حكى الراحل الموسيقار, بدر التهامي ضمن ذكرياته, التي كان يرويها, وقد وردت ضمن مؤلف, الصحفي معاوية يس{ تاريخ الغناء والموسيقى في السودان}:- أن لفيفآ من الشعراء, وفناني الغناء والموسيقى, في السودان من أربعينات ,القرن الماضي, والذين كان من بينهم, فقيدنا بدر التهامي , جاءوا من العاصمة, إلى مدني ,وضمهم منزل الشاعر ,محمد علي الامي, فهطلت أمطار غزيرة, جعلتهم يأوون, بصالون المنزل, وبسبب غزارة الأمطار, تفتحت ثغرات ,أعلى سقف المنزل, وأخذت كتل من الطين, تتساقط من الجدران , وبدا السقف كأنه يئن!,فأصيب الجميع بالذعر والخوف , ولتلطيف الأجواء, المشحونة بشتى الإنفعالات, قال لهم الشاعر العبادي:- إذا سقط هذا البيت علينا,, مات فن الغناء في السودان موتآ جماعيآ.. وفي لحظة واحدة!.
رحم الله الموسيقار, الفنان بدر التهامي, الذي شاءت الأقدار ,ألا يسقط ذاك العرش ,على رؤوس أولئك الأفذاذ, من المبدعين السودانيين وينجون, وينجى معهم, راحلنا العزيز, ليمتد به, العمر المديد, فيشهد كيف ,أن أعمدة الفن والطرب ,والموسيقى السودانية , التي أرسى ساسها, مع رهط عزيز, من زملائه, لم تسقط بفعل مطر, أو دمدمة رعود, بل ظلت شاهقة باسقة,ومتطورة على مر ,الأزمنة والعصور, فتنجب لنا أصواتآ وحناجرآ ,والحانآ سودانية, خالصة وعذبة, ظلت تمتعنا, وتغسل وجداننا, وتدخل البهجة في نفوسنآ. العزاء الحار لكم, ياطارق أبوعبيدة وصادق المواساة, لأسرته الكريمة فردآ فردآ,,وللراحل المقيم الرحمة والمغفرة .
|
|