|
Re: المؤتمر العلمى الخامس للروايه السودانيه.. = عالم على الرفاعى الروائى (Re: salah awad allah)
|
(3 ) وفي مفتتح الرواية نطالع : ---
( استيقظ التازي ود الطوكراوي في ثلث الليل الأخر , تماما كما تستيقظ اي آفة يخشاه الناس , بينما يتقلب ارقا في عنقريبه الذي لم يكن فراشه الا فراشا كان تراثا فاندثر ...الخ)) ص(7) ويستمر الكاتب في حشد التفاصيل مقرونة بالاسمائية الطابع الموغل في المحلية للأشياء والأمكنة وشخوصه ((القازي ود الطوكراوي , العنقريب , حسون ود النعمان , منوفلي , ود الباشكاتب ... الخ *وفي بدايات هذا الحشد الكشف في التفاصيل يتمظهر الحدث الأساسي الأول للنص ناهضا برتالة التفاصيل الي اعلي مستوي يمكن للنص ان يرتفع اليه وهو بظهور التمساح المخنث علي شاطئ القرية صباح وصول قطار كريمة له لالاته التي آخر الرواية وكذلك من التقاطر . بعض نمازج الخطاب السياسي المتواري خلف التفاصيل
*( لقد شهد صباح ذاك اليوم عند النيل أمرا لم يشهده صباح قبله , ياتي بكل غريب ويذهب بكل حبيب , لم يبقي رجل قادر علي المشي من رجال القرية الا كان عند النيل , ..... الخ )) ص (7(
*وكذلك نطالع :ـ (( وبالتالي لم يكن عبيد يتوقع ان يتعرض الي وابل من اسئلة الخواجية التي داهمته فجأة : وانت ؟ فالنفترض انك من الجيل الحديث .. ماهو رأيك هل التمساح ذكر أم أنثي ؟؟ كأن السؤال مقدمة لحديث طويل ظل عبيد يتابعه كلمة , كلمة....
*عبيد:ـ اعتقد ان التمساح حفيد لأجداد كانوا يصطادون أجدادك .
*الخواجية :ـ وهي تضرب علي صدرها بكفها الأيمن : أوه أجدادي ؟
*عبيد :ـ ويفضلون أكل لحمهم الأبيض الهش , الخواجية وما يدريك انه الان خجل من أفعال أجداده تلك ؟؟ ص (11 *كما نلتقط المشهد التالى :-
)) * وهى تمشى على ساق النخلة وتتحدث إلى عبيد دون أن تنظر إلى ساق النخلة ، فى تلك اللحظة أحس ضمرةه باللذة تعريد تحت فروت رأسه ومن يدرى فربما قال عبيد فى نفسه فى تلك اللحظة (هذه الخواجية بمشيتها على ساق النخلة تتطاول على تراثنا) ( ص 11)
** كذلك نلحظ أرتباط المثيولوجى والأسطورى متعانقاً مع أول حدث مركزى وأساسى وذلك بالربط بين موضع ظهور التمساح المخنث متزامناً مع مقدم ( آندرسون وجيهاناً ..مقروناً بالبقعة التى صلى فيها الشيخ المبروك صاحب الكرامات ...( الشيخ ود جكوم ) كما يلى : -
* (يا ألهى كيف لم ألحظ أن التمساح كان يرقد بالضبط فى البقعة التى صلى فيها شيخنا ود جكوم يوم رحيل الأمام من قوز قراقى ) ...( ص 12 *)
*كما يتمظهر الحدث الهام الثانى فى الرواية وهو أدعاء مستر أندروسون أنه أبن الحسون ود النعمان كما ورد فى المقطع التالى :-
* (تبللت ثياب حاج النعمان بالدموع والعرق بينما أخرج الخواجة من حقيبة أوراقه جواز سفره الذى أمسكه المأمون بين يديه وهو يقرأ بصوت تقطعه العبرة ..!!!!
