الحركة الشعبية يجب أن تطرد إدوارد لينو من مؤسساتها

Quote: إدوارد لينو: إليك أيها الجنرال إبراهيم الرشيد (2) إن الفريق لا يعلم لماذا كانت تُخاض الحرب، وأين كانت تجري هذه الحرب، وعلى ماذا، ولكم من الزمن استمرت، وذلك ببساطة لأن عينيه وإحساسه الآثم غرقا في الأصولية الإسلامية العنصرية، إنه يعتقد بأنه أحد (الأسياد) الذين يجب علينا أن نرحّب بهم ونحترمهم نحن (الخدم) حتى لو كان ...؟ كون أنه يجب أن نكون سواسية في السودان هو أكبر دائهم الأخلاقي، وذلك هو السبب الذي يواجهون به شعارنا للوحدة المتكافئة والمشتركة بتأجيج النزعة العسكرية الانفصالية المتعسفة للحيلولة دون أن نكون سواسية، لإرضاء شهوتهم بامتلاك كل ما ينتجه الجنوب من النفط، ليبنوا به ما شاءوا وأنّى شاءوا، لأنهم يؤمنون بأننا كفرة وأغبياء لا نعرف قيمة هذا النفط، وهذه بالضبط هي تعاليم مدرستك التي تنتمي إليها أيها الجنرال، وهي تعاليم أسوأ من تعاليم نظام الفصل العنصري المنهار في جنوب إفريقيا عام 1994م. إن إبراهيم الرشيد جنرال ناقص، لا يفهم ما تجلبه الحرب وما يجلبه السلام، ولا يعرف معنى الحرب ولا يدرك كُنه السلام. دعوني أعلّم الجنرال، إن الحرب كظاهرة عرفتها البشرية، تنشب عندما ينهار الاتصال والتواصل والتفاهم بين أقرب الشعوب إلى بعضها البعض حتى في القضايا ذات الاهتمام والمصلحة المشتركة، عندما يحاول الطرف الذي يظن نفسه الأفضل أن يخدع الطرف الآخر أو يقهره، وهذا ما حدث في السودان، والسودان ليس استثناءً، إنها ليست وببساطة حرباً بين الشمال والجنوب كما يحاول الجنرال أن يزعم وبطريقة تفتقر للمنطق، بالتأكيد هنالك الكثير من الوطنيين الأتقياء من الشماليين الذين دعموا وما يزالون يدعمون الأسباب التي حدت بالجنوبيين لخوض الحرب وانضموا إليهم ببطولة هائلة، كما توجد زمرة أقل من الجنوبيين من الذين أغشاهم بريق المال الذي نالوه كي يساندوا الأقلية المهيمنة والمسيطرة من الشماليين، وليس كل الشماليين. إن الكلمة المفتاحية لفهم أسباب الحرب التي نخوضها هي (التهميش) والجنرال إبراهيم الرشيد لا يعي هذه الحقيقة، على الرغم من أنه هو نفسه قد يكون مهمشاً، قياساً على الطريقة التي (يعرض) بها نفسه، الأمر هو هكذا ببساطة، خاصة إذا دققنا كيف تجري الأمور في السودان، سابقاً والآن. لقد جرت الحرب وبندّية بين طرفيها، الجيش الشعبي لتحرير السودان ومليشياته من جانب، والحكومة السودانية وجيشها (المجاهد) ومليشيات (المجاهدين) و (المراحيل) و (قوات الدفاع الشعبي) من الجانب الآخر، ويجدر بنا هنا أن نلاحظ وباسترابة، أنكم تحاولون الإبقاء على (قوات الدفاع الشعبي) بأي ثمن؟! ربما هو الخوف من المجهول! ما علينا. تلك الحرب، يا صديقي، قد خِيضت وكلا طرفيها يضم بين صفوفه مقاتلين من مختلف السحن والأديان، ولا حاجة بك للقفز للنهايات المتهافتة بأنها حرب بين الشمال والجنوب، لقد كانت حرباً أهلية سودانية وبامتياز، أما فيما يتعلق بمن زرع