جماعات الهوس الديني تهدر دم متحدث حق بجامعة الخرطوم الطالب تاج السر جعفر تاج السر

Quote: ان المرء ليندهش من اهدار دم الآخر المختلف وتكفيره فى القرن الواحد والعشرين ويزيد اندهاشه ان تأتى هذه المصيبه من طلاب علم فى ارقى جامعة بالسودان وكنا نظن ان طلاب هذا الزمان وهذا الجيل والذين يعرفون التعامل بالكمبيوتر وبأحدث ما توصلت اليه اختراعات الاتصالات وفى ظل القنوات والسماوات المفتوحه ومصادر المعرفه المتنوعه ، كنا نظن ان عقولهم اكثر اتساعا ومداركهم اكثر تسامحا لكن ان يظهر البعض ليهدر دم آخر ويكفره هذه والله مصيبه ما بعدها مصيبه ، فهذا يعنى ان التعليم لم يحقق غايته وان هؤلاء الطلاب يأخذون القشور من التعليم المدرسى ولا يلجون الى لب العمليه التعليميه التى تعلم الانسان النقد وادوات النقد ونعلمه الشك والتسامح بل فوق ذلك تعلمه حسن الظن كما تعلمه ان للحقيقه وجوه متعدده ولا احد يملك الحكمه الكامله فرأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب وكيف لانسان امتلك الحقيقه الكامله ان يأمل فى التطور والتعلم من ألآخرين وكيف له ان يقبل بأن يوسع مداركه وآفاقه ، انها محنه حقيقيه يجب ان يوفر لها علماء الاجتماع الوقت للدراسه وان يوفر لها الباحثين للتمحيص واستخراج العبر ، هل هذا نتيجة سياسة التعليم التى تعتمد على التلقين والكسل الذهنى ام ان هذا نتاج وسائل الاعلام ودعاية الهوس الدينى فى عقول غضة الاهاب ، ام هو توجه الدوله التى اغلقت منافذ الافكار والاراء الاخرى وتربعت على دست الحكم والرأى . انى اعتقد ان مثل هذه الحركات باهدار الدم والتكفير تسىء للاسلام والمسلمين اكثر من كل شىء فهى تظهر الاسلام بوصفه دينا لا يطيق حرية الفكر وان من يجتهد فيه ويطرح فكرا جديدا او رأيا مغايرا لا جزاء له الا اهدار دمه والقتل ، بل انه من الغريب ان يحدث هذا فى جامعه من شأنها ان تطلق حرية البحث العلمى وحرية الرأى فى داخلها فاذا كان هذا منتوجها فان مستقبل طلابها مخيف ومستقبل البلد الذى يعتمد على هذه الفئه من الطلاب مخيف جدا ، بل ان مثل هذا السلوك يرهب الآخرين الذين يرغبون فى الاستقلال بأرائهم عن الرأى السائد او الرسمى و المدرسى مما يقفل باب تلاقح الآراء ويجعل الحياة الجامعيه ضحله وراكده وممله لا نشاط فيها ولا جديد ولا حراك . ان المرء حقيقة ليندهش من هذه الرده فى التفكير والآراء والتسامح عن حتى القرون التى خلت ، انظر لما كتبه الامام ابن حجر من علماء القرن العاشر الهجرى فى كتابه ( الاعلام بقواطع الاسلام ) حيث يؤكد ان مجرد تسمية الباطل حقا لا يطلق ان التسمية كفر ولذلك يمكن ان يقال عن رأى الآخر انه باطل او فاسد او مستكره ولكن لا يمكن ان يطلق عليه كفر لأن سبيل ذلك هو التأويل ، تأويل كلام الآخر بواسطة من ينقده الامر لا يعدو ان يكون رايا مقابل رأى والاختلاف فى الرأى والتأويل لا يصح ان يكون دليلا على الكفر والرده ولذلك لم يحكم الائمه والاعلام بردة من انكر رؤية الله يوم القيامه وانكر وجود النار والجنة الآن وانكر اللوح والقلم او تمنى الا يحرم الله الخمر وغير ذلك ما ذكره ابن حجر فى كتابه " الاعلام بقواطع الاسلام " من المفترض ان تكون الجامعه حديقه للحريه والتنوير وان تشع تلك القيم فى جنباتها وداخل قاعاتها فتعكس تلك القيم فى مرآة المجتمع ولكن مع الاسف الشديد اصبحت الجامعات فى هذا العهد البغيض لا تحمل فى جنباتها الا القتل والتهديد للمخالفين وقاعاتها تسمى برموز