* الأسم : نعمان الحسون النعمان . العمر : 23 عاماً وذلك حسب تاريخ الميلاد المدون بالجواز ولم يتركه يكمل قرأته فقد أنفجر فجأة فى البكاء ، وقام ليحضن رأس حاج النعمان ويقبله ويقول له أبشر يا حاج النعمان فالله لا ينسى الصابرين )) ( ص 15)* كما نطالع:- * ((حاج الصافى : - (( لقد عرفنا الآن أن حاج النعمان هو جد الخواجة فماذا عن الخواجية هل هى أيضاً أبنة حسون ود النعمان عند ذلك تبادل عبيد عدة كلمات إنجليزية مع الخواجية ، والناس قد لفهم الصمت كأنما على رؤوسهم طير غريب لا يفهم لغة طير قوز قرافى غيرأن عبيد قطع الصمت بقوله : * الخواجية تقول أن حسون بن النعمان قد تزوج فى فترة دراستة ببلادها ، عمتها مارغريت التى أولدها مستر النعمان الذى أدخل مدرسة عربية وأختلط بالجاليات العربية ، وأعتنق الإسلام ، وقرر أن يزور أهل أبيه ، وأنها تعمل باحثة اجتماعية وقد جاءت مع إبن عمتها لتدرس مجتمع قوز قرافى .... أجاب عبيد ، الخواجية تقول أنها غير متزوجة وغير مخطوبة وغير مرتبطة ... هنا تنهد حاج الرضى تنهيدة لا يحسها إلا من خبر أعماق البشر ( ص (16). لماذا تحدد ظهور ( جو ها نا واءندرسون ) بظهور التمسا ح المخنث هذا التلازم له دلالاته داخل الروايه ليؤسس ي بهذين الحدثين المتزامينين الفضاء الخارجي لروايته وامتداداتها الزمكانية خارج اطار القريه (( قوزافي )) المكان المركزي للنص وبا لتالي يمكن للسرد ان ينداح علي أمتدادت مكانيه لفضاء أوسع من القرية و القري والمدن المجاوره حتي بلاد الإنجليز ( حيث أتت جوهانا واند رسون … ؟؟ * وهنا يحق لنا أن نتساءل عن مسار الأحداث في النص الذى أسس له أن يتبنى رحله عكسية من الغرب الي الشرق في حوار جد لي … اي في خط عكسى لفكرة ( موسم الهجرة الي الشمال!! أم أن ( قبيلة من وراء خط الأفق لها مفاهيم جديده ومغايره لفكرة ( الطيب صالح وسهبل ادرس في الحى اللا تبني وتوفيق الحكيم فى عصفور من الشرق ) ذات الجدلية في حوار ها مع الغرب الذى لايخلو من النكهة الثاريه ما بين (( مستعمر و مستعمر...!!!!!!!!!!!!!! اذا ما هو الجديد على المستوى المفاهيمى الذي قدمه لنا (( حسون ود النعمان الذى كان ولم يكن ! )) وأى كشف جديد في مستوى مغاير من الغرب الي الشرق فى مسار عكسى لموسم الهجرةالى الشرق ام ان كاتبنا ( ربما راى فى الخواجيه رايات محبين كثيرين منكسة في قلبها!!) و بماذا يفيد هذ ا التعاكس وهنا تتكشف الدلاله الثاريه التى ظلت تاوية في اخاديد الخطاب المفاهيمى للروايه متناثره وموزعه على ثرثرة التفاصيل او تفاصيل الحكايات الصغيره التى تنتقل بنا من شخص الى اخر فى مجالس القريه التى اعتمدها المؤلف كآلية سرد يحملها خطابه المفاهيىم بل وموقفة من كل قضايا الكون الفلسفية والدينيه والسياسيه والاجتما عيه الخ … ومن منصه الراوي كلي المعرفة بالحدث الماضى والمستقبلي والراهن بل وبما يدور فى اذهان شخوصه من أفكار واحلام وهواجس تلك التي قيلت والتى لم تقال بعد....
|
|
|
|
|
|
|
|
|