الألغام الأرضية، فإن الجنرال لم يكن أبداً بساحات المعارك حتى يحكم على الأمر بهذه الخفة، إن الألغام الأرضية هي أكثر الأسلحة جبناً في الحروب، وهي تزرع عادة بواسطة الجيوش لتمنع زحف الأعداء من الجهات المتوقع أن يتقدموا منها، ومن نافلة القول إن الألغام الأرضية من الثقل بحيث يصعب نقلها على ظهور المقاتلين، أنا لا أنكر أن الجيش الشعبي لم يكن لديه ألغام أرضية لكن دعنا نتحلى بالصراحة، عزيزي الجنرال الرشيد، ونعترف بأن 85% إلى 90% من هذه الألغام الأرضية كانت تتبع للجيش السوداني، وأنت تعلم أن الجيش الشعبي قوات (غوريلا) أو مقاتلي حرب عصابات، وكم كان يسعدهم خلو ساحات المعارك من الألغام الأرضية لكي يكروا ويفروا بنجاح، وعلى الجانب الآخر كان الجيش السوداني يريد حماية نفسه بزرع الألغام والتي قام بزراعتها عشوائياً وحيثما اتفق حول دفاعاته، وبدقة شديدة كان ذلك هو نمط الحرب عزيزي الجنرال. ويمضي الجنرال إبراهيم الرشيد قائلاً (ماذا تعرف عن الحرب لدرجة التهديد بالعودة إليها، أم تريد أنت وأبناء قرنق عودة الجنوب للحرب لتستمتعوا بفنادق كوبا، وتل أبيب ، وبرلين وبقية عواصم العالم المغرية)، تأمل كيف تجمع العقول الصغيرة النقائض مع بعضها البعض!! يا للرثاء ، يبدو أن الجنرال يحسد الذين يترددون على فنادق الخمس نجوم لأن زمانه قد ولى وانسرب. لا يمكنني الإجابة عن هذه الطنطنة وسقط القول الذي يردده الجنرال ببلاهة لا يمكن إلا أن ترد في خيال المراهقين وهم يتخيلون الفتيات الفاتنات وهن يتجولن بين ردهات فنادق الخمس نجوم كاسيات عاريات! ولا ترد مثل هذه الخيالات المريضة إلا في أذهان الذين عندما كانوا شباباً في زمن صرعة الروك أند رول عاشوا حياتهم محرومين من الحب والحنان! ويستمر الجنرال قائلاً: ( ماذا تتوقع من الحرب التي قلت إنها تعرفك؟ هل تتوقع أن تعطيك تلك الحرب 50% من بترول السودان والذي لا تعرف كيف أتى للشعب؟ أم هل ستعطيك الحرب التي تعرفها وشرف كل السلطة في الجنوب و30% من السلطة في الشمال؟ وهل تعتقد أن الحرب التي تعرفها تقل عن معركة الميل أربعين أو معركة توريت الأخيرة والتي حطمت أسطورة الجيش الشعبي لتحرير السودان؟ هل نسيت هاتين المعركتين أم كنت في أحضان فنادق الخمس نجوم حول العالم .. مثل هذا القول الفج والفطير لا يمكن أن يصدر من جنرال حقيقي، أنا لم أدعِ وسوف لن أدعى أنني خبير حرب مثلك أيها الجنرال، لقد حاربت حرب التحرير بجانب رفاقي لينال شعبنا ما يريد، هذا كل ما في الأمر، إنني وبكل بساطة أحترم استشهاد رفاقي الأعزاء، والذين تجاوزونا جميعاً حتى سقطوا ببساطة في ساحات الشرف، هذا ما أعرفه يا عزيزي. أيها الجنرال، إن الحروب لا تذكر بمحصلة معركة أو معركتين، على الرغم من حقيقة نجاح الجيش الشعبي لتحرير السودان في الاستيلاء على أكثر من خمسين مدينة وحامية عسكرية من الجيش السوداني في الجنوب، وفي مواقع أخرى حتى توقيع اتفاق السلام، وهذا يشرح كيف تحصّل الجنوب على 50% من