اين خليل ( مع التقدير لمصطفى سرى )

Quote: أنا الآن وسط قواتي.. أشرب الشاي.. وعرفت أنهم في الخرطوم يتعقبونني.. واتحدى هذه المجموعة أن تأتي لمواجهتنا، لقد نفذنا عملية الذراع الطويل في العاصمة الخرطوم بنجاح وخضت المعارك بنفسي.. وعدت ولم يستطع احد منهم اللحاق بي) هكذا كان يتحدث د.خليل ابراهيم زعيم حركة العدل والمساواة بلهجة بدت واثقة عبر الهاتف الخميس قبل الماضي لمنفذ اعلامي خارجي. خليل بدأ يخوض حرب نفسية اعلامية عبر هاتفه، وتصريحاته التى لم تعترف بالهزيمة حتى الان. ورغم ان حديثه شابه الكثير من المبالغة التى تجافى حقيقة الواقع. الا انه بدأ هادئا فى جميع مكالماته بشكل غير اعتيادي. فخليل الذي رصدت الحكومة مبلغ (500) الف جنيه لمن يقدم معلومات تقود للقبض عليه، يتحدث وكأنه لا يتوقع في تلك اللحظات أية مفاجأة تقطع عليه المكالمة. الامر الذى دفع مراقبين للاعتقاد بان خليل ليس فى ام درمان كما يدعى، بل هو فى مكان امن، غير ان قلة من المراقبين يشككون فى الشخص الذى يتحدث فى القنوات الخارجية بوصفه خليلاً، ويعتبرون ان مصير خليل الحقيقي مجهول. و يلمح البعض الى ان خليل اصبح خارج السودان الان، وفى طريقه لقطع الشك باليقين بالظهور علانية امام الفضائيات. وتعيد معارك خليل الهاتفية، وتهديداته للحكومة بمعاودة القتال، الى الاذهان معارك القاعدة والولايات المتحدة. وتسجيلات بن لادن والظواهري في السنوات القليلة الماضية. غير انه من المهم جدا الالتفات الى ان الاجهزة الامنية وبطريقة ما كانت ترصد احاديث خليل عبر هاتفه (الثريا) الموصول بالاقمار الصناعية، والذي لا يعرف معني عبارة (خارج التغطية). فوزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين كشف عن رصدهم لمكالمة هاتفية له الخميس الماضي مع شخصية يعتقد انها فرنسية. ورغم تأكيد وزير الدفاع عن حاجة الجيش الى قمر اصطناعي للأغراض العسكرية. الا ان من الواضح ان حديث خليل عبر هاتفه كان يصل لاذن الاجهزة الامنية. فقد كشف وزير الدفاع في وقت ماضى عن اتصال خليل بتشاد لارسال مروحية لتحلق به خارج الحدود. ويؤكد خبراء امنيون ان تطورات هائلة قد طرأت على تقنيات التنصت على الاتصالات خاصة في العقدين الأخيرين، لتصبح بموجبها صناعة مستقلة تستعملها اجهزة الاستخبارات وبعض المؤسسات الخاصة في معظم دول العالم للتنصت على الاتصالات التي تحوي معلومات حساسة. وينبه خبير استراتيجي فى حديثه لـ(الرأي العام) الي انه كلما تطورت التقنية، تطور ترياقها التقني. غير أنه يؤكد ان بيع مثل هذه المعدات التقنية الحديثة يخضع لأجندة سياسية قبل اي شئ اخر. ويري الخبير الأمني نفسه ان هذه التقنيات الحديثة للتنصت، وتحديد الموقع عبر الثريا، قد لا تكون متوفرة بالسودان، وهذا لا ينفي بطبيعة الحال ان تقوم بهذه العملية اجهزة امنية متطورة لديها تعاون امني وثيق بالسودان. غير ان حوار خليل الاخير الذى نشر الخميس الماضي مع (الشرق