|
Re: حـسـن نجـيـلة .. رمز التـاريـخ الخـالد (Re: يسرى معتصم)
|
خبايا وحقائق واسرار حول توقف مجلة (القلم) التي كان يصدرها نجيلة
كتب الاستاذ نجيلة بعدد (الرأي العام) رقم «147» السنة الثالثة يوم الاثنين 17 فبراير 1969م الموافق 29 ذو القعدة 1388هـ في صفحته مع أيام الاسبوع يقول:
يوسفني ان اتحدث عن جهد يتعلق بشخص، ولكن هذا الجهد قد صار ملكاً لغيري ومن حقه على ان يعرف الحقائق. منذ قرابة عامين اصدرت مجلة «القلم» الشهرية الثقافية على النحو الذي يعرفه قراؤها، وكان يدفعني الى اصدارها امران، اولهما: فتح مجال جديد للمثقفين السودانيين قراء وكتاباً بعد ان ضجوا بالشكوى من الصحف القائمة التي تعني - بحكم طبيعة رسالتها - بالخبر والنشاطات السياسية وما إليها مما يهم القارئ، ولا تجد شئون الفكر على صفحاتها الا حيزاً ضيقاً والأمر الثاني. هو ان تكون رسالة عربية وسفارة سودانية ثقافية بيننا وبين اشقائنا العرب في اقطارهم المختلفة بعد ان تبين لي من رحلاتي المختلفة الى البلاد العربية انهم يجهلون السودان وعروبته وثقافته.. وقد عهدت إلى شركة التوزيع العربية التي نتعامل معها، وهذا هو سبب طباعتها في بيروت، ولقد سرني وأثلج صدري ان رأيتها تتقدم رويداً رويداً في هذا المجال العربي، وصارت رسائل الاخوة العرب من قراء المجلة تنهال علىَّ من شتى المدن العربية، بعضها لم اسمع به قط الا من تلك الرسائل، واسهم اخواننا العرب في شتى البلاد بالكتابة فيها، وما من عدد صدر الا كان يحمل اسماء كتاب وشعراء العرب من بلاد مختلفة.
ولكن العبء المادي كان ثقيلاً على كاهلي، والمجلات الثقافية ليست مجالاً للربح بل ليست مجالاً حتى لسد نفقاتها المالية، فأنفقت الكثير مما استطيع ومما لا استطيع، وتراكمت الخسائر المادية حتى صار الاستمرار في اصدار هذه المجلة امراً فوق طاقتي المادية بكثير وكثير، ولهذا فقد اضطررت لكي اوقف صدورها وأنا أعلم مدى الاسف الذي يحس به كثير من قرائها والعاطفين عليها والمؤمنين برسالتها، ولكن ما جعلني وقد بذلت لها فوق ما استطيع، واني لأشعر حزناً واسفاً اذ ارى هذا الجهد الذي كاد يثمر في اذكاء النشاط الثقافي لدينا في السودان وفي السفارة العربية الثقافية بيننا واخواننا العرب، بايجاد فرص للقاء الفكرى معهم على صفحاتها أرى هذا الجهد يذهب سدى بعد هذه البداية الطيبة وضاعف من اسفي هذه الرسائل التي وردت الىّ من بعض قرائها في البلاد العربية يتساءلون عن سبب حرمانهم منها في الشهرين الاخيرين، كما لم استطع ان اخفي تأثري ازاء الشعور الكريم الذي غمرني به اساتذة اجلاء من اصدقاء «القلم» ومعينيها بافكارهم واقلامهم فلهم جميعاً خالص شكري، ولست بآسف على ما أنفقت من جهد مادي وفكري وانما منبع اسفي انني لم استطع ان اواصل الجهد وان تختفي «القلم».
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|