|
رقاع "الشكر"..
|
سلامات وعوافي ... الي كل احباب الروح الذين طوقوا عنقي بالثناءات والتبريكات .. كواكب درية اضاءت بهرجها الجذاب في سمواتي فاحالته جنة من المودة والوصال .. من جعلوا ايام زفافي كابتسامات الاطفال وكوجه الربيع في مواسم الازهار والايراق .. اخلاق الانبياء واصوات العصافير وجحافل من الابتهالات زفتني في ليلة عرسي نحو مخدع افراحي ومهبط احلامي .. لن انساكم ما حييت وما حيا في الارض قلب .. لن انساكم ... وكأن خاطري تمنى ان تمتد مراسم زواجي الف ليلة وليلة ... كي انعم ما شاء الله لي من نعيم في حضرت تذكاراتهم وكلماتهم واصواتهم الشجية ... التي خضبت انامل ايامي باطيب الامنيات والامال ... وكأن الخوف لازمني كوني ساعيش الي الابد فقيرا في هذه الدنيا .. فقر النفس وفقر الروح.. غير اني ما افتكرت قط انني ساخطو برفق نحو مراتب الاغنياء و البهاليل الجبهاء... كنت خفيف في تفكيري مثقلا في محبتي مكثرا فيها .. فما الدنيا سوى محبة نقية لاناس لم تربطك بهم صلة عدا الانسانية والصداقة النبيلة .. كنت اخاف الفقر ذاك الفقر الحزين .. الفقر الذي اعنيه "ان تكون كائنا رماديا يحشو معدته بغث الغذاء في مائدة لايؤمها الاصدقاء .. وتجلس بعدها ترشف اكواب الشاي المسيخة بلا جليس يؤانس وحدتك .. ان تفكر وحدك وتقاسم افكارك مع خبث الحياة وعجلتها المتسارعة نحو الجفاف والعتمة اللئيمة .. ان ترقص في غرفة خالية الا من اصوات نشاذ تدافر الفضاءات الشقية لتخرج لحن قبيحا يرهق اذان الجدران .. ان تمشي من البيت الي مكان العمل وحدك .. ان تجلس امام بيتكم في اوقات الاصيل وحدك وبالقرب منك جريدة مهترئة بها مذبلة من الاخبار المتراكمة المستهلكة ..ان...وان..." .. هذا هو الفقر الذي اعنيه .. والغنى الذي ابتغيه عكسه تماما .. فقط ضف اليه .. ان يفتح الاصدقاء لك كراسة الاحلام والتهاني ... وان يهاتفك الاصدقاء وبينك وبينهم فراسخ عريضة من المسافات .. المسافات التي لم ترهق الاثير ولا تناجي الارواح ولا رغبة التواصل علي اختلاف اشكاله ..ان تجلس وفي يديك "لطايف الحناء" فيرن هاتفك الجوال فيُفتح لك الخط فتميل خدك الي ناحية كتفك ليقبع الهاتف بينهما فياتيك من الناحية الاخرى للكون صوت شجي لصديق امتدت بينك وبينه سنينا طويلة فيخرج صوته كاحلام الانبياء الاشراف الاخيار وكرنة صوت الملائكة في مناسكهم السماوية وفي عباداتهم النقية لذي الملكوت والجبروت .. ثم وانت تسمع تطايفك ذكرياته معك يوم ان كنتم تلعبون معا وتحبون معا وتخيطون ثوب الشوارع بالوان المشاوير الطيبة الحنينة ... وتشخبطون الجدران والاعمدة باسماء الحبيبات اللطيفات اللائي ارهقن امسيات الصبا بجمالهن وسحرنها الاخاذ ... ثم تتوارد الذكريات الي يوم انتصب فيه العود واستقامت فيه الروح والعقل وطرقتم بعدها باب الرجولة والحياة المتقدمة .. تدور كل هذه الدائرة والدوائر... في مكالمة هاتفية .. في مكالمة هاتفية تستقبلها واقدامك ممددات علي اريكة خشبية وظهرك مسنود علي جدار ناشف عمره اكثر من عشرون عاما ملتحفا ثوب يغطيه اللون الاحمر ومذهب بخطوط رقيقة ..ربما يسمونه "ملاية القطيفة" ... كل هذه المعطيات الشاقة وانت تضحك ملء شدقيك بلا تعب ولا كلل او ملل ولو امتدت المكالمة شهورا عددا .. ليس لشيء سوى انك التقيت صديقا حبيبا غطاك الشوق اليه وغطاه فابى الي ان يبتهج معك في يوم عرسك ليحيله عالما اخرا من الجمال والسماحة والضياء ..
