|
Re: المال ... (Re: سيف الدين عيسى مختار)
|
Quote: قديما كتب الشاعر أحمد شوقي مقالة رائعة عن المال أذكر منها قوله (يا مال الدنيا أنت والناس حيث كنت، قليلك هم وكثيرك غم، سخرت من قارون وأشعلت النار يا نيرون) أو شيئا من هذا القبيل، فقد ند عنى بقية الحديث فقد عفا الزمن على ذاكرة تلك الأيام ، لكن المال يبقى غصة في حلق من يراقبون عباد الله، ومن أغدق الله عليهم بالأموال من جوده وكرمه، وهم ينفقونه على العمل العام انفاق من لا يخشى الفقر، فترى الذين تضخم الحسد في نفوسهم واستشرى الغل يتمنون زوال النعمة من على من أنعم الله عليهم، لكنها النار التي تحرق أحشائهم وتقلق راحتهم، فتراهم ان أنفقت يلهثون، وان أمسكت يلهثون، يحسبون كل فلس يخرج منهم أولى به جيوبهم الخاوية أبدا، وأفواههم الجائعة، ومع ذلك يكيلون على أنفسهم المدح والثناء الأجوف بالقناعة ونظافة اليد، وهم الأقذر يدا،والأسوأ ضميرا، الظانين بالناس ظن السوء عليهم دائرة السوء، وما هم بضارين بحقدهم من أحد، ألا أن يرجع وبالا عليهم وتراهم في خوف دائم وهلع مستمر. نعم أخي الرفاعي .. ما ظنك بمن أقام حجته على الوهم، وبنى قناعاته على الكذب والافتراء، كيف يشعر بالأمان والطمأنينة، انها حقا جريرة ما انطوت عليه نفسه من لؤم وسوء نية، وهي أمور لا بد وأن تنعكس على صاحبها بالخيبة والوبال العظيم، فمن اشرب في نفسه القناعة والثقة في الناس اكتفي بما لديه عن متابعة خلق الله، ومن كان فقيرا في نفسه، لئيما في طبعه، سيئا في أخلاقه رأى الناس بمعياره هو. أخي الرفاعي .. نعم قالها من هو أفضل مني ومنك (وما أبريء نفسي ان النفس لأمارة بالسوء) .. فالشقي من اتعظ بنفسه، والعاقل من اتعظ بغيره والسعيد من وفقه الله تعالى، ومهما تكن عند امريء من خليقة وان خالها تخفى على الناس تعلم، والنفس ما أملتها تتأمل، واقرأ معي ان شئت قوله تعالى (قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ، ومن شر غاسق اذا وقب ومن شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد اذا حسد) .. هدانا والله واياكم الى سواء السبيل
سيف الدين عيسى مختار |
|
|
|
|
|
|
|
|
|