رابطة خريجي مدرسة أبي كدوك النموذجية - جيل الوفاء لأهل العطاء ( يوجد فيديو وصور)

Quote: عادل إبراهيم: «أبو كدوك» معطاءة تستحق الوفاء: قبل واحد وعشرين عاما، تخرجنا في مدرسة أبى كدوك المتوسطة الاعدادية - بأم درمان - في دفعة كانت نسبة نجاحها «100%» وحازت المركز الأول على مدارس معتمدية الخرطوم، حينذاك، كنا فرحين ونحن ننتقل من مرحلة لأخرى، ثم تفرقت بنا السبل بعد ذلك، إلى ثانويات مختلفة، وجامعات مختلفة، لنجد أنفسنا الآن - بعد كل هذه السنوات موزعين على أرجاء هذه الدنيا الواسعة الفسيحة في أميركا، وكندا، واستراليا، واوروبا، والخليج. لم تجمعنا الاجازات ولكن كانت تحتوينا الذكريات الجميلة، ذكريات «ابي كدوك» بكوكبة اساتيذها الرائعين وزملائنا وتفاصيل أيامنا في فصولها. ثم تمر الأيام لتجمعنا «شاشة الكمبيوتر ومفاتيح الكي بورد»، عبر «الشبكة العنكبوبتة» في تواصل بناء، ناضج، أسس لعاطفة الوفاء الجياشة التي كانت تغمر صدورنا تجاه هذه «المدرسة الرائعة»، ولعل عاطفة زملائنا في أميركا، كانت أطغى وأعمق فدقوا أول «مدماك» في صرح «رابطة خريجي مدرسة ابي كدوك» الشامخ، وحاز شرف هذا الاساس الباشمهندس حسن زمراوي، في ولاية إلينوي، الطالب النجيب والخريج الأريب النشيط المثابر، الذي له فضل تأسيس هذا الكيان الوفي، ثم تبعته «مداميك» أُخر من كندا، واستراليا، وأوروبا والخليج، لتفرد «ابي كدوك» ذراعيها على اتساعهما، لتشمل كل هذا العالم الفسيح، بأبنائها هؤلاء، الذين لم يخيبوا ظنها، وهي المرتكزة بأشجارها السامقة في وسط ام درمان وهي التي عرستهم في دروب هذه الحياة علما وعقلا وفلاحا، بفضل كوكبة الاساتذ الفضلاء: الطيب رحمة - محمد ابراهيم جبراوي - عثمان محمد بك - الطيب ابشر - محمد ابراهيم طمبل - الشقليني، والكثير من الذين ما بخلوا علينا بجهد ينشرون العلم والمعرفة طوال هذه السنين وما لانت لهم قناة ولا قل لهم عزم. وقد هاتفني قبل أيام الاستاذ عبد الرحمن الطقى، أحد الاساتيذة الرائعين الذين انخرطوا في سلك التدريس بأبي كدوك، وهو الآن يواصل رسالته السامية في هذه البلاد المعطاءة، بين ظهرانينا هنا في قطر. «رابطة خريجي ابي كدوك» تواصل جميل، وراق، ومبدع بين الاجيال التي تمر في رحلة العلم على ظلال «أبي كدوك» الوريفة، وأسست مكاتبها في أرجاء المعمورة ومدت المدرسة بكل خيرات هؤلاء الخريجين، ودعمت المدرسة ماديا ومعنويا، وماديا بمدخلات العلم الحديث كأجهزة الحاسوب وتطوير المدرسة، ومعنويا بهذا الاحساس الذي لا يوصف، حينما تنهمر المكالمات الهاتفية على اساتذة المدرسة، من كل جهات الدنيا، في يوم احتفال الخريجين القدماء بالخريجين الجدد، عبر مناسبة منقولة عبر وسائل الاعلام، ويتقاطر إلى ساحة المدرسة، افواج وافواج من خريجيها الموجودين في السودان، والذين تصادفت اجازاتهم مع هذه المناسبة، لتلتقي جهود العطاء مع عواطف الوفاء، ونظرات الرضا العميق من الاساتذة بعيون مترعة بالعرفان، والشكر، ومن طلاب وخريجين لم تنسهم امتدادات الدنيا الواسعة، معلميهم ولا مدرستهم فكانوا أهلا للوفاء، كما أن «ابوكدوك» كانت وستظل، بإذن الله، اهلا لثر العطاء.