وان تكون جالسا في يوم زفافك فتجد رهط من الاصدقاء الذين تربطهم بك صلة اسفيرية اعمق من صلة الرحم ..يتكبدون رهق المشاوير البعيدة وعنائها فقط ليقفوا الي جوارك في يوم زفافك يقابلونك ووجهوهم مكسوة بسماحة الكون وابتسامات بيضاء نقية تشبه يوم العيد .. اهلا مبروك مبروك .. ربما اول مرة تراهم بام عينك .. ولكنك تحس بان في دمك شيئا ينتمي اليهم ..تحس بنبض ذلك في اوردتك كلما رمقتهم خلسة بنظراتك .. وكانك التقيتهم في "رحم "ما .. تنظر اليهم ..يمدون الايادي بالسلام ... انا فلان زميلك في المنبر ... ياها المنبر عالمي اللذيذ .. انت فلان اقولها في خاطري .. ارددها كثيرا ... تنظر اليهم فتتوارد الي خاطرك كلماتهم اليانعات وكتاباتهم الرزينة ..تجترها كلها .. فطنتهم لباغتهم ذكائهم الوقاد انسانيتهم الحقة ..مواقفهم النبيلة ..اشعارهم .. نعم اشعارهم المبذولة رقةً ومبحةً ..وكانها شدو العصافير في ابتهاج الخريف بالخضرة والنضارة ..
يا هؤلاء ... ارهقتم حبري ويراعي يا هؤلاء .. ارهقتم كلماتي القاصرات الصغيرات الجائعات .. وارهقتم الطاف قلبي وشغافه .. من اين اتيتم يا هؤلاء ..؟ واي دنيا هذه التي احتملت كل هذا الجمال ؟ .. واي عمر ساعيشه كي ارد لكم لطايف نعمائكم علي روحي ؟.. واي رقاع "شكر" ستفى بالذي في القلب ..؟ واي قلب سيعتمر قبعات الحب دونكم ..؟ واي دونكم يستطيع الفرد الضعيف مثلي ان يعيش فيه ..؟
ثم اقول : ان تقد من شرايينك "تقابة" للمحنة والحنين خير عندي من انفق عمري بحثا عن شيء يخصني دون غيري .. هذه الدنيا عندي... " .. طيف امي يلاطفني كل صباح ومساء يمسح عن جبهتي ملامح الشقاء ويطبطب علي كتفي كلما انحسر موج بحاري تقف الي جانبي وتضمني الي صدرها اذا ما شعرت ببؤسي تقبلني وتعمد علي "تضحيكي" لتشرح صدري وتفرج همي .. كانت اكثر من ام ..كانت عالما من الانسانية والطيبة والبهاء واللطافة النبوية ومهرجانا من الحنية والحب.. .. ورائحة ابي تخترق مساماتي لتنشر في روحي عبق الرجولة والشهامة والكرم والبشاشة والطيبة ...اراه ماثلا امامي بــ"بمركوبه" الملون الظريف ويرتدي عراقي وسروال تكة يضحك ووجهه يضج بملامح الملائكة .. رحمهما الله وجعل قبريهما رياض من رياض الجنة .. ثم هذه الدنيا عندي ضحكات في وجوه الاصدقاء ..وقهقهات الاطفال الميامين وهم يتلاعبون في الحواري والازقة الضيقة لا يحملون لهذا الدنيا كبير هم ..ثم "لمات الجيران في الايام العادية .. "لماتهم" في المناسبات .. ان اقف علي شارع بيتنا وانظر الي اتجاه السوق فارمق رجل يحمل شنطة فتجتاحني التوقعات وامواج التخمين .. هذا صديق تذكرني فاراد ان يبرني بزيارة .. هذا قريب يسعى لوصل الرحم .. هذا زميل حن الي ايام الدراسة واتي ليجتر معي دفاتر الذكريات ..هذا .. هذا ..." .. ثم نتف من الاحلام الطفولية البريئة الجميلة .. اداعب خصلاتها كلما اشتدت تعاسة الدنيا ..ثم ايضا التفاف اهلي بعضهم الي بعض ..يشدون جدار التواصل ويقبلون علي الاخرين هاشين باشين تجمعهم الكلمة وتحتضنهم المناسبات افراحها واتراحها فتراهم كاليد الواحدة والقلب الواحد .. وكانهم انموذج للعلاقات الانسانية النبيلة ..
