|
|
 Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى (Re: Abuelgassim Gor)
|
1
قلت لنفسى الثالثة والتى تقع خلف نفسى المطمئنة واللوامة والامارة بالسوء..قلت ماذا ترك لك من سبقوك لتقوله فى شعر محمد المكى ابراهيم. أنت دائما فى المؤخره ، وينطبق عليك مثل قومك ( العويله فروا وأم العويره جات تنطط)...لكن أكلتنى يدى ....وهى أكولة مثل الدم الثائر (دم تاير) حذرنى منها المرحوم البروفسير على المك طيب الله ثراه ( يا قور بتموت )...آكولة لا ترحمنى ، تبدأ باليد اليمنى ثم تتسلقنى مثل نزوة فاسده غير حميده فتزداد حركتى،لا اقوى على مقاومتها أبدا، ابحث وابحث وأجن. قبل ايام أنزلت بوست عن هذا الشاعر الفيلسوف...محمد المكى ابراهيم ، ثم تحصلت على كتاب ( الاعمال الشعرية ) من اصدارات مركز عبد الكريم ميرغنى الثقافى. يدى تبحث وكذلك الدماغ ، هناك شيئ لم يقله النقاد ، هناك شيئ ،،،،الدماغ حيث تنبلج أسس النقد ، والدراسات ...الدماغ حيث الثنائية الديكارتية...هنا هنا فى الدماغ يوجد النقد، اعمال التفكير فى الآثار الابداعية ، اكتشاف المعانى الموضوعية للابداع كشفرة بالغة التعقيد...ماذا ترك لك النقاد..كغراب فشل فى التقاط حصاته .اليوم الملم ذاتى موليا ابداع محمد المكى....أحج اليه فى زمن الحجيج الى اللا حجيج. قلت سأظل مثل طيار طلب منه برج المراقبة البقاء محلقا فى الجو ...كل المدراج مليئ ...علهم ساعدونى ، وافسحوا مجالا للهبوط .اليوم ما أقوى أن نكتشف بتأمل شديد ، تأمل حاد ، يصل أقصى أنواع المدى الذهنى ... هذه الصورة :
تستفيق المدينة لا ئذة بالظلال من رائعته ( لا خباء للعامرية)
صورة ، المدينة لائذة بالظلال. أين تقبع ظلال المدينة. المدينة قابعة فوق ظلالها لكنها اليوم تستفيق من هول المضيبة باحثة عن ظلالها. هذه المدينة.......أكلتنى يدى
-________________
2-
الرعب فى قصيدة لا خباء للعامرية
الى حبيبى الدقم وآخرين هم أدرى منى بالشاعر محمد المكى ابراهيم أراكم تحتفون بهذا البوست أقول :
صورة الرعب فى قصيدة لا خباء للعامرية هى البطل فى تلك الملحمة. كان الرعب هناك...رعب تصطك له الاسنان، ترتعد له الفرائص. كانت العامرية ، فى مخملها ، قصرها المنيف ، مكرمة ، عزيزة ، شاهقة ، بلوطية الاحساس ، عريقة ...كانت خصبة ، وكان الشاعر يحتفل بها ، يطرب ، يغنى ، يغنى ويعشق العامرية العامرة بالحياة ، لكنهم دائما ، كانوا هناك ، كانوا خلف الاشياء ، كان الشاعر فى خدرها ، والخدر خدر العامرية ، بفضائها الواسع اذا بالباب
جرس البا يقرع والعامرية تجمع أثوابها
وتخبيئ صهباءها فى الدواليب
والباب يقرع
يسقط عن ظهرها الثوب ،
لا تتقيك بعنابها
بل تعود وتلتقط الشال، تأخذ رافعة النهد ،
تأخذ جو الأنوثة من غرف البيت.
والباب يقرع ،
يركل،
يكسر،
يهدم....
ان القيامة تقترب
هذه صورة صاخبة الانوثة حتى ظنها الناس هكذا ، لكن الرمز واقف ألف أحمر. ههكذا صور الشاعر عملية الاجهاز على السلطة فى السودان ، كم هو غريب أمر محمد المكى ابراهيم ، فالمشهد الرمزى هنا يعبر عن حالة احتفال بحب الوطن درجة من العشق ...( تأخذ رافعة النهد) ، حب الشاعر لهذا الوطن لا يوصف ، دونه المفردات ، والتعابير الطوال . أبحث عنه بشده ، وما راعنى فيه الا تحوله ل( جميل وطن). الوطن والشاعر متلازمة العشق والبكاء والحرية
أنظر الرعب
ثم ينقصم الباب
والعامرية تذهب
أسمع فى غرفة الثلج صوت محركها
وصرير اطاراتها
وأرى يدها لا تلوح لى ،
,اناملها لا تكور لى قبلة
خرجت من ثقوب الجدار
ولكنها لن تعود
فقد وضع الذعر فى وجهها الشمع
والخوف أفسد فى جوفها مضغة الحب والقهقات،
ذهبت والصباح يداهمنا
والرجال المهمون يندفعون من الباب نحوى ،
ويقولون شيئا بذيئا
ويبدأ يوم من الخوف تحت ضياء جديد
هكذا تم القبض على الشاعر متلبسا بحب الوطن بعد أن ذهب الوطن الى الابد
شيئ عجيب تتحول القصيدة بمفرداتها من الانوثة الى الوطن ، تحول فجائى لا تحسه ....ماهذا التكنيك ، وتأكلنى يدى أكلا شديدا ، والعقل مثل النافورة
يبدأ الشاعر قصيدته بعنوان بيت القصيد قائلا
Quote: لا اسميك وهما
فما فى الحقائق أكثر حقا
ورعبا
من الموت تحت السنابك ،
أنت الحقيقة
كالمزابل
حتى يجئ الخريف
ويكنسها بالمطر
والقصيدة سياق. هذا السياق يستوجب الادراك الكامل ، والمعرفة العميقة .وقصيدة ( لا خباء للعامرية) محتشدة بتفاصيل ازمة الوطن ، وأسألته الكبرى ، ليطل علينا سؤال الهوية والتمزق أنظر قول الشاعر
قال واحدهم : كانت العامرية ملكا لنا
ولأحفادنا
ثم صارت لأعدائنا
- وبكى
ويترك الشاعر بصماته وآثاره رثاءا لوطن مكرها ولا حيلة له ، ولاخيار
أنظر قوله :
اننى آخر الراحلين
أنشر الآن أجنحتى ذاهبا عن بلادى،
وأشياء قلبى،
وأبناء سربى
وقافيتى المزهرة.
لم أقرأ من قبل ذلك حزنا بهذا الطوق الماكن. كم كان الشاعر مسكونا بالوطن ، كان الوطن الحبيبه ، والثورة ،والقبلة وحناء العرس. لكنه اليوم ذهابا بعيدا عنه بقنوط ، فهو مثل شيخ مسح حذائه ثم نفض قدميه وعقلهما عليه مضى ليقول :
اننى ذاهب فأهنأوا أيها الظافرون
لم تكن هجرة الشاعر الوطن محمد المكى ابراهيم مثل غيرها ، كان شيئا مثل سقوط أرشليم كما وصفه انتونين آرتو فى شرحه لطبيعة القسوة ، شيئ اشبه بانهيار جدار مبنى كامل. فالذين يعرفون محمد المكى ابراهيم يلجمهم الذهول فى امكانية غياب هذا الشاعر عن وطنه
. ديوان لا خباء للعامرية يتحرك من القنوط الى الفجيعة الى الثورة والحلم. ينتقل الشاعر من حالة الرثاء الى حالة الثورة وهو ما أفرد له قصيدته احملينا أيها الخيل
احملينا أيها الخيل الى شرق عدن
احملينا
وبابواب المتاريس اتركينا
فالمتاريس قرار وسكن
والمتاريس وطن
وطن
خارج اسوار الوطن
يقول الشاعر فى قصيدته (احملينا ايها الخيل )
والمتاريس وطن
وطن
خارج اسوار الوطن
هكذا تكتمل الدائرة الابداعية ، ونحس نفس الشاعر ذاته منذ الاكتوبريات فى ديوانه أمتى.تلك هى النقطة التى ظللت ابحث عنها ، وبفضلها أكلتنى يدى ، نعم جوهر هذه المقاربة هو ( الاصالة ومواصلة الاتجاه ) Originality and Maintaining of direction ....يمكننا اليوم أن نجرى مقارنة بسيطة بين نبض ومفردات قصيدة (احملينا أيها الخيل) فى ديوان ( لا خباء للعامرية ) وقصيدة النشيد الاول فى ديوانه (أمتى) الذى طبع لأول مرة فى عام 1969
من غيرنا يعطى لهذا الشعب
معنى أن يعيش وينتصر.
من غيرنا ليقرر التاريخ والقيم الجديدة والسير
من غيرنا لصياغة الدنيا وتركيب الحياة القادمة.
جيل العطاء المستجيش ضراوة ومصادمة
المستميت على المباديئ مؤمنا
جيلى أنا
ثم يقول فى النشيد الثالث
تصاهلت خيول المركبة
وأصطفقت اجنحها المرحبة
هذا هو السر فى سحر الشاعر محمد المكى ابراهيم الاصالة ومواصلة الاتجاه . مافتر يوم ، ولم يكل . أقول لم يترك لى رفيق دربه وصديقه الدكتور حسن أبشر الطيب ما أقوله ، فذلك ناقد فذ واسع المعرفة ، قادر على التعبير فى مقدمته لكتاب ( الاعمال الشعرية ) لمحمد المكى ابراهيم وهو يقول (هذا صوت الشاعر محمد المكى ابراهيم فى قصيدة غمائم ، التى ينقل اليك فيهاهذا الاحساس العميق بحب الوطن، وعظم اعتزاز الشاعر بسودانيته ، وهو عشقه الاول الذى لا يحيد عنه أبدا ، ويمثل موضع السجدة ومركز الدائرة فى جل قصائده :
هذا عصير الشمس فوق جبهتى
هذا كساء أمتى
هذا أنا وقبل عالمين كنته
وبعد ألف عالم أكونه
حتى اذا ابيته أصونه
لا الحمض لا البنفسج المشع يمسحانه
ولا تعاقب الذى مضى
وذلك الذى يجئ
وذلك الذى يدور حول نفسه بلا انتهاء ) ص6
والاصالة تأخذ بعدين فى ابداع الشاعر محم المكى ابراهيم الاول فى تفرد المفردة ونسق قاموسه الشعرى والثانى فى المعنى القريب وهو ما نلحظه فى حبه للوطن وسودانيته الدافقة المشعة بأجواء الاشراق العريق . فهو ان جار به الزمان فهاجر مكرها لكنة يحتفظ بالوطن فى قصيدة ( احملينا ايها الخيل )
احملينا أيها الخيل القوية
من منافينا
ومن فردوسنا المفقود
من أحزاننا الكبرى خذينا
أو كما قال فى (لا خباء للعامرية)
نبهينى اذا أزهر السيسبان
واذا ظلل الغيم سهب البطان
ألقى قذيفته السندسية فى كردفان
********
نبهينى لأنهض من رقدة الموت ،
من شلل الخوف ،
أنشر أجنحتى
ذاهبا
للبلاد تتراءى لنا فى المنام
3
-
شاعرية محمد المكى ابراهيم
الشاعرية ترجمة للمفردة الانجليزية Poetics ، والشاعرية هى أدخل العناصر الى شغاف القلب ، والنص الادبى أيا كان نوعه هو انحراف من نمط الكلام الطبيعى الى نمط تعبيرى ، والقصيدة كجسد أدبى تتخذ من الشاعرية حالة للانحراف أما النص المسرحى يتخذ من الدرامية والأدائية نموذج آخر للتعبير . لقد كتب النقاد فى ذلك كثيرا خاصة فى مجال البنيوية التفكيكية أو التشريحية. فالقصيدة نسق أدبى ليس لها من وجود فى ذاتها غير شاعريتها.أما شاعرية محمد المكى ابراهيم تكاد تكون أساس تفرده ، وأصالته الابداعية ، فاللغة عنده منتقاة ، والمفردات معبرة ، ومضيئة ، باصواتهافالشاعر يكون شاعرا بلغته لا بموضوعاته ، وهذا ما يفرق بين الشاعر وكاتب التاريخ أو الجغرافية.بالفعل هذا قول فيه نظر كما يقول الأزهريون ...أنظر
مثلا توظيفه للمفرده ( الصادحة) من صدح يصدح.يقول
الجراح الصادحة.
والجراح لا تصدح ، لكن تأخذ الشاعرية قوتها التعبيرية فى السياق التالى من قصيدته النشيد الاول : للطلبة
جيل العطاء لك البطولات الكبيرة
والجراح الصادحة
ولك التفرد فوق صهوات الخيول روامحا
ولكأنك تسمع أصوات مفردتى (الصادحة) و(صهوات).بالطبع هذا ما أسميه تداخل اصوات النص . الجملة هى مجموع كلمات ، والكلمة هى فى الاصل مجموع فونيمات ، والفونيم هو أصغر وحدة صوتية كما يقول اللغويون والله أعلم
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
 محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-14-08, 08:26 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-15-08, 09:58 AM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | محمد سنى دفع الله | 04-15-08, 10:08 AM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-15-08, 10:24 AM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-15-08, 10:27 AM |
 Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | serenader | 04-15-08, 10:36 AM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-16-08, 07:27 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | dardiri satti | 04-15-08, 03:42 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-16-08, 07:30 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | omer abdelsalam | 04-15-08, 09:27 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-16-08, 07:41 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | محمود الدقم | 04-16-08, 00:49 AM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-16-08, 07:34 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-16-08, 09:43 AM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-16-08, 07:22 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-16-08, 08:00 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-16-08, 08:35 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-19-08, 05:55 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-19-08, 08:00 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-19-08, 08:15 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | نادر الفضلى | 04-19-08, 11:52 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | نادر الفضلى | 04-19-08, 11:52 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-20-08, 08:30 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-20-08, 09:08 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-20-08, 09:12 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-20-08, 09:31 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-21-08, 01:09 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-22-08, 07:06 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-22-08, 07:30 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-22-08, 08:04 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-24-08, 08:48 AM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-24-08, 09:41 PM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-27-08, 08:28 AM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-28-08, 10:39 AM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 04-29-08, 09:59 AM |
| Re: محمد المكى ابراهيم ....عندما أكلتنى يدى | Abuelgassim Gor | 05-03-08, 10:39 AM |
|
| |
Abuelgassim Gor
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست