|
من دواة الحزن ..( ثرثرات فى حضرة غازى السر )
|
قبل يومين ، مررت عابرا بمنطقة (الديم ) في تقاطع (بشدار ) اعتقلتني الإشارة بإضاءة حمراء التزمت فيها القانون وتوقفت ، وجدتها سانحة لألقى التحية على (أدروب ) جندي شرطة المرور الذي يحظى باحترام كبير من المارة ومستخدمي الطريق ، عادة ينصرف الرجل لتسيير الحركة ، لا يحفل كثيرا بإصدار غرامة مخالفات ، التقاطع يضج بالكائنات الاصطناعية المتحركة المسماة (ركشة ) وواضح أن اغلبها مملوك للإخوة في أثيوبيا أو ارتريا اذ ترى فى اطرافها او خلفيتها حرفا او جملة من الامهرية او التقرنجية او علم اثيوبيا بالوانه المعروفة ، الاصفر والاخضر ولون ثالث وتختفى النجمة لكنها تظلفى الرايات الرسمية مرفوعة عندهم ،وحتى أن كان المالك سوداني فلابد ان الجوكى من جماعة محبى (ابسينيا ) اسم الحبشة القديم وتتفاوت مقامات الحب والولاء كل حسب رؤيته وتقديره فمنهم من يهوى فيها الوجه الحسن ومنهم من يهوى الخضرة وبعضهم (مكتول جبنة ) وغيرهم بالموسيقى بل ان بعض اولئك يحب الحبشة والأحباش لان (بطنهم غريقة ) ولديهم قدرة على كتم السر غريبة ، صامتون عما لا يخصهم بقدر مثير للحيرة ، أفقت من تداعياتي تلك وبوق سيارة خلفى (يلكزنى ) للتقدم فقد منحنا (الضوء الأخضر ) للتقدم ، سرت قليلا ثم انعطفت متجها الى شارع (41 ) حدثت نفسى بمباغتة صديقى الجنرال (كبيدة ) وتنطق عند اهله (كابدة ) او (كبدا ) وهو صديق اثيوبى كان ايام امجاد عز حكومة الدرك والعقيد منغستو ضابطا فى سلاح الطيران ، لا يزال (كبيدة ) صارم الانضباط ، انيقا بشكل لافت وان كان بسيطا فى ملبسه يهتم للغاية بشكل عقدة ربطة الحذاء ولمعانه ، اتى الرجل السودان فارا ومطلوبا من حكومته عقب دخول مليس زيناوى ورفاقه الى اديس ابابا ، بدا من الصفر ، وشيئا فشيئا صعد بصبره ومثابرته ليمتلك مقهى للانترنت وخدمات الحاسوب والتصوير واعمال الصرافة ربما فاستقر وضعه ، الرجل فى منتصف الاربعين وربما يزيد قليلا فواحدة من ميزات الالتحاق بالكليات العسكرية انها توفر لعناصرها طاقات اضافية تتفتح من خلالها طبقة جديدة من الجلد والجلد فى الجسد والملامح وعليه ربما يكون (كابدة ) او (كبدا ) ممسكا تحت سمرته الصقيلة وراسه الذى حمل شيبا على فوديه يذكرنى كثيرا بالراحل الشريف زين العابدين الهندى ربما يكون محتجزا لسنوات خمس اخرى غير الخمس والاربعون الظاهرة ، سرت قاصدا (كبدة ) فلاشهر لم التقيه ، ربما تقت لصرامته فى ادارة محله ، وصبره الكبير على احتمال الاستماع الى شكاوى اهله فى نزاعاتهم واشكلاتهم المتعلقة بالغالب اما بنية فى الهجرة الى الخارج او القيام بارسال تحويل للمال الى الاهل والعشيرة خلفهم او شكوى من تحرش وابتزاز برع فيه بعض السودانيين ازاء بعض بنات الهضبة ، والخوف فى الغربة يجعل بعض اخوتنا رجال بلا ضمائر فلهم دون العالمين (الصدر ) او فان على استير وصوفيا ونجستى الرضاء بقبور الحبوس تحت بند مخالفة قانون الاقامة فى السودان !
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
من دواة الحزن ..( ثرثرات فى حضرة غازى السر ) | محمد حامد جمعه | 06-23-08, 09:22 AM |
Re: من دواة الحزن ..( ثرثرات فى حضرة غازى السر ) | Murtada Gafar | 06-23-08, 09:50 AM |
Re: من دواة الحزن ..( ثرثرات فى حضرة غازى السر ) | عبود عبد الرحيم | 06-23-08, 10:03 AM |
Re: من دواة الحزن ..( ثرثرات فى حضرة غازى السر ) | Murtada Gafar | 06-23-08, 10:13 AM |
Re: من دواة الحزن ..( ثرثرات فى حضرة غازى السر ) | وليد محمد المبارك | 06-23-08, 10:19 AM |
Re: من دواة الحزن ..( ثرثرات فى حضرة غازى السر ) | عبود عبد الرحيم | 06-23-08, 10:32 AM |
Re: من دواة الحزن ..( ثرثرات فى حضرة غازى السر ) | محمد حامد جمعه | 06-23-08, 11:15 AM |
Re: من دواة الحزن ..( ثرثرات فى حضرة غازى السر ) | محمد حامد جمعه | 06-23-08, 11:39 AM |
Re: من دواة الحزن ..( ثرثرات فى حضرة غازى السر ) | A.Razek Althalib | 06-23-08, 11:58 AM |
Re: من دواة الحزن ..( ثرثرات فى حضرة غازى السر ) | محمد حامد جمعه | 06-23-08, 12:26 PM |
Re: من دواة الحزن ..( ثرثرات فى حضرة غازى السر ) | A.Razek Althalib | 06-23-08, 01:10 PM |
Re: من دواة الحزن ..( ثرثرات فى حضرة غازى السر ) | محمد حامد جمعه | 06-23-08, 02:06 PM |
Re: من دواة الحزن ..( ثرثرات فى حضرة غازى السر ) | Rawia | 06-24-08, 01:51 AM |
Re: من دواة الحزن ..( ثرثرات فى حضرة غازى السر ) | فارس موسى | 06-24-08, 02:43 AM |
Re: من دواة الحزن ..( ثرثرات فى حضرة غازى السر ) | محمد حامد جمعه | 06-24-08, 08:34 AM |
Re: من دواة الحزن ..( ثرثرات فى حضرة غازى السر ) | محمد حامد جمعه | 06-24-08, 09:51 AM |
Re: من دواة الحزن ..( ثرثرات فى حضرة غازى السر ) | عبود عبد الرحيم | 06-24-08, 10:41 AM |
Re: من دواة الحزن ..( ثرثرات فى حضرة غازى السر ) | عبود عبد الرحيم | 06-25-08, 03:58 PM |
|
|
|