الذين ماتوا فى سبيل قمع الآخر لا الحريه له وفكره وان سياسة التعليم تمنح من يذهب ليقتل فى سبيل قمع الحريه والرأى الا×ر تمنحه اكبر الدرجات وتفضله وتميزه عن الآخرين المجتهدين والمنضبطين فى سوح العلم الدور الاساسى الذى من اجله اتوا وناضلوا طوال سنى عمرهم . كما قلت سابقا هناك اثر ضار بالنسبه للطلاب وللمجتمع من هذه الحركات ولا تخفى السلطه الحاكمه تشجيعها لهذه الحركات ان لم يكن بالدعم المباشر بل بالسكوت على افعالهم والتواطؤ معهم ، فمن الاثار الضاره 1 - خنق البيئة العلميه التى تشجع على الابتكار والاضافه 2 - قمع حرية التفكير الخلاق بالمغايرة والمخالفه 3 - تعميق الشعور لدى الطلاب والمواطنين والاساتذه بأنهم بلا حمايه وعرضة للتكفير واهدار الدم ( ومن المؤكد ان الطالب العادى سيفكر عشرات المرات قبل ان يجرؤ على الاقنراب من الدائره التى قاربها زميلهم وسينطوى كل طالب على رقيب داخله يقمعه ويكفه عن التفكير الحر دون قيد او عائق ) 4 - سوف تفقد الاجيال الجديده من الطلاب ايمانها بحقها فى الاجتهاد فتميل الى التقليد وتكرار ما قاله السابقون ولسان حالهم يقول : مت بداء الصمت خير لك من داء الكلام انما العاقل من الجم فاه بلجام والسير فى الدروب المألوفه الآمنه التى يقولون فيها ما قيل من قبلهم عشرات المرات 5 - يشب الطلاب وهم جيل المستقبل وقادة العمل العام على طاعة النواهى التى نهاهم عن حرية الفكر وتصلب عقولهم على التقليد الامر الذى ينتهى بهم الى معاداة اى اجتهاد مغاير او تفكير حر 6 - وبذلك تكون العقول جاهزه لاستقبال افكار التعصب والتطرف 7 - عموما من الاثار ايضا غرس بذرة الخوف فى العقول ، عقول المبدعين والمفكرين على النحو الذى يؤدى الى شل اقلامهم وجذ اجنحة خيالهم فيحل الاتباع محل الابتداع والتقليد محل الابتكار 8 - اختفاء التسامح الفكرى والذين يظنون ان ما حصل لهذا الطالب هو بعيد عنهم هم مخطئون تماما ، فبالنظر الى النقاط اعلاه نجد ان دائرة الاثر تتعدى الطالب المعنى وتصل الى الجامعه كلها بل الى المجتمع كله فكل شخص معنى بها وكلنا معنيون بها بصوره او اخرى ، كما ان دائرة التكفير لن تقف فى مكان واحد بل سوف تنداح الى ان تصل الى كل شخص بل لا ابالغ اذا قلت ان الحريق سوف يصل حتى الى المكفر نفسه لانها دائره شريره ولنا امثله من ذلك فى التاريخ القريب والبعيد فالمرحوم محمد طه محمد احمد كان يوما يحمل لواء التكفير ويطلقه فى هذه الجامعه لمخالفيه فى الرأى ولكنه اكتوى بنفس هذه النار فى اخريات ايامه فاتهم بالرده ، كما ان النيل ابوقرون هو من ساهم فى سن قوانين سبتمبر السيئة السمعه وبهذه القوانين حوكم المرحوم محمود محمد طه وغيره ولكنه فى اواخر ايامه اتهم بالرده وانه من الروافض ، كما ان عبدالصبور شاهين الذى ساهم واجج قضية نصر حامد ابوزيد هو نفسه اتهم بالرده فى كتابه ابونا آدم . يجب علينا كلنا الا نعطى احد من البشر السلطه ليفتش ضمائر الآخرين وليقرر هذا كافر وهذا مسلم ويجب علينا كلنا ن نقف بقوة ضد منح اى احد السلطه ليكون هو وكيل الاراده الالهيه ليفسر النصوص الدينيه حسب رأيه ويقرر هذا حق وهذا باطل ويقرر لنا هذا رأى الشرع وهذا مفارق له . يجب علينا لجم هؤلاء المكفرين ومهدرى دم الآخرين يجب تكوين دائره واسعه للاستنكار وللعمل الجاد فى كشف هؤلاء وتعريتهم وحماية المبدعين والمبتكرين واصحاب الرأى الآخر والمخالف والمجتهد . التحيه لهذا الطالب الذى قال لا فى وجه من قالوا نعم