في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-07-2024, 06:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-02-2008, 10:18 AM

مدثر محمد عمر
<aمدثر محمد عمر
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 1434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور (Re: مدثر محمد عمر)

    "لا يعرف الكثير منا من هو الأستاذ معاوية نور الكاتب والناقد السوداني الذي مات شهيدا في ريعان شبابه.

    انحدر معاوية من عائلة عريقة الأصل، كان جده لأمه (محمد عثمان حاج خالد) أميرا من أمراء المهدية وكان ذا مكانة ونفوذ... مات والد معاوية وكان الطفل يخطو في أعتاب ربيعه العاشر ، فكفله أخواله ومن بينهم الدرديري محمد عثمان الذي كان من الرعيل الأول من المتعلمين في السودان ومن الشباب المرموق في ذلك الحين فقد كان أول سوداني يتولى منصبا قضائيا رفيعا و كان أول قاضي محكمة عليا في تاريخ القضاء السوداني، كما كان من الرواد في الحركة الوطنية في السودان حتى اختير بعد الاستقلال عضوا لمجلس الرئاسة.

    كانت حياة معاوية عادية في أول مدراج حياته .. فقد دخل الخلوة ومنها تعلم مبادىء القراءة والكتابة ثم انتقل الى الابتدائية والوسطى بعد أن اجتاز الامتحان بتفوق ملحوظ وظل بها حتى وقع الاختيار عليه ضمن النابهين للانخراط في كلية غردون وفيها بدأ حبه للبحث والتحصيل.. وتملكه حب الاطلاع بدرجة كبيرة حتى صار يدخر كل درهم يحصل عليه كي يشتري به كتابا .. وفي هذاالوقت بدأت ميوله الأدبية تبدو واضحة جلية وبدأ نجمه في عالم الأدب يتألق سريعا حيث كان يكتب في الصحف السيارة والمجلات السودانية ، وكان رحمه الله يذيل كل كتاباته بتوقيع مستعار وهو( مطالع ) وكان طبيعيا أن يلفت أمر هذا اليافع - الذي كان يناقش القضايا الأدبية في الصحف على هذا النحو من التمكن والتقصي والذي كثيرا ما استشهد بكبار المفكرين مثل اناتول وفرانس وبرنارد شو وأضرابهم- كان من الطبيعي أن يلفت نظر أساتذته الذين حسبوا لأول وهلة أنه يتعجل الظهور والشهرة، فعمدوا لمناقشته في الموضوعات التي كان يكتبها في الصحف فهالهم من تفهم عميق وادراك واع لأفكار أولئك الكتاب والمفكرين الذين طالما أخذ آثارهم بالتحليل والمناقشة.

    بعد أن أكمل معاوية دراسته الثانوية بكلية غردون في عام 1927 اختير لدراسة الطب، وكانت وقفا على قلة مصطفاة من النابغين من طلبة المرحلة الثانوية وكانت وقتها حلما يراود كل شاب سوداني لما تتيح لخريجيها من مكانة عالية ومركز مرموق وراتب وفير.. ولكن معاوية كان من طينة أخرى، اذ سرعان ما جاهر بعزوفه عن الالتحاق بكلية الطب وما تتيحه أمامه من مستقبل وضاء، ذاكرا أنه يريد مواصلة دراسته الأدبية التي علق بها والتي تملكت شغاف قلبه ووجدانه .. وكما كان متوقعا أحدث عزوفه عن دراسة الطب دويا هائلا في محيط أسرته وكان الجميع يتساءلون عن ماهية هذا " الأدب" الذي يفضله عن الطب والمستقبل العريض، حتى حسبوه معتوها أصابه مس من ذهول ، وتحت ضغط عنيف من أهله واساتذته وزملائه انخرط معاوية في كلية الطب بجسمه فقط.. فقد كانت روحه تهوم في آفاق بعيدة كل البعد عن ما يتصل بالدراسات الطبية ، وان ذهبنا الى القول كان معاوية أول سوداني يتصل اتصالا حقيقيا بروح الغرب.. لقد وجد معاوية هذا الشاب العربي الافريقي الذي نشأ في بيئة جاهلة لم تأخذ الا اليسيرمن أسباب المعرفة ، وجد معاوية في الادب الانجليزي ضالته المنشودة ووطنه الذي يروي ظمأ روحه ووجدانه برغم البون الشاسع بين الوطن الروحي وواقع وطنه الذي يعيش فيه.. بين دنياه البعيدة غير المنظورة التي كان دائم التطلع اليها بشغف وطموح ، وبين دنياه التي يعيشها كواقع لا مهرب منه ولا مفر ( بلده وعائلته وتقاليده ) ..