النفط السوداني، إن الحروب تؤخذ بكلياتها ومحصلاتها النهائية وإلى أين وصلت إذا تعلق الأمر بمن خسر العملية، وهي حسابات يدركها القادة ولا يمكن للشخص العادي إدراكها، إن الموضوع ليس هو معركة توريت أو الميل أربعين أو أبيي أو التونج وهلم جرا. الموضوع هو ما هي المحصلة النهائية للحرب ونحمد الله أن حربنا قد انتهت في إستاد نيابو بنيروبي عندما احتشد العالم ليحتفل معنا بمعركة السلام الأولى، ولحسن الحظ لم يكن هنالك منتصر أو مهزوم والحقيقة أننا كلنا قد كسبنا السلام، أقول هذا كي أريحك وأخفف عنك نفسياً عزيزي الجنرال، إن رفض تنفيذ بعض بنود اتفاقية السلام الشامل كما تحاول إدعاء الذكاء هو الذي سيشعل الحرب مرّة أخرى. ونحن لا نريد لشيء مثل هذا أن يحدث، كما أعلن ذلك وعلى رؤوس الأشهاد الرفيق سلفاكير ميارديت، لا نريد لهذا السلام أن يغرق في أوحال الشَّره والطمع الاقتصادي المتدثر بثياب الاحتيال والخبث واللؤم السياسي، ويمضي الجنرال الرشيد قائلاً: (وأنت يا سيدي حاكم مقاطعة أبيي، في غفلة من الزمان، هل معرفتك للحرب، أو أي من معارفك الأخرى تفوق وتبز معرفة الجيش السوداني؟ وهل أنت وزملاؤك ورفاقك ممن حارب مع جون قرنق زهاء العشرين عاماً، تعرفون الحرب عندما كانت القوات المسلحة تحارب المتمردين لمدة نصف قرن من الزمان؟ وحاربت في الحرب العالمية الثانية، وحاربت الاستعمار، وحاربت في عدة أماكن في إفريقيا وخارجها وتحارب حتى الآن، وتراكمت تجارب الحرب منذ زمان الممالك النوبية، مروراً بالسلطنات الإسلامية والثورة المهدية، المحارب الجديد إدوارد لينو يعرف الحرب وتعرفه، ويصادقها وتصادقه كما يظن ويعتقد! إذاً تحسس مكان أقدامك أيها الجنرال، ويجب أن تعرف الحرب التي تتحدث عنها، ويجب أن تعرف فرسان المسيرية وهم يكرون ويفرون على صهوات جيادهم، وهم يعرفون الحرب وتعرفهم أكثر من إدوارد لينو والآخرين، ولن تسمع سوى صيحات الحرب التي يطلقونها وصوت طبول الحرب وفرار أعدائهم من أمامهم باهتياج وسقوط البقية قتلى بلا حراك في ذلك الوقت سيتبين من يعرف الحرب وتعرفه، هؤلاء الفرسان أم إدوارد لينو والآخرين. وسوف نستمر نذكر الأخ الفريق أول سلفاكير بأن أولاد قرنق والمثقفين والسياسيين من أبناء الجنوب والذين أنفقوا وقتهم في فنادق أوروبا والذين يدورون في فلك الوكالات الغربية والهاربين من حكم القانون والجبناء في ساحات المعارك والباحثين عن السلطة والثروة، كل هؤلاء هم من يجلبون ويسببون الخطر لكم ولاستقرار جنوب السودان، طهر صفوفك أيها السيد النائب الأول لأنها تحتوي على .... الخ لقد نسي الجنرال إبراهيم الرشيد حقيقة بسيطة وبديهية، وهي كيف تكون الجيش السوداني؟ أقلية مذعورة في القمة، والأغلبية من أبناء المهمشين أبناء التراب في القاعدة. وسبق لي بحكم الميلاد أن كنت ابناً للأغلبية ومن خلال ذلك وجدت نفسي في السودان محروماً بطريقة مأساوية وغير مقبولة. وأما أن تدعي الامتلاك الحصري للفروسية، فهي محاولة يائسة وبائسة وغير مفيدة لمحاولتك تزييف التاريخ الإنساني. أنا لا أحتاج للحديث عن فروسية مهيرة بت عبود عندما فرّ الرجال في أرض الشايقية، ولا عن فرار المك نمر من شندي في أرض الجعليين من أمام الأتراك في ذلك العهد، لا لم يكونوا جبناء بل لأن ظروف الحرب في ذلك الزمان أملت عليهم ذلك. عندما بدأت الحرب كنا نحن في الجيش الشعبي لتحرير السودان نمتلك عتاداً حربياً بسيطاً وضيقاً ومتواضعاً وعندما امتلكنا العتاد قمنا باجتياح ما يربو على الخمسين حامية عسكرية ونقلنا الحرب إلى همشكوريب وتخوم كسلا... من الفارس ؟ هل من قاموا بمهاجمة المدنيين العزل ونهب ممتلكاتهم؟ أم الذين قاموا بردع وتأديب المهاجمين والنهابين حتى همشكوريب؟ فتأمل يا جنرال ولا تنسى أن المحاربين يولدون على مسار التاريخ! أنظر أين هم التتار؟ أين هم اليوم؟ الجنرال وزمرته يثابرون وبدأب ودون يأس التأثير والطرق على الرفيق سلفاكير ليروا ماذا سيفعل، كلا هذا بلا جدوى مثلهم مثل اللص الذي يجلس على منصة القضاء. إنهم حاولوا وما يزالون يحاولون إشعال حرب داخلية وسط صفوفنا ويظنون أنفسهم قادرين على ذلك. إنهم بحديثهم المسيء والبذيء عن قائدنا العظيم الدكتور جون قرنق دي مبيور يظنون أن الرفيق سلفا سيستمع إليهم إلى حيث يجهزون عليه ويشربوا دمه. كما يفعلون اليوم وينهشون الرفيق جون قرنق. إنهم مثل دراكولا الذي لا ينجو منه أحد في الظلام، لذا يجب على المرء الاحتفاظ بصليبه قريباً من قلبه وبقوة. إن الحديث السيئ عن قائدنا العظيم د.جون قرنق يكشف وببساطة أجندتهم الخفية التي يروجها البلطجية وقطاع الطرق ولا تقود إلى أي مكان. الجنرال إبراهيم الرشيد ما يزال يصر على الدعاية الخطأ عازفاً وبقوة على قيثارة القدر دون أن يدري بأن الناس قد تجاوزوا هذه العوائق منذ زمان بعيد. لقد ذهبت الأيام التي كانت تستخدم فيها لعبة المسيرية ضد الدينكا سواء أكان ذلك في شمال بحر الغزال أو واراب أو ولاية الوحدة أو منطقة أبيي، المسيرية ودينكا نقوك هما القبيلتان الوحيدتان اللتان ذكرتا في اتفاقية السلام الشامل، لماذا يجب استخدامهما ضد بعضهما البعض بواسطة الذين يجب عليهم حماية الاتفاقية وحراستها، يجب أن تعرف أيها الجنرال أن الوقت حان بالنسبة لنا وللمسيرية كي ننهض سوياً وننادي بالصوت العالي لنيل حقوقنا القانونية ولكن يبدو أن الجنرال إبراهيم الرشيد ينتمي للمدرسة التي تقول (فلتنهزم ولكن عليك بادعاء النصر) الحكمة المأثورة عند اللواء/ صديق البنا الذي أصر على بداية الحرب في بور عام 1983م دون أن يكون بين يديه أي شيء. عزيزي الجنرال إبراهيم الرشيد لقد انهزمت منذ زمن طويل وتحاول الآن الترويج لدعاوى الحرب وأهازيجها أين كنت عندما كنت يافعاً؟! ولماذا تنفث سمومك وأحقادك وضغائنك على تعايش دينكا نقوك، والمالوال والأون، والتوك والرونق والاويت مع المسيرية وهم يجوسون ديارهم بمواشيهم في أمان تام. ماذا يحفزك غير المال لتخون زمانك الجميل أيها الجنرال!؟