|
|
 Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ (Re: Nazar Yousif)
|
مقال صادرته رقابة جهاز الأمن من " أجراس الحرية"
رمال متحركة، وحريق مشتعل 2 – 3
فائز الشيخ السليك
[email protected]
يوم أمس أشرت إلى اتفاق أبوجا ورمال دارفور المتحركة، وطرحنا عدد من التساؤلات حول جذور النزاع، ومداخل الحلول المقدمة من قبل المجتمع الدولي، والحكومة، والحركات للنزاع في الإقليم المضطرب.
إن الخوض في تفاصيل أزمة السودان فى غربه لا بد من ربط ذلك بالسودان الماضي والحاضر. التاريخ والجغرافيا، السياسة و الثقافة، علم الاجتماع وعلم النفس، السكان والموارد، المناخ والتضاريس. ولمعرفة أسباب الأزمة يتطلب ذلك إن نسبر أغوار، ونغوص داخل أعماق حتى نصل إلى الجذور. ولكي نضع العلاج الشافي يتوجب ذلك معرفة العلة وأسبابها؛ لا الاكتفاء بمحاولة علاج الإعراض وان دعا الأمر إلى إعطاء مسكنات للآلام ومخدرات للجراح. فالتشخيص الصحيح بلغة أهل الطب هو أول الخطوات نحو العلاج الناجع، والمقدمات السليمة بالضرورة تقود إلى نتائج صحيحة منطقياً بلغة أهل الفلسفة.
وهو ما لا تريد الحكومة استيعابه، حيث حاولت الالتفاف حول الأزمة زماناً طويلاً، فقد حاولت الحكومة السودانية؛ مع بداية الصراع الأخير وصف الأحداث بأنها أحداث نهب مسلح وقطع طرق ظناً من استراتيجيي الخرطوم بان العالم لم يتغير، وتجاهلاً منهم بحقيقة القرية الكونية في عصر ثورة الاتصالات، وموجة تدفق المعلومات المنداحة مع الأشعة الضوئية المنبعثة عبر الفضاءات الرحبة؛ والتي مكنت أي فرد في أي بقعة فوق الكرة الأرضية من معرفة ما يحصل في كرنوى، وسرف عمرة، وكهوف جبل مرة، وكلبس، وصليعة دون عناء. ولما فشلت الحكومة المركزية في تشييد حواجز حديدية تستر ما تقوم به من أعمال تحت ستارات من الليل البهيم في مناطق، عند أهلها الكهرباء نوع من الترف، اضطرت الحكومة أن تعلن بعد تطور الأحداث دراماتيكيا توجيه تهمة الحرب ضد الدولة، والقيام بإعمال نهب، والاستيلاء على أموال، وتدمير آليات؛ لم تذكر أن من بينها ثمانية طائرات حربية كانت جاثمة فوق ارض مطار الفاشر.
وكلما ارتفعت السنة لهب الحريق؛ تفتقت عبقرية اهل الحكم فى الخرطوم عن وسيلة يحاولون بها تضليل الرأيين العام، المحلى والعالمي. فحاولوا تكميم الأفواه بفرض رقابة صارمة على الصحف، ووضع خطوط حمراء تحظر التطرق إلى حقيقة الأوضاع في دارفور.
وحاولت كل الجهات في الخرطوم تسويق خطاب " المؤامرة الدولية، والصهيونية واختلاقها للأزمة المكبوتة، ولعلنا نذكر خطاب النائب الأول للرئيس آنذاك الأستاذ
علي عثمان محمد طه تحذيراً شديداً لجهات تحاول التدخل في السودان قائلاً ان "الذين يريدون سوقنا بعصا سنكسرها". وقال في خطاب أمام حشد في مدينة بارا في إقليم كردفان المتاخم لدارفور حيث حضر افتتاح طريق يربط بمدينة الأبيض عاصمة كردفان "تعاملنا مع العالم واضح. وإذا وضعوا حجرا أمامنا فسنزيله, ولا احد يخيفنا. ومن يظن أن دارفور مدخل لتركيع السودان فهو واهم بإذن الله""."
