اين انسان الشمال من كل هذا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-08-2024, 03:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-02-2008, 03:06 AM

خليل عيسى خليل

تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اين انسان الشمال من كل هذا (Re: خليل عيسى خليل)

    http://www.alayaam.info/index.php?type=3&id=2147506750
    صحيفه الايام السودانيه

    [size=5][color=#FF0000]سد كجبار (2-2)

    لقد انبرى عدد من الصحفيين من باشكتبة الإنقاذ يدافعون عن السد بغير علم ويدينون ما أسموه برفض المواطنين لمشاريع التنمية في منطقتهم وهم يهرفون بما لا يعرفون ويتحدث بعضهم عن التنمية والعمران الذي سيصيب تلك المنطقة من جراء قيام هذا الخزان دون أن يحدد طبيعة هذه التنمية المتوقعة وبعضهم يحدد ذلك بالطاقة الكهربائية التي ستتولد من الخزان وتعود بالنفع على كل السودان وبعضهم تحدث عن تخزين حصتنا غير المستغلة من مياه النيل. وجميع هؤلاء يتحدثون بوحي من خيالهم والغرض في النهاية هو الدفاع عن قرارات المؤتمر الوطني بغض النظر عن صحتها القرار أو خطئها وإلا فمن أين لهم أن يعرفوا أن السد سيقام لتوليد الكهرباء أو لتخزين المياه ولم يتفوه الشخص القائم بأمر السدود بكلمة واحدة عن هذا السد وأهدافه, أم أنهم يعرفونه بالعلم اللدني؟ وللأسف فان بعض هؤلاء من الجهل لدرجة لا يصلح معها للخوض في مثل هذه الأمور ففي احدى الصحف كتب أحدهم بأن الخزان سيستفاد منه في تخزين حصتنا من المياه والتي لا نستغل منها سوى 4,5 مليار متر مكعب وهذا غير صحيح والصحيح أننا ومن حصتنا البالغة 18 مليار متر مكعب نستخدم حوالي 15 مليار متر مكعب والباقي حوالي 3 مليار متر مكعب ولا يمكن تخزينها حسب الخبراء إلا في خزان الروصيرص بعد تعليته. ثم يقول الكاتب أن البعض يرفض الخزان من منطلق أنه سيغرق بعض الآثار الفرعونية بالمنطقة وأن الحي أولى من الميت وهذا غاية في الجهل بتاريخ الوطن الذي يستكنه لأن الآثار التي يتحدث عنها الناس هي آثار الحضارات السودانية حضارة كرمة وكوش والممالك النوبية المسيحية فلماذا لا يقرأ هؤلاء التاريخ وغيره قبل أن يجلسوا للكتابة ويشوشوا على القراء بكتاباتهم البائسة ومعلوماتهم الضحلة؟ أحدهم شطح, وهذا ديدنه في الدفاع عن أنظمة بالحق وبالباطل, وبعد أن أشار إلى أن جهات يهودية معلومة تقوم بالترويج لحضارة النوبة بالإشارة إلى حضارة كوش وأنها نوبية وليست فرعونية( وأنت رأيك إيه في نوبية أو فرعونية حضارة كوش؟ وعلى كل شكراً للجهات اليهودية المعلومة) وبعد أن ذكر بعض الخطرفات عن الحضارة النوبية وكوش والفراعنة وخلطها بالديانات ذاكراً أنه كانت هنالك دولة تدين باليهودية وبعث فيها سيدنا موسى عليه السلام ثم أشار إلى أن بعض المسلمين يرددون كلمة كوش دون علم في معارضة سد كجبار وانتهى الكاتب من ثم إلى القول: ( فأي ترديد بهذا المعني لهذه الكلمة في محاولة لعرقلة قيام مشروع سد كجبار هو نوع من الدعوة أو الادعاء الصهيوني العالمي بتحديد دولة إسرائيل إلي النيل العظيم..