    لم يجد معاوية مفرا من التفكير في العوده الى بلاه عساه يجد موردا للرزق يعينه على الحصول على دواء يشفي به سقمه، طعامه ، ويشفي حر جوعه ، وأيدي حانية تخفف عنه آلامه فضلا عن أنه ربما أتيح له العمل في كلية غردون فيواصل السعي والتحصيل ويعمل على نشر المعرفة بين قومه وأهله. ولكن هذه الآمال لم تكن الا سرابا، فما ان وصل السودان حتى تلاشت أحلامه واستهدف بحرب لا هوادة فيها من السلطات الأجنبية طبقا للمخطط الرامي الى محاربة المهاجرين لطلب العلم في الخارج وكانوا يعتبرونه أحد الخطرين على الأمن الذين يحسن التخلص منهم..

    وأخيرا وبعد عناء شديد عرض عليه منصب سكرتير الغرفة التجارية في السودان ، ولكن هذه الوظيفة لم تكن لتلائم ميوله الفكري ولم يؤخذ بعين الاعتبار تعليمه وتخصصه الذي عانى من أجله. فكر معاوية وقدر وعاوده الحنين لدنيا الفكر ، و ضاقت به الحياة وقرر الرحيل الى مصر مرة أخرى ليبحر في عالم الفكر والأدب. ولكنه عاد هذه المرة وهو يتميز غيظا وحقدا على السلطاب الأجنبية التي تعمل على قتل مواهب الشاب السوداني وحرمانه من العيش كمواطن مقتدر .. . وفي مصر بدأ كتابته بغيظ وشراهة قاصدا السلطات الحاكمة وكانت سلسلة كتاباته بعنوان (( سوداني ينظر الى سودانه)) تكشف جانبا من شخصية معاوية .. ألا وهي شخصية معاوية الوطني المحب لبلاده وشعبه. كتب معاويه الكثير وفي كثير من الصحف المصرية .. كتب عن القهر و الظلم والجهل وما شابه،

    كتب الكثير لتوعية شعبه وشباب سودانه الحبييب واستمر هكذا يصل الليل بالنهار قارئا وكاتبا يغالب متطلبات العيش حتى وهن ذهنه الوقاد واعتل جسده المكدود فسقط فريسة لمرض عقلي في 1935، وانه لمن المرجح أن اختلال قواه العقلية جاء ناتجا لفشله في أن يوفق بين حياته وطموحه الفكري وواقع بيئته (( على ما بين الاثنين من تباين جلي وقروق شاسعة )) دخل معاوية مستشفى الأمراض العقلية بالقاهرة لعدة أسابيع بين ناقصي العقول وهو صاحب (( العقل الكبير الوقاد)) ولما تحسن حاله بعض الشىء رجع مرة ثانية الى بلاده يحمل مأساته .


    مارس معاوية حياته الطبيعية في السودان، ويقال انه كان يحمل مصحفا بين ثنايا جلبابه ، يتلو من آياته البينات ويجتلي معانيه ويتأمل سحرها وهو يردد في نشوة أنه اكتشف في كلام الله معاني طالما غابت عنه ، كان يتكلم

    في بعض الأحيان بغموض شديد وكان يميل الى الوحدة والعزلة، حيث كان يقضي كل وقته في المنزل وحيدا

    بعيدا عن دنيا الناس ، عمل أهله جهد طاقتهم لانتشاله مما هو عليه(( وهنا جاءت الطامة الكبرى )) ، حيث عرضوه

    على فقيه عسى أن يشفيه من المرض، ولكن هذا الفقيه لم يكن الا دجالا، فأخذ يعالجه بالأعشاب وتلاوة الطلاسم ولما لم يجد

    تحسنا في حالته أخذ يمزق جسده بالسياط زاعما أنه يخرج الأرواح الشريره القابعة في جسده. وكان طبيعيا أن تزداد

    حالته سوءا، ففقد قواه العقلية تماما وأخذ يتهاوى تحت لهيب السياط الى أن انتقلت روحه الى بارئها في أواخر

    عام 1941. وبذا خبا الضوء اللماح وانطفأ وهج البارقة التي لا حت في سماء الفكر.


    هذه لمحة خاطفة لحياة ناسك الفكر الأستاذ معاوية محمد نور منصور.. هذا الفتى العربي الافريقي الذي تبدى

    كالشهاب الذي سرعان ما هوى ضحية لذهن متقد و طموح لا حدود له ، وبيئة جاهلة ، وحاكم مستبد من جهة أخرى.

    وحين غابت شمس معاوية وسار في مسيرة الأبد ، بكاه الأدباء والمفكرون، ورثاه العقاد بقصيدة تفيض لوعة وأسى .

    وكما عاش غريبا كان زاده الجحود والنكران ، مات معاوية . و ياليت معاوية لم يمت.. لكان نجما مفردا في عالم الفكر العربي على حد تعبير استاذنا العقاد.. رحمهما الله جميعا


    لقد قام الأخ الرشيد عثمان خالد وبمساعدة عمه المرحوم السبكي خالد بجمع كل مخططات معاويه والتي بعضهاكتب بدمه على حائط الغرفة التي كان يحبس فيها . جمعت في كتاب دراسات في الأدب والنقد وطبع في دار التأليف والنشر - جامعة الخرطوم عام 1970 "

    كتاب دراسات في الادب والنقد
    مؤلفات الاستاذ معاوية محمد نور
    أعده للنشر : الرشيد خالد
    عرض وتقديم : أمنية
    نقلاً عن منتديات النافذه- كندا
                  

العنوان الكاتب Date
في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور مدثر محمد عمر04-02-08, 06:19 AM
  Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور عبدالغني كرم الله بشير04-02-08, 06:23 AM
  Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور Murtada Gafar04-02-08, 06:34 AM
    Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور مدثر محمد عمر04-02-08, 06:45 AM
      Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور مدثر محمد عمر04-02-08, 06:58 AM
        Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور مدثر محمد عمر04-02-08, 07:39 AM
          Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور مدثر محمد عمر04-02-08, 07:45 AM
            Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور عبدالغني كرم الله بشير04-02-08, 08:07 AM
              Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور مدثر محمد عمر04-02-08, 09:39 AM
                Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور مدثر محمد عمر04-02-08, 10:18 AM
                  معاوية محمد نور أبو الملكية الفكرية في السودان!! مدثر محمد عمر04-02-08, 10:39 AM
                    معاوية وبليك/ العبقري والشهرة !! مدثر محمد عمر04-02-08, 02:48 PM
  Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور Adil Osman04-02-08, 04:01 PM
  Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور Mutwakil Mahmoud04-02-08, 05:07 PM
  Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور Seif Elyazal Burae04-02-08, 06:48 PM
    Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور Murtada Gafar04-03-08, 06:08 AM
    Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور مدثر محمد عمر04-03-08, 06:12 AM
      Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور مدثر محمد عمر04-03-08, 06:19 AM
        Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور مدثر محمد عمر04-03-08, 07:04 AM
          Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور مدثر محمد عمر04-03-08, 07:23 AM
            Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور مدثر محمد عمر04-03-08, 06:34 PM
              Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور مدثر محمد عمر04-03-08, 07:00 PM
                Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور Murtada Gafar04-04-08, 07:20 AM
                Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور Murtada Gafar04-04-08, 07:21 AM
                  Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور مدثر محمد عمر04-04-08, 01:33 PM
                    Re: في الخرطوم .. خواطر وذكريات محزونة بقلم : معاوية محمد نور مدثر محمد عمر04-05-08, 06:39 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de