لكن رغم محاولات ذر الرماد على العيون كانت الحكومة تبعث بوفودها سراً إلى قيادات الفصائل المسلحة ". ، وبدأت الاتصالات في جبل مرة منذ عام 2001 عبر الأعيان، وذوي القربى من أبناء الفور والزغاوة لإطفاء الحريق، والسيطرة على الأوضاع قبل انفجارها، وزحف الرمال شرقاً، واتساع دائرة الحريق، وقد بلغ عدد المبادرات التي تقدم بها أعيان المجتمع المحلي وأحزابه السياسية حوالي الـ 28 مبادرة، قبل انفلات الأمور، ومن ثم دخول المحيط الإقليمي، والدولي ، وقد كانت جولة أبشي في الثالث من سبتمبر 2003 بمبارده من الرئيس ادريس ديبي؛ أولى محطات انطلاق الأزمة خارج جغرافية السودان، وان كانت في محطة تتشابه مع السودان في الجغرافيا، وبعض صلات القرابة، والدم، والثقافة، ولم تكن المفاوضات سوى مناورات، وربما تدفقت مياه تحت جسر ما، وربما برزت محاولات إغراء كان وسيطها ديبي شخصياً، ولم توصل الجولة إلى أية نتيجة، ثم عاود الطرفان المباحثات مرة أخرى في نوفمبر دون إحراز اى تقدم سوى العلاقات العامة، لتنتقل المفاوضات في أبريل من عام 2004 إلى نجامينا، وبعدها بعدت المسافات بين الخرطوم، ومقار المفاوضات إلى أبوحا، وأروشا، وطرابلس، وربما جوهانسسبرج، دون وجود رغبة حقيقية في ملامسة الجرح، ومعرفة لماذا الحريق، وأرادت الحكومة ابتاع سياسة أخرى في تقسيم الحركات، وان لم تكن الحركات نفسها غير بريئة حتى وصلت الحركات إلى أكثر من عشرين حركة تحمل السلاح، معظمها فاقد الرؤى لحقيقة المشكل، فرأينا عبد الواحد ينقسم عن مناوي، او العكس، وعبد الشافع يخرج عن رفيق دربه، وحركة خليل إبراهيم هي الأخرى تتناسل، إلى إصلاح، والى مساواة حتى أصيب المراقبون بالتشويش، فالحركات نفسها استندت على القبيلة، وتفرق دم القيادات بين البيوت، وفروع القبيلة، وهو ما قد يحول كل الإقليم ذات يوم ان لم توجد حلول ناجعة إلى " بحر من المليشيات، والى فوضى شاملة تتمثل في حرب الجميع ضد الجميع.
وحين توصل الوسطاء، والحكومة ، وبعض الفصائل إلى اتفاق هلل كل من لم يعرف جذور الأزمة، وطبيعة دارفور، وظن أن السلام آت لا محالة، ولكن كانت النتيجة خيبة كبيرة. فالاتفاق كان جزئياً ، وعاب عليه خلوه من بعض التفاصيل المهمة مثل تضمين آلية واضحة لنزع سلاح المليشيات، مثل مليشيات الجنجويد وتحديد من يقوم بذلك بشكل واضح وصريح، وبدون ذلك فان ملايين النازحين لن يعودوا إلى مناطقهم وقراهم. فالسلام ليس صفحات يتم توقيعها بدون إحساس بأن هذه الأوراق تخاطب حاجات الناس ومتطلباتهم، على الأقل الحد الأدنى منها.
هي معادلة معقدة فرضها تعقيد الواقع الدار فوري نفسه، وتفاقمها تصرف الحكومة غير المسئول، والحكومة دائماً ما تقدم التكتيكي على الاستراتيجي، وتمارس السياسة من خلال رزق اليوم باليوم.
وموقف الفصائل هو ذاته موقف يساعد على تعقيد الأوضاع ، إضافة إلى تشويش فكري، وضبابية سياسية، وربما أن الاهتمام الدولي بالأزمة الإنسانية، هو ما خلق تشويشاً في خطاب الحركتين، فطغى اتجاه معالجة الأزمة من مدخلها الانسانى على الخطاب السياسي، وجذور الأزمة، ويعزى التشويش وضبابية المواقف إلى حداثة قادة الفصائل المسلحة بالعمل السياسي، وتعاظم الاهتمام المحلى والدولي والإقليمي بالقضية بدرجة فاقت تخيلاتهم وتوقعاتهم. وقد اتسمت المواقف في حركة التحرير بالتناقض والخلاف الواضح بين رئيسها نور وأمينها العام مناوي مما أدى إلى انقسام الحركة على نفسها بعد أن فشلت المساعي والوساطات في رتق الخلافات ، فتدخلت اريتريا عن طريق عبد الله جابر والرئيس اساياس افورقي ، وتدخل قرنق وسودانيون آخرون. وهى مواقف تكشف قلة التجربة، وضعف الخبرة، وربما ان عظم المسؤولية ، وتدويل القضية جعل البعض يشعرون بالعظمة ويصبحون مثل الكواكب التي تنفلت من مداراتها، وهذا التشويش كان واضحاً في حصر الأزمة داخل حدود دارفور، وعدم العمل على بطها بالأزمة السودانية كلها، وهي أزمة عدم توازن، وتعايش ما بين المركز والهامش، ومشكلة مظالم تاريخية بدأت منذ أمد طويل، وتمظهرت في أشكال حركات احتجاج قديمة منذ اللهيب الأحمر ، وسوني، ونهضة دارفور.
إن الحديث عن اتفاق أبوجا، يظل حديثاً معزولاً ، إذا لم نربطه بكل الأزمة، ولسنا في حاجة لإطلاق التهم على أحد الأطراف بأنه فشل في الإيفاء بالتزاماته، أو خفق في تنفيذ واجباته وفق نص الاتفاق، فالاتفاق في رمته كان مصدر تساؤلات، وهو في حاجة إلى وقفة قوية ، لمراجعة الاتفاق، والبناء فوقه من أجل سلام شامل، ومستدام، وحقيقي، وتكاتف الجهود بين كل الأطراف من أجل إطفاء الحريق، وهو واجب الحكومة، بمكوناتها، الحركة الشعبية" ، و " المؤتمر الوطني" كأكبر ضلعين في أضلاع الشراكة، وواجب الحركات، وكل أهل دارفور، والقوى السياسية، وفي ذات الوقت هو واجب المجتمع الدولي، لكن هل فهم المجتمع الدولي القضية.؟. أم سيكتفي بقرارات ربما لا تقدم الحل النهائي، وهو مرتبط بسؤال المقال المقبل، هل كان مدخل المجتمع الدولي صحيحاً؟.
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-20-08, 06:20 AM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-20-08, 06:32 AM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-20-08, 12:36 PM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | amir jabir | 06-20-08, 01:00 PM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-20-08, 01:08 PM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-20-08, 01:13 PM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-20-08, 04:41 PM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | كمبورة | 06-20-08, 05:04 PM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-20-08, 08:47 PM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | خالد العطا | 06-20-08, 05:16 PM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-20-08, 08:56 PM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-21-08, 09:11 AM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-21-08, 09:21 AM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-21-08, 11:30 AM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-21-08, 11:35 AM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-22-08, 12:08 PM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | عمر دفع الله | 06-21-08, 11:44 AM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-21-08, 05:48 PM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-21-08, 05:49 PM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-21-08, 10:57 PM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-22-08, 11:38 AM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | علاء الدين صلاح محمد | 06-22-08, 12:41 PM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-22-08, 02:24 PM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-23-08, 06:41 AM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-23-08, 05:18 PM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-23-08, 07:30 PM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-24-08, 06:46 AM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-24-08, 06:18 PM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Tragie Mustafa | 06-24-08, 07:40 PM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-24-08, 10:36 PM |
| Re: عاجل... أين منى أركو مناوى ؟ وهل ذهب نافع للبحث عنه؟ | Nazar Yousif | 06-25-08, 11:00 PM |
|
| |
Nazar Yousif
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست