|
Re: المسكوت عنه في قضية دارفور (Re: 7abib_alkul)
|
من واقع الحرص على ابراز وجهات النظر كافة حول هذه القضية المهمة ، وبعد أن أوضحت وجهة نظري الخاصة ، أنقل المقال الثالث بشأن دارفور من سودانايل
حريق دار فور والنظرة القاصرة جلال بشرى [email protected] الحريق الذي يلتهم الآن اقليم دار فور الواقع في أقصى غرب السودان والممتد على الحدود مع تشاد وليبيا وافريقيا الوسطى هو إفراز طبيعي لسياسة نظام الانقاذ الحاكم في الخرطوم في معالجة مختلف القضايا السودانية. حكومة الانقاذ عمقت أزمة دارفور بمعالجاتها القاصرة التي تفتقد للحكمة وتقديمها مصلحة الحزب الحاكم على مصلحة الكيان السوداني وانحيازها لفئة معينة من سكان المنطقة ضد الفئات الأخرى وتصرفاتها المتناقضة تجاه مشكلة دار فور التي بدأت بشرارة صغيرة وتمرد محدود في جبل مرة . حكومة الخرطوم اطلقت يد مليشيات "الجنجويد" العربية الموالية لها وامدتها بالسلاح لمحاربة ما تسميه «الجماعات الخارجة على القانون» في المنطقة انابة عنها . وقد اعتبرت الجماعات التي حملت السلاح في وجه النظام والتي يتكون معظمها من قبائل الفور والزغاوة والمساليت ذات الأصول الأفريقية، ان انحياز الحكومة لمليشيات الجنجويد العربية بمثابة استهداف للعنصر الأفريقي في دارفور وقد استغلت الحركة المتمردة ذلك باطلاق حملة اعلامية في الداخل والخارج اتهمت فيها الحكومة بشن حرب إبادة وحملة تطهير عرقي ضد القبائل الإفريقية في دار فور الأمر الذي أدى لصدور بيانات من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان ادانت حكومة الخرطوم وطريقة معالجتها للأزمة ولفتت الانتباه للمأساة الانسانية التي خلفها الصراع في دارفور الأمر الذي قد يفتح الباب واسعا لتدويل الصراع الدائر ومما زاد الطين بلة وفاقم الأزمة تصرفات الحكومة المتناقضة تجاه مشكلة دارفور، فتارة تسعى الحكومة للتفاوض مع المتمردين في دارفور وقد فعلت ذلك بالفعل ووقعت معهم انفاقاً للسلام في مدينة أبشى التشادية بوساطة من الرئيس التشادي ادريس ديبي مالبث ان انهار وتبادل الطرفان الاتهامات بالتسبب في انهياره ،وتارة أخرى تقلل الحكومة من شأن هذه الحركات المتمردة على المركز وتعتبر عناصرها مجرد قطاع طرق يمارسون «النهب المسلح» وتنفض يدها من خيار التفاوض وتعلن الحرب على هذه الجماعات كما حدث الأسبوع الماضي وعلى لسان أعلى مسؤول بالحكومة، وتارة تتهم حركة قرنق بدعم التمرد في دارفور، وتارة تتهم حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الدكتور حسن الترابي عراب الانقاذ السابق، وتارة تتهم إرتيريا و"جهات خارجية" أخرى لم تسمها. ولن تستطيع الحكومة الادعاء بان تمرد دارفور حرب ضد العروبة والاسلام كما كانت تفعل تجاه حرب الجنوب وتروج لذلك لأن الذين يرفعون السلاح في دارفور هم جميعا مسلمين كما أن جميع الشعب السوداني يعرف ان نار القرآن الكريم لم تمت في دارفور منذ دخول الاسلام للسودان وحتى اليوم ،ومن دارفور كانت تخرج كسوة الكعبة الشريفة في عهد السلطان علي دينار وهذا تاريخ معروف للجميع . هذا التناقض الصريح في تعامل الحكومة مع أزمة دارفور أدى لتفاقمها واستفحالها حتى أصبح الصراع الدائر في دارفور يشكل تهديدا حقيقيا لاتفاق السلام المرتقب بين الحكومة وحركة قرنق التي تحمل السلاح في الجنوب، وتهديدا أكبر لوحدة السودان . مشكلة دارفور هي قضية سياسية في الأساس يتطلب حلها علاجاً سياسياً وحكمة ومرونة والجماعات التي حملت السلاح في وجه الحكومة المركزية لا تطلب شيئا أكثر من العدل والمساواة وازالة التهميش والظلم التاريخي الذي يعاني منه الاقليم والتوزيع العادل للسلطة والثروة. وقد أجمع المراقبون في الداخل والخارج على عدالة هذه المطالب كما أن جلوس الحكومة للتفاوض مع متمردي دارفور عدة مرات في تشاد يعتبر اعترافا صريحا منها بهذه الجماعات المتمردة وبعدالة مطالبهم . وهي نفس المطالب التي رفعتها حركة قرنق بالجنوب وحاربت من اجلها جميع الأنظمة الحاكمة في الشمال منذ عام 1983. ورضوخ حكومة الانقاذ لمعظم مطالب حركة قرنق واضطرارها لتقديم تنازلات ضخمة للحركة وتخليها عن شعاراتها المرفوعة الواحد تلو الآخر في مفاوضات السلام الجارية الان في نيفاشا بكينيا فتح شهية الأقاليم الأخرى التي تعاني من نفس المشكلات التي يعاني منها الجنوب وتشعر بالتهميش والظلم من المركز. الأمر الذي دفعها لحمل السلاح ضد الحكومة لانتزاع حقوقها كما حدث في الشرق وجنوب النيل الازرق وجبال النوبة وفي دارفور الآن . لأن رضوخ الحكومة للحركة التي كانت تحاربها في الجنوب أكد انها لا تتفاوض الا مع من يرفع السلاح. الأمر الذي قد يفتح الطريق لبروز المزيد من حركات التمرد وتحويل السودان الى صومال أخرى. فسياسات نظام الانقاذ حولت السودان بأكمله الى كتلة من المهمشين واستأثرت اقلية بعدد اصابع اليد بالسلطة والثروة .والحريق المشتعل الآن في دارفور قد يلتهم السودان بأكمله أذا لم يتم تداركه بحكمة وبالسرعة المطلوبة فالنار تبدأ من مستصغر الشرر .
جلال بشرى
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
المسكوت عنه في قضية دارفور | خالد عويس | 01-06-04, 11:13 AM |
Re: المسكوت عنه في قضية دارفور | اساسي | 01-06-04, 11:32 AM |
Re: المسكوت عنه في قضية دارفور | أحمد أمين | 01-06-04, 01:42 PM |
Re: المسكوت عنه في قضية دارفور | خالد عويس | 01-06-04, 01:48 PM |
Re: المسكوت عنه في قضية دارفور | theNile | 01-06-04, 03:00 PM |
Re: المسكوت عنه في قضية دارفور | Zoal Wahid | 01-06-04, 04:04 PM |
Re: المسكوت عنه في قضية دارفور | خالد عويس | 01-06-04, 05:38 PM |
Re: المسكوت عنه في قضية دارفور | خالد عويس | 01-06-04, 05:49 PM |
Re: المسكوت عنه في قضية دارفور | aosman | 01-07-04, 02:55 PM |
Re: المسكوت عنه في قضية دارفور | 7abib_alkul | 01-07-04, 04:22 PM |
Re: المسكوت عنه في قضية دارفور | خالد عويس | 01-07-04, 05:33 PM |
Re: المسكوت عنه في قضية دارفور | aosman | 01-07-04, 06:10 PM |
Re: المسكوت عنه في قضية دارفور | خالد عويس | 01-13-04, 10:45 AM |
|
|
|