ثم اقول ....
كل هذه التهاني المضيئة .. كل هذه الكلمات الرقيقة .. تتنزل علي قلبي كلمسات الانبياء .. تمسح الالم فيتوثب الجسد بالشفاء .. انا ممنون .. للاصدقاء .. بهار الحياة .. وطعم الايام.. انا ممنون لكم جميعا .. فردا فردا .. من كتب في هذا المنبر ومن لم يكتب .. من تذكرني في خواطره ومن لم يتذكر .. من هاتفني في جهر ومن هاتفني في سر .. من يحبني ومن يكرهني .. من تمني لي الخير ومن يتاهب للتمني .. جميعكم يا الطف احباب الروح .. مبهور انا بهذه الثناءات والاحتفالات .. احبكم .. هذا وقودي لكم.. "الحب" .. "الحب" .. "الحب".. اقطره من عروق الروح ليصب في شرايين صوركم الجميلة المنتشرة في اركان الذاكرة.. من رايتهم ومن لم اراهم.. امامكم الان وفي غيابكم اقول .. اشكركم اشكركم .. ولا اجد وسيلة افضل من الانحناء لكم .. عسى ان تقبلوا محبتي "رغم تقصيري وتاخيري"..
وعبركم وبكم احيي حبيبتي الماجدة .. صاحبة روحي ورفيقة دربي و انيستي الفاتنة .. سيدتي من بين كل نساء الكون .. الانثي التي ابتهلت لها احلامي وابتهجت بها ايامي.. حبيبتي الجميلة ..زوجتي ..عصاتي التي اتوكأ عليها وثوبي الذي يدثرني .. وقلبي الذي ينبض بالحياة.. وروحي التي تنعم بالدفء .. وعيني التي تضج للرؤيا .. واذني التي تانس بالقصائد واللحون.. وانفي الذي يرقص للرحيق والندى .. وجسدي الذي يمنحني شكل الانسان .. احبك سيدتي احبك كثيرا "وتعالي معي لتنظري غمائم الاصدقاء وهي تظللني" .. وانتم .. يا كل الارواح اللطيفة ..و *"انبل اشجار الله" .. اني احبكم .. اني احبكم.. اني احبكم.. **ولتكن الحياة بيننا ارخبيلا من المودة والالفة والمسرات..
