنا، وأثناء حديثنا قالت له ابنة شقيقه: «ما رأيك يا عمي لو تموت بيدي مروة»، فضحك وأجابها: «ما عندي مانع»، عندها تدخلت والدته في الحديث وطلبت منهما أن يكفا عن الكلام بهذه الطريقة المخيفة وتركتنا وذهبت إلى المطبخ، لكنهما لم يستمعا لها وظلا يتحدثان عن نعمة موته على يدي، بعدها قام زوجي واتجه إلى غرفته ونادى علي، فشجعتني ابنة أخيه على تنفيذ ما اتفقنا عليه، وقالت لي: «هذه فرصتك ولا يجب أن تفوتيها، ولو لم تكن يدي مشلولة لساعدتك»، وما إن دخلت على زوجي الغرفة حتى بادرني قائلاً: «قومي بعمل ما طلبته منك ابنة أخي»، لكنني رفضت وأخبرته بأنني خائفة ولا قدرة لي على تنفيذ ما يطلبه مني، إلا أنه توسل إليّ وقال لي: «الأمر سهل جداً ولن يشعر أحد بما قمت به»، وأنه بالفعل يتمنى أن يموت بيدي أنا زوجته ووضع بيده الطرحة على رقبته وطلب مني شدها بقوة. < كيف تمت الجريمة؟ ـ بعد فترة صمت قالت: شرحت لي ابنة شقيقه الطريقة التي تتم بها الجريمة وهي إحضار طرحة والدته ولفها بيدي حول عنقه، وطلبت مني ألا أتركه إلا بعد أن يتوقف نفسه تماماً ولا أعود أشعر بحركة جسده، وبالفعل قمت بعمل ما طلبه مني، لكنني خفت بعد أن وجدته يقع على الأرض وبدأ يتقيأ، فخرجت مسرعة من الغرفة واتجهت للسطح وأخبرت ابنة أخيه بما حدث، عندها قالت لي: «نسيت أن أخبرك بأن الحكومة يمكن أن تعرف بما فعلته وأنهم سيقبضون عليك وتوضعين في السجن ليقتلوك»، ولما قلت لها بأنها ـ هي وعمها ـ من طلبا مني ذلك، أخبرتني بأنها لن تتستر على جريمتي، عندها أغمي علي من شدة الخوف والهلع، فقامت بإفاقتي وأخبرتني بأنها يمكن أن تساعدني على الهرب من المنزل والاختباء بعيداً حتى لا يقبض عليّ في المنزل، وبالفعل هربتني إلى منزل شقيقتي، التي تسكن في مكة أيضاً حوالي الفجر، لكن الشرطة أتت وألقت القبض عليّ وأخبروني بأن ابنة شقيق زوجي أبلغت عني!. < لماذا لم تحاولي إخبار أحد من أهلك؟ ـ أجابت وهي تبكي: لم أعرف ماذا أفعل وقتها وكنت خائفة جداً بسبب ضغطهم عليّ، كما أن أهلي لا يقيمون في مكة بل في جدة، ولا يمكنني الاتصال بهم في ذلك الوقت المتأخر من الليل فقد كانت الساعة حوالي الثالثة صباحاً لأخبرهم بما طلبته مني. لعب ودراسة < كيف تقضين أوقاتك داخل السجن؟ ـ في البداية لم أفهم معنى كلمة سجن أو قتل أو تنفيذ حكم الإعدام، بل كنت ألهو وألعب مع أبناء السجينات وأقضي يومي كله معهم، لاعتقادي أن والدي سيأتي ويخرجني خلال أيام قليلة، ولم أكن أفهم سبب بكاء السجينات كلما شاهدنني لدرجة أن واحدة منهن قالت لي: «نحن نبكي عليك وأنت لا تشعرين بما سيحدث لك»، عندها رحت أسأل عن حقيقة وضعي وما أمر به وما معنى تنفيذ حكم القصاص، وشيئاً فشيئاً بدأت أتخلى عن اللعب مع الصغار وصرت أحضر مع زميلاتي الدروس التي تقدم لنا في السجن. رؤية اخوتي < من يزورك؟ ـ والدي ووالدتي فقط، على الرغم من أنني طلبت أن تزورني شقيقتي، لكنها لم تحضر، وكنت كلما سألت والدتي عنها قالت لي بأنها لا تقدر على الحضور بسبب ظرفها الخاصة، رغم أنني قلت لهم بأن نفسيتي تعبانة وفي حاجة لأن أشاهدهم من خلال الشبك، لكنهم يرسلون لي تحياتهم مع والدي كلما حضر لزيارتي. ندم < هل خفت من تنفيذ حكم القصاص؟ صمتت مروة طويلا ثم أجابت: بالتأكيد خفت وما أزال خائفة حتى الآن، خاصة عندما فهمت حقيقة الوضع وعرفت معنى تنفيذ حكم القصاص على القاتل، كما أنني نادمة أيضا وأرجو أن يسامحني الجميع، سواء كانوا أهلي أو أهله، وأحلف بالله صادقة أنني لم أكن أنوي قتله، إنما حدث كل ذلك سريعا، ولو كنت أكبر سنا في ذلك الوقت لما أقدمت على قتل زوجي، بل كنت سأجد حلا آخر، وعلى الأقل كنت سأخبر أهلي وأطلب مشورتهم. طبيبة أطفال < بعد اكتمال مبلغ الدية ما الذي ستفعلينه بعد خروجك من السجن؟ ـ بداية أتمنى أن أخرج للدنيا التي حرمت منها في وقت مبكر جدا، ولقاء أهلي وأخوتي مرة أخرى لأنني تعبت من حياة السجن، على الرغم من المعاملة الطيبة التي نتلقاها من الجميع هنا، كما أتمنى أن أكمل دراستي فأنا احلم بأن أصبح طبيبة أطفال لأنني أحب الأطفال كثيرا. وتصمت قليلا ثم تقول باكية: أنا خائفة جدا من عدم خروجي لأنهم في كل مرة يقولون لي ستخرجين ولا يتحقق ذلك لعدم اكتمال مبلغ الدية. الحكم والقصاص والدية. بعد تصديق اعتراف الفلسطينية مروة بقتل زوجها صدر الصك الشرعي من المحكمة الشرعية بمكة المكرمة, بثبوت ما نسب إليها شرعا والحكم بقتلها قصاصا, تم تصديق الحكم من هيئة التمييز ومن مجلس القضاء الأعلى وصدر قرار وزارة الداخلية بتنفيذ ما تقرر شرعا. تدخل الشيخ سعد البريك وتم تأجيل تنفيذ الحكم ثلاثة أشهر على أمل الحصول على عفو من ذوي المقتول, وبالفعل تمكن الشيخ سعد من إقناعهم بالتنازل عن القصاص مقابل دية لكنهم طلبوا مبلغ 6 ملايين ريال سعودي, وبعد محاولات حثيثة معهم قبلوا بمبلغ 3 ملايين ريال سعودي وبناء مسجد قد جمعت من أهل الخير وتم تسديدها في المحكمة العامة بمكة المكرمة لتنال مروة العفو وتستعد لإطلاق سراحها بعد أن أمضت في السجن خمس سنوات وخمسة أشهر. عنف المرأة العربية ليس ظاهرة حول هذا الموضوع تقول نجاة هاشم، الاختصاصية النفسية بجدة: بداية لا يمكن أن نعتبر أو نصنف أن السلوك العنيف الصادر من الزوجة لزوجها أو المرأة ظاهرة موجودة في مجتمعاتنا العربية بكثرة، إنما هناك حالات قليلة أو نادرة الحدوث ساهم الإعلام في تضخيمها وإظهارها بشكل قوي، فهناك حالات من العنف الممارس من الزوجة تجاه زوجها، لكنه ينحصر في الإساءة اللفظية بالدرجة الأولى، وقد تكون هناك أسباب لهذه الإساءة، بينما الإساءة الجسدية هي حالات محدودة جدا وتعود أسبابها إلى عدة أمور مجتمعة منها سوء الأحوال الاقتصادية والنفسية من ناحية، والظلم الاجتماعي من جراء التمييز النوعي بين الذكر والانثى من ناحية أخرى، كما أن التفكك الأسري وضعف رقابة الوالدين من الأسباب الاجتماعية للعنف الأمر الذي يسفر عنه شعورها بالقهر والظلم والدونية. جرائم القتل عقوبتها القصاص المحامي خالد سامي أبو راشد يؤكد أن جرائم القتل مقرر لها شرعاً عقوبة القصاص، وجاء النص عليها صريحاً في القرآن الكريم وهي من جرائم الحدود التي فرض الله لها عقوبة القصاص، ويقول: ـ هذه القضية حكم فيها على المتهمة بالقتل حداً نتيجة اقدامها على القتل، الذي ينشأ عنه حق خاص وحق عام، وفي حالة الحكم بالقصاص فهذا يعد العقوبة الأشد. أما من الناحية الإنسانية، فلا يخفى علينا جميعاً عِظم الأجر في حالة التنازل من قِبل أولياء الدم، فهذا أجر عظيم لا يضاهيه أجر، قال تعالى: (فمن تصدق به فهو كفارة له)، وهو ما نتمناه دائماً والإنسان دائماً يجب أن ينظر للآخرة والأجر الذي سيناله من رب العالمين في حالة العفو. المتهمة سجنت لمدة خمس سنوات، وبالتالي فإن الحق العام قد انتهى بما أنها نالت عقوبتها وتابت وندمت. من أسباب انحراف وسجن الفتيات في السعودية أكدت دراسة سعودية أعدها الدكتور محمد السيف، أستاذ مناهج البحث والدراسات الاجتماعية في كلية الملك فهد الأمنية بالرياض، أن قرابة %50 من الفتيات المحكوم عليهن بالسجن لارتكابهن أفعالا جنائية، يشعرن بالحرمان العاطفي الأسري، وكراهية للوالدين أو الأشقاء. وأوضح الدكتور محمد السيف من خلال دراسته أن البحث عن الحب والحنان هو السبب الرئيسي للسجن عندما يزيد على %25 من عينة الدراسة، ويليها كراهية الأسرة بنسبة %32، بينما تأتي الحاجة المادية والغرائز الجنسية في مراحل متأخرة. سيدتي ا 2006