|
Re: الي كانديك في ذكري رحيله (Re: بهاء بكري)
|
اعزيكم بهاء ومحمد حسبو واستأذنكم فى الولوج فتزاحم اضداد المعرى تحجب عنا الافق.
خرج الشريف العلوى - على ما اعتقد-مغادرا كربلاء ..فأستنجدته امراة صائحة وا شريفاه ، فقال لها
الشريف انت وامثالك يوردننا حتوفنا) ..رجع ..حارب ... فقتل.
قالت المراة الخارجية ان الموت يزرعنا ).
حقا ان الموت يزرع ..موت الممسك بقضيته غراس لثمار مخصبة بدمائهم العطرة ،يقطفها جيل...
بعدجيل ..ثمار يانعه ..تسر الناظرين.
حقا ان الموت يوحد ..يوحد الناس ، لا على غرار المصائب يجمعن المصابين ولكن النوايا الحسنة
للشهداء تجاه شعبهم والامال العراض له يجمعن المتاملين بغد افضل .
الموت يوحد دوائر الدم المقسمة و يوحد السحن ايضا (على حد تعبير الشاعر والمغنى )..
الوحدة فى فاجعة رحيل الشهيد كانديك كانت وحدة حقيقية وشفافة لا تشوبها شبهة المصلحة ولا عرض
الحياة الدنيا.
نعى الناعون عمر كانديك .. الشيوعيون ،الاتحاديون ،حزب الامة،الجنوبيون باطيافهم السياسية ،تجمعات
الغرب والشرق ومنظمات المجتمع المدنى .
وبالطبع يشذ -دائما- عن هذا الجمع اؤلائك الذين لا تكتمل فرحتهم الا ان يروا الناس فى القبور او هم
فى طريقهم اليها .
نعى موحد ..وبذرة لوحدة مرتجأة لا تقل الحاحا والحافا من رجا سيداى بطرس والحسن البصرى فى الله عز
وجل.
حزنت كثيرا على رحيل كانديك ..(لم اعرفه تمام المعرفه،بل حدثنى عنه نفر اعزاء اثق فيما يقولون)
حزنت ..وبكيت كما قال احد العظماء "لان ليس لدى مؤخرة كمؤخرة الثور لاديرها لآلام الفقراء)واضيف
لها وآحلام الشهداء الوئيدة .وان كنت دائما احادث بعض الاصدقاء فى حق -وهم ادرى منى بذلك- ان
يشعلوا من فواجع الرحيل المبكر للشهدين الخاتم وكانديك جمرة للنضال الصعب الجميل المستمر من اجل
اعلاءقيم الحق والخير والعدل والمساواة والحرية ..صعب هو الامساك بالجمر ..وحلو هو انتصار
المبادئ والقيم التى سبر غورها الشهداء و رحلوا من اجلها .
رحل الخاتم سريعا كما البرق كما قال الاخ الكبير والصديق صديق عبد الهادى . حملناه كل آمالنا
واحلامنا...والعاب الشفع (التى تنتج من البصارة وتلك الحاجة ام الاختراع) المتبعثرون فى قرى وكنابى
الجزيرة وامتداد المناقل ..المتلظون بالباجور (ال مأكول ومنكور) ..وبلهارسيا الترع ..بعوض
الحفر و حر الدرت ( موسم حصاد الذرة)..ولكنهم كانوا ايامها ينعمون وننعم بالتعليم
المجانى ... نحن ابناء القطاع العام .. سلبت منهم الحياة والمنون الخاتم وسلب منهم هؤلاء التتار
مجانية التعليم واحلامهم المتواضعة واستباحونا جميعا كشمس اغسطس فى بلادى ..
هاهى المنايا مرة اخرى تعمل نصلها فى كانديك (المنايا مصابة تاريخيا بعمى البصر والبصيرة وسوء
الاختيار المتأصل).
من نفس مظان ..موقع ...ومواقع الخاتم جاء كانديك ،كأن بينهما موعد ..سار خلفه..يتقفى اثره حتى
صار حذوه لا امامه و لا خلفه ..فصار هو (كما يقول اهلى المتصوفة).
جاء كانديك و الخاتم من (كرش الفيل ) الجزيرة و المناقل ،تلك البوتقة التى صهرت كل
السودان ،بجتك ..نوبتك ..زنجك ..عربك ..وخلاصيك ..وحفلت مزيجها بامل وصبر الفلاحين (يبذزون
البذرة وينتظرون ثمرها بيقين كامل فى الخالق الرازق ) والتسامح ..والتزاوج ..والتمازج ..واللا
اثنية ومنحته سحنة يصعب توصيفها بمفاهيم (سادت فى حيواتنا وادبياتنا الثقافية والسياسية . بعضها
باد والآخر ينتظر ، لا ادرى ان كان سيبدل تبديلا ام لا )
الغابةوالصحراء ..السودانوية ..العروبية..الافركانية ..والاسلاموعربية...الخ .عصي هذا الملمح على مفردات الهوية الدارجة..فى احيان كثيرة تصعب قولبة الاشياء وان فى الصناعة ذاتها ام القوالب و ذات القوالب والعماد.
من هذا الكرش جاء كانديك ..جاء من الشكابة ..والشكاكيب تختزن ارثا عريقا ..عتيقاوعميقا فى
نصرة واجارة المظلوم ،الذود عن الحق والجهاد فى سبيل الوطن ,فلا غرو -لا عن جهوية- ان يجئ
كانديك مناضلا شرسا ،صعب المراس من اجل وطن ديقراطى موحد..يحلم بالطمانئة والسلام .وجاء
سمحا متسامحا كشأن سيدى المسيح عليه السلام ..ويسلم الناس من لسانه ويده (اللهم الا ما كان بالحق و
فى الحق ).
ومثلما اسلفت ان الموت يزرع ويوحد ، ارجو ان تكون فاجعة كانديك زرع لغراس سيرته ومسيرته
الفاعلة وان تكون للقوى الوطنية الحقة هاد للوحدة فى حركة عريضة لانجاز التحول الديقراطى ومؤسساته
المستدامة...كثير هو ما يجمع هذه القوى ..بل هو اكثر بكثير مما يفرق (الذى لا تبصره
...تكبره ..وتكاثره الا اعين الضرائر).
آخر دعواى :اللهم ارحم الشهيد المناضل عمر كانديك ،التزم جانب شعبه(مخلوقاتك فى السودان يا ربى)
حين عز الالتزام..لا لمغنم ،بل جلب عليه هذا الالتزام كثير مغرم ..اللهم انت خير الشاهدين .
العزاء للشعب السودانى كافة. دفع الله خطاب .... الدوحة
|
|
|
|
|
|
|
|
|