الساعة الآن 12 وثلث ظهرا بتوقيت السودان.. خليل إبراهيم يتحدث مع بي بي سي؟؟!!

Quote: الثلاثاء 20 مايو 2008م، 15 جمادي الأولى 1429هـ العدد 5358 مع الاحداث فيما تبدو الخرطـــوم متحــفظة بشأن كشفها قائـمة طـــويلة للايادي الخارجـــية في دعــم الهجـــوم على أمــدرمان الخرطوم/ الصحافة الدور الغامض للأطراف الخارجية في هجوم حركة (العدل والمساواة) على العاصمة الأسبوع الماضي لا يزال محاطا بالكثير من الألغاز، في وقت يبدو فيه أن الحكومة لا تريد المضي بعيدا في كشف أوراق الأصابع الخارجية، واكتفت بإشارات وزير الدفاع الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين إلى (دولة أخرى، وبنك إقليمي) تبدو الإشارة بشأنهما واضحة، قبل أن يضيف (قوة دولية) إلى قائمة المتورطين في دعم الهجوم. وعلى الرغم من ان الخرطوم لم تسم صراحة سوى تشاد، وهي صاحبة (تأر مبيت)، وبينهما ما صنع الحداد، إلا أن حجم القوة المهاجمة وقوة تسليحها، والمعلومات الاستخبارية المتوفرة لها، حتى أن الكشف عن هجومها الوشيك، لم يثنها عن المضي فيه قدما، قاد إلى طرح أسئلة عن حقيقة أجندة الهجوم وعن من يقف وراءه. وذهبت تقارير صحافية أجنبية إلى التبرع بتسمية الدول التي اتهمتها الخرطوم دون أن تصرح بها علانية، حيث أوردت اسم ليبيا كممول للعملية، ولاحظ مراقبون أن بنك الساحل والصحراء، المملوك للمجموعة الإقليمية التي تحمل الاسم نفسه وتتزعمها ليبيا، سارع إلى نفي ضلوعه في العملية، أو أن يكون معبرا لتمويل المجموعة المهاجمة، ومما أثار تساؤل المعلقين، أن يبادر البنك إلى نفي التهمة عن نفسه مع أن وزير الدفاع لم يسمه واكتفى بوصفه بأنه بنك إقليمي، وقاد ذلك إلى ترويج اسم ليبيا. ولاحظ مراقبون كذلك أن ليبيا، المعلوم بأنها اللاعب الرئيسي في الوساطات المتعددة بين السودان وتشاد تلكأت في اتخاذ موقف من الهجوم، ولوحظ أن المبعوث الذي أرسلته إلى الخرطوم لم يكن من كبار الشخصيات المعروفة بدورها في ملف العلاقات بين البلدين، وإنما جاء محمد المدني الأزهري الأمين العام لتجمع دول الساحل والصحراء، ولم يتضمن التصريح الذي نقلته عن وكالة السودان للأنباء إدانة أو تنديدا صريحا بالهجوم. ويبدو أن الحكومة السودانية لا تبدو حريصة على فتح جبهة عداء مع ليبيا، واكتفت بتصريحات وتلميحات دبلوماسية بهذا الخصوص، وربما الشكوى لدول صديقة للطرفين. ولوحظ كذلك أن شكوى الحكومة الرسمية لمجلس الأمن قصرت اتهامها في الدور الخارجي لدعم هجوم المتمردين على أمدرمان على تشاد، وتجاهلت الإشارة إلى الأطراف الأخرى التي تحدث عنها وزير الدفاع لاحقا في راديو أمدرمان. وتشير تقارير صحافية متداولة إلى أن القوة الدولية التي عناها الفريق عبد الرحيم محمد حسين والتي قدمت دعما معلوماتية للمهاجمين عبر الأقمار الاصطناعية المقصود بها فرنسا، وهي إشارة تتفق والعلاقات الخاصة التي تجمع فرنسا وتشاد، فضلا عن أن الوجود العسكري الفرنسي في تشاد يستند على اتفاقية من بين بنودها أن توفر باريس المعلومات الاستخبارية لانجمينا، وإذا أخذنا في الاعتبار العلاقات المتوترة بين الخرطوم وباريس بشأن توفيرها ملاذ آمن لزعيم حركة تحرير السودان عبد الواحد النور، والانتقادات العلنية القاسية التي وجهها السودان لفرنسا على خلفية تمديدها لوجوده على أراضيها، إضافة إلى اتهام باريس للسودان وتحميله مسؤولية مصرع الجندي الفرنسي العامل في قوة يوفور الذي قتل في غربي دارفور إثر ما قيل عن أنه ضل طريقه إليها. يؤكد من أن باريس هي المقصودة بهذا الاتهام خاصة في أن الولايات المتحدة الأمريكية التي ربما يعتقد البعض أنها معنية بذلك كانت هي أول دولة تدين الهجوم على أمدرمان، فقد لفت المراقبين أن بيان الخارجية الأمريكية الذي يدين العملية صدر مساء اليوم نفسه الذي حدث فيه الهجوم السبت قبل الماضي. على أن أكثر الأدوار غموضا في دعم عملية الهجوم على العاصمة هو دور قوتي حفظ السلام المنتشرتين على جانبي الحدود بين البلدين، قوة يوفور في شرق تشاد، والهجين في غربي السودان، فقد بدا غريبا أن يتحرك هذا الرتل الكبير من السيارات المسلحة التي تتعدى الثلاثمائة كيلومتر قاطعة كل هذه المسافة حتى العاصمة، مرورا بأمكان وجود هاتين القوتين دون أن يكون هناك أي ما يشير إلى عدم اكتشافها، مما يشير إلى حالة من التواطؤ جعلت منسق عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة ماري غوينهينو يعرب عن دهشته وقلقه لحدوث كل هذه التحركات دون أن تكون قوات الهجين المناط بها مراقبة التحركات العسكرية من أطراف النزاع كافة على إطلاع بتحرك عسكري بهذا الحجم في حدود ولايته. وفي وقت يبدو فيه تركيز الحكومة السودانية منصبا على مطاردة متمردي الحركة، وزعيمها خليل إبراهيم، وعلى الدور التشادي، وربما بسبب حسابات أخرى تمنعها من المضي قدما في تسليط الضوء على غيرهما، فإن من شأن ذلك أن يسهل صرف الأنظار عن حقيقة وحجم الدور الذي لعبته أطراف خارجية أخرى في نقل أزمة دارفور إلى قلب البلاد. ينشر بترتيب مع ايلاف