الاوسط) كشف عن حيطة وحذر الرجل من استخدام الهاتف لدواعي امنية لمدة (ثلاثة ايام) من تاريخ دخوله بقواته للخرطوم. علاوة على شكه فى مراقبة اتصاله، لذلك فان خليل هو الذى اتصل بالمحرر، واستخدم اربعة هواتف، بفارق دقيقتين بين كل محادثة، خلال فترة لم تستغرق اكثر من(75) دقيقة. وتبدو هنا ملاحظة جديرة بالتدقيق في الحوار. فإن كان خليل لم يستخدم الهاتف فى الثلاثة ايام الاولي من غزوه للخرطوم، بدافع الحيطة والحذر الامنى مما صعب على الكثير من وسائل الاعلام لقائه لكشف ملابسات الهجوم حسبما نسب لخليل فى الشرق الاوسط اللندنية-، فهناك علامة استفهام كبيرة عن الشخص الذى تحدث للـ(BBC)، والجزيرة، ورويترز. التى نقلت احاديث للرجل فى الايام الاولى للغزو، وهو يؤكد تواصل الهجمات على الخرطوم حتى تسقط الحكومة ، اضافة لاعلانه المستمر على إنه يتحدث من أم درمان. ويذهب محمد محمد خير الملحق الاعلامي بسفارة السودان بالامارات فى حديثه لـ(الرأي العام) الى التشكيك فى هوية الشخص الذى يتحدث باسم خليل، مستندا فى ذلك على معرفته الوثيقة بخليل، فقد قضي معه قرابة الـ(9) اشهر فى ابوجا النيجيرية، وتحادث معه كثيرا، بشكل جعله يحفظ بصمته الصوتية، خاصة وهو شخص اذاعي يعرف الاصوات جيدا. محمد خير لم يكتف بهذا التشكيك فقط، بل اتصل بقناة العربية التى بثت لقاء هاتفياً مع خليل الاربعاء الماضى، حوي تقريبا معظم ما جاء فى لقاء صحيفة الشرق الاوسط. وعبر لهم عن شكوكه فى التسجيل، الذى كان من المفترض ان تبثه القناة على مدار اليوم عبر (12) نشرة اخبارية. فقامت القناة -والحديث لمحمد خير- بواسطة خبير للصوتيات بالقناة، باجراء اختبار بسيط بمقارنة ذبذبات صوت خليل عبر تسجيل سابق له، والتسجيل الاخير، فوجدت الفارق واضحا، فاوقفت قناة العربية البث. ويقول محمد خير انه اكتشف ان قناة العربية اتصل بها جبريل ابراهيم شقيق د.خليل ، وقدم لها رقم هاتف ثريا، وادعى انه لخليل. غير ان محمد خير وعبر جهات لم يسمها توصل الى ان الشخص الذى تحدث باسم خليل للقناة العربية، وبقية القنوات الاعلامية هو (على الوافى) مسئول التوجيه المعنوي بالعدل والمساواة، وللوافي معرفة سياسية وعسكرية تمكنه من الحديث. وبالنظر لفرضية محمد خير تتبدي ان تصريحات واحاديث خليل للوكالات والقنوات الفضائية، تقوم بها شخصية تتقمص دور خليل وتدلي باحاديث مفبركة. فى الجانب الاخر يعترض مصطفى سري الصحافى المقيم بلندن، والذى اجرى حوار الشرق الاوسط مع خليل على فرضية محمد خير، ويؤكد على ان من تحدث معه كان خليل، ويستدل بمعرفته السابقة بالرجل الذى التقي به فى اسمرا، ويقول سري نبرة الصوت، وطريقة الطرح تؤكد انه خليل) ويضيف ايضا ان خليل فى اتصاله معه لم يظهر رقم للمتصل، ولم يظهر صدي للصوت. واذا كان بن لادن هو اغلي رجل تطلبه واشنطون، فخليل هو اغلى رجل تطلبه الخرطوم فى التاريخ. وبين الرجلين تبقي اسئلة ليست للاجابة فى الوقت الحاضر على الاقل.