البقارى والمونجانق : مقاربة سيو-ثقافية فى خمسة حلقات

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 10:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-16-2008, 11:26 PM

Abuelgassim Gor
<aAbuelgassim Gor
تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 4630

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البقارى والمونجانق : مقاربة سيو-ثقافية فى خمسة حلقات (Re: Abuelgassim Gor)

    الحلقة الثالثة
    كما أسلفت فى حلقات مضت ان غاية هذه الحلقات الوصول الى تأسيس مدخل اجتماعى ثقافى للحوار بعيدا عن الاستقطاب السياسى أو الاثنى. لذلك فهو خطاب المقاربة الثقافية والسيسيولجية، يسعى الى تفتيت بنية الصراع بمدخل سيسيو ثقافى.بالطبع انه من البديهيات التى تعلمها طلاب البحث العلمى انه ليس بالضرورة أن تكون النهايات والخلاصات مطابقة للفرضيات. لذلك ان المناهج تسعى أن تكون نظريات فى مجالات الدراسات الاجتماعية والعلوم والانسانية. لقد كانت الفرضية الاساسية والتى ابحث عن متداخلين فى امرها، أو نقاد لها هى (اننى أزعم بنهاية التعايش الطبيعى، وبداية التعايش الدستوري والمؤسسي بين المجموعتين عجايرة المسيرية ونقوك الدينكا). أعلم تماما بمدى الصدمة التى تصيب العامة من الذين يدلفون هذا البحث تسرعا كما اننى لا أعيب عليهم استعجابهم أو استهجانهم لهذه المزعمة. لكن فى تصورى ذلك أمر منطقى فهذا مقال يحتاج لتلك المساءلة من باب الاثراء والحوار الديمقراطى. وأعنى بنهاية التعايش الطبيعى الآتى (لقد ظلت العلاقة بين الفئتين مسيرية عجايره ودينكا نقوك متروكة لشروط الطبيعة فى كافة تطوراتها من الدولة. فمن الطبيعى أن تتعرض تلك الشروط الطبيعية لعوامل الطبيعة ذاتها لان تلك الشروط غير ثابته. فالمجتمعات مثل الكائن العضوى تولد، ثم تشب عن الطوق، وتزهر، ثم يصيبها الزمن فتكبر وتشيخ وتموت). لقد مرت العلاقة بين المسيرة العجايرة والدينكا نقوك بكل ذلك النمو والتطور الطبيعى بفترة التخلق والنشوء فى مطلع القرن السادس عشر، ثم شهدت مرحلة الازدهار فى منتصف القرن العشرين ثم آلت الى الشيخوخة بنهاية القرن العشرين). ليس ذلك أمراً مستغرباً الا فى حالة الجهل بذلك الارث الكبير الذى تركه لنا علماء الاجتماع والانثربلوجيا.ثم تكون الطامة كبرى عندما يتفشى داء عدم تشغيل مباضع البحث العلمى سيسيولجيا وانثربولجيا فى هذه المسألة. لقد سعى جانب الدينكا نقوك الى صيغة أخرى لهذا التعايش، بديل آخر، وهو البديل المؤسسى. بديل دستورى هذه هى النقطة التى يجب أن يلتقطها المسيرية العجايرة بوضوح. لقد ظل أبناء النقوك يؤسسون هذا الفعل بهدوء مرسلين العديد من الاشارات للمسيرية العجايرة، ثم منذ مطلع الربع الأخير للقرن العشرين وحتى مطلع هذا القرن الحادى والعشرين قد أسس النقوك مشروعهم البديل من طرف واحد عشمهم أن يلتقط المسيرية الاشارة وهو مشروع (مفاصلة الهوية وتحضير الحياة)، أى انه قد قطع النقوك القول، وأعلنوا للعالم بانهم ليسوا من العرب فى شئ، ودماؤهم هى دماء من أصل دينكا بحر الغزال، كان ذلك فى مؤتمر (أقوك الاول 2004) قبيل الاتفاقية، ثم دفعوا بعجلة التنمية والاستقرار وتخلوا عن حياة الترحال والرعى البدائى. كانت هناك شفرات واضحة من النقوك الى العجايره متمثلة فى الآتى تقول (مثلما نحن أفارقة أنتم ذوو أصول عربية وهويتكم عربية أبحثوا عن الاستقرار والتنمية) كى تكون حياتنا مؤسسية فى بناء مشروع ومجتمع حداثوى. لم يلتقط المسيرية هذه الاشارة، وتركوا قارب حسن النوايا،بشروط الطبيعة مرتهنين للماضوية، مثل القول بالعلاقات التاريخية، والعلاقات الأزلية. وهى كلها علاقات قد أتت عليها شروط الطبيعة، لقد أكلت الاكسيما تلكم العلاقات. لقد آن الاوان للمسيرية كى يؤسسوا مشروعهم البديل داخل منظومة (مفاصلة الهوية وتحضير الحياة) حتى يتخلوا من حياة الرعى البدائى وينعموا بخيرات مجتمعهم. هنا أود أن اشير لحقيقة جوهرية وهى (السلام لا يعنى فقط غياب الحرب) Peace is not Absence of war. فالسلام الايجابى هو الذى يمكن المجتمعات التقليدية مثل مجتمعات النقوك والعجايره على الاستقرار، وتحقيق الهوية، وممارسة الديمقراطية الثقافية والبحث عن الاجابات على الاسئلة السياسية بعيدا عن العنف. ان السلام الايجابى يكمن فى ديناميكية المجتمع. فان اشتهرت قبائل الدينكا والمسيرية بانواع الثقافات والتقاليد التى تعمل بعيدا عن العنف، نتساءل اليوم عن ديناميكية تلك العادات وفاعليتها فى ظل التوتر والنزاع بين الدينكا والمسيرية. اليوم يتضح تماما لكل مطلع على الامور، ان المجتمعات فى حياتها اليومية لا تعرف الفواصل السياسية، وخطوط الجغرافية الطولية والعرضية، لكنها دائما لا تملك اطار اكتشاف الحداثة بالصدفة، فالمسيرية مطالبون بتأسي الهوية والبحث عن التنمية فى اطار منظومة عالمية تكفل لكل فرد وكل مجتمع حرية الحياة بكرامة. تقول الحقائق لا يوجد مجتمع قاسى أهوال وويلات الحرب، والتخلف، والمظلمة السياسية أكثر من مجتمعات المسيرية الظاعنة (البقارة). ان ارتفاع معدل وفيات المرأة المسيرية بالولادة، وموت أطفال المسيرية بالانيميا الهلالية ظلت فى ارتفاع مذهل. لقد تعرضت ثقافة المسيرية الى الموت البطئ. تلك العادات والثقافات التى تعمل على الكرم والتسامح وتحمل الآخر، واحترام الضيف تعرضت للتعرية الطبيعية، تعرضت الى ما يمكن أن نطلق عليه تعبير (موت الثقافة)، وتموت الثقافة عندما تعمل على ثقافة الحرب وعدم التسامح. أنظر قول الشاعر المسيرى وهو يصف فم محبوبته بالذخيرة المضيئة
    الخشيم دحيل النونى،
    ذخيرة القمبال ماكى س.ص.
    الحسينى صاروخ صدام،
    مضاد لكل الطيران.
    الخشيم تصغير خشم وهو الفم و (ودحيل) تصغير لدحل، والدحل هو المكان العميق فى البحر تنمو فيه زهرة (النونى)، نوع من الورد الابيض الفاقع. فالشاعر هنا يشبه فم محبوبته وكأنه زهر أبيض فاقع اللون على ماء لجى.ثم يشببها مرة اخرى بـ (ذخيرة القمبال) وهى نوع من انواع الذخيرة المضيئة ليلا، ويقول (ماكى) اى لست اما قوله (س ص) يعنى به نوع من انواع الذخيرة لا يحدث اضاءة ليلا، فالشاعر يشبه محبوبته بالذخيرة المضيئة (القمبال) والتى ارفع شأنا من نوع الذخيرة (س ص) الذى لايحدث ضوءا وهذا يدل على معرفته بانواع الذخائر مما شكل لديه ثقافة من ثقافة الحرب.
    وقال شاعر مسيرى
    الفرسان شالو السلاح
    دخلو البحر
    الفارس مضروب الجبين
    ما مضروب الضهر
    الفرسان شالوا السلاح دخلوا البحر. أى أن عددا من الشباب حملوا سلاحهم وذهبوا إلى (بحر العرب) حيث اللقاء مع العدو. الفارس مضروب الجبين، والجبين هو مقدمة الرأس اى الجبهة والضهر هو الظهر والمعنى واضح انهم لايفرون ولا يولون الادبار عند ملاقاة العدو فمن قتل منهم يموت مقبلا وليست مدبراً. هكذا كما تعرضت الحياة العامة الى عوامل الطبيعة كذلك تعرضت ثقافة المسيرية الى الموت الطبيعى فتسلقتها جزيئيات العنف، فتحولت الى ثقافة حرب. وهنا تجيئ ضرورة البحث عن مشروع بديل لانقاذ حياة المسيرية. نواصل...
                  