وهو لا يصب إلا في دعوة اليهود لقيام كيانهم الكبير وبلوغ مياه النيل وبسط هيمنتهم علي أرضنا وحرمان أهلنا المحرومين من التنمية واستغلال أرضهم الخصبة وطاقتهم المنتجة من السد في ولوج مراحل جديدة من التنمية وإيقاف الزحف الصحراوي وعودة النازحين والمسافرين الذين أقاموا ببلاد الله الواسعة إلي أرضهم وأهلهم..وجذورهم.). ورغم سذاجة حديثه وغرابة محاولة الربط بين خزان كجبار والمشروع الصهيوني وافتقاده لأي منطق ومعقولية إلا أن مثل هذا الحديث ومحاولة إرهاب الآخرين بزج إسرائيل في كل فعل أو قول يختلفون معه قد فقد بريقه ومفعوله منذ زمن بعيد حين أكتشف الناس أن كل الأنظمة العربية تتعامل مع الكيان الصهيوني بشكل أو بآخر ولم يعد التعامل مع إسرائيل سبة لدي العرب أنفسهم دع غيرهم من الأجناس. ونحن نرجو في السودان الجديد أن تقوم علاقات دبلوماسية كاملة مع دولة إسرائيل وإذا كانت هنالك دولة عربية واحدة لا تقيم علاقة ظاهرة أو خفية مع إسرائيل فلترمنا بحجر. وشوف غيرها.
    أما والي الولاية الشمالية فقد خرج علينا بفديو كونفرنسVideo Conference في مجلس الوزراء وبلقاءات صحفية ليعلن للناس أن المواطنين موافقين على قيام السد وأن السد هدية من رئاسة الجمهورية للولاية لتفعيل مصادرها إلا أنه لم يوضح لنا ما هو بالتحديد العائد الذي سيعود على الولاية من هذا السد وما هي طبيعة تلك المصادر التي يعتقد أنه سيتم تفعيلها بفضل هذا السد. وأشار إلى أنه يتم إجراء دراسات بتقانات حديثة عوضاً عن التقانات المتخلفة التي استخدمت في دراسات 1995 موضحاً أن التقانات الحديثة المستخدمة في الدراسات ستقلل من الأضرار التي يسببها السد ( الصحافة 8 مايو 2007م) لكنه أيضاَ لم يوضح لنا كيف يمكن للدراسات الجيوتقنية سواء استخدمت فيها تقانات حديثة أو متخلفة أن تكون لها تأثير في الأضرار الناجمة عن قيام السد!!! ثم أضاف السيد الوالي بأن الولاية في حاجة لتهجير كل أبنائها للوصول إلى تنمية حقيقية !!! والعبارة الأخيرة هي تحديداً مربط الفرس حيث أنها رفعت الغطاء جزئياً عن الأجندة الخفية التي تهدف إلى تغيير الخارطة السكانية للمنطقة بحيث تصبح خالية من العنصر النوبي ويصبح مثلث عبد الرحيم حمدي ( حلفا, الأبيض, سنار) بدلا عن ( دنقلا , الأبيض , سنار) ويكون مثلثاُ عربياُ خالصاُ فقد أشارت بعض الدراسات ( نادر جمال محمد أحمد ـ الانترنت/ المنتدى النوبي،) إلى أن سد كجبار المزمع إقامته سيؤدي إلى غرق المناطق الواقعة جنوب السد إلى مسافة 140 كلم مما يعني أنه سيغرق المنطقة الممتدة من كجبار حتى جنوب مدينة دنقلا بقليل. لقد كان أشرف للوالي أن يصمت بدلاً من أن (يشيل وش القباحة) في موضوع لا يعرف عنه شيئاً سوى القليل المتمثل في أن العمل الجاري في موقع السد المقترح ما هو إلا دراسات جيوتقنية وهي معلومة زود بها على أساس المبدأ الأمني Need to know (المعرفة بقدر الحاجة) في بلد صارت فيه كل الأمور تدار بالعقلية الأمنية. فقد أرسل الوالي وفداً من حكومته ليطوف على القرى الواقعة جنوب موقع السد المقترح لإقناع المواطنين بأن العمل الجاري حالياً هو دراسات فقط وتأكيداً لذلك كشف الوفد للمواطنين أن الوالي طلب من أسامة عبد الله أن يوضح له طبيعة العمل الجاري في الموقع ولم يكتف بذلك بل أصر عليه أن يكون ذلك كتابة حتى تكون لديه وثيقة يستند عليها