السودان بلد منتهى الصلاحية

Quote: * أمطار متوسطة شهدتها العاصمة عصر أمس الأول حولت أحياء وطرقات المدينة كلها إلى مستنقعات وبرك وأوحال. * وفي بعض الأحياء القديمة تحولت شوارع الأسفلت المنخفضة إلى ترع ومجار للماء. * أما المناطق التي تحيط بها شوارع الأسفلت الحديثة التي اقيمت على ردميات عالية دون مراعاة لنواحي التصريف الهندسية فقد تحولت إلى بحار وبحيرات تهدد المنازل والسكان! * كل هطول متوسط أو غزير يمد لسانه ساخراً لما يسمى بالشئون الهندسية، ويؤكد أن كل الجهود التي تبذل لرصف الطرق وتحديث العاصمة لا علاقة لها بالهندسة إطلاقاً. * مناطق الأسواق في قلب العاصمة ومواقف المواصلات كلها ومع أول هطول تحولت إلى برك ومستنقعات وخمج وطين وروائح كريهة!! * الذي ينظر لمجاري تصريف الماء في الأحياء والأسواق يجد معظمها جافاً أو مدفوناً بالأوساخ والأتربة أو تركد داخلها المياه الخضراء الآسنة بدون حركة وحول هذه المجاري المعطلة نشاهد مناظر البحيرات الكبرى الراكدة التي تبحث عن منافذ للتصريف!! * أمطار أمس الأول كشفت الإهمال المريع والغياب التام لاستعدادات الخريف في المحليات، مما ينذر بخطر كبير على المنازل والسكان إذا توغل فصل الخريف او هطلت (مطرة) واحدة بحجم مطرة الرابع من اغسطس عام 1988م التي دمرت آلاف المنازل في أحياء العاصمة وتسببت في الكثير من الوفيات نتيجة الإهمال في فتح مصارف مياه الأمطار. * إذا كانت المحليات لا تتحرك إلا بعد وقوع الكوارث فعلى كل مواطن أن يتحسب لأسوأ الاحتمالات في خريف هذا العام بالعمل على فتح أوسع المنافذ من منزله إن أمكن مع ردم أساسات المنازل بالتراب غير المسرب (الرقيطة) إن كانت الجدران مشادة بالطوب والمونة الحرة أو بالطوب اللبن. * نأمل من الطلاب أن يتجمعوا في أحيائهم وينظموا أيام عمل ميداني خلال العطلة الأسبوعية لفتح المجاري امام المنازل وتوصيل برك المياه وسط الأحياء لأقرب المصارف إن وجدت! بجانب عمل ردميات لحماية المنازل المنخفضة من خطر السيول.