العنوان الكاتب Date
البقارى والمونجانق : مقاربة سيو-ثقافية فى خمسة حلقات Abuelgassim Gor05-16-08, 11:11 PM
  Re: البقارى والمونجانق : مقاربة سيو-ثقافية فى خمسة حلقات Abuelgassim Gor05-16-08, 11:20 PM
  Re: البقارى والمونجانق : مقاربة سيو-ثقافية فى خمسة حلقات Abuelgassim Gor05-16-08, 11:26 PM
    Re: البقارى والمونجانق : مقاربة سيو-ثقافية فى خمسة حلقات Biraima M Adam05-17-08, 00:44 AM
      Re: البقارى والمونجانق : مقاربة سيو-ثقافية فى خمسة حلقات Abuelgassim Gor05-17-08, 03:41 PM
      Re: البقارى والمونجانق : مقاربة سيو-ثقافية فى خمسة حلقات Abuelgassim Gor05-17-08, 03:51 PM
  Re: البقارى والمونجانق : مقاربة سيو-ثقافية فى خمسة حلقات Abuelgassim Gor05-16-08, 11:49 PM
    Re: البقارى والمونجانق : مقاربة سيو-ثقافية فى خمسة حلقات سلمى الشيخ سلامة05-17-08, 04:16 PM
  Re: البقارى والمونجانق : مقاربة سيو-ثقافية فى خمسة حلقات Abuelgassim Gor05-17-08, 05:26 PM
  Re: البقارى والمونجانق : مقاربة سيو-ثقافية فى خمسة حلقات Abuelgassim Gor05-18-08, 05:26 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de