|
Re: ما هو الإلحاد؟ (Re: Shihab Karrar)
|
محنة الإلحاد المفتعلة: الله غير موجود عاطفيا..و لكنه موجود عقليا
Quote: 8. كيف جاز لكم بأن تؤمنوا بأن هذا الكون موجود بلا سبب؟ لأننا نفرق بين الجزئيات و الكليات ، فالجزئيات مثالها الشمس و القمر و الكواكب و الإنسان و المجرات و غيرها من تشكيلات العالم ، وهذه تستند على بيان يمثل اركان العالم المادي و هي ما نسمية كليات العالم ، و كليات العالم هذه هي سبب وجود الجزئيات و لكنها بدورها بلا سبب.
|
Quote: 9. و كيف تريدني أن اصدق بأن الكون نشأ بالصدفة؟ في البداية من قال أن الكون نشأ؟ نحن نؤمن بأن كليات العالم او الكون أزلية غير حادثة..الخ |
الصديق شهاب.. حبابك كتر خيرك على فتح هذا الموضوع للمرة الثانية.. او الثالثة..و اتمنى أن يدور نقاش مثمر..و نستفيد منه جميعا.. احتفظ بحقي في ايراد ردودي السابقة.. لأنك احضرت نفس المساءل و فرضيات الجدل التي ناقشتها معك من قبل..و هي موجودة و تشكل وجهة نظر في الموضوع..
يبدو أن الإلحاد في العالم العربي و الإسلامي (اقصد تحديدا العالم الذي يتحدث باللغة العربية..والذي يفكر عبر منتوجاتها الثقافية) يمر بمحنة عظيمة..و هي تتمثل في انكار وجود الله عاطفيا..و اثباته عقليا..
و كتر خيرك على ايراد تلك الفقرات بكل امانة..و اتمنى أن يتسع صدرك و صبرك على ملاحظتنا حولها.. من الفقرة رقم (8) اقول.. ان كانت هي وجهة نظر انسان ملحد.. فشكرا له لأنه اثبت وجود الله دون أن يعي..و اذا كانت الفقرة منطقيا اثبتت وجود الله.. فيبقى السؤال: ما معنى الإلحاد حينها؟ هل هو موقف من باب الشوفينية (المستندة على قاعدة خالف تعرف)؟ أم ماذا؟.. في نفس الفقرة اتفق معك في تصنيف الجزئيات و الكليات.. فقط أتحفظ على مسألة أن الكليات هي اركان الكون المادي..و تحفظي على المادي.. لأن السؤال ما المقصود بالمادي..؟
نهاية الفقرة..و هي التي جعلتني اعقد حاجبي الدهشة و اقول لنفسي (الملحدين ديل جنوا ولا شنو)..و اذا كانت الكليات هي سبب الجزئيات..و هي بدورها بلا سبب.. فأين الإختلاف حينما اقول لك أن الله هو سبب الجزئيات..و هو بدوره بلا سبب؟و اين المشكلة بالتحديد؟..لأن المشكلة التي اراها ليست مشكلة عقلية ..و انما مشكلة عاطفية.. تتميز في حدود استخدام اللغة.. و تتفق في الهدف.. يعني أنا اقول سبب الكون هو الله..و الملحد يقول سبب الكون هو الكليات..و انا اقول الله هو سبب و ليس نتيجة..و الملحد يقول أن الكليات هي سبب بلا سبب.. يعني سبب و ليست نتيجة..
اذا يا صديقي بهذا المنطق .. فأن تلك الفقرة تقول لنا أن الملحدون اتفقوا معنا في أن الكون له سبب.. و ده الأهم..(يعني بكلامكم هذا.. الله موجود.. شفت المحن دي كيف؟)..وبنفس المنطق كيف يستقيم أن يسألني الملحد ماهو سبب الله..و هو الذي يقول أن الكليات هي سبب ..و بدورها بلا سبب؟
تلك الفقرة.. اكدتها الجزئية المقتبسة من الفقرة (9)..و اذا كان الملحد يؤمن بأن كليات الكون (السبب الأول في وجود الكون) أزلية غير حادثة (يعني بلا سبب كما ورد في الفقرة 8)..و انا اقول أن وجود الله ازلي .. غير حادث (يعني هو سبب بذاته و بلا سبب كما هي لغة اهل الإلحاد).. فأين الفرق؟..و الم تكن الفكرة هي الفكرة في جوهرها..و الإختلاف فقط في حدود استعمال اللغة؟..
نقطة ثالثة .. اثبتت ما كنا نقول به من قبل (في نقاشنا السابق)..و هي استخدام الخطاب الملحد لمفهوم الإيمان.. فمن قبل ذكرنا لك أن هناك حقائق ايمانية و اخرى عقلانية..و قد رفضت ذلك التقسيم المفهومي وقتها..و ها انت الآن تعود لتقول بنفس ما قلنا به من قبل..و هي خطوة جيدة .. تحسب لرصيدنا في الإقناع.. لأن الخطاب الملحد قبل شهور و في هذا المنبر.. يعلن لنا أنه لا يحسب أو يعتقد في فكرة الحقائق الإيمانية..و اليوم يعود ليقول لنا بملء عقيرته (نؤمن)..
و طالما الخطاب الملحد له القدرة على التراجع (او التناقض بحسب ما يكون)..فهذا يدل على أن محنته في الأساس هي محنة مفتعلة (الله غير موجود عاطفيا..و موجود عقليا كما اثبتت الفقرات و الأجزاء المقتبسة اعلاه)..
و اذا كان جوهر الإلحاد يقوم على فكرة انكار وجود الإله و اثبات ذلك (كما يزعم)..و في نفس الوقت اثبت (أي الإلحاد بحسب ماورد في الإقتباسات اعلاه) أن الإله موجود و أنه سبب و ليس نتيجة..فما معنى كل هذه التناقضات ؟
و سؤال اخير ماهو الفرق بين مفاهيم مثل مفهوم (العالم) و (الكون)؟
كبر
|
|
|
|
|
|
|
|
|