ثم .. انها رقاع شكري اوزعها هكذا علي سجية محبتي وموداتي وبحور ودادي .. انثرها في هذا الفضاء لتسقط في حجر كل واحد منكم اوقعها بحبي الشديد وامنياتي لكم بحياة هانئة مستقرة اينما حللتم او نزلتم وان يبلغكم الله جميعا مقاصدكم النبيلة وان يجعل حياتكم كرنفالا من الحب والسعادة الابدية وان يكرم الله مقاماتكم في الدارين وان يجعلكم جميعا من المستورين في الموقفين الاول والاخر يوم البعث العظيم .. واساله ان يتجلى عليكم باسمائه الحسنى التي نعلمها والتي خص بها احد من خلقه والتي لانعلمها واحتفظ بها في علم الغيب عنده .. ان تكونوا جميعا في نعيم دائم وفي ثبات ونبات .. محبتي .. ......... * مقولة للدكتورة اشراقة مصطفى تصف بها اصدقائها .. ** مقتبس من عنوان للاديب والناقد الاستاذ محمد الربيع محمد صالح في ورقة نقدية عن موسم الهجرة الي الشمال..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
رقاع "الشكر".. | ودرملية | 04-20-08, 01:53 AM |
Re: رقاع "الشكر".. | كمال سالم | 04-20-08, 01:58 AM |
Re: رقاع "الشكر".. | معتز القريش | 04-20-08, 06:41 AM |
Re: رقاع "الشكر".. | abuguta | 04-20-08, 08:19 AM |
Re: رقاع "الشكر".. | ودرملية | 04-20-08, 08:00 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | ودرملية | 04-20-08, 07:59 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | ودرملية | 04-20-08, 07:58 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | Sidig Rahama Elnour | 04-20-08, 09:13 AM |
Re: رقاع "الشكر".. | ودرملية | 04-20-08, 08:02 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | إيمان أحمد | 04-20-08, 11:46 AM |
Re: رقاع "الشكر".. | ودرملية | 04-20-08, 08:03 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | عادل فضل المولى | 04-20-08, 12:23 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | ودرملية | 04-20-08, 08:05 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | محمد عبد الماجد الصايم | 04-20-08, 08:43 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | عبدالكريم الامين احمد | 04-20-08, 08:47 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | ودرملية | 04-21-08, 01:00 AM |
Re: رقاع "الشكر".. | ودرملية | 04-21-08, 00:57 AM |
Re: رقاع "الشكر".. | haroon diyab | 04-20-08, 09:26 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | haroon diyab | 04-20-08, 09:29 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | ودرملية | 04-21-08, 01:01 AM |
Re: رقاع "الشكر".. | نصار | 04-20-08, 09:39 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | ودرملية | 04-21-08, 01:03 AM |
Re: رقاع "الشكر".. | تيسير عووضة | 04-21-08, 06:13 AM |
Re: رقاع "الشكر".. | عبدالغني كرم الله بشير | 04-21-08, 07:05 AM |
Re: رقاع "الشكر".. | مامون أحمد إبراهيم | 04-21-08, 10:30 AM |
Re: رقاع "الشكر".. | محمد خليل ساني | 04-21-08, 10:35 AM |
Re: رقاع "الشكر".. | ودرملية | 04-21-08, 10:40 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | ودرملية | 04-21-08, 10:34 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | ودرملية | 04-21-08, 09:27 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | ودرملية | 04-21-08, 09:22 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | عبدالكريم الامين احمد | 04-21-08, 09:43 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | ودرملية | 04-21-08, 10:48 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | ودرملية | 04-22-08, 09:02 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | انعام عبد الحفيظ | 04-22-08, 09:05 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | Salah Abdulla | 04-22-08, 09:44 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | ودرملية | 04-22-08, 10:37 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | ودرملية | 04-22-08, 10:35 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | بله محمد الفاضل | 04-22-08, 09:36 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | ودرملية | 04-22-08, 10:53 PM |
Re: رقاع "الشكر".. | حيدر حسن ميرغني | 04-23-08, 01:46 AM |
Re: رقاع "الشكر".. | ودرملية | 04-23-08, 01:57 AM |
Re: رقاع "الشكر".. | ودرملية | 04-23-08, 06:24 AM |
Re: رقاع "الشكر".. | Omar Bob | 04-23-08, 06:36 AM |
Re: رقاع "الشكر".. | ودرملية | 04-23-08, 06:43 AM |
|
|
|