رأى الســــــــــوداني في الخليجـيين .

Quote: الانتماء لمؤسسة الكفيل سيئة السمعة لا ينبغي أن يكون مُحرِجا للمكفولين، بل دعنا نتناول الأمر من زاوية أخرى ضلعاها هما: أ‌- مؤسسة الكفيل (و تحتوي كثير من الكفلاء الجهَلة) قدّمت لعامة السودانيين أكثر من مؤسّسة المُثقّف الوطني، و إن كانت مؤسّسة الكفيل تقدِّم السند المادي مُغلّفا بالاستغلال و الإهانة عديل أحيانا، فإنّ هذا السند المادي قد جعل حيوات الكثيرين من المعتمدين على المكفولين أفضل، و تعلم أنّ الحياة الأفضل هذه ليست في جانبها المادّي فقط، بل تنبني عليها منافع شتّى، يعني دورة حياة مؤسسة الكفيل ليست كلها استغلال مال بور طعام، بتحليلٍ ما. بينما تقدِّم مؤسسة المثقف الوطني (المتنفّذ) الخير لنفسها فقط في نسبة غالبة من منسوبيها، بينما قدّمت للعامّة و ما تزال تقدّم صنوفا من الاستغلال و الأهانة اللتين يزيد من وطأتهما كونها من ذوي القربى، و مؤسسة المثقف قدّمت خدماتها لـ بل و أسّست أنظمة من التنكيل و القهر و التجويع و قتل الأنفس بالجملة ذاتو فيما تعلم، أنظمة لم يكن لها أن تنشأ و تقوى بدون تجرّد ممثلي مؤسسة المثقف الفاعلين من مشاعر الانتماء للجماعة التي منحتهم "الامتياز". فهل لنا بمن يشرع في جرد حساب مؤسستي الكفيل الأجنبي و المثقّف الوطنيّ؟ ب‌- مع أنّ جرد الحساب مهم، إلّا أن هناك ملاحظة هامة، و هي أن وجود مؤسسة الكفيل في الميزان هو نفسه إدانة لمؤسّسة المُثقّف المؤتمر الوطني، بشتى طبعاتها و ثنائياتها؛ المثقّف و السلطة، الغابة و الصحراء، الجامعة و البقالة، المسجد و الهامش (هامش الربح) الخ، لأنّ مؤسسة المثقف الوطني هذه موجودة قبل خلق دولة الكفيل، و في رواية الإخوة الكوشيين –أقال الله عثرتهم- هي موجودة قبل أي حضارة أخرى، فإذا قادت هذه المؤسسة، سلبا و إيجابا، إلى إنشاء مؤسسة الكفيل ما بعد سبعينات القرن الماضي، و جعلها خيارا لكثير من العامّة، بل و المثقفين أنفسهم، لدرجة يا حسن أن يعدّل خريج جامعي (طبيب أو اقتصادي) مهنته الشريفة إلى عامل تربية مواشي الشريفة هي الأخرى، خضوعا لمتطلبات التعاقد مع كفيل متسلّط، ياخ دي قوادة بالدرب، قيادة شنو؟، و الكفيل دا قاعد في بلدو ما جا شحد زول عشان يتكفل عندو، أظن دي تبقى قوّة عين من أيٍّ من ممثلي مؤسسة المثقف أن يتجرأ على المعايرة بمؤسسة الكفيل، و لا أقول هذا لزجرك و حاشا، فأنت يا أخي مكفول مسكين مثلي و كفيلك شخصيّة أكثر اعتباريّة، قد نرمز لها بفولتير أو إفلاطون أو سقوط الباستيل. لكن الكلام دا عشان زملائي و زميلاتي المكفولين و المكفولات ما يحسّوا بالحرج من لجوئهم لنبي هذا الزمان المدعو ذي الكفل، و الله يجازي اللكان السبب. عزيزي محمد حسبو، يعلم الله إنّا نحبك فيه