أمام المواطنين وبالفعل عرض الوفد على المواطنين خطاباً من المهندس أسامة عبد الله للوالي يؤكد فيه بأن العمل الجاري في الموقع ما هو إلا دراسات جيوتقنية. ولم ينس الوفد أن يؤكد للمواطنين أن توجيهات رئيس الجمهورية لوحدة تنفيذ السدود هو ألا يتم تنفيذ أي سد بدون موافقة المواطنين المتأثرين بقيام السد وذلك بالطبع ما انطوت عليه اتفاقية نيفاشا والدستور الانتقالي نصاً وروحاً. ولكن نسي الوالي ووفده الحكومي أن المواطنين قد رفضوا صراحة قيام السد فلماذا إذن الدراسات التي ستكلف خزينة الدولة ملايين الدولارات طالما أن توجيه رئيس الجمهورية هو عدم بناء سد دون موافقة المـتأثرين به من المواطنين؟ وأنه سواء كان العمل الجاري دراسة أو خلافه فان من المفترض أن الحكومة قد عقدت العزم على بناء سد في تلك المنطقة بعد تحديد الهدف من بنائه ودراسة الجدوى الاقتصادية له ثم بعد ذلك عمدت إلى الدراسات الفنية أي الجيوتقنية فإذا كان الأمر كذلك وكان هنالك جدوى اقتصادية لهذا السد ولا توجد هنالك أجندة خفية فلماذا التعتيم الإعلامي هنا أضحى بديلاً عن الضجيج الإعلامي الذي ظل يصاحب كل مشروع حقيقي أو وهمي كما حدث بالنسبة لمشروع ترعتي كنانة والرهد الذين ملأوا بهما الأرض ضجيجاً قبل أن يكتشف الناس أنهم كانوا ضحايا لوهم كبير.
    ومما يرجح وجود أجندة خفية وراء هذا السد أن الخبراء يجمعون على أنه حسب المصلحة الوطنية تكتسب تعلية خزان الروصيرص أولوية قصوى تسبق بناء خزان مروي نفسه. فقد عقد مؤخراً ندوة حول مياه النيل الحاضر والمستقبل بدار المهندس وتحدثت فيها قامات عالية من خبراء الري والمياه السودانيين على رأسهم المهندس يحيى عبد المجيد وزير الري الأسبق وخبير المياه لدى الأمم المتحدة والمهندس يعقوب أبو شورة وزير الري السابق في حكومة الإنقاذ وقد أجمع المتحدثون بما فيهم يعقوب أبو شورة بأن الأولوية حسبما تقتضي مصلحة الوطن هو تعلية خزان الروصيرص باعتباره المكان الوحيد الذي يمكن أن يخزن فيه باقي حصة السودان من المياه والبالغ حجمها حوالي 3 مليار متر مكعب ووفقاً لحديث هؤلاء الخبراء كان الواجب أن يتم تعلية خزان الروصيرص والتي تبلغ تكلفته 350 مليون دولار قبل بناء سد الحماداب التي بلغت تكلفته مليار وتسعمائة مليون دولار تقريباً ليس للاعتبارات المالية ولكن لاعتبارات متعلقة بالمياه والحاجة إليها في الري جنوب خزان الحماداب وتعارض ذلك مع الحاجة إلى تمرير هذه المياه عبر سد الحماداب لتشغيل التربينات وتوليد الكهرباء . ورغم تأكيد جميع المتحدثين في تلك الندوة على أهمية تعلية خزان الروصيرص لتخزين باقي حصتنا من المياه ليصبح حقاً مكتسباً لم يرد ذكر لخزان كجبار كخزان يشكل أهمية أو ضرورة سواء لتخزين مياه أو لتوليد كهرباء. وإذا كان هؤلاء المتحدثون هم قمم شامخة في مجال الري والمياه لا يدانيهم أحد وهذا رأيهم في أولويات إقامة السدود في السودان وذلك على ضوء الدراسات التي قامت بها الأجهزة الفنية التابعة لوزارة الري على مدى عقود من الزمان فعلى ماذا يستند المدير التنفيذي لوحدة بناء السدود في ترتيب أولوياته ليشرع في بناء سد كجبار بتكلفة( 750 مليون دولار) تزيد على ضعف تكلفة تعلية خزان الروصيرص!!؟.
    لقد بات واضحاً أن هنالك أجندة خفية وراء هذا السد تخدم جملة من الأهداف:
    1. أولها أجندة الحركة الإسلامية متمثلة في حكومة الإنقاذ التي تصر على قيام دولة عربية إسلامية في أرض السودان ومن هنا كان اقتراح عبد الرحيم حمدي حول مثلث دنقلا, الأبيض, سنار , وهو لم يحدد دنقلا في الشمال اعتباطا بل قصد ذلك باعتبار أن المناطق النوبية الواقعة جنوب دنقلا تأثرت كثيراُ بالثقافة العربية وبدأت اللغة النوبية نفسها تفقد أرضيتها لحساب اللغة العربية أما المناطق الواقعة شمال دنقلا فهي مناطق متمسكة بنوبيتها وبثقافتها النوبية لذلك استبعدتها الحركة الإسلامية من مثلثها الذي تخطط لقيامه كجزء من مخطط جرى الحديث كثيراً عنه همساً لتفتيت السودان ومن المعلوم بالضرورة الدول ذات المصلحة في تفتيت ليس السودان فحسب ولكن كل دول المنطقة ولا يخفى أيضاً على أحد العلاقة القوية التي كانت تربط بين حركة الإخوان المسلمين والدولة العظمى في ظل الحرب الباردة ,علاقة التمويل والتدريب والبعثات الدراسية, مما يستتبع بالضرورة أن الدولة العظمى تحتفظ بقيادات داخل تلك الحركة, بغض النظر عن التغيرات التي طرأت على اسمها أخوان مسلمين, جبهة الميثاق, الحركة الإسلامية, الجبهة القومية الإسلامية, المؤتمر الوطني, دور هذه القيادات هي خدمة أجندتها وأجندة حلفائها.
    2. تشير الدراسات إلى أن القدرة التخزينية للسد العالي قد انخفضت بنسبة 40% بسبب الطمي المترسب خلف السد وهذه نسبة مرشحة للارتفاع إلى 60% خلال سنوات ومن المتوقع أن يقوم سدي مروي وكجبار باحتجاز كميات هائلة من الطمي الذي كان سيذهب إلى خلف السد العالي وبذلك سيقللان من نسبة الإطماء في بحيرة ناصر وهذا هو التفسير لسر الصمت المصري عن هذه السدود ولولا ذلك لأقامت مصر الدنيا ولم تقعدها وما كانت لتسمح بقيام مثل هذه السدود ولو لجأت لاستخدام القوة وهي التي استخدمت القوة للاستيلاء على حلايب واحتلالها وهي أرض سودانية قاحلة وليس فيها ما يغري بالاعتداء عليها واحتلالها فكيف تصمت على سدود تقام على النيل وهو شريان الحياة بالنسبة لمصر إذا لم تكن هي المستفيدة أصلاً من هذه السدود؟
    3. من المعروف أن مصر تواجه انفجارا سكانياً هائلاً وليس أمامها مخرج لاستيعاب الزيادة الضخمة في السكان إلا بالاتجاه جنوباً نحو السودان واتفاقية الحريات الأربعة المبرمة بين الحكومة السودانية (حكومة الإنقاذ وقتئذ،) والحكومة المصرية تضمنت حرية التملك لمواطني البلدين في كلا الدولتين والمقصود بالطبع ليس السماح للسودانيين الذين بلغت نسبة الفقر بينهم 95% بامتلاك منتجعات سياحية في شرم الشيخ إنما قصد به السماح للمصريين بتمليك الأراضي السودانية أو بالأحرى وراثة أراضي النوبيين بعد تهجيرهم منها وقد تم التمهيد لذلك بالقرار الجمهوري في عام 2003م بضم أراضي الولاية الشمالية لوحدة تنفيذ السدود وتجريد حكومة الولاية الشمالية من أية صلاحية فيما يتعلق بالأراضي. كما سبق من قبل الإعلان كخطوة تجريبية عن تمليك 1,6 مليون فدان لشركات وأفراد مصريين في منطقة أرقين, غرب وادي حلفا, لمعرفة رد الفعل الشعبي وللأسف كان رد الفعل ضعيفاً جداً. وقد تحدث أحد قيادات الإنقاذ في اجتماع في دار اتحاد أصحاب العمل بأنه تحدث مع أحد المسئولين المصريين وقال له بأن عدد الذين وفدوا إلى السودان من غرب أفريقيا بلغ حوالي 8 مليون شخص ( حدث هذا بالطبع في ظل إعلان حكومة الإنقاذ الرسالية بفتح حدود الدولة الإسلامية أمام المسلمين من كافة أنحاء العالم للدخول بدون تأشيرات دخول أو حتى بدون جوازات سفر في التسعينيات من القرن الماضي ) وأننا في حاجة إلى استقدام فلاحين مصريين لعمل موازنة حتى لا يطغى العنصر الأفريقي ثم وجه حديثة للحضور رافعاً يده قائلا: أقل حاجة نغير لونا ده. أدلة أخرى على ذلك أن الطريق القاري القادم من مصر إلى دنقلا بالضفة الغربية من النيل يمر على بعد 40 كيلومتر من النيل حيث يسكن النوبيون في ضفافه. والطريق الآخر الذي تنفذه الحكومة السودانية و يمتد بالضفة الشرقية من دنقلا إلى وادي حلفا يبتعد كذلك عن النيل ببضع عشرات من الكيلومترات وحين احتج المواطنون على ذلك قيل لهم أن هذه منطقة ستغمرها مياه سد كجبار لذا كان لا بد من إبعاد الطريق عنها. كهرباء سد مروي الواقع في الولاية الشمالية ستمد بالكهرباء كل ولايات الشمال السوداني ومحلياتها باستثناء محلية وادي حلفا بالولاية الشمالية التي يقوم فيها السد. ورغم أنه في الشهور الماضية أعلن عن إضافة محلية وادي حلفا إلى المناطق المستفيدة من كهرباء سد مروي إلا أن المرء لا يطمئن لذلك ولن نصدق ذلك حتى نشاهد الكهرباء عياناً بياناً. إذن المؤشرات كلها تشير إلى أن مخطط تنفيذ اتفاقية الحريات الأربعة في جانبه الأساسي وهو حرية تملك المصريين للأراضي في السودان يمضي بخطى حثيثة وأنه حسب المعلومات يجرى الإعداد لتهجير 15 ألف فلاح مصري لتوطينهم في الحوض النوبي بعد إغراق المنطقة النوبية بمياه سد كجبار ومن بعده مياه سد دال إلى الشمال منه والذي سيغرق المنطقة من دال إلى دلقو على بعد 6 كيلومترات شمال سد كجبار المقترح وتهجير النوبيين إلى مناطق متفرقة خارج المنطقة أو حتى وسط الفلاحين المصريين لتتفرق دماؤهم ويذهب ريحهم وسط هذا العدد الضخم من المصريين. ومن الواضح أيضاً وفي إطار نفس المخطط أن العمل يجري حالياً لإعداد مدينة مروى لتكون عاصمة للولاية الشمالية بدلا عن مدينة دنقلا التي ستتأثر بمياه سد كجبار حيث يجري رصف الطرق الداخلية وبناء مكاتب ومساكن كثيرة من بينها مكاتب تخص والي الشمالية, كما تم بناء مطار يفوق مطار الخرطوم حجماً وتجهيزاً, وأوشك العمل على الانتهاء من بناء الكوبري وطريق كريمة السليم لتغيير خط سير كل المركبات المتجهة والقادمة من الشمال حتى حلفا لتمر عبر كوبري مروي وتسلك طريق كريمة\ السليم دون أن تمر بمدينة دنقلا وبذلك تصبح دنقلا مدينة معزولة تمهيداً لهجرها ونقل العاصمة منها إلى مروي.
    وأخيراً وليس آخراً نلخص أسباب رفض المواطنين لقيام سد كجبار في الآتي:
    1. لم يطلعهم أحد على الدراسات المعدة حول هذا السد وأهدافه والفوائد المتوقعة منه لمصلحة الوطن ولمصلحة المنطقة, وبالتالي لم يشاورهم أحد حول هذا الأمر بل فوجئ الناس بالآليات والمعدات والعاملين في موقع السد.
    2. التعتيم الذي يحاط به هذا المشروع يؤكد الاتهامات حول الاتفاق في إطار اتفاقية الحريات الأربعة لتهجير آلاف الفلاحين المصريين وتوطينهم في الحوض النوبي بعد إخلاء المنطقة من سكانها النوبيين.
    3. يرفض النوبيون أن يكونوا مرة أخرى ضحية وثمناً لحصول الحكام في السودان على ود الحكومة المصرية ورضاها طمعاً في دعمها وسندها لإطالة عمرهم في السلطة.4. يعتبر النوبيون موقعهم الجغرافي الذي ظلوا فيه منذ آلاف السنين ونسيجهم الاجتماعي الذي يضمهم والآثار التي ظلت مهملة عمداً تحت الأرض وفوقها تسفها الرياح في انتظار من يجهد لتنقيبها وفك رموزها لاستكمال حلقات التاريخ السوداني كل ذلك يشكل جزءاً من هويتهم النوبية والتي بدورها تشكل أساس الهوية السودانية ولهذا يقفون ضد المشروع الذي لم يتضح له هدف بعد ولكن من المؤكد أنه سيغرق مناطق واسعة من ديار النوبيين.
    5. إن كل الوعود التي يمكن أن يقدمها أسامة عبد الله حول التعويض العادل والتوطين في داخل المنطقة النوبية وإقامة مشاريع تنموية للمواطنين لن تكون لها أي مصداقية لدى المواطنين, لأنهم خبروا غروره وغطرسته من الطريقة التي جاءهم بها أول مرة وقبل ذلك من الطريقة التي تعامل بها مع المتأثرين بسد مروي من المناصير, والنوبيون أناس طبعهم الاستقامة والوضوح شأنهم شأن أسلافهم الذين وصفهم هيرودتس قبل بضع آلاف من السنين بالكوشيين المستقيمين ومن ثم فانهم لا يحبون التعامل مع جهات وأناس يكتنفهم الغموض ويفتقدون الشفافية والوضوح.



    إن من حق الناس أن يسألوا حكومتهم الرشيدة عن الدوافع وراء فصل إدارة السدود عن وزارة الري بكل خبراتها المتراكمة في هذا المجال عبر عقود من الزمان ومن خلال الإشراف على إقامة خزانات الروصيرص وسنار وخشم القربة وإدارتها دون أن ينسب إليها أحد فشلاً أو إخفاقاً في هذا الجانب؟ ولماذا تكون وحدة السدود مسئولة عن الكهرباء التي تنتجها السدود وهنالك وزارة للطاقة وهيئة للكهرباء؟ ولماذا تبني وحدة السدود مطاراً بتكلفة 40 مليون دولار وهنالك هيئة قومية للطيران المدني؟ ولماذا تقوم ببناء مستشفى للأورام بمواصفات عالمية بمدينة مروي رغم وجود وزارة صحة اتحادية ووزارة صحة ولائية وهيئة قومية للعلاج بالذرة؟ ولماذا تتولى بناء الطرق بمدينة مروي وتقوم ببناء سد على النيل هناك بتكلفة بلغت حتى الآن 19 مليون دولار رغم وجود حكومة ولائية مسئولة عن البناء والتشييد بالولاية؟ لماذا كل هذا التغول على اختصاصات الجهات الحكومية المختلفة وما الحكمة من وراء ذلك؟, ثم ما هو السبب وراء تبعية وحدة السدود على وجه الخصوص لرئاسة الجمهورية هل الغرض من وراء ذلك منحها الحصانة ضد المحاسبة والمراقبة وإعفائها من التقيد بالقواعد والإجراءات المالية والمحاسبية إذا بقيت لتلك القواعد أصلاً قوة إلزامية في ظل الفوضى والفساد المستشري؟ ثم ما هو السر وراء تعيين أسامة عبد الله تحديداً ليكون مسئولاً عن وحدة السدود وهو لا يذكر حين تذكر السدود والمياه والري ولا يعرف له صلة بتلك المجالات وهنالك خبراء سودانيون يشار إليهم بالبنان في هذا المجال؟ ثم لماذا يكون شخصاً واحداً وزيراً وفي نفس الوقت مديراً تنفيذياً لهذه الوحدة الغريبة ألنقص في الأنفس وقلة في الرجال؟ وهل تخضع وحدة السدود هذه لمراقبة المراجع العام أم أنها بكل المليارات من الدولارات التي تتعامل فيها تدخل ضمن الوحدات التي قال عنها المراجع العام بأنها لم تقدم حساباتها للمراجعة لعدة سنوات وتكون بذلك واحدة من الوحدات الواقعة في دائرة الشك باعتبارها بؤرة من بؤر الفساد حتى تخضع للمراجعة وتثبت العكس خاصة وأن البنك الدولي يشير إلى أن السدود هي أكثر المرافق فساداً في العالم كله؟ أسئلة كثيرة ومشروعة تدور في أذهان الناس لا أحد يملك الإجابة عليها سوى قلة من أهل الإنقاذ يعدون على أصابع اليد الواحدة انتهى إليهم أمر السودان كله.[/size]
                  

العنوان الكاتب Date
اين انسان الشمال من كل هذا خليل عيسى خليل04-01-08, 01:21 AM
  Re: اين انسان الشمال من كل هذا خليل عيسى خليل04-01-08, 01:23 AM
  Re: اين انسان الشمال من كل هذا خليل عيسى خليل04-01-08, 01:25 AM
  Re: اين انسان الشمال من كل هذا خليل عيسى خليل04-01-08, 01:28 AM
  Re: اين انسان الشمال من كل هذا خليل عيسى خليل04-01-08, 01:58 AM
  Re: اين انسان الشمال من كل هذا خليل عيسى خليل04-01-08, 02:00 AM
  Re: اين انسان الشمال من كل هذا خليل عيسى خليل04-02-08, 03:03 AM
  Re: اين انسان الشمال من كل هذا خليل عيسى خليل04-02-08, 03:06 AM
    Re: اين انسان الشمال من كل هذا hanouf5604-04-08, 08:45 PM
      Re: اين انسان الشمال من كل هذا مهتدي الخليفة محمد نور04-04-08, 11:13 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de