|
Re: في النــــطاق الرمـ(عندما لم تنتبه الانتباهة – عندما لم ينتبه أحد)ـادي !! (Re: فتحي البحيري)
|
التداخلات الرمادية بين المعسكرين لم تأخذ شكل الاختراقات الأمنية المحضة وحسب . لقد مثلت دموع الشيوعيين واليساريين والديمقراطيين الصادقة المسكوبة حزناعلى الفقيد المرحوم محمد طه محمد أحمد أبلغ دليل على أن مياهاً كثيرة ظلت تمر بينهما طيلة فترة التسعينات الملأى باللغة العدائية والاستئصالية والإقصائية لم أكن أعلم أن مشاويرا بالكرعين و(قعادا) شبه فقير في كافتيريا ابوجنزير واتينيه وغيرهما كان يحدث بين المجموعات المتحاومة حول الحاج وراق مثلا وبين الاسلاموي شبه البروليتاري محمد طه محمد خلال اواخر التسعينات ، لكن تلك الدموع الصادقة فضحت (رمادية) كانت تفرض نفسها ضد الاستكبار والذبح الانقاذي للمثقفين والمثقفاتية ذلك الذبح الذي وصل حد استهداف مثل هذه الحوامات والقعدات بشرطة أمن المجتمع والنظام العام والجلد وإشانة السمعة يكفي أن يجدوا مجموعة من هؤلاء الرائعين (ماشين بي كرعينهم) من المركز الثقافي الفرنسي مثلا للسوق العربي ليكون ذلك بلاغا جاهزا في شرطة أمن المجتمع !! تمدد النطاق الرمادي ، الذي ربماا كان فيه من الخير ما لا يوجد في خط (على محمود حسنين ) الفاصل والذي هو خطنا جميعا من الناحيتين الوجدانية والأخلاقية . لقد قال علي في ندوة التراضي الأخيرة بدار الأمة بضرورة المحافظة على هذا الجدار العازل بين أبيضنا وأسودهم (أو العكس بحسب وضعية القارئ غير المحايد !!) ولكن واقع الحال المعاش الآن يشي بأن الأبيض والاسود لم يعودا سوى خطيين هامشيين على جانبي مساحة رمادية تتمدد في سماء الوطن الثقافي السياسي الاجتماعي . لقد فزعت ، أي والله فزعت ، وأنا أرى مصطفى عثمان اسماعيل وعبدالرحيم محمد حسين وعمر البشير وعلي عثمان وحسن عبد الله الترابي وهم يعمرون حوش الخليفة وفناء القبة جنبا إلى جنب وكتفا إلى كتف (مع اتخاذ كافة التدابير الرعبية طبعا) إلى جانب جموع أهلنا الطيبين من عامة الأنصار والسودانيين وباقان اموم وعلى محمود حسنين ونقد وغيرهم وغيرهم وغيرهم في صبيحة تشييع المغفور لها السيدة الاستاذة سارا الفاضل محمود
هل (الحالة واحدة) إلى هذه الدرجة ؟؟
إنه النطاق الرمادي !!!
أيدك الله يا سيدي عبدالرحمن عبدالله نقدالله وأقال عثرتك وكتبك في الصالحين الأن ويوم يقوم الناس لرب العالمين .
